إثيوبيا رايح جاي | حميدتي يعود لأديس أبابا للاجتماع بـ"حمدوك".. ماذا يحدث ؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
يعتزم قائد ميليشيات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" العودة مرة أخرى، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الاثنين للاجتماع برئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" عبد الله حمدوك، لبحث تطورات الأزمة السودانية.
وقالت تنسيقية "تقدم" في بيان صدر أمس الأحد إن "الاجتماع يهدف إلى معالجة القضايا الملحة المتعلقة بحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية واستكشاف سبل التوصل إلى حل سلمي للصراع الدائر في السودان"، بحسب ما أوردته صحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية.
وتعد هذه الزيارة الثانية لحميدتي إلى إثيوبيا، في أقل من أسبوع حيث التقى برئيس الوزراء آبي أحمد الخميس الماضي، في جولته التي بدأت بأوغندا التي كانت أول دولة يقصدها منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل الماضي.
يأتي ذلك بعد فشل عقد لقاء بين رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وحميدتي في إطار مبادرة منظمة إيجاد التي تترأسها دولة جيبوتي التي كانت ستستضيف الاجتماع في 28 ديسمبر المنصرم، إلا أن وزارة الخارجية الجيبوتية أرسلت خطابا إلى نظيرتها السودانية أمس الأربعاء أخبرتها أن "حميدتي" لن يتمكن من الوصول إلى جيبوتي للقاء البرهان لأسباب فنية، وقالت الخارجية إنها تنسق لعقد اللقاء خلال شهر يناير المقبل.
وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع برئاسة رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، ليتفاوض البرهان وحميدتي على وقف إطلاق النار واستئناف المساعدات الإنسانية في السودان، وقد تم تأجيله الآن إلى موعد غير محدد في أوائل يناير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي عبد الله حمدوك
إقرأ أيضاً:
ترامب يعود من جديد
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يستعد العالم لتبعات أربع سنوات قد تعيد تشكيل موازين القوى. فوز ترامب يعزز طموحات المحافظين الأمريكيين ويجدد حماسهم لرؤية أمريكا بوجهها التقليدي، بينما يشعل قلق الحلفاء ويحفز الخصوم العالميين على توسيع نفوذهم.
موقف ترامب من القضايا الداخلية
في الداخل، يتمسك ترامب بمواقف قوية تجاه القضايا الاجتماعية، معارضًا سياسات الديمقراطيين الليبرالية مثل دمج حقوق المثليين في المناهج الدراسية. يدافع عن القيم التقليدية، مما يعزز شعبيته بين المحافظين رغم معارضة النخب الإعلامية والدولة العميقة. اقتصاديًا، يسعى لتعديل قوانين الهجرة للحد من منافسة المهاجرين على فرص العمل، ويعمل على منع نقل المصانع إلى الخارج، بالإضافة للحد من الهجرة غير الشرعية.
ترامب وحرب أوكرانيا: تأثيرات اقتصادية وتحولات في التحالفات
على المستوى الدولي، يجد ترامب نفسه أمام تحديات جديدة نتيجة للصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا. ومع تعزيز التحالف الصيني-الروسي، قد تضطر الولايات المتحدة لمراجعة استراتيجياتها لمواجهة هذا التحالف الذي يهدد الهيمنة الأمريكية. الصعود الاقتصادي للصين وتعاونها مع روسيا يزيد من تعقيد المشهد، مما يستدعي من الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات لاحتواء هذا النفوذ المتزايد.
من أجل تعزيز الاقتصاد الأمريكي، قد يجد ترامب نفسه مجبرًا على وضع حد للحرب بين روسيا وأوكرانيا، مما قد يترتب عليه تقديم تنازلات لصالح موسكو. هذا التحول قد يغير توازن القوى في أوروبا، ويضع الاتحاد الأوروبي في موقف صعب بعد فشله في مواجهات سابقة مع روسيا. انعكاسات هذا القرار قد تستدعي إعادة النظر في سياسات التحالفات الاقتصادية والاستراتيجية، بما يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة.
انعكاسات فوز ترامب على الشرق الأوسط
عودة ترامب قد تضاعف تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار حرب إسرائيل ضد غزة ومحاولاتها لكسر المقاومة المتمثلة في حماس وحزب الله. على الرغم من الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية وتهجير الفلسطينيين، فإن الموقف العالمي الإنساني يبدو ضد نتنياهو. إسرائيل قد تسعى لتحقيق انتصارات وهمية على حساب الفلسطينيين في غزة، لكن في المقابل، من المتوقع أن تزداد المقاومة، سواء من حماس أو حزب الله، لمواجهة هذه الضغوط.
موقف ترامب المتوقع هو دعم نتنياهو في مواجهة هذه التحديات، مع السعي لاحتواء التصعيد وتوجيه السياسات الإسرائيلية بما يتماشى مع أجندته. قد يتبنى ترامب استراتيجية لإعادة تموضع إسرائيل في المنطقة، بما يضمن تماسكها على الصعيد الداخلي ودعمها في مواجهة الضغوط الدولية. في ظل التهجير الجماعي للفلسطينيين وإعادة بناء غزة، من المرجح أن تفرض إسرائيل شروطًا جديدة تهدف إلى نزع السلاح من المقاومة الفلسطينية، وهو ما قد يضع حماس في موقف ضعيف.
ومع تزايد الضغوط الداخلية على نتنياهو من المعارضة السياسية في إسرائيل، سيجد نفسه في حاجة إلى الدعم الأمريكي القوي لاحتواء الأزمة، مما يعزز من دور ترامب في توفير هذا الدعم الاستراتيجي، وخصوصًا في المرحلة المقبلة التي تتطلب إعادة تقييم للتوجهات السياسية في المنطقة.
السياسة تجاه إيران في ظل التصعيد الإقليمي
من المتوقع أن يتبنى ترامب سياسة صارمة تجاه إيران في هذا السياق، حيث قد تزداد العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي عليها. يهدف هذا الضغط إلى تقليص قدرة إيران على دعم الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس في المنطقة، وبالتالي تقليل تأثيرها في الصراع الدائر. إضافة إلى ذلك، ستسعى إدارة ترامب إلى تحييد دور إيران في اليمن ومحاربة تمددها الإقليمي، بما يضمن تقليص أي تهديد للمصالح الأمريكية وحلفائها، مثل إسرائيل ودول الخليج.
سياسات ترامب تجاه إفريقيا: حرب السودان
الصراع في السودان بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع يهدد بتحول الوضع إلى حرب أهلية شاملة، مما يؤدي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة وتأثيرات مباشرة على دول الجوار التي تشهد تدفق اللاجئين وزيادة النزاعات الإقليمية. في هذا السياق، من المتوقع أن تتخذ إدارة ترامب موقفًا حازمًا تجاه الدول التي تدعم مليشيا الدعم السريع، خاصة تلك التي تقدم دعمًا عسكريًا أو ماليًا لهذه القوات.
الضغط على هذه الأطراف لوقف دعمها قد يسهم بشكل كبير في تهدئة الوضع في السودان وتقليل حدة الأزمة الإنسانية والسياسية. ستعتمد واشنطن في هذا الصدد على فرض عقوبات، أو دعم الجهود الدبلوماسية للضغط على الدول المعنية. قد تسعى الإدارة الأمريكية أيضًا إلى فرض اتفاقيات بين الأطراف المتنازعة لصالح التحول الديمقراطي في السودان، والعمل على تحقيق الاستقرار، مثل دعم حكومة الانتقال المدني.
إضافة إلى ذلك، فإن تصاعد العنف في السودان يوفر مساحة لروسيا والصين لتعزيز نفوذهما في المنطقة، وهو ما يشكل تحديًا مباشرًا للمصالح الأمريكية.
لذلك، سيتعين على إدارة ترامب تبني سياسة تهدف إلى تقليص هذا النفوذ المتزايد وتعزيز المساعدة للأطراف المحلية التي تسعى لتحقيق الاستقرار في السودان، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على سيادة القانون وحقوق الإنسان في البلاد.
التحديات في إثيوبيا وتصاعد حركة فانو
في إثيوبيا، يواجه الجيش تحديًا متزايدًا من حركة "فانو" المسلحة، مما يزيد من تعقيد النزاعات الداخلية في البلاد. في هذا السياق، من المحتمل أن تتبنى إدارة ترامب سياسة تركز على دعم الأمن الإقليمي دون الانخراط المباشر في الصراع، مع السعي لتحييد الأطراف التي تدعم النفوذ الصيني والروسي في المنطقة. هذا التوجه يسعى إلى الحفاظ على المصالح الأمريكية في القرن الإفريقي، وتقليل تأثير القوى المنافسة.
خاتمة
عودة ترامب إلى السلطة قد لا تكون مجرد تغيير رئاسي، بل قد تمثل بداية مرحلة جديدة مليئة بالتوترات والتحولات على الساحة العالمية. من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تصاعدًا في التحالف بين الصين وروسيا، ما قد يؤدي إلى تراجع الهيمنة الأمريكية في بعض المناطق، مما سيعيد تشكيل التحالفات العالمية ويُحدث تحولًا كبيرًا في ميزان القوى. هذا التحول قد يمهد الطريق لظهور مشهد دولي جديد، حيث سيكون للسياسات الأمريكية دور محوري في تشكيل هذا المستقبل المتغير.
rw3ams@gmail.com