شهد العام 2023 أحداثا مأساوية في السودان جعلت منه العام الأسوأ في تاريخ البلاد حيث اندلعت فيه حرب طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع انطلقت من قلب العاصمة الخرطوم، لتمتد إلى أكثر من 60 في المئة من مساحة البلاد؛ مخلفة نحو 12 ألف قتيل، وتشرد بسببها أكثر من 7 ملايين تشتت بهم السبل داخل البلاد وخارجها.

وفي حين تستمر الحرب للشهر التاسع على التوالي، يلوح في الأفق بصيص أمل يتمسك الكثير من السودانيين في أن يأتي العام 2024 بأخبار سارة توقف الدمار الكبير الذي خلقته الحرب، وتعيد للبلاد لحمتها في ظل جهود حثيثة تبذلها أطراف محلية وإقليمية ودولية للوصول إلى نهاية للقتال والمأساة الانسانية التي يعيشها ملايين السودانيين.



وعلى الرغم من الأحداث العديدة التي شهدها السودان خلال الربع الأول من العام والتي تمثل أبرزها في استمرار الاحتجاجات الشعبية الرافضة لقرارات قائد الجيش السوداني في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021؛ إلا أن اندلاع القتال في الخرطوم في منتصف أبريل طغى على كل تلك الأحداث، وأصبح الحدث الأبرز الذي تمخضت عنه العديد من التداعيات والتبعات الخطيرة التي يتوقع مراقبون أن تستمر تأثيراتها لعشرات السنين.

فما الذي حدث؟

5 أبريل 2023 - تأجيل توقيع الاتفاق النهائي لنقل السلطة للمدنيين بناءا على الاتفاق الإطاري الموقع في ديسمبر 2022، والذي نص على تكوين جيش مهني موحد يخضع للسلطة المدنية، وسط معارضة كبيرة من النظام البائد الذي هددت بنسف الاتفاق بالقوة.
15 أبريل 2023: اندلع قتال مفاجئ بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبدأ بهجوم على معسكر يتبع للدعم السريع في المدينة الرياضية بجنوب العاصمة الخرطوم؛ وسرعان ما اتسعت رقعته لتشمل كافة أجزاء مدن العاصمة الثلاثة - الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.
21 أبريل 2023: بدأ سكان عدد كبير من أحياء مدن العاصمة في مغادرة منازلهم والتوجه جنوبا نحو ولاية الجزيرة، وشرقا وشمالا نحو بورتسودان وولايتي الشمالية ونهر النيل.
22 أبريل 2023: الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وعدد من البلدان العربية والأفريقية والآسيوية تجلي رعاياها من الخرطوم.
25 أبريل 2023: قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على مواقع استراتيجية من بينها القصر الجمهوري، وأجزاء كبيرة من القيادة العامة للجيش ومواقع أخرى في وسط الخرطوم.
26 أبريل 2023: إخراج العشرات من عناصر نظام عمر البشير المطلوبين للعدالة الدولية وفي قضايا محلية من السجون.
مايو 2023: عمليات نهب وقصف واسعة أخرجت أكثر من 80 في المئة من المستشفيات ونحو 400 منشأة صناعية عن الخدمة.
يونيو 2023: قوات الدعم السريع توسع مناطق سيطرتها لتشمل مواقع عسكرية استراتيجية، وتفرض حصارا شديدا على سلاح المدرعات.
يوليو 2023: احتدام القتال في إقليم دارفور، مما أدى إلى سيطرت قوات الدعم السريع على أكثر من 70 في المئة من مناطق الإقليم.
أغسطس 2023: تدهور كبير في الأوضاغ الإنسانية خصوصا في أوساط العالقين في مناطق القتال بالخرطوم ودارفور.
ديسمبر 2023: انتقال القتال إلى ولاية الجزيرة، وتمدد قوات الدعم السريع جنوبا نحو ولايتي سنار والنيل الأزرق، بعد إحكام سيطرتها على مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة.

خسائر فادحة بعد 9 اشهر من القتال

فقد نحو 12 ألف شخص حياتهم نتيجة القصف الجوي والاشتباكات الأرضية، واضطر أكثر من 7 ملايين من السكان للفرار من منازلهم.
تدمير أكثر من 200 مبنى تاريخي وإداري وخدمي في العاصمة الخرطوم.
توقف أكثر من 19 مليون طالب عن الدراسة بعد استمرار إغلاق الجامعات والمدارس للشهر التاسع على التوالي.
الجنيه السوداني يفقد 90 في المئة من قيمته، وينخفض من 550 جنيها للدولار إلى أكثر من ألف جنيه.
فقد نحو 4 ملايين من العاملين في القطاعين الحكومي والخاص وظائفهم بسبب الحرب.
قدرت مصادر اقتصادية خسائر الاقتصاد السوداني جراء الحرب بأكثر من 100 مليار دولار حتى نهاية أكتوبر.

سكاي نيوز عربية - أبوظبي
//////////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی المئة من أبریل 2023 أکثر من

إقرأ أيضاً:

مجموعة السبع تندد بهجمات ميليشيات الدعم السريع ضد المدنيين في السودان

أصدر وزراء خارجية مجموعة السبع مساء أمس الثلاثاء بيانًا دعوا فيه إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، وأدانوا هجمات ميليشيات الدعم السريع.

ذكرى اندلاع الحرب في السودان

وقال وزراء خارجية "السبع" في بيان مشترك "نحن، وزراء خارجية مجموعة السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية)، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي، ندين بشدة استمرار الصراع والفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان، في الوقت الذي يُحيي فيه العالم ذكرى مرور عامين على بدء الحرب المدمرة بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع".

اليونيسف: 15 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانيةالأمم المتحدة: نزوح 12 مليون لاجئ من السودان و30 مليون يفتقدون الدعم الإنساني

وأضاف البيان أنه "نتيجةً مباشرة لأعمال القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، يعاني شعب السودان، وخاصة النساء والأطفال، من أكبر أزمات النزوح والأزمات الإنسانية في العالم، واستمرار الفظائع، بما في ذلك العنف الجنسي واسع النطاق المرتبط بالنزاعات، والهجمات ذات الدوافع العرقية، وعمليات القتل الانتقامية، يجب وضع حدٍّ لهذه الأعمال فورًا".

هجمات الدعم السريع في الفاشر

وأدانت مجموعة السبع بشدة هجمات ميليشيات الدعم السريع في الفاشر ومحيطها على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين داخليًا، والتي تسببت في سقوط العديد من الضحايا، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، مطالبة بحماية المدنيين والسماح لهم بالمرور الآمن.

المجاعة في السودان

وأشار البيان إلى أنه مع استمرار انتشار المجاعة في السودان، يشعر أعضاء مجموعة الدول السبع بالقلق إزاء التقارير التي تفيد باستخدام تجويع المدنيين كأسلوب حرب، ويؤكدون مجددًا أن مثل هذه الأعمال محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي.

نقيب الصحفيين السودانيين: مقتل 28 صحفيا منذ اندلاع الحرب في السودانالإمارات تدعو للوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في السودان

ودعا البيان الأطراف المتحاربة إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والتزاماتها بموجب إعلان جدة، والتي تشمل المسؤولية الحاسمة عن التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين، وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية.

معابر السودان

وطالب جميع أطراف النزاع إلى رفع العوائق أمام تقديم المساعدة الإنسانية الفعالة عبر خطوط التماس، وتوفير ضمانات السلامة والأمن للجهات الإنسانية المحلية والدولية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر الحدودية إلى السودان، بما في ذلك جنوب السودان وتشاد. 

وتابع "نُدرك الدور الهام لغرف الطوارئ في توفير الحماية للمدنيين، وندعو إلى حمايتهم كما ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن شنّ هجمات على البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها المدنيون، بما في ذلك السدود وأنظمة الاتصالات".

حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمالمدير الصحة العالمية: عامان من الصراع تسببا في تجويع الملايين بالسودان

ودعا بيان مجموعة السبع إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وحثّ كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الانخراط بشكل هادف في مفاوضات جادة وبناءة، ويجب على جميع الجهات الخارجية الفاعلة وقف أي دعم من شأنه أن يزيد من تأجيج الصراع، وذلك وفقاً لإعلان المبادئ المُعتمد في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان ودول الجوار في باريس عام ٢٠٢٤، وحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على دارفور.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • قوات الدعم السريع تعلن قيام حكومة موازية في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث  
  • مجموعة السبع تندد بهجمات ميليشيات الدعم السريع ضد المدنيين في السودان
  • عامان من القتال.. كيف استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم؟
  • الأمم المتحدة تعلق على أحداث معسكر زمزم وتكشف عن رقم صادم لعدد القتلى من الأطفال
  • عام ثالث من حرب السودان والجبهات تشتعل غربا
  • والي الخرطوم يتحدث عن نسبة تواجد قوات الدعم السريع في العاصمة
  • الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل
  • هجمات الفاشر.. أكثر من 400 قتيل والدعم السريع تعلن هجوما بمسيرة على مطار الخرطوم
  • عاجل | مصدر عسكري سوداني للجزيرة: قوات الدعم السريع استهدفت مساء اليوم مطار الخرطوم بمسيرة