وزير الأوقاف: الناس لن يحترموا ديننا ما لم نتفوق في أمر دنيانا
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الوزارة اتخذت خطوات جادة في سبيل التوعية بالقضية السكانية، وآخرها تخصيص الجمعة القادمة لتكون بعنوان: "الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل"، موضحًا أهمية العمل المشترك بين العلماء والأطباء من خلال تنسيق واضح على مستوى وكلاء الوزارة في كل محافظة.
وأوضح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، الاثنين، بأكاديمية الأوقاف بمدينة السادس من أكتوبر، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، أن وزارة الصحة سترشح عددًا من الأطباء الملمين إلمامًا تامًا بهذه القضية ومخاطبة الرأي العام بها، وسيكون ذلك عقب صلاة الجمعة في المساجد الكبرى كمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، والمسجد الأحمدي بطنطا، ومسجد المرسي أبو العباس بالإسكندرية، والمساجد الرئيسية مثل: مسجد الصحابة بشرم الشيخ، ومسجد عمر بن عبد العزيز ببني سويف، سواء في المدن أو القرى حسب إقامة الأطباء ويفضل التنوع، بحيث يكون بكل مركز وكل إدارة مسجد من المساجد الهامة وفي نهاية الخطبة ينوه الإمام أن هناك لقاء بعد الصلاة مع أحد الأطباء للحديث عن بعض الجوانب العلمية في القضية السكانية.
وأكد وزير الأوقاف أنه سيتم ترتيب لقاء أسبوعي بحضور أحد الأطباء للحديث حول القضية السكانية والطب الوقائي عملا على التنوع الثقافي، كما تم إصدار كتاب حول القضية السكانية بعنوان: "تنظيم النسل ومتغيرات العصر"، ضمن إصدارات وزارة الأوقاف، أكد أن قضية تنظيم النسل والمشكلات السكانية من المتغيرات التي يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن دولة إلى أخرى، بحيث لا يستطيع أي عالم أن يعطي فيها حكمًا قاطعًا أو عامًّا.
وأكد أن الكثرة إما أن تكون صالحة قوية منتجة متقدمة، يمكن أن نباهي بها الأمم في الدنيا، وأن يباهي نبينا (صلى الله عليه وسلم) بها الأمم يوم القيامة، فتكون كثرة نافعة مطلوبة، وإما أن تكون كثرة كغثاء السيل، عالة على غيرها، جاهلة متخلفة في ذيل الأمم، فهي والعدم سواء، وأن القـدرة ليست هي القـدرة الماديـة فقـط إنمـا هي القدرة بمفهومها الشامل بدنيًّا وماديًّا وتربويًّا وقدرة عــلى إدارة شئون الأسرة، وكل مـا يشمل جـوانب الـعناية بهـا والرعايـة لهـا.
وأكد أن تناول قضية تنظيم النسل يجب ألا يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية، إنما يجب أن يبرز إلى جانب هذه الآثار الاقتصادية كل الآثار الصحية والنفسية والأسرية والمجتمعية، التي يمكن أن تنعكس على حياة الأطفال والأبوين والأسرة كلها، ثم المجتمع والدولة.
وأكد وزير الأوقاف أن الأنبياء (عليهم السلام) عندما طلبوا الولد إنما طلبوا الولد الصالح لا مطلق الولد، فهذا نبي الله إبراهيم (عليه السلام) يقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"، وهذا سيدنا زكريا (عليه السلام) يقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ"، ويقــول أيضًـا: "فَهَبْ لِي مِـن لَّدُنكَ وَلِيًّا"، وأهل العلم لهم هنا وقفة، يقولون: إن سيدنا زكريا (عليه السلام) لم يطلب الولد لأجل مصلحة دنيوية بـل طـلبه لأجل الـدِّين، فـقال كما حـكى عنه الــقرآن الكريم: "يَـرِثُنِي وَيَـرِثُ مِـنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْـعَلْهُ رَبِّ رَضِـيًّا"، أي: يرث العلم والحكمة والنبوة والدعوة إلى الله تعالى، ولم يقل عند طـلبه (أولياء) بالجمع، وإنما طـلب وليًّا، فليست الـعبرة بالكثرة وإنما بالصلاح، يقول أحد الحكماء: والصلاح هنا مطلق شامل لكل ما فيه صلاح أمر الدنيا والآخرة، وليس الصلاح المطلوب في الولد صلاحًا قاصـرًا على جانب دون جانب، إنما مطلق الصلاح الشامل الذي يعبر عنه حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى الله مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ" والـقوة هنا عـامة، تعني المؤمن القوي بدنيًّا وصحيًّا وعلميًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا، فلن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمر دنيانا، فإن تفوقنا في أمـور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية حصاد 2023 أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 محمد مختار جمعة وزير الأوقاف القضية السكانية أكاديمية الأوقاف طوفان الأقصى المزيد القضیة السکانیة وزیر الأوقاف
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: القضية الفلسطينية كادت أن تنسى والكيان تعرض للهزيمة من وجهة نظري
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إننا نعيش أزمة لم نسبق أن عشناها من قبل، بسبب مقتل الآلاف بطريقة متوحشة لم يراع فيها لا الكبار ولا النساء ولا الأطفال.
وأضاف شيخ الأزهر، في الحلقة الأولى من برنامج "الإمام الطيب" المذاع خلال شهر رمضان المبارك 2025، أن الله تعالى هو الأمل وأصبح الأمل متعلقا به سبحانه وتعالى لأن الحل يفوق قدرة البشر، لقوله تعالى "ليس لها من دون الله كاشفة".
وأشار إلى أن الله تعالى هو الذي وعدنا بقوله "كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله" فنحن نحتاج إلى رحمة الله وقدرته على إطفاء هذه الحرب ونحن في انتظار هذا الفرج بعدما نفضنا أيدينا من البشر وقدرات البشر.
وأوضح، أن المظاهرات ضد الحرب على غزة، هي رد الضمير العالمي، لا أقول الضمير السياسي، وإنما ضمير الشعب العالمي، فالضمير هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس، فالضمير العالمي يعبر عنه الشعوب، وهو الذي يجب أن نقدم له الشكر لرفض هذه الجريمة الجماعية التي لا مثيل لها من قبل.
وتابع: هذه الحرب ليست حربا ولكنها جريمة إبادة، فالحرب نفهم منها أنها تكون بين جيشان، فحدثني أين الجيش الثاني في غزة، فغزة فيها جيش واحد وهو الكيان الصهيوني المدرع بأشرس الأسلحة، فهي ليست حربا وإنما هي إبادة جماعية، فهم يريدون الأرض ويحاولون الإبادة على كل من فيها حتى في الحيوانات.
كما تابع: والله أنا سمعت صراخ طفل يجرون له عملية بدون بنج، وهم يقصدون هذا وهم يريدون ذلك ويتلذذون بهذا الإيلام، وأنا أرى من وجهة نظري أن القضية الفلسطينية كادت تنسى، لأنه لا يوجد كتاب واحد يشرح هذه القضية للتلاميذ في كل المراحل، فربما تجد إنسانا متخرجا من الجامعة لا يعرف الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وأوضح أن أولادهم يعلمونهم ويحفظونهم من عدوهم وأن هذه الأرض أرضهم، ونحن ليس عندنا ذلك، مؤكدا أن الكيان الصهيوني لم يحقق أي من أهدافه الاستراتيجية فلم يقدروا على القضاء على غزة ولا شعبها، فهم جيش جهمني بالفعل يضرب ليل نهار في شعب أعزل ولا يزال هذا الشعب متمسك بأرضه ويقف عليها، وأنا أرى أن هذه هزيمة للكيان الصهيوني.
وأكد أن الكيان الصهيوني لم ينتصر في هذه المعركة بل انتصرت القضية الفلسطينية وانتصر الفلسطينييون بل فضلوا أن يموتوا ولا يخرجوا أو يتركوا أرضهم، منوها أن أطفال غزة رغم ما يعانونه فهم يمارسون طفولتهم ويلعبون ويضحكون برغم المعاناة.
وتابع: من وجهة نظري هذا هو الباب الوحيد المفتوح الآن بعدما أغلقت باب الشر للتصدي لهؤلاء الناس هو الدعاء وخاصة وقت السحر وفي الفجر وقبل إقامة الصلاة.
وأوضح شيخ الأزهر أنه علينا أن نتسلح بالدعاء لنصرة أهل غزة، ونقول (يا حي يا قيوم يا منتقم يا جبار، يا قوي يا عزيز) فهذه من أسماء الله الحسنى التي أمرنا الله بالدعاء بها، منوها أننا إذا لم نكون في حاجة إلى اسم الله المنتقم الجبار الآن فمتى نحتاجه؟ وهذا ما كان سببا في تشجيعي لاختيار اسم البرنامج "أسماء الله الحسنى".