سودانايل:
2025-03-10@12:24:31 GMT

الذكرى المئوية لثورة 1924 (1) .. بقلم : تاج السر عثمان

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

1
يتزامن مطلع العام الجديد مع الذكرى 68 لاستقلال السودان، والذكرى المئوية لثورة 1924 التي كانت النواة لانطلاق الحركة الوطنية الحديثة في نضال طويل وشاق حتى تمّ رفع علم الاستقلال في 1 / يناير/ 1956، تمر الذكرى المئوية لثورة 1924 والبلاد تشهد حربا لعينة هدفها الأساسي تصفية ثورة ديسمبر، والتفريط في السيادة الوطنية ونهب ثروات البلاد، كما حدث في نزوح الملايين ومقتل الالاف من الاشخاص، وتدمير مواقع الإنتاج الصناهي والزراعي والخدمي، وتدمير البنية التحتية، والمراكز والمتاحف الثقافية والتراثية بهدف محو تاريخ السودان الذي يجب أن نبذل اقصى الجهد للمحافظة عليه وتمليكه للاجيال الجديدة ،وتهجير قوى الثورة كما حدث في الخرطوم ودارفور وأخيرا مدني .

الخ، وهو تدمير ممنهج هدفه كما اشرنا تكريس التبعية والاعتماد علي الخارج، وتمكين سيطرة الاستعمار الحديث علي اراضي وثروات بلادنا.
نتابع بمناسبة الذكرى المئوية لثورة 1924 في هذه الحلقات كيف انفجرت الثورة، وأهدافها، واسباب فشلها، والرموز السياسية والفكرية والثقافية للثورة الذين مازالت ذكراهم خالدة مثل : على عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين، و خليل فرح وعرفات محمد عبد الله . الخ.
2
كانت ثورة 1924 النواة التي انطلقت منها الحركة السياسية الوطنية الحديثة ، وتنظيماتها الحديثة التي انبثقت منها، والتي قامت علي أهداف سياسية، لا علي قبلية أودينية أو عنصرية أو طائفية مثل: حمعية الاتحاد السوداني وبعدها اللواء الأبيض التي كانت تطورا أوسع لها، يعزز ذلك الآتي:
جاء في أهداف جمعية اللواء الأبيض في الرسالة التي نشرها عبيد حاج الأمين من قيادات اللواء الأبيض في صحيفة الاهرام بتاريخ : 6 أغسطس 1924 ، أكدت تلك الرسالة الأهداف السياسية التي قامت عليها، رغم اختلاف وجهات النظر حول وحدة وادي النيل تحت التاج المصري، يقول عبيد في رسالته:
* "- جمعية اللواء الأبيض حمعية سودانية قبل كل شئ ، سودانية بأوسع الكلمة.
- غرضها الأساسي تحرير الوطن المعذب من رق العبودية وخلاصه من المستعمر الغاصب.
- تتوسل الجمعية بكافة الوسائل المشروعة لبلوغ مقصدها ، وأول هذه المجاهرة أمام العالم المتمدن ، ورفع صوت الأمة في كل ناد.
- ليست الجمعية جمعية دسائس أو مكائد سرية ضد أي فرد أو مجموع أو أمة ، وهي تخدم كل الآراء المنزهة عن الأغراض السيئة مهما كانت مغايرة لمبادئها.
- لا تتحيز الجمعية لحزب دون آخر ، وهي تحمل للجميع كل اخلاص واحترام.
- تعمل الجمعية لتحقيق غرضها الأسامي دون سواه، فهي لا تخدم أية سياسة أجنبية ، معتمدة علي قوة حقها وصدق جهادها، واثقة بالنجاح.
- الجمعية موطدة الأساس متينة الجوانب معضدة من سواد أهل السودان، ولا تزيدها تصرفات الغاصب الا قوة علي قوتها. "
(للمزيد من التفاصيل: راجع: مها عبد الله حاج الأمين ، عبيد حاج الأمين، جزيرة الورد، ط 2، 2017،ص 184- 185).
3
* كانت الجمعية لا تؤمن بالفوارق الاجتماعية، ولا بالعنصرية ، بل حاربت العنصرية والقبلية والطائفية التي وُلدت وترعرعت في أحضان الإدارة البريطانية وغذتها ورعتها السياسة البريطانية لتكون سلاحا لضرب الشعب السوداني.
حاربت الجمعية القبلية في أبسط صورها ، بل أن الجمعية كانت بوتقة انصهرت فيها كل الفوارق الاجتماعية لتصب في قالب الوحدة. ( المصدر السابق، ص 102).
من الأمثلة علي رفض رفض العنصرية ، احتجاج علي عبد اللطيف علي المقدمة التي كتبها سليمان كشة في مقدمة كتاب " تسمات الربيع" التي ورد فيها " شعب عربي كريم" ، أشار علي عبد اللطيف في احتجاجه بعبارة " شعب سوداني كريم" ، إذ لا فرق بين عربي وجنوبي أوزنجي، وكان علي عبد اللطيف رغم اصوله الزنجية رئيسا لجمعية اللواء الأبيض تكريما له.
* كانت حركة اللواء الأبيض ذات طابع قومي، وضمت في قيادتها وعضويتها أفرادا من قبائل وأجناس مختلفة تعكس تنوع السودان ومناطقه المختلفة ، وأصوله العربية والافريقية مثل: الملازم علي عبد اللطيف ، عبيد حاج الأمين، صالح عبد القادر، موسي لاظ ، عبد الفضيل الماظ ، الطيب بابكر ، مزمل علي دينار ( من دارفور) ابن السلطان علي دينار، وكذلك شيخ العلماء الأمين ابوالقاسم أحمد هاشم .الخ ( للمزيد من التفاصيل راجع مها عبد الله : مرجع سابق)، وكان لها قسم علي القرآن والانجيل للمسيحيين، وتطورت الحركة واصبح لها فروع في : بورتسودان، ودمدني، عطبرة، الأبيض ، سنار، حلفا وكل أرجاء السودان .
كان شعارها علم أبيض رُسمت عليه خريطة وادي النيل ، وفي ركن العلم المصري الأخضر، وكُتب عليه عبارة " الي الأمام" ( المرجع السابق).
4
* لم تكتف الجمعية بالشعارات والأهداف السياسية اعلاه، بل ربطت أهدافها بقضايا اقتصادية واجتماعية نوعية تتعلق بالنضال ضد الاستعمار ، كما في رفض واغتصاب أرض الجزيرة بطريق الايجار حتي جعل سعر الفدان عشرة قروش صاغ في السنة.
- مصادرة أملاكهم (الأهالي) وتسليمها لشركة استثمار السودان ، وحرمان الايتام والارامل من ارث الأملاك ، حتى أوقفوا تنفيذ أحكام المواريث والأوقاف الشرعية في الجزيرة. ( رسالة أحمد عمر باخريبة ، الاهرام : الخميس : 31 /7/ 1924 ، العدد ( 14435، في المرجع السابق).
اضافة للأهداف الاجتماعية والنوعية الأخري مثل :
- زيادة التعليم ، وتعليم المرأة ، وارسال الطلاب لمصر للتعليم.
- نزع احتكار السكر من الحكومة ووضعه في يد التجار.
- اسناد بعض الوظائف للسودانيين.
(للمزيد من التفاصيل راجع منشور: ناصح مخلص أمين ، في كتاب حسن نجيلة " ملامح من المجتمع السوداني – الجزء الأول").
5
* مع نشأة الحركة السياسية الحديثة ظهرت اشكال جديدة في الكفاح والنضال مثل:
- قيام الجمعيات والاتحادات السرية " الاتحاد السوداني ، وبعدها اللواء الأبيض " .
- تأسيس الأندية الاجتماعية " أندية الخريجين ، وأندية العمال والثقافية والرياضية ".
-برزت أساليب نضالية جديدة مثل: الاضرابات والمظاهرات ، حملات التضامن لاطلاق سراح المعتقلين، جمع المال لسفر الطلاب للدراسة في مصر وتهريبهم سرا، المنشورات والكتابة في الصحف، الخطب في المساجد، انتفاضات وتمرد الجنود السودانيين " تمرد الأورطة السودانية 1900 ، مقاومة العسكريين المسلحة في 1924 "، ثورة 1924.
- الجمعيات الأدبية والثقافية التي تكونت بعد هزيمة ثورة 1924 "جمعية أبى روف وجمعية الفجر".
- صدور مجلة “النهضة السودانية "وبعدها "الفجر".
- ظهور حركة تحرير المرأة ونهضتها والدعوة لتعليمها وخروجها للعمل.
- تطورت حركة الأدب والفن والمسرح والأغنية السودانية.
- ظهور الصحافة الوطنية التي لعبت دورا كبيرا في الوعي، وظهور حركة الدفاع عن الحريات والسلام.
- استمرار اضرابات العمال من أجل تحسين الأجور وشروط الخدمة ، واضراب طلاب كلية غردون 1931 بسبب تخفيض الأجور بعد الأزمة الاقتصادية 1929.
- تكوين مؤتمر الخريجين عام 1938 ، ومذكرته الشهيرة عام 1942 التي طالبت بتقرير المصير.
- تكوين الأحزاب السياسية بعد الحرب العالمية الثانية ، وانتزاع الطبقة العاملة لتنظيمها النقابي " هيئة شؤون العمال" عام 1947 ، وقانون النقابات لعام 1948 الذي قامت علي أساسه النقابات وتم تكوين اتحادات العمال والمزارعين والطلاب والشباب والنساء والمعلمين والموظفين التي لعبت دورا كبيرا في معركة الاستقلال حتى انتزاعه في أول عام 1956...
نواصل

alsirbabo@yahoo.co.uk
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: علی عبد اللطیف اللواء الأبیض

إقرأ أيضاً:

كيف أصبح ويتكوف كلمة السر في مصير اتفاق غزة؟

واشنطن ـ بعدما نال الكثير من الثناء على دوره المباشر في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليوافق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في يناير/كانون الثاني الماضي، تعود الأنظار من جديد على مسعى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، لحلحلة حالة الجمود الحالية بعد رفض إسرائيل البدء في مرحلة الاتفاق الثانية، وخرقها تعهدات مرحلة الاتفاق الأولى.

ومع تكرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحديث بصورة شبه يومية عن غزة، وما يطرح من أفكار تبدو غريبة وشاذة، يعول الكثيرون على ويتكوف كممثل ذي مصداقية ونفوذ للجانب الأميركي بعيدا عن صخب ترامب.

وقد تعقد مسار اتفاق غزة بعد دعم واشنطن لرفض إسرائيل بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وطرح ويتكوف فكرة تمديد المرحلة الأولى حتى نهاية شهر رمضان المبارك، ونهاية أعياد الفصح اليهودية منتصف الشهر القادم مقابل الإفراج عن بقية الأسرى والمحتجزين، وهو ما ترفضه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بحزم على أرضية مخالفته الواضحة لما سبق الاتفاق عليه.

جدير بالذكر أنه خلال المرحلة الأولى من الاتفاق الذي وصفه ترامب "بالصفقة الملحمية" انسحبت القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان إلى مناطق عازلة حدودية، وتم إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، وسمح بإدخال المئات من شاحنات المساعدات يوميا.

إعلان

وتتطلع مختلف الأطراف إلى زيارة ويتكوف للمنطقة خلال الأيام القليلة القادمة لما لها من تداعيات مباشرة على قطاع غزة، سواء فيما يتعلق بالاتفاق على وقف إطلاق النار مرورا بالإفراج عن بقية الأسرى، ووصولا لخطط إعادة الإعمار.

هل يتشدد ويتكوف؟

وفي حديث للجزيرة نت، توقع خبير الشؤون الدولية والسياسة الأميركية آدم شابيرو أن يقدم ويتكوف إنذارا نهائيا لحماس، وأن يظهر علنا دعمه الكامل لنتنياهو خلال الزيارة، مرجحا أنه "في الوقت الذي يرغب فيه ترامب بعقد صفقة يفرج بها عن الأميركيين فقط الذين تحتفظ بهم حركة حماس، لا يبدو أنه مستعد لتقديم أي شيء في المقابل".

ومن جانبه، اعتبر رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز بولاية نيويورك الدكتور أسامة خليل أن التوصل لصفقة توقف القتال لا يصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا.

وفي حديث للجزيرة نت، أشار خليل إلى أن "نتنياهو ليس لديه مصلحة في الوفاء ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ المرحلة الثانية من تبادل الأسرى، بعد أن تعرض للحرج مرارا وتكرارا من قبل حماس خلال المرحلة الأولى من التبادلات وانتقد بشدة من قبل عائلات الرهائن بسبب أفعاله".

وأضاف خليل أن الأمر تفاقم بعد الكشف عن إخفاقات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فضلا عن "عدم قدرته على هزيمة حماس بعد 15 شهرا من العدوان، كما يواجه نتنياهو ضغوطا من الجناح اليميني المتشدد في ائتلافه لمواصلة القتال وطرد الفلسطينيين وإعادة إدخال المستوطنين إلى غزة".

محامي ترامب وداعم نتنياهو

وبينما يدافع مبعوث ترامب عن قرار إدارة الرئيس بدء محادثات مباشرة مع حماس فيما يمثل مخالفة لسياسة أميركية طويلة الأمد بعدم التفاوض مع جماعات تصنفها واشنطن بـ"الإرهاب" يرفض ويتكوف الحديث عما تقدمه واشنطن في المقابل لحماس.

وفي حديثه إلى الصحفيين خارج البيت الأبيض، قال ويتكوف إن مبعوث ترامب للأسرى الرهائن آدم بولر أجرى مثل هذه المحادثات الأيام الأخيرة -وليس الأسابيع- وأن هذه المهام تقع في نطاق اختصاصه، مؤكدا أن جوهر ما تقوم به إدارة ترامب هو "التأكيد على أننا مستعدون لإجراء حوار، لكن إذا لم ينجح الحوار، فإن البديل ليس بديلا جيدا لحماس".

إعلان

وفي الوقت ذاته، أشارت تقارير إلى عدم رضاء نتنياهو عن مفاوضات واشنطن المباشرة مع حماس على الرغم من إطلاع واشنطن إسرائيل على تفاصيل هذه المباحثات.

ويدعم ويتكوف طرح نتنياهو بتمديد مرحلة الاتفاق الأولى القاضية باستئناف إدخال مساعدات وتمديد وقف القتال مقابل الإفراج عن بقية الأسرى، وأشارت تقارير إلى هذه الخطة كانت واحدة من عدة خيارات تمت مناقشتها كطريقة محتملة للمضي قدما خلال المحادثات الأخيرة بين مسؤولين أميركيين وحماس.

وتتسق مخاوف حركة حماس من معاودة القتال بعد الإفراج عن بقية الأسرى مع ما يخرج من كبار الداعمين لإسرائيل في واشنطن، حيث عرض السناتور الديمقراطي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، ما تخشاه حركة حماس بكل صراحة.

وغرد السيناتور على منصة إكس معبرا عن دعمه لمطالب وتهديدات ترامب لحماس، وقال "أطلقوا سراح جميع الرهائن ثم أكملوا قتل أعضاء حماس مرة أخرى، أنا أتفق تماما مع الرئيس ترامب".

سلوك جيد

في حين عبر ويتكوف أمس عن آماله برؤية بعض السلوك الجيد الأسبوع المقبل، تدرس حماس فوائد التوصل إلى اتفاق مباشر مع إدارة ترامب، مع التأكيد على أن الهدف النهائي للمفاوضات يجب أن يكون الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة والإنهاء الدائم للحرب بالتزامن مع الإفراج النهائي عن الأسرى.

ويخطط ويتكوف للسفر إلى المنطقة الأسبوع المقبل، ولم يتضح بعد ما إذا كان يعتزم الاجتماع مباشرة مع حماس لتضييق مساحة الخلافات بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • جمال جمعة: ولاية النيل الأبيض خالية من مليشيا أسرة دقلو عدا منطقة واحدة
  • لقجع بين المرشحين..تنافس حاد على مقاعد فيفا ورئاسة كاف في الجمعية العمومية بالقاهرة
  • أكثر من مائة معسكر لتدريب المستنفرين في شندي
  • داعية يوضح السر في أن ليل رمضان أفضل من النهار
  • في يوم المرأة العالمي بقلم النائب هالة الجراح
  • مخاض جديد لثورة عارمة في مواجهة منابع التجويع
  • اللواء حازم حسني يفوز بمنصب الأمين العام للجنة الأولمبية المصرية بالتزكية
  • كيف أصبح ويتكوف كلمة السر في مصير اتفاق غزة؟
  • سلامة والبلشي: التوافق على 2 مايو لعقد الجمعية العمومية وانتخابات الصحفيين
  • بدء فعاليات الجمعية العمومية لنقابة المهندسين