انتخابات العراق في زمن الديمقراطية .
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
بقلم حيدر خليل ..
بعد عشرين عاما من التغيير، والخلاص من الديكتاتورية والحاكم الواحد والحزب الواحد، بعد عشرين عاما من (التجربة الدنماركية )، عفوا التجربة الديمقراطية في العراق، إلا أننا ما زلنا نجهل أسس الديمقراطية، وهذا لا يتحمله الشعب العراقي بصورة عامة، بل منظمات المجتمع المدني والحكومات المتعاقبة والجهات والوزارات المعنية، ما زلنا نجهل حقوق الإنسان والحريات العامة .
كل انسان حسب المعتقدات السماوية والقوانين الارضية له الحق والحرية أن يؤمن بأي اتجاهٍ فكري معين يقول الله تعالى : ( فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، والمادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الانسان ( لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر. وفضلاً عن ذلك لا يجوز التمييزُ علي أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلاًّ أو موضوعًا تحت الوصاية أو غير متمتِّع بالحكم الذاتي أم خاضعًا لأيِّ قيد آخر على سيادته) .
لذا لا يحق لك أن تتهم الآخر الذي يختلف معك فقط لأنه لا يؤمن بما تؤمن به ولانه لا ينتمي لدينك أو مذهبك أو اتجاهك السياسي والفكري، كلٌ له الحق في ابداء رأيه بكل حرية .
والانتخابات إحدى أهم الركائز للديمقراطية، وهي الأخرى للأسف نجهلها ونجهل غايتها، ولماذا نشارك أساسا في الانتخابات ؟ .
لأننا وبكل بساطة معبئين بمجموعة من الافكار الدينية والمذهبية والقومية، والتي تسيطر على جميع مفاصل حياتنا بما فيها الانتخابات، لذلك نعاني من ازمات عديدة أهمها الخدمات وفوز أشخاص بعيدين جداً عن إدارة الحكم وعن السياسة والاقتصاد وغيرها من مقومات الدولة، لهذا نشاهد تراجعا وتخلفا مخيفا عن العالم، بل عندما نقارن بيينا وبين العالم وكأننا في العصور المتأخرة! .
ان لم نخرج من قوقعة الدين والقومية والمذهب وانها في خطر ستبقى حياتنا في خطر ونُسحق يومياً من الفاسدين المتسلطين على رقابنا .
انتهت الانتخابات وأُعلنت نتائج اولية وخرج الفائزين الى الشوارع فرحين بما اتاهم المفوضية من فضلها ومستبشرين، ولازلنا ننتظر النتائج النهائية منذ عشرة أيام، تخيل نسبة ضئيلة جداً من الشعب العراقي شارك في الانتخابات ولازالت المفوضية تحصي وتعد وتحسب النتائج!، في مصر وتركيا أُعلنت النتائج النهائية خلال 24 ساعة فقط وهي انتخابات رئاسية والعدد المشارك يفوق عدد سكان العراق، لا فقط المشاركين! .
لا أعرف هل ينتظرون توازن سياسي وديني وقومي ومذهبي أو حتى اقليمي ممكن!؟ أو ينتظرون توافق سياسي وهذا لا يمكن أن يحصل دون تدخل اقليمي .
عموما انتهت الانتخابات وحسب النتائج الأولية أعلن البعض فوزهم الساحق حسب تعبيرهم وكأنهم انتصروا في معركة أحد! .
رسالتنا للفائزين نِلتُم دعم الشعب، بغض النظر عن دعاياتكم خلال حملاتكم الاعلانية، وقد حمّلكم الشعب أمانة كبيرة وهي أن تعملوا لاجلهم، لا أن تعبئوا ادمغتهم بالمبادئ والقيم الدينية والمذهبية والقومية بل بالعمل لاجل تقديم الخدمات، ودعم الشباب قدر الامكان وفتح ابواب للعاطلين عن العمل، ورفع اعداد المستفيدين من الرعاية الاجتماعية، وغيرها التي تمس واقع المواطن الفقير .
لأنها ليست الأخيرة وستعودون اليهم يوماً تطلبون منهم الدعم والاصوات .
حيدر خليل محمد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الحزب العربي الناصرى: ندعم إجراء انتخابات البرلمان بنظام القائمة المغلقة
أكد الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الناصري، أن الحزب يدعم إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بنظام القائمة المغلقة المطلقة، باعتباره الأنسب في هذه المرحلة من عمر الدولة المصرية، التي تتطلب ترسيخ دعائم الاستقرار وبناء مؤسسات قوية تعبّر عن الإرادة الشعبية الحقيقية.
نظام الانتخابات البرلمانية 2025وأشار أبو العلا ، إلي أنه شارك مؤخرا في اجتماع تحالف الأحزاب المصرية، الذي يضم في عضويته 42 حزبًا سياسيًا، وذلك في إطار التنسيق المستمر بين القوى الوطنية والسياسية حول نظام الانتخابات البرلمانية 2025.
وذكر أن نظام القائمة المغلقة يقدم العديد من المزايا، أبرزها تعزيز العمل الحزبي المنظم، وضمان تمثيل أوسع للفئات المهمشة مثل المرأة، والشباب، وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى دوره في الحد من الصراعات الفردية وتقليل كلفة الحملات الانتخابية، ما ينعكس إيجابًا على شفافية ونزاهة العملية الانتخابية.
تعزيز فرص تشكيل برلمان متوازن وقويوأضاف رئيس الحزب العربي الناصري أن هذا النظام يسهم كذلك في منع تفتيت الأصوات، ويعزز من فرص تشكيل برلمان متوازن وقوي قادر على أداء دوره التشريعي والرقابي بكفاءة، مشددًا على أن المرحلة الحالية تتطلب من الجميع الاصطفاف خلف الدولة، والتكاتف من أجل بناء تجربة ديمقراطية حقيقية تعبر عن طموحات الشعب المصري.
من جانبه.. قال النائب عفت السادات رئيس حزب السادات الديمقراطي ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن رؤية السادات في مسألة إجراء الانتخابات البرلمانية تميل إزاء إجراء الانتخابات بنظام القائمة المغلقة الملطقة.
واضاف السادات، أن إجراء نظام الانتخابات بالقائمة المغلقة المطلقة هو الافضل للحالة المصرية، لانه يمكن من خلال القائمة المغلقة تحقيق اشتراطات الدستور والقانون، مؤكدا أن نظام الانتخابات بالقائمة المغلقة يعزز الحياة الحزبية ويثري القوى السياسية، كما أنها تعطي الأحزاب السياسية فرصة للتواصل مع المواطنين والتواجد في الشارع المصرى.
وقال السادات، إن من أهم فوائد إجراء الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة المغلقة يتمثل في تعزيز التمثيل الحزبي والاستقرار السياسي، ويدفع الأحزاب على تنظيم صفوفها واختيار مرشحين أكفاء لتمثيلها، ما يعزز الحياة الحزبية ويقلل من ظاهرة المرشحين المستقلين غير المرتبطين بأيديولوجيات واضحة، كما يسمح للأحزاب بإدراج النساء، الشباب، أو الأقليات في قوائمها وضمان تمثيلهم، ما يصعب تحقيقه في النظام الفردي.