المرتضى: تزامُن مريب بين حملات تيئيس اللبنانيين وتثبيت النزوح
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة لبنان عن المرتضى تزامُن مريب بين حملات تيئيس اللبنانيين وتثبيت النزوح، كتب وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى عبر 8220;تويتر 8221; 8220;تزامن مريب بين الحصار والعقوبات واستيلاد .،بحسب ما نشر قناة المنار، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات المرتضى: تزامُن مريب بين حملات تيئيس اللبنانيين وتثبيت النزوح، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
كتب وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى عبر “تويتر”: “تزامن مريب بين الحصار والعقوبات واستيلاد الازمات والحملات الإعلامية والسياسية الممولة من الخارج لتيئيس اللبنانيين وحملهم على الهجرة وبخاصة المكون المسيحي، تزامن مريب بين كل ذلك والمساعي الحثيثة والفاقعة التي يبذلها بعض الغرب لتثبيت النزوح السوري في لبنان”.
أضاف: “بعض الغرب يسعى لإلغاء حالة التنوع التي تشكل السبب الموجب لوجود الكيان واستمراره وذلك خدمة لاسرائيل لأن لبنان المتنوع نقيض لهذه الأخيرة فاضح لعنصريتها”. حول موقف السفيرة الفرنسية
من جهة ثانية وردا على سؤال “الوكالة الوطنية للاعلام” عن رأيه بمضمون خطاب السفيرة الفرنسية آن غريو، قال المرتضى: “في خطابها بمناسبة ذكرى الرابع عشر من تموز تنكرت السفيرة آن غريو لكل مبادئ الثورة الفرنسية، كما خالفت القوانين والمعاهدات التي تنظم العمل الديبلوماسي، فنصبت نفسها مفوضا ساميا يملي قرارات وتوجيهات ويصدر فرمانات وأوامر عليا”.
أضاف: “إننا إذ نقدر أولا دور الدولة الفرنسية في دعم لبنان، على أكثر من صعيد، وخصوصا في مسألة الشغور الرئاسي، نود ثانيا تذكير صاحبة السعادة بأن التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة، واستعمال لغة التوبيخ والتحريض والتمنين، والسعي إلى تأليب فئات الشعب بعضها ضد بعض، وضد سلطاتها الرسمية، هذه كلها أعمال تجافي أبسط قواعد التمثيل الديبلوماسي، ولا سيما المادة 41 من اتفاقية فيينا. وتشكل نوعا جديدا من الانتداب لا يرضى به اللبنانيون الشرفاء. كما تخرج عن سياق العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا التي اتسمت منذ زمن طويل بالاحترام المتبادل والتزام اللياقات في التعاطي وفي التعابير على جميع المستويات”.
وبسؤاله عن تعليقه على وصفها سوريا بدولة المخدرات، أجاب المرتضى: “نذكر صاحبة السعادة بأن تعاسة الشعب السوري الذي سمت دولته دولة مخدرات كان بفعل الإرهاب المتعدد الجنسيات (ومن ضمنها الفرنسية) الذي قدم إليه من دول العالم كافة، فقتل وأباد وهدم وشرد واغتصب حتى صار الشعب السوري كله ضحية لهذا الإرهاب والشعب اللبناني كله ضحية للنزوح الذي سببته مؤامرات الغرب على المنطقة. وبدل تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن ذلك، تطالعنا صاحبة الس
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
نزوح بل نزع للروح!
قبل عام كامل، وتحديدا في السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اضطررت للنزوح القسري عن مدينة غزة، أسوة بآلاف الغزيين الذين اكتووا بنار حقد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي صب حمم غضبه على المدينة الساحلية، محاولا الانتقام من أطفالها ونسائها وشيوخها بعدما فشل في مواجهة رجالها صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث تمادى بعدوانه السافر حد اقتحام مجمع الشفاء الطبي لأول مرة حينها، فضلا عن استهدافه المركّز لطواقم الإسعاف والدفاع المدني التي ضعفت قدرتها على إسعاف الجرحى وإنقاذ المصابين لكثرتهم. واليوم بعد عام كامل من النزوح المرهق، لا أدري إن كانت الكلمات أو حتى الدموع تسعف المرء للتعبير عن قسوة حياة النزوح إن جاز وصفها بـ"الحياة"!
ودون أدنى مبالغة، فإن إجبار الإنسان على النزوح من مدينة الميلاد والنشأة نزع بطيء ومؤلم للروح، كما أن الاضطرار للعيش بلا أدنى مقومات الحياة وبعيدا عن بيت الطفولة والذكريات غربة وإن كانت داخل الوطن الجريح، فالنازح عالق في أتون الحاضر يعايش ويكابد اللحظة على أمل عبور عنق الزجاجة واجتياز مرحلة الحرب والعدوان، لا سيما أن حياة النزوح استبد بها الوجع والألم، وسادها التعب والنَصَب، وشاع فيها الجوع والمرض، وفُطرت خلالها الأفئدة جراء توالي فقد الأحبة قتلا وأسرا وبُعدا وشتاتا!
النازح عالق في أتون الحاضر يعايش ويكابد اللحظة على أمل عبور عنق الزجاجة واجتياز مرحلة الحرب والعدوان، لا سيما أن حياة النزوح استبد بها الوجع والألم، وسادها التعب والنَصَب، وشاع فيها الجوع والمرض، وفُطرت خلالها الأفئدة جراء توالي فقد الأحبة قتلا وأسرا وبُعدا وشتاتا
ولكم يمزق الأنين أفئدة النازحين الفلسطينيين الذين مسهم الحنين لأزقتهم وذويهم وذكرياتهم ومساجدهم وحواريهم وأكلاتهم المفضلة وعاداتهم وحتى ملابسهم، نعم ملابسهم! فالنزوح القسري جردهم من كل شيء تقريبا، وفرض عليهم التكيف مع أبسط وأقل المتاع المتاح من ملابس وطعام وشراب ومأوى، حيث تعاقبت عليهم فصول العام من شتاء بارد وصيف حار وخريف متقلب عدا الربيع الذي توارى خجلا وآثر بقية الفصول بنصيبه من الأيام. والمؤلم أكثر أن النزوح المرهق لا يزال متواصلا في ظل ظروف معيشية تزداد صعوبة وقسوة، وتبدو أقرب للموت البطيء جراء إغلاق الاحتلال للمعابر وشح دخول البضائع والمساعدات واحتكار التجار الفجّار للسلع وفحش أسعار المتاح منها، عدا عن وحشية إسرائيلية غير مسبوقة.
ومما يزيد فصول المأساة فقدان الخصوصية في حياة النزوح، فلا خصوصية البتة في مخيمات النزوح، فحياة النازحين مشاع بكل ما تحمل الكلمة من غصة وحسرة، لا لشيء سوى أن الخيام القماشية والجلدية لا تحفظ الأسرار ولا تكتم الشجارات العائلية، ولا مجال لغير ذلك أصلا مع الازدحام ومحدودية الأماكن المتاحة إجمالا، عدا عن فقدان أبسط مقومات ومتطلبات الحياة الآدمية جراء شدة الحصار وفحش الأسعار جراء جشع وطمع وفُجر التجار الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، حتى ولجوا بقوة في دائرة دعوات الأئمة الذين يسألون الله صباح مساء أن يصب على التجار سوط عذاب بذات القهر الذي يسألونه أن تضع الحرب أوزارها، وأن يعود للدار غيابها وأحبابها رغم علمهم أن الدار غالبا تحولت لمجرد ركام وأنقاض!
ومن أوجه المأساة كذلك، المواصلات المتاحة في ظل النزوح والعدوان، فلا سبيل أمام النازحين لقطع المسافات الطويلة والمرهقة سوى "الشعبطة" بمركبات ألُحقت بها عربات لزيادة عدد الركاب، لا سيما أن شح إمدادات الوقود لقطاع غزة أخرج معظم وسائل النقل عن الخدمة منذ بداية العدوان، وفتح المجال لازدهار الدراجات الهوائية وعربات تجرها حيوانات! إلى جانب بعض المركبات التي يتاح لها شيء من الوقود أو استخدام زيت الطعام كوقود. ويزيد القهر لمن يملكون سيارات خاصة لكنهم لم يتمكنوا من اصطحابها لأماكن النزوح؛ نظرا لظروف العدوان وإجبار الاحتلال النازحين على قطع مسافات سيرا على الأقدام في مسارات محددة خلال رحلة النزوح!
ومع ذلك، ورغم مأساوية الواقع المعاش، فلا شيء يهون وجع النزوح ومرارة أيامه وقسوة ظروفه سوى اليقين بالله تعالى أن الألم مصيره الزوال، وأن التضحيات الجسيمة لن تذهب هدرا، وأنها تقرب الشعب الفلسطيني من العودة لربوع فلسطين، كل فلسطين، رغم أنف الاحتلال وداعميه ومناصريه، لا سيما أن المقاومة وصمودها يدعوان لكثير من الفخر والاعتزاز، ويداوي شيئا من خيبة هوان الأمة المتفرجة على ذبح الأطفال والنساء والشيوخ منذ عام ويزيد، مكتفية بدموع بلاستكية وتبرعات خجولة ودعوات ومنشورات مساندة في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي وكفى الله المؤمنين القتال!
ومما يهوّن قسوة ظروف النزوح؛ لطف الرحمن ومعيته الحاضرة، إذ لولا ذلك لذهلت عقول الغزيين وطاشت لهول ما تعرضوا له على مرأى ومسمع العالم أجمع، وسط خذلان مثير للقهر والغثيان، وصمت وعجز وتواطؤ دولي يوجب نعي "الإنسانية"، لا سيما بعد السقوط المدوي لشعارات المنظومة الدولية بأسرها، فلا حقوق إنسان ولا قوانين دولية ولا أعراف ومواثيق إنسانية أوقفت جرائم الإبادة بحقهم!