تاريخ السودان الذي نشفق من عواقبه
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
ولاية نهر النيل مترفة في جدها إذن، وماضية في تعبئة الحشود التي تتداعى إليها في دعة وخفة، هي حريصة على الا يبلغ العدو منها ما يريد، وفي ظني أنها قد وفقت توفيقا عظيما في ارسال رسالتها الضافية لخصمها، فخصمها منذ أن تلقى تلك الرسالة، يعيد قراءتها بين الفينة والأخرى، وهو يسعى أن يلم بموضوعها وغرضها، فشكل الرسالة وصورتها ،جعلت هذا العدو الذي قنع بتلك الحياة الصاخبة التي يعيشها الآن، يفكر ويطيل التفكير، في مآلات تلك الرسالة التي حطت على بريده في رشاقة وعجل، هي رسالة لا أكثر ولا أقل، وضعتها ولاية نهر النيل أما بصر الدعم السريع، رسالة هادئة، واثقة، مطمئنة، تخبره فيها في وضوح وجلاء، بأنه سيعجز عن المضي في طريقه الذي اعتاد أن يسلكه، وأنها ستتصدى إليه، وتأخذه بيمينها لتهوي بها على رأسه فتدميه وتشجه، إذا صمم أن يخوض غمار تحديه معها، هي واثقة إذن من انتصارها عليه، وهو يعلم أنه يحتاج إلى الالحاح على شيطانه، ويطلب منه الأناة والرفق، وشيطانه هذا شديد السخط على هذه الولاية، شديد البغض لها، لذا لم يحفل بذلك الرجاء، أو يذعن له، فهو لا يفكر إلا في التبر الذي تعلوه رمال تلك الولاية، وفي انسانها الذي أظهر الصمود والتمرد، والشيطان الذي فقد رشده أو كاد، يرفض أن يستأنف رعاعه العمل بعد حين، عليهم إذن يضعوا الخطط، ويعدوا العدة لغزو هذه الولاية التي عرف السودان بأسره حماستهم و هدفهم الذي التصقوا به التصاقا، لقد اعتزمت ولاية نهر النيل والولاية الشمالية، جز هامة الدعم السريع ثم العودة لمضاربهم التي لا اثم فيها ولا ريب، وفي الحق أن قوات الدعم السريع تعلم أن ولاية نهر النيل والولاية الشمالية تلتمس نزالهم، وأن جيشهم لم يعد بحاجة لمن يعينه بعد أن انكب كل الناس في العمل، وتهافتوا على حمل السلاح، صونا لعروضهم، وحرصا على ممتلكاتهم، وحماية لمدخراتهم، لقد فهمت الولاية الشمالية وولاية نهر النيل الدعم السريع كما لم يفهمه غيرهم من الناس، والدعم السريع السادر في غيه، والممعن في ضلاله، يعلم أن هؤلاء الناس مستعدون للجهاد والتضحية، وأنهم كذلك ثائرين ساخطين عليه، ولكنه يجهل حتما أنهم جميعا واقعين في الاثم لا محالة، لأنهم ما زالوا ينتظرون مقدمه عليهم، هو يعلم أن أصوات الجيش المنكرة التي تجعله يقضي الليل كله خائفا مضطربا، قد التف حولها الناس، كل الناس في الولايتين، ولكنه يجهل أن الجيش والناس معا لذتهم التي لا تعادلها لذة، أن يطوي الله لهم الأرض، ويسخر لهم الريح وما شاء الله من قوى الطبيعة، حتى يصلوا إليهم في أماكنهم التي يتواجدوا فيها، فيحتدم الصيال، وتطير الرقاب، وتنقشع المعركة التي تنتهي حقيقتها التي لا تكلفنا عناء أو مشقة، فقوات "الدعم الصريع" قد منيت بهزيمة ساحقة، وأنها باتت عرضة للضحك والاشفاق، وأن كماتها الذين لم يكن هاجسهم مطلقا جلب الديمقراطية وتحقيقها، بل جمع طائفة من الحديد ممثلة في سيارات الدفع الرباعي بعد أخذها عنوة من أصحابها، والتنحي وتفريقها في زوايا الغرب ودول الجوار.
انسان الشمال الذي لا أريد أن اتخذه موضوعا لهذا المقال، لست في حاجة أن أوضح كيف تستهدفه قوات الدعم السريع، فالأحاسيس التي ملأت نفسها، والمشاعر التي تطبعت في مدارج حسها، هي بغض الشمال، وكلما ينتمي لانسان الشمال بصلة، ولعل التاريخ يحملهم على أن يجتهدوا في اذكاء هذه الأهواء الخطرة، والتماهي مع هذه العواطف المنكرة،التي تعبث بحنياهم الصدئة الماقتة للقبائل النيلية، فقبائل الشمال التي إذا تحدثت لا تعرف إلا أن تصف الأشياء كما هي، في تاريخ المهدية القريب، كانت حقيقة محبة ومجلة للامام المهدي، وكارهة مسرفة في كراهيتها لخليفته الذي آلت إليه الأمور من بعد المهدي الإمام، فخليفة المهدي لم يكن يجد من يكفكف من غلوائه ويرده إلى العدل، وقبائل الشمال التي لا تعنو إلى قهر، أو تطمئن إلى غضاضة، فاضت على ما حولها تبرما وسخطا، فأطلق خليفة المهدي جنوده عليها من غير حساب، على ضوء ذلك نستطيع أن نزعم أن قبائل الشمال قد أسبغت على بعض القبائل التي تعود جذورها للب النزاع قناعاتها الخاصة، وأخذت تمعن في الاستخفاف بها، القدح عليها، وبالمقابل أضحت قبائل الغرب تزدري قبائل الشمال، وتدمغهم بتهمة التعاطي والتزلف للمستعمر، ومما زاد الأمور ضغثا على ابالة، أن القبائل النيلية المعتدة بأصولها العربية، لا تتحرج من أن تستعمل في قواميسها ألفاظا تمجها القبائل الأفريقية، بل حتى القبائل العربية في غرب السودان وتنفر منها نفورا عظيما، فقبائل الشمال قانعة بأن جرثومتها تعود إلى منبتا مؤصل، ومجدا أصيل، وهي مع هذا كله لا تكتفي بهذه القناعة التي نعتقد أن الخطل يشوبها من كل مكان، بل تزعم أن القبائل العربية في غرب السودان، لم تصب العروبة إلا قليلا، وقبائل الشمال مترفة في هذا الزعم، مغالية فيه، وفي الحق أن مزاعمها السخيفة تلك قد مست حياة القبائل كلها، وجعلتهم يتحاورون طول النهار، وإذا أقبل الليل في تباهي قبائل الشمال بأصولهم، وزعمهم بأن أرومتهم تعود لعروبة محضة، وهي لعمري مزاعهم تتناقض مع لونهم الكالح، وشعرهم الأكرد، وقبائل الشمال التي تسرف في عدم الاكتراث لتشكيك القبائل الأفريقية في عروبتها، قد جمعت مع مغالاتها في التهكم والطعن على القبائل، طامة أخرى، ولا أدري ما هو ذنب الشمال إذا كانت النظم السياسية المختلفة، هو من هيأ لها قيادة من عنده، فالشمال سبق غيره من أقاليم السودان في المعرفة والاستنارة، ولم يكن هناك ما يعيقه عن الحركة، والمضي قدما في الحياة العقلية التي استبق فيها غيره استباقا عظيما، فقد ضاقت مصر القريبة جغرافيا منه بطلابه، فالشمال لم يكن في حاجة إلى حادثة من الحوادث حتى يقف على حقيقة العلم، والثمار التي يمكن أن يجنيها منه، لم يكن الشمال يجهل نفسه، أو يجهل حضارته التي لا يكاد البعض يتبينها، أو ينصرف عنها ويزهد فيها، لم يتورط الشمال فيما مضى في شيء من الاثم حينما اعتلى المناصب العليا في الدولة، ونحن نجد له العذر في ذلك، ولكن الآن بعد أن استأنفت كل أقاليم وقبائل السودان الصلة بينها وبين العلم، من المعيب أن تظل الرتب الرفيعة حكرا عليه، والدعم السريع الذي يتهم الشمال بأشنع التهم، ويصدح باتهاماته تلك في عنف وقسوة، ساخط على الشمال وأمه وأبيه، لأنه اعترض سبيله، ووقف حجرة عثرة أما مخططه، ويتحمل الشمال أيضا إلى حد كبير ما تعرض له الدعم السريع من أخطار.
د. الطيب النقر
nagar_88@yahoo.com
///////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ولایة نهر النیل الدعم السریع التی لا لم یکن
إقرأ أيضاً:
بعد إعلان نجاح الجيش على قوات الدعم السريع.. الوافدون السودانيون يدشنون مبادرة «راجعين لبلد الطيبين»
بدأت وزارة الطيران السودانية تنظيم أربع رحلات كل أسبوع من القاهرة للخرطوم بداية من الأربعاء القادم.
يأتي هذا مع تواصل احتفال الوافدين السودانيين بمصر بهزيمة قوات حميدتي والمرتزقة الأفارقة في عدة مدن، ومواقع عسكرية بالسودان الشقيق.
وشهدت منطقة فيصل بالجيزة سهرات ليلية في مقاهٍ سودانية مساء الجمعة الماضي.
قال فرح شندي (تاجر جمال) لـ"الأسبوع": نحن نحضر الآن سجلات مفصلة بحسب سكان مناطق سودانية محددة محررة بالكامل وآمنة ولدينا عدد كبير من وافديي أم درمان يصل لحوالي 12 ألف وافد يعيشون بالجيزة، وأكتوبر منذ عامين والآن يواجهون صعوبة في المعيشة بمصر بسبب تراجع دعم مفوضية اللاجئين، وارتفاع أسعار السكن بمصر خلال الشهر الحالي لأرقام فلكية وصلت لـ20 ألف جنيه إيجار شقة ثلاث حجرات بفيصل، ونتواصل حاليًا مع مجموعات وطنية في أم درمان ثاني أكبر مدينة في السودان لترتيبات العودة بالتدريج، والتي فر منها عدد كبير من السكان بسبب القتل والدمار الذي شمل الجزء الكبير من ولاية الخرطوم عاصمة البلاد، وعلمنا أن الجيش السوادني يؤمنها حاليًا بعد أن حرر الضفة الغربية من نهر النيل والنيل الأبيض قبالة مدينة الخرطوم، ومدينة الخرطوم بحري.
أضاف شندي: قبل الحرب كان يبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة، ومنذ ثلاثة أسابيع مع بداية انتصار الجيش السوداني على ميليشيات الدعم السريع، وتوالي تطهير المدن خصوصًا أم درمان (كبرى مدن السودان) عادت بها الحياة الطبيعية في الأسواق.
وتابع شندي: نحن نقوم بجهد شعبي يتوازى مع ما تقوم به الحكومة السودانية وقد بدأت السفارة السودانية في القاهرة ترتيبات عودة الوافدين وتعمل على تسجيل وحصر الراغبين في العودة إلى البلاد، وفي نفس الوقت انتشرت على شبكات التواصل عدة مبادرات من سبع مجموعات تنظم عودة السودانيين الراغبين في ترك مصر.
يضيف إبراهيم حسن ضوي واحد من منظمي رحلات العودة: إن المبادرة التي تم إطلاقها هذا الأسبوع تتيح فرصة العودة الطوعية للسودانيين في مصر على أن تتولى السفارة الإجراءات الخاصة بمن لديهم غرامات، أو مخالفات في الإقامة ويحتاجون لتسويتها، وذلك بالتنسيق مع الجانب المصري لكل من دخل الأراضي المصرية بطريقة غير قانونية، لافتًا أنه تجري الآن ترتيبات، وتفاهمات مع الجانب المصري لتسهيل عبور الوافدين للسودان بدون عقبات حيث تبدأ المرحلة الأولى لإجراءات العودة الطوعية بحصر الراغبين في العودة وتصنيفهم (جغرافياً حسب مقر سكنهم بالسودان الآمن)، وبعد وصل التطمينات من الخرطوم نبدأ الشروع في الإجراءات الفعلية.
وأشار معتز عبد المغني (سائق حافلة خط وادي حلفا) إلى أن كثيرًا من السودانيين بمصر أعلنوا عن رغبتهم الطوعية بالعودة للسودان خاصة بعد أن شاهدوا فيديوهات نصر الجيش، وتطهير أم درمان، وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، وتوالت الاتصالات من أبناء، وساكني المدينة للمهجرين بمصر مما جعلهم يقررون الرجوع لديارهم خصوصًا بعد أن أقرت حكومة السوادان تدشين (برنامج اللجنة العليا لبرنامج العودة الطوعية للسودانيين بمصر)، والتي تعمل لتنفيذ برنامج العودة للاجئين السودانيين كحل جذري للمشكلة بالتعاون بين وزارة الشؤون الإنسانية واللجنة العليا.
أضاف: الدولة السودانية حريصة على عودة السودانيين اللاجئين بمصر وفقًا لمتطلبات الاستقرار في الولايات المعنية، وحرصًا على عادات وتقاليد السودانيين وعدم لجوئهم لخيارات تشوه صورة السودان بالخارج.
تضيف مني مندي مدرسة رياضيات سودانية: قررنا العودة.. فالآن يتعذر علينا البقاء بمصر مع انعدام الدخل من التدريس، ومضاعفة قيمة الإيجارات والغلاء بمصر صعّب علينا العيشة.
تابعت: حاولت الحصول على عمل لكني فشلت كما أن مدخراتي التي كانت في حسابي البنكي نفدت بتدهور قيمة الجنيه السوداني.
ويقول مؤمن عبد الشافي سوادني (أمه مصرية لكنه كان يعيش بواد مدني) أنه لم يفكر كما الآخرين في التسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لاعتقاده أن العودة إلى السودان ستكون قريبة بانتهاء القتال خلال فترة مع تسارع تحرير المدن السودانية من الميليشيات، مشيرًا إلى أنه علم من أهله بوجود حراسة في الولايات المعنية بعودة اللاجئين، ومتطلبات العودة لتلك الولايات، موجهًا الشكر لقيادة الجيش المصري الذي دبر حافلات لنقل وتأمين العائدين حتى معبر أشكيت بوادي حلفا.
وفي سياق متصل، ومع تزايد أعداد الراغبين في العودة أعلن عدد من الشباب والناشطين السودانيين بمصر عن مبادرة جامعة حملت عنوان (راجعين لبلد الطيبين)، وقد تأسست لمساعدة الأسر الراغبة في الرجوع بتوفير قيمة تذاكر السفر وتنظيم عملية النقل، وخصوصًا للذين دخلوا مصر بطريقة غير قانونية ونقلت وكالة السودان للأنباء السبت الماضي عن مصدر سوداني مسؤول في معبر أشكيت الحدودي أن المعبر يشهد هذه الأيام عودة أعداد غفيرة من السودانيين بمصر.
وأضاف أن الخطوة جاءت في إطار العودة الطوعية بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوداني هذا الشهر كما أن الأوضاع المعيشية الصعبة في مصر ساهمت في زيادة عودة الوافدين، وتصل من المدن السودانية برقيات يعلنها الجيش في السودان ونصره في عدة محاور، وكلها أسباب كانت دافعًا لرجوع أعداد كبيرة من السودانيين.
فيما أكد الكاتب السوادني محمد فضل أن غالبية الأسر السودانية كانت تعتمد على تحويلات نقدية من السودان لكن انخفاض قيمة العملة مقابل الجنيه المصري أثر بشكل كبير على القيمة الفعلية مع ارتفاع أسعار السلع في مصر كما أن آلاف السودانيين وصلوا مصر على أمل تلقي العون من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، لكنهم لم يحصلوا على شيء، وفضّلوا الرجوع خصوصًا المخالفين للوائح الدخول، وتم ترحليهم، مشيرًا إلى أن عدد الذين عادوا إلى البلاد عبر معبر أشكيت في أكتوبر الماضي بلغ 7890 شخصًا، وفي شهر نوفمبر وصل العدد 12 ألفًا، و539 شخصًا غالبيتهم من الأُسر الكبيرة.
ومن (مطار عابدين) الموقف البري الشهير زادت عدد الرحلات اليومية لمنطقة أبو سمبل على مدى الأشهر الأربعة الماضية، والعدد يتجاوز 22 ألفًا، ولا يزال الكثيرون في انتظار المغادرة.
فيما رحب فضل بمساعدة السودانيين بكندا في تحمل تكاليف المبادرة الخيرية (راجعين لبلدنا) لنقل السودانيين سواء القادمين بالطرق الرسمية، أو عن طريق التهريب، حيث تعمل على ترتيب نقل الراغبين في العودة بالقطار من القاهرة وصولاً إلى وادي حلفا من خلال معبر أشكيت، وبتكلفة تصل لحوالي 800 جنيه مصري للفرد.
وشهد ميناء قسطل البري زيادة في عدد السودانيين العائدين لبلادهم حسب رغبتهم علاوة على زيادة حركة المسافرين بين مصر، والسودان على الحدود البرية مع السودان التي شهدت بعض التكدس، والزحام على الحدود، خلال الفترة الحالية بالرغم من تقديم كافة التسهيلات للسودانيين، والمسافرين عبر منفذ "يآرقين" و"قسطل" البريين الحدوديين مع السودان.
وأضاف محمد فضل: بحكم عملي الصحفي تابعت جهود وزارة النقل المصرية المختلفة، وجهود أهل الخير لتسهيل انتقال المواطنين على الحدود البرية بين البلدين، وهناك زيادة في حركة نقل العائدين حيث تم فتح نقاط دعم من الهلال الأحمر المصري في الميناءين، وتوفير مزيد من عربات الإسعاف بالتنسيق مع الإسعاف المصري بجانب التنسيق مع إدارة أمن الموانئ والجوازات والجمارك وتمت زيادة العاملين بالمنفذين لاستيعاب كثافة المسافرين من مصر إلى السودان.
أما في محطة رمسيس فيوجد عدة شباب سودانيين يسهلون عملية نقل وتنظيم الرحلات، ومتابعة المسافرين من محطة القطارات بالقاهرة إلى أسوان، ومنها إلى نقطة أبو سمبل حيث توجد نقطة عسكرية، ومنها يتوجه المسافرون إلى حلفا عبر منفذ "أشكيت" الحدودي، فضلاً عن التسهيلات الكبيرة التي توفرها السلطات المصرية للراغبين في العودة.