هاني البيض: تعقيدات المشهد اليمني لا تبعث على التفاؤل
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
(عدن الغد)خاص:
قال نجل الرئيس الأسبق علي سالم البيض "هاني البيض" ان تعقيدات المشهد اليمني لازالت حاضرة ويلفها كثر من المصاعب والعقبات، وهذا ما يجعل كل متابع لا يتفائل بما قد يأتي به العام الجديد.
جاء ذلك خلال تدوينه منشور على حسابه في منصة "أكس" حيث قال: بعض الضوء على المشهد السياسي قبل رحيل عام 2023، وعامًا جديدًا اخر نأمل ان نرى فيه ايام أفضل مما أنقضت على كآفة الاصعدة".
وأضاف " ان تعقيدات المشهد العام في اليمن لازالت حاضرة .. تتزايد ويلفها كثير من المصاعب والعقبات ، وقد لاتبعث على التفاؤل عند الكثير من المتابعين بقدوم عامًا جديد، وهذا بفعل حالة اليمن السياسية المتشظية ووضعها الاقتصادي المتدهور الذي انتج وضع اجتماعي ومعيشي بائس وحالات مزمنة بكل ابعادها وفي جوانب متعددة".
وأردف البيض " وللاسف تتداخل اليوم مساراتها وتوظف بشكل بشع وغير لائق في جوانبها الإنسانية والمعيشية والخدماتية ، من ربط الإنساني بالسياسي والاقتصادي بالعسكري والداخلي بالأممي والمحلي بالإقليمي، اما عملية السلام في اليمن بشماله وجنوبه فهي تقف أولا امام احتمالات الاستجابة الجادة ومصداقية الأطراف من العملية السلمية".
وتحدث البيض على الصعيد الخارجي قائلا " وعلى الصعيد الخارجي بالمتغيرات الجيوستراتيجية وتبعاتها الجيوسياسية وحالة تشبيكات بؤر التوتر والصراعات الاقليمية والدولية الحاضر لدى محاور المنطقة، كذلك خارطة الطريق المقترحة التي تمثل ضوء أمل ومصدر للتفاؤل ..لكنها ستكون امام خرائط الصراعات المتراكمة ومأزق التسويات القادمة ومآلاتها".
وأشار البيض إلى ان " هذه بعض محددات الصراع الداخلية والاقليمية التي قد تقف امام العملية السلمية في اليمن".
وقال "ان هناك عوامل ومصاعب كثيرة لاحصر لها على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، واكثرها تاثيرا البعد الإقليمي الذي اصبح مؤثرًا وفاعلًا في الشان اليمني على حساب مساحة القرار الوطني والقرار السياسي السيادي!ـ، ولذلك على جميع الاطراف المعنية ان تحد من اي شكل للتصعيدات وان يتحلوا بشي من المسؤولية الوطنية لإنقاذ هذا البلد وإخراجه من مستنقعات الحروب وحلقات الصراعات ومتاعبه المزمنة".
ودعا البيض جميع الاطرف المعنية " الابتعاد عن اي شكل للابتزاز او المزايدات السياسية في هذا الظرف الدقيق، لابد من خلق بيئة صالحة تخدم الهدف الاستراتيجي المتمثل بالوقف الدائم للحرب ،والذهاب الى مارثون طويل لتسوية كل متاعب اليمن بالحكمة اليمانية وثقافة الحوار وهو حتمًا مخاض عسير .. فأما مولودا اصيل او مستنسخا مسخًا يرهق ويتعب كل الاطراف".
واكد على أهمية حوار الشمال والجنوب في المرحلة القادمة وهي ضرورة وحاجة ملحة، والضابط لمقتضيات المرحلة الاخيرة والمحطة النهائية".
وقال " سيحافظ الناس على السلام ويتمسكون بكل عوامل الاستقرار ولن يذهبوا الى القتال مرة اخرى بعد هذه التجربة المريرة والخسائر الواسعة، ولكن هذا مرهون بالقرار الوطني والقناعات الراسخة وبناء عوامل الثقة والإدارة السياسية الصحيحة لمشروع السلام والمعالجات السليمة لمتطلبات العملية السلمية، ولهذا نشدد على اهمية ان تكون القيادات السياسية استثنائية ومؤهلة وعناصرها صلبة واكثر وطنية وتضحية، ولازلت مع حقيقة ومنطق ان السلام لايتحقق الا من الداخل ! وان الحفاظ على السلام اصعب من مجرد الوصول لإتفاق بشأنه".
واختتم البيض منشوره "ختامًا وماينبغي قوله لكل الأطراف السياسية المحلية المتآلفة من جهة والمتصارعة من جهة اخرى ونحن نودع عام 2023م، انه بقدر اتساع وزيادة حدة الخلافات وانعدام الثقة وتعميق التباينات بين اطراف العملية السياسية من جهة واطراف العملية السلمية الشاملة سيكون تدخل القوى الدولية والاقليمية حاضرًا وبقوة في رسم المشهد لهذا البلد ودورا واضح للنفود الدولي والاقليمي بتشكيل وتفصيل الواقع السياسي والاقتصادي وفق مصالحهما واهتمامهما لا وفق مصالح الشعب وأهداف الاطراف السياسية المحلية او على قاعدة الوطن بمرتكزاته وثوابته ومشاريعه السياسية المنشودة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: العملیة السلمیة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: واشنطن تسعى لربط ملف السلام في اليمن بوقف التصعيد في البحر الأحمر
يمانيون../
أكد وزير الخارجية والمغتربين، جمال عامر، خلال لقائه اليوم الأربعاء مع مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن واشنطن تسعى لربط ملف السلام في اليمن بوقف التصعيد في البحر الأحمر، مع مواصلة ضغوطها على المنظمات الدولية لتقليص المشاريع الإنسانية في البلاد.
وفي اللقاء، رحب الوزير عامر بزيارة مدير منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى استعداد الحكومة اليمنية للتعاون الكامل لتعزيز العمل الإنساني. وأوضح أن صنعاء وفرت بيئة ملائمة لعمل المنظمات الدولية، رغم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة لدعم الكيان الصهيوني.
وأشار الوزير إلى أن الضغوط الأمريكية تستهدف تقليص المساعدات الإنسانية في اليمن باستثناء المشاريع المرتبطة بالإبقاء على الحياة، في محاولة لإجبار صنعاء على تغيير موقفها الداعم لغزة في مواجهة جرائم الحرب.
وأكد عامر أن صنعاء ملتزمة بحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، موضحاً أن الاستهداف يقتصر على السفن المملوكة أو المتجهة إلى الكيان الصهيوني. كما شدد على أن حل التوتر في البحر الأحمر يمكن تحقيقه وفق المعادلة التي طرحها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والتي تدعو إلى وقف جرائم الحرب في غزة مقابل إنهاء التوتر البحري، دون الحاجة إلى التصعيد العسكري الأمريكي المكلف.
وأضاف أن القيادة في صنعاء قادرة على تقديم الخدمات للشعب اليمني رغم الحصار المستمر منذ عشر سنوات، مشيراً إلى أن الحصار الأمريكي الأخير فاقم الأوضاع الإنسانية.
من جانبه، أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية التزام الأمم المتحدة بدعم الشعب اليمني، مشيراً إلى جهود متواصلة لزيادة المساعدات الإنسانية، خاصة في المجالات الصحية والغذائية، باعتبارها ضرورة إنسانية ملحة.