سودانايل:
2024-11-05@23:23:10 GMT

الذكرى المئوية لثورة 1924 (1) .. بقلم : تاج السر عثمان

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

1
يتزامن مطلع العام الجديد مع الذكرى 68 لاستقلال السودان، والذكرى المئوية لثورة 1924 التي كانت النواة لانطلاق الحركة الوطنية الحديثة في نضال طويل وشاق حتى تمّ رفع علم الاستقلال في 1 / يناير/ 1956، تمر الذكرى المئوية لثورة 1924 والبلاد تشهد حربا لعينة هدفها الأساسي تصفية ثورة ديسمبر، والتفريط في السيادة الوطنية ونهب ثروات البلاد، كما حدث في نزوح الملايين ومقتل الالاف من الاشخاص، وتدمير مواقع الإنتاج الصناهي والزراعي والخدمي، وتدمير البنية التحتية، والمراكز والمتاحف الثقافية والتراثية بهدف محو تاريخ السودان الذي يجب أن نبذل اقصى الجهد للمحافظة عليه وتمليكه للاجيال الجديدة ،وتهجير قوى الثورة كما حدث في الخرطوم ودارفور وأخيرا مدني .

الخ، وهو تدمير ممنهج هدفه كما اشرنا تكريس التبعية والاعتماد علي الخارج، وتمكين سيطرة الاستعمار الحديث علي اراضي وثروات بلادنا.
نتابع بمناسبة الذكرى المئوية لثورة 1924 في هذه الحلقات كيف انفجرت الثورة، وأهدافها، واسباب فشلها، والرموز السياسية والفكرية والثقافية للثورة الذين مازالت ذكراهم خالدة مثل : على عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين، و خليل فرح وعرفات محمد عبد الله . الخ.
2
كانت ثورة 1924 النواة التي انطلقت منها الحركة السياسية الوطنية الحديثة ، وتنظيماتها الحديثة التي انبثقت منها، والتي قامت علي أهداف سياسية، لا علي قبلية أودينية أو عنصرية أو طائفية مثل: حمعية الاتحاد السوداني وبعدها اللواء الأبيض التي كانت تطورا أوسع لها، يعزز ذلك الآتي:
جاء في أهداف جمعية اللواء الأبيض في الرسالة التي نشرها عبيد حاج الأمين من قيادات اللواء الأبيض في صحيفة الاهرام بتاريخ : 6 أغسطس 1924 ، أكدت تلك الرسالة الأهداف السياسية التي قامت عليها، رغم اختلاف وجهات النظر حول وحدة وادي النيل تحت التاج المصري، يقول عبيد في رسالته:
* "- جمعية اللواء الأبيض حمعية سودانية قبل كل شئ ، سودانية بأوسع الكلمة.
- غرضها الأساسي تحرير الوطن المعذب من رق العبودية وخلاصه من المستعمر الغاصب.
- تتوسل الجمعية بكافة الوسائل المشروعة لبلوغ مقصدها ، وأول هذه المجاهرة أمام العالم المتمدن ، ورفع صوت الأمة في كل ناد.
- ليست الجمعية جمعية دسائس أو مكائد سرية ضد أي فرد أو مجموع أو أمة ، وهي تخدم كل الآراء المنزهة عن الأغراض السيئة مهما كانت مغايرة لمبادئها.
- لا تتحيز الجمعية لحزب دون آخر ، وهي تحمل للجميع كل اخلاص واحترام.
- تعمل الجمعية لتحقيق غرضها الأسامي دون سواه، فهي لا تخدم أية سياسة أجنبية ، معتمدة علي قوة حقها وصدق جهادها، واثقة بالنجاح.
- الجمعية موطدة الأساس متينة الجوانب معضدة من سواد أهل السودان، ولا تزيدها تصرفات الغاصب الا قوة علي قوتها. "
(للمزيد من التفاصيل: راجع: مها عبد الله حاج الأمين ، عبيد حاج الأمين، جزيرة الورد، ط 2، 2017،ص 184- 185).
3
* كانت الجمعية لا تؤمن بالفوارق الاجتماعية، ولا بالعنصرية ، بل حاربت العنصرية والقبلية والطائفية التي وُلدت وترعرعت في أحضان الإدارة البريطانية وغذتها ورعتها السياسة البريطانية لتكون سلاحا لضرب الشعب السوداني.
حاربت الجمعية القبلية في أبسط صورها ، بل أن الجمعية كانت بوتقة انصهرت فيها كل الفوارق الاجتماعية لتصب في قالب الوحدة. ( المصدر السابق، ص 102).
من الأمثلة علي رفض رفض العنصرية ، احتجاج علي عبد اللطيف علي المقدمة التي كتبها سليمان كشة في مقدمة كتاب " تسمات الربيع" التي ورد فيها " شعب عربي كريم" ، أشار علي عبد اللطيف في احتجاجه بعبارة " شعب سوداني كريم" ، إذ لا فرق بين عربي وجنوبي أوزنجي، وكان علي عبد اللطيف رغم اصوله الزنجية رئيسا لجمعية اللواء الأبيض تكريما له.
* كانت حركة اللواء الأبيض ذات طابع قومي، وضمت في قيادتها وعضويتها أفرادا من قبائل وأجناس مختلفة تعكس تنوع السودان ومناطقه المختلفة ، وأصوله العربية والافريقية مثل: الملازم علي عبد اللطيف ، عبيد حاج الأمين، صالح عبد القادر، موسي لاظ ، عبد الفضيل الماظ ، الطيب بابكر ، مزمل علي دينار ( من دارفور) ابن السلطان علي دينار، وكذلك شيخ العلماء الأمين ابوالقاسم أحمد هاشم .الخ ( للمزيد من التفاصيل راجع مها عبد الله : مرجع سابق)، وكان لها قسم علي القرآن والانجيل للمسيحيين، وتطورت الحركة واصبح لها فروع في : بورتسودان، ودمدني، عطبرة، الأبيض ، سنار، حلفا وكل أرجاء السودان .
كان شعارها علم أبيض رُسمت عليه خريطة وادي النيل ، وفي ركن العلم المصري الأخضر، وكُتب عليه عبارة " الي الأمام" ( المرجع السابق).
4
* لم تكتف الجمعية بالشعارات والأهداف السياسية اعلاه، بل ربطت أهدافها بقضايا اقتصادية واجتماعية نوعية تتعلق بالنضال ضد الاستعمار ، كما في رفض واغتصاب أرض الجزيرة بطريق الايجار حتي جعل سعر الفدان عشرة قروش صاغ في السنة.
- مصادرة أملاكهم (الأهالي) وتسليمها لشركة استثمار السودان ، وحرمان الايتام والارامل من ارث الأملاك ، حتى أوقفوا تنفيذ أحكام المواريث والأوقاف الشرعية في الجزيرة. ( رسالة أحمد عمر باخريبة ، الاهرام : الخميس : 31 /7/ 1924 ، العدد ( 14435، في المرجع السابق).
اضافة للأهداف الاجتماعية والنوعية الأخري مثل :
- زيادة التعليم ، وتعليم المرأة ، وارسال الطلاب لمصر للتعليم.
- نزع احتكار السكر من الحكومة ووضعه في يد التجار.
- اسناد بعض الوظائف للسودانيين.
(للمزيد من التفاصيل راجع منشور: ناصح مخلص أمين ، في كتاب حسن نجيلة " ملامح من المجتمع السوداني – الجزء الأول").
5
* مع نشأة الحركة السياسية الحديثة ظهرت اشكال جديدة في الكفاح والنضال مثل:
- قيام الجمعيات والاتحادات السرية " الاتحاد السوداني ، وبعدها اللواء الأبيض " .
- تأسيس الأندية الاجتماعية " أندية الخريجين ، وأندية العمال والثقافية والرياضية ".
-برزت أساليب نضالية جديدة مثل: الاضرابات والمظاهرات ، حملات التضامن لاطلاق سراح المعتقلين، جمع المال لسفر الطلاب للدراسة في مصر وتهريبهم سرا، المنشورات والكتابة في الصحف، الخطب في المساجد، انتفاضات وتمرد الجنود السودانيين " تمرد الأورطة السودانية 1900 ، مقاومة العسكريين المسلحة في 1924 "، ثورة 1924.
- الجمعيات الأدبية والثقافية التي تكونت بعد هزيمة ثورة 1924 "جمعية أبى روف وجمعية الفجر".
- صدور مجلة “النهضة السودانية "وبعدها "الفجر".
- ظهور حركة تحرير المرأة ونهضتها والدعوة لتعليمها وخروجها للعمل.
- تطورت حركة الأدب والفن والمسرح والأغنية السودانية.
- ظهور الصحافة الوطنية التي لعبت دورا كبيرا في الوعي، وظهور حركة الدفاع عن الحريات والسلام.
- استمرار اضرابات العمال من أجل تحسين الأجور وشروط الخدمة ، واضراب طلاب كلية غردون 1931 بسبب تخفيض الأجور بعد الأزمة الاقتصادية 1929.
- تكوين مؤتمر الخريجين عام 1938 ، ومذكرته الشهيرة عام 1942 التي طالبت بتقرير المصير.
- تكوين الأحزاب السياسية بعد الحرب العالمية الثانية ، وانتزاع الطبقة العاملة لتنظيمها النقابي " هيئة شؤون العمال" عام 1947 ، وقانون النقابات لعام 1948 الذي قامت علي أساسه النقابات وتم تكوين اتحادات العمال والمزارعين والطلاب والشباب والنساء والمعلمين والموظفين التي لعبت دورا كبيرا في معركة الاستقلال حتى انتزاعه في أول عام 1956...
نواصل

alsirbabo@yahoo.co.uk
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: علی عبد اللطیف اللواء الأبیض

إقرأ أيضاً:

رفع جلسة الجمعية العامة لنقابة محامي طرابلس لـ 17 الحالي

أعلنت نقابة المحامين في طرابلس، في بيان، انه بناءً لدعوة مجلس النقابة بتاريخ  7/10/2024 الجمعية العامة العادية للإنعقاد يوم الأحد الواقع في 3/11/2024،  حضر نقيب المحامين في طرابلس سامي مرعي الحسن، واعضاء مجلس النقابة مروان ضاهر، باسكال ايوب، رئيسة الديوان رنا شهال، والمرشحون: نبيل قطره، نيقولا بو نقولا، نبهان حداد، رنا تانيا الغزّ، جورجينا عسّال، طوني فرنجية، نزيه القواص، رنا فتفت، وذلك في دار النقابة في طرابلس.

وبعد الإطلاع على محضر التوقيع المخصص لإحتساب النصاب القانوني، وبعد إنقضاء الساعة القانونية، وعدم إكتمال النصاب المنصوص عنه في المادة 38 من قانون المهنة، تقرر رفع جلسة الجمعية العامة لعدم توفر النصاب القانوني، وتم التأكيد على إنعقاد الجمعية العامة حُكماً يوم الأحد في 17/11/2024، في نفس الزمان والمكان المقررين في الإعلان المُبلّغ والمنشور أولاً وفقاً للنصوص القانونية، حيث سيكون إجتماع الدورة الثانية قانونياً بمن حضر.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأعترف بنتائج الانتخابات إذا كانت نزيهة
  • اللواء عثمان استقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي مع وفد
  • سقوط عصابة الشرطة المزيفة في الحي الراقي.. والعملات الأجنبية كلمة السر
  • الإمارات تشارك الجزائر الذكرى الـ70 لثورة نوفمبر
  • مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية
  • الرئيس البلغاري يهنئ رئيس الجمهورية
  • «مش في السر».. أول تعليق من منة شلبي على شائعات زواجها
  • رفع جلسة الجمعية العامة لنقابة محامي طرابلس لـ 17 الحالي
  • الجزائر ..عرض عسكري ضخم احتفاء بالذكرى 70 لثورة التحرير وعفو رئاسي عن أكثر من 4 ألاف سجين
  • كيف كانت السينما في زمن وحيد حامد؟ (تقرير)