دولة 1956 بالسودان… يتيمة في يوم استقلالها
لم يتوقف نقدها من “أهل الهامش” منذ خروج الاستعمار والبعض نادى بعودته

عبد الله علي إبراهيم

اليوم هو العيد الـ68 لاستقلال السودان في الأول من يناير (كانون الثاني) 1956، وهو يوم يتم طقوسي وسياسي للعيد لم يقع له من قبل، فلن تنعقد الاحتفالات التقليدية به بسبب الحرب.

وهذا مفهوم، لكن يجيء صميم يتمه من أن قضية هذه الحرب التي تأكل الأخضر واليابس، بحسب القائمين بها، هي تقويض “دولة 56″، أية دولة الاستقلال.

لم يتوقف نقد هذه الدولة منذ الاستقلال ممن صار يعرف بأهل الهامش السوداني محتجين على حظهم البئيس منها لاستئثار أهل النيل والوسط الشماليين بوظائفها ولذائذها. فقام القوميون الجنوبيون خلال فترة الحكم الذاتي (1954-1956) بما تعارف عليه “بتمرد” أغسطس (آب) 1955 احتجاجاً على بخسهم حظهم من سودنة الوظائف في الدولة التي أخلاها المستعمرون الإنجليز ضمن أسباب أخرى.

وتنوعت صور الطعن في الاستقلال لتراوح ما بين الأحزاب والمنظمات الإقليمية مثل مؤتمر البجا وجبهة نهضة دارفور واتحاد جبال النوبة والحركات المسلحة التي طبعت تاريخنا في الاستقلال بحرب أهلية أزلية. ولم تبلغ أي من هذه الاحتجاجات مبلغ قوات “الدعم السريع” من مناضلة الاستقلال المنقوص. فهي الآن، غيرها جميعهم، على أبواب العاصمة، التي كان ارتفع عليها علمه قبل 68 سنة، تريد استكماله بيدها.

وسقم الهامش من الاستقلال واضح، لكن ثمة ضجراً آخر من الاستقلال ذاع بين صفوة الشمال والوسط المتهمين أنفسهم بالاستئثار بالاستقلال من غير التفات كبير له. وبدا كامتياز للفئة تنغمس فيه بغير مسائل أو معقب، أو هذا ما خيل لها، فقد تمكنت منها الخيبة الطويلة من بشريات الحرية الوطنية. وبلغ بؤس المردود المشاهد من الاستقلال حداً دفعها إلى الاعتقاد بخطأ نيلنا الحرية الوطنية أصلاً. وهو تنصل صريح من الاستقلال بالندامة على فعل الحرية ومردودها.

ويرى المتنصلون في الاستقلال قفزة في الظلام هززنا بها الشجرة الوارفة (دولة الاستعمار) ولم نلتقط الثمر. ولهم في سقمهم هذا فنون يلحنون بها. ومن ذلك ما شاع عن امرأة استنكرت الاستقلال أول ما سمعت به قائلة “إن شاء يا الإنجليز لا تفوتو لا تموتو”، هذا عن الهذر بالحجة. أما بالجد فهم يعرضون كيف دمرنا ما تركه الإنجليز فينا من منشآت وخدمات وجعلناه خرائب. ومع هذا فالسقم الصفوي وغير الصفوي من الاستقلال شائع في أفريقيا حتى تنامت الدعوة إلى عودة الاستعمار إلى القارة بمبررات شتى.

ويذكر الناس للدكتور علي مزروعي، عالم السياسة الأفريقي الذي لا ترقى الظنون إلى حسن وطنيته، مقاله عام 1994 في “الهيرالد تريبيون” دعا فيه إلى عودة الاستعمار إلى القارة بتفاصيل لا مكان لذكرها هنا. ويدور في ساحة الفكر الأفريقي جدل حول من الملوم في تخريب الاستقلال. فهناك المدرسة البرانية التي تنسب العاهة إلى الأوروبيين الذين طبعونا بالتبعية لهم، وإن غادرونا جسماً. وهناك المدرسة الجوانية التي تقول إن العيب في الأفريقيين أنفسهم الذين فرطوا في استقلالهم بأيديهم. والإشكال مع ذلك أعقد من هذا التقسيم النظيف للتبعة في انزلاق الاستقلال الوعر.

أكبر معارك الحظ المبخس من الاستقلال ما دار حول الوظيفة الحكومية. فوقعت هذه المعارك كما تقدم مباشرة بعد إجراءات سودنة وظائف الإنجليز قبيل الاستقلال. فتباخست دولة الحكم الذاتي. فلم تمنح الجنوبيين غير ثلاث وظائف دنيا من نحو 800 وظيفة تسودنت. فخرجت الفرقة الجنوبية من قوة دفاع السوداني على الدولة في 1955 احتجاجاً على ظلمها لهم وتضرج الاستقلال. وانصرف مطلب حركات الهامش اللاحقة باقتسام السلطة مع المركز الشمالي إلى “طبعة لاحقة” للسودنة في قول أحد الكتاب. فتقاتل الحركة باسم إقليمها، ولكن ما تصالحت مع المركز كان نصيبها من الوظيفة الدستورية والعامة الأبرز في صلحهما.

واستثني هنا العقيد قرنق وحركته الشعبية لتحرير السودان من طلاب السودنة المستدركة لإقليمه. فكان خرج في ميثاقه الباكر في 1983 يدعو بأن المشكلة في السودان قومية متمثلة في مركز قابض وجب تفكيكه ليتسع للسودان جميعاً. بعبارة، لم تعد مسألة جنوب السودان عنده “جنوبية”، بل “سودانية”. وزاد بانتقاد اتفاق أديس أبابا (1972) بين حركة الأنيانيا الجنوبية المسلحة ونظام الرئيس نميري لاقتصارها على فتح باب التوظيف للجنوبيين في المقامات السامية بالدولة. وسترى هذه السودنة المستدركة متى اطلعت على “الكتاب الأسود” (2000) الذي صدر من بين أوساط حركات دارفور المسلحة. واقتصر سقف متعلمي دارفور في الحركات المسلحة وغيرها فيه على نقد دولة 56 مغلبين الرغبة بالوظيفة في الدولة على غيرها. فانصرف الكتاب بصورة رئيسة لبيان قلة حظ “مثقفي دارفور” من وظائف الدولة الدستورية والقيادية.

البادي أن صفوتنا في المركز والهامش نبحتا الشجرة الخطأ، في قول الإنجليزية، في ما اتصل بالدولة الاستعمارية. فاصطرعا على وظائفها مضربين عن النفاذ إلى بنيتها التي تناسلت عن عنف محض. فنهشوا وظائفها كأن القسط في توزيعها بالسوية لا في تفكيكها وردها من دولة للرعايا إلى دولة لمواطنين. وبلغت الأطراف بفقه هذا النهش حداً سخرياً. فكل من قرأ نصوص اتفاقات سلام جوبا (2020) بين الحكومة الانتقالية وحركات دارفور المسلحة لا بد يزكمه افتضاح التجاحد فيها بما لم تعد الوظيفة فيها وظيفة للخدمة العامة، بل كسباً لكهف من كهوف الوطن، أو غنيمة. وأثارت الاتفاق بمغالاتها في تدبيج الحركات المسلحة بالوظيفة العامة حسد أقاليم أخرى لم تحمل السلاح قبلاً. وظنت بنفسها ظن الهوان لأنها سالمت وخسرت في حين كسب من خرج للدولة بالسلاح. وأول خروج أبو عاقلة كيكل، الذي قاد هجوم الدعم السريع على مدينة مدني، كان على رأس قوة مستقلة باسم “درع السودان” يريد لشرق السودان غلاباً ما ناله غربه.

لو نفذت الصفوة في المركز والهامش إلى بنية العنف والامتياز في دولة الاستعمار لتجاوزوا وراثتها إلى تفكيكها. وما أضلهم عن هذا إلا زعمهم أن الإنجليز أقاموا وسطهم خدمة مدنية زاهرة خربوها هم في الاستقلال بأيديهم. وعموا عن الحق. فالاستعمار، بتعريفه ذاته، لا ينتج خدمة مدنية. فهو تعريف براء من الخدمة المدنية التي تفترض قيام جماعة من الموظفين بخدمة أمة من الناس شريطة أن تكون هذه الجماعة المخصوصة مساءلة أمام هذه الأمة مهما اشتطت في بيروقراطيتها، أو إذعانها للمستبدين من الحكام.

فالدولة الاستعمارية ليست حكومة في المعنى المصطلح عليه لتكون لديها خدمة مدنية. فالأصل في الحكومة نشأتها لإدارة جماعات من السكان، بينما حكومة الاستعمار نشأت لإدارة رقعة جغرافية تستأثر بخير ظاهرها وباطنها. أما سكان هذه الرقعة فهم عبء. ولهذا لم يسلموا من الإبادة في الأميركتين وأستراليا ونيوزيلندا والجنوب الأفريقي وغيرها لكي تخلو الأرض للغازي الذي جاء ليتملكها.

وعبر سيسل رودس، الحاكم الإنجليزي لمستعمرة كيب تاون في جنوب أفريقيا، عن شبق المستعمرين للأرض دون الناس بقوله، “إنني أفضل أرض الأهالي عليهم”. والقول إن ما تركه الإنجليز فينا خدمة مدنية يكذبه أن موظفي تلك الخدمة هم خدام الإمبراطورية البريطانية، ولم يقتصر عمل كثير منهم على السودان. فكانوا ينقلون من موضع في تلك الخدمة إلى موقع بعده، بحسب حاجة الإمبراطورية. ومن فرط بعد الإنجليز في حكومتهم عن مفهوم الخدمة المدنية سموها “قلم السودان” لو صحت الترجمة عن “Sudan service”. واشتهرت في الحركة الوطنية باسم حكومة المفتشين الذي يجمع الواحد منهم بين السلطات الإدارية والقضائية حيث هو. فقولنا بـ”خدمة مدنية” في عهد الاستعمار مما يعرف في الإنجليزية بـ”أوكسمورن oxymoron”، أي العبارة التي تلغي نفسها بنفسها.

ومن أبلغ ما قرأته في وصف غربة حكومة الاستعمار قول أحدهم إنها دولة مفكسة (من fax)، أي إنها صورة من أصل. والأصل هو الحكومة في حواضر الإمبريالية مثل لندن وباريس وروما. فمرجع الحكومة في البلد المستعمر مثل السودان هو الحكومة الإنجليزية. فالإدارة الإنجليزية عندنا مكلفة من قبل حكومة الحاضرة الإمبريالية استنزاف موارد البلد المستعمر، ومحرج عليها ألا تضيع مال دافع الضرائب البريطاني في ما لا عائد منه رفعاً لعناء الأهالي أو شفقة بهم. ولهذا ترك الإنجليز أقاليم في السودان مثل جنوبه ودارفور وغيرهما بكراً من التنمية والخدمات لأنهما عصيين على عائد الاستثمار فيهما.

عشنا تجربة الدولة الاستعمارية فينا. وحين لم نستصف إلا الوظيفة منها افترس بعضنا بعضاً للمغنم منها. وبقيت بنيتها فينا بصور شتى وليس أقلها خطراً أننا عشنا في ظل نظم ديكتاتورية مقطوعة من قماشة الدولة الكتشنرية (أول حاكم عام إنجليزي على السودان في 1989) الاستعمارية حجبت عنا حق اختيار الحكومة فينا لـ43 سنة من عمر استقلالنا (68 سنة). وزادت صراعات نهش جاه الدولة الاستعمارية ضغثاً على إبالة. ولهذا قال العالم المصقع عبدالله الطيب إنه لم يخرج الإنجليز من بلدنا لكنهم قاموا فينا، بالحكم الوطني، “بعاتي” (بعاثي، عفريت بلغة مصر) له خنخنة.

وهذا البعاتي هو الذي تزعم قوات “الدعم السريع” خروجها لكتابة نهايته.

الوسومالاستقلال الحركة الشعبية دولة 1956 صفوة الشمال عبد الله علي إبراهيم قرنق

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستقلال الحركة الشعبية دولة 1956 عبد الله علي إبراهيم قرنق

إقرأ أيضاً:

أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر

الشارقة: «الخليج»

أكد عدد من أبناء الجالية السودانية المقيمين بالدولة، أن الإمارات هي قلعة الأمن والأمان ودرة السلام العالمي، وليس ذلك فحسب، بل شددوا على أنها عنصر الاستقرار في المنطقة وعنوان الاعتدال والتنمية والخير في العالم كله.
وفي تصريحات ل «الخليج»، قالوا إن دولة الإمارات وشعبها بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظة الله، كانت ولا تزال الداعم الأكبر للشعب السوداني، في أحلك الظروف، وذلك عبر تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، مؤكدين أن آثار زايد الخير منتشرة في كل ربوع وأجزاء السودان.

لأنها بلدهم الثاني، أعلن أبناء الجالية السودانية رفضهم التام لأية ادعاءات كاذبة ضد دولة الإمارات، التي وصفوها بأنها درة السلام العالمي، لافتين إلى أن أمنها خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه، وثمنوا عملية إحباط أجهزة الأمن محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة، ما يعكس التصميم على حماية أمنها الوطني، لتظل على الدوام واحة الأمان.

مساعدات إنسانية


ولأن الأشقاء السودانيين المقيمين في الدولة على دراية تامة بما يدور من أحداث، ووعي كامل بما قدمته دولة الإمارات لبلدهم، أكدوا أنه ومنذ أول يوم لاندلاع الحرب في السودان في 15 إبريل من العام 2023، أطلقت الإمارات المبادرات والنداءات لوقف نزيف الحرب، ولم تكتف بذلك، بل قدمت الدعم المادي والمعنوي لإغاثة الشعب السوداني المتضرر، إضافة إلى النشاط الواسع الذي يبذله فريقها الدبلوماسي داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وطرح دعوات وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين.
وقدمت الإمارات مساعدات إنسانية وطبية إلى السودان بنحو 3.5 مليار دولار، ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 إبريل 2023 قدمت مساعدات بنحو 600 مليون دولار، منها 200 مليون تعهدت بها في شهر فبراير الماضي أثناء مؤتمر الدعم الإنساني الذي استضافته إثيوبيا.

المبادرات والنداءات


أكد الدكتور أمين جعفر، رئيس الجالية السودانية في الإمارات، أن الجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة، والشعب الإماراتي تجاه السودانيين تعكس قيم العطاء والإنسانية المتأصلة في دولة الإمارات، مشيداً بالدور الذي قامت به المؤسسات والسلطات المختصة في الدولة وجهودها الصادقة في استضافة وتوفيق أوضاع السودانيين واستضافتهم في فنادق عالية المستوى، وتقديم الرعاية الصحية المجانية وفتح الفرصة لهم باستخراج إقامة دول الكوارث والأزمات وتقديم المساعدات الإنسانية والمستشفى الميداني للنازحين السودانيين.
وأشار الى أن الإمارات أطلقت المبادرات والنداءات لوقف نزيف الحرب الدائرة في السودان، منذ أول يوم لاندلاع الحرب الدائرة في 15 إبريل 2023، ولم تكتف بذلك بل قدمت الدعم المادي والمعنوي لإغاثة الشعب السوداني المتضرر من الحرب، إضافة إلى النشاط الواسع الذي يبذله فريقها الدبلوماسي داخل أروقة الأمم المتحدة.

تسامح وتعايش


من جانبه، أكد نصر الدين أحمد العماس «مقيم منذ 10 سنوات»، حرص دولة الإمارات على تجسيد قيم التسامح والتعايش والوئام مع مختلف الثقافات والأديان التي تشكل النسيج المجتمعي المتماسك، وأشاد بمواقف القيادة الرشيدة وبالمساعدات الإماراتية لإغاثة الشعب السوداني في أوقات الأزمات المتعددة التي مرت به على مر السنوات الماضية.
وقال إن الإمارات هي أكثر دول العالم التي قدمت الدعم الإنساني والإغاثي للسودانيين منذ محنة دارفور الأولى عام 2003، وقبلها أثناء الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان، وفي الفترة الأخيرة من 2014 حتى 2025
فيما أعرب عمر محمد أحمد الحاج «كاتب ومؤلف درامي» عن شكره وتقديره لجهود دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، وأكد أن شعب السودان لن ينسى للإمارات وقفتها إلى جانبه وتخفيفها عنه عبء الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها والأوضاع الإنسانية الصعبة، إضافة إلى تقديم المساعدات السخية ورعاية الأيتام، لافتاً إلى أن الإمارات لم تتخل يوماً عن نجدة الشعب السودان في أحوج الظروف.
وأكد أن دولة الإمارات تعد عنصر استقرار في منطقة الشرق الأوسط وعنواناً للاعتدال والتنمية والخير في العالم كله، وأن إحباط محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة، يؤكد تصميم دولة الإمارات على حماية أمنها الوطني.

علاقات تاريخية


يرى الإعلامي راشد نبأ، أن الإمارات والسودان تربطهما علاقات تاريخية تضرب بجذورها في عمق التاريخ، حيث كان السودان من أوائل الدول التي أقامت معها الإمارات علاقات دبلوماسية، وذلك في ديسمبر عام 1971، كما تم تبادل الزيارات على أرفع المستويات منذ بدايات الاتحاد.
وأشار إلى أن هناك من يحاول استغلال الانفتاح الذي تتميز به الإمارات للإضرار بأمنها واستقرارها، إلا أنه يجد عيوناً يقظةً تمتلك أدواتها وتجيد توظيف إمكاناتها في محاصرة أي جريمة وكشفها مهما كانت درجة تعقيدها وتشابكها، موضحاً أن هذا ينطوي على رسالة مهمة ذات دلالة إلى كل من تسوّل له نفسه الإساءة لأجواء الاستقرار والسكينة. رسالة تؤكد أن أبناء الإمارات قادرون على حماية أمنها والتصدي لأي محاولة لزعزعته.
ولعبت دولة الإمارات دوراً كبيراً في استقرار وإعادة بناء السودان، وهو ما أكده إبراهيم الميرغني، حيث قدمت موارد إنسانية ضخمة للتخفيف من معاناة أبناء الشعب السوداني وكذلك دعمها المتواصل لمجال تقديم الخدمات الصحية والتعليم والأغذية، وهو الدعم الذي بدأ من السبعينات ولم يتوقف حتى يومنا هذا.
وقال إن الإمارات دولة لا تحتاج لمن يدافع عنها، فهي دولة قادرة سياسياً وقانونياً واقتصادياً وإعلامياً ودبلوماسياً على الدفاع عن نفسها، لكن الأزمة في الطريقة التي تتعامل به قيادة الجيش السوداني مع ملف العلاقات الدولية، فهي أشبه، على حد وصفه، بعقلية «قطاع الطرق وزعماء العصابات».

علامة فارقة


قال المهندس عمر خوجلي، رئيس الجالية السودانية في الشارقة، إن الدعم الكبير الذي ظلت تقدمه الإمارات ولا تزال تقدمه تجاه أبناء الجالية يعتبر علامة فارقة في المجال الإنساني الذي يعكس أصالة الشعب الإماراتي، مشيراً إلى أن المركز الاجتماعي السوداني في الشارقة أصبح منارة تعكس العلاقات الأخوية بين الشعبين الإماراتي والسوداني من خلال الأنشطة المتعددة التي يقدمها والتي تهدف إلى الحفاظ على تلك الوشائج الأخوية.
وأوضح أن مئات الآلاف من السودانيين الذين شردتهم الحرب من بيوتهم استفادوا من دعم الإمارات، وكانت دولة الإمارات هي السباقة في استضافتهم تيمناً بوصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأكد البروفسور أبوبكر مبارك، نائب رئيس الجالية السودانية في عجمان، أن السودانيين وجدوا كل الترحيب والكرم والتعامل الإنساني من إخوتهم الإماراتيين، ويرى أن الإمارات قدمت رؤية واضحة لحل أزمة السودان تدفع نحو حل سياسي عاجل يحفظ البلاد، إيماناً منها بأن الشعب يستحق العدالة والسلام، يواكب تلك الرؤية حراك إماراتي متواصل على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية لإنهاء الأزمة التي تتفاقم وتتزايد تداعياتها يوماً تلو الآخر.

صداقة واضحة


ولفت إلى أن جهود الإمارات واضحة وصادقة يقابلها إصرار من أحد أطراف الصراع في السودان على ترديد أكاذيب ومهاترات لتعمية المجتمع الدولي عن الأعمال الشنيعة التي ترتكب على الأرض من قبل الأطراف المتحاربة.
أما الدكتور هشام زكريا، عميد كلية الاتصال بالجامعة القاسمية، فاعتبر أن الأزمة الكارثية التي يعانيها السودان خلفت عواقب وخيمة على الشعب السوداني، الذي أصبح بحاجة ملحة إلى الدعم الإنساني الكافي والمستدام من كافة دول العالم المحبة للخير، والوقوف إلى جانبه في ظل هذه الظروف المأساوية التي يعانيها.
وأكد أن دولة الإمارات سباقة إلى الخير وتحرص على مد يد العون لجميع المحتاجين في شتى أنحاء العالم، ودعا مختلف دول العالم إلى العمل يداً بيد مع دولة الإمارات من أجل التصدي للأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوداني وبذل كل الجهود الممكنة من أجل تأمين تدفق مستدام ودائم للمساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين في مختلف دول العالم.

مآرب شخصية


أشاد ابراهيم بدرالدين العجب، بالدور الكبير الذي قامت به دولة الإمارات منذ اندلاع الحرب في بلاده، واصفاً إياها بالحرب العبثية التي لا تهدف إلى الكرامة وإنما لتحقيق مآرب شخصية وأطماع لا تخص الشعب السوداني.
وبيّن أن هذه الحرب قد طالت كل ركن من أركان السودان، البلد الطيب الذي لا يستحق أهله هذه المعاناة، وأن هناك العديد من الطرق السلمية التي يمكن اتباعها وهي الأفضل للجميع.
فيما أعرب الدكتور خالد حمد، عن امتنانه وشكره لدولة الإمارات حكومة وشعباً على ما تحيطهم به من رعاية وما يعيشونه من حياة كريمة في ظل مناخ التسامح والمساواة، وقال إن المساعدات الطبية والغذائية التي تلقاها أفراد الجالية في الأندية السودانية بالإمارات السبع، رسمت لوحة إخاء وتعاطف بين الشعبين السوداني والإماراتي، ما يؤكد مدى قوة العلاقة بينهما، موضحاً أن المساعدات أسهمت في التخفيف بصورة كبيرة من الآلام التي عاشوها بسبب الحرب في السودان.

مقالات مشابهة

  • وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني
  • شرطة محلية سنار تفوج اللاجئين من دولة جنوب السودان
  • المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
  • أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر
  • القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة
  • الجامعة العربية تؤكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف النزاع المسلح بالسودان  
  • في ذكرى القرضابية الـ110.. مجلس النواب: تضحيات الأبطال وقود لوحدة الوطن
  • الإمارات.. أيادٍ بيضاء ومصداقية عالمية على أرض السودان
  • 5 ساعات من الإنتظار للظفر بوجبة طعام يتيمة
  • بعثة الإمارات تصدر بياناً حول تقرير الأمم المتحدة النهائي بشأن السودان