قبل أن تقفل روزنامة العام 2023 على سلسلة احداث، بادرت القوى المحلية إلى إطلاق مواقف عن تحريك الملف الرئاسي في العام الجديد، من دون أن تضرب مواعيد دقيقة عن هذه العملية أو المسعى الذي يعتمد لهذا الغرض.   ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أو ما نقل عنه حول مشاورات ستأخذ مداها في العام 2024، ينتظر الترجمة، ولعل ذلك قد يستغرق بعض الوقت ، انما سيعمل رئيس مجلس النواب على صيغة مناسبة لهذه المشاورات التي لا تأخذ الطابع الموسع على غرار طاولة الحوار.

  ومن المرتقب أن تتبلور مساعيه بعد عطلة رأس السنة الجديدة، وبغض النظر عن فشل أو نجاح المحاولة الجديدة لتحريك الملف الرئاسي ،فإن المعطيات المتوافرة تتحدث عن تعاط حذر من بعض الافرقاء حيال أي مبادرة رئاسية، لاسيما وأن التجارب السابقة غير مشجعة، كما أن ثمة قوى غير راغبة في تضييع الوقت في مشاورات أو نقاشات فيما المدخل الأساسي لانتخاب رئيس البلاد هو من خلال جلسات انتخاب مفتوحة وفق ما ينص عليه الدستور.

ويبدو أن رئيس المجلس مقتنع أن اللعبة الداخلية باتت أكثر من ضرورية من أجل حسم الاستحقاق و عدم انتظار الخارج المشغول في وقائع حرب غزة.   وفي هذا المجال ، تعتبر مصادر سياسية مطلعة لـ"لبنان24" أن هناك من يغالي في التفاؤل بأنجاز هذا الأستحقاق في الاشهر الأولى من العام الجديد، في حين ذهب كثيرون إلى ضرب موعد في شهر شباط المقبل، حين ينجلي مشهد غزة، على أن التعويل هنا على هذا الموعد غير دقيق الا اذا انطلق تحرك خارجي بموازة ضغط محلي تقف خلفه قوى المعارضة التي تبدي تمسكاً بانتخاب رئيس سيادي أكثر من أي وقت مضى يعمل على تطبيق القرارات الدولية، وتعتبر أن أي نشاط خارجي يتعلق بالرئاسة لا يمكن التكهن أنه سيحدث أي خرق خصوصا إذا لم يبد الأفرقاء المحليون رغبة في تلقف أي مبادرة.   وهنا، لا بد من انتظار زيارات عدد من الموفدين، مشيرة إلى أنه حين إتمام ذلك يدير رئيس المجلس محركاته بعد أن عمد ويعمد إلى جس النبض حول اقتراحه باجراء مشاورات في هذا السياق. وتعتبر المصادر أن بري لم يستخدم عبارة حوار واستبدلها بمشاورات ليقينه ان ما من رفض أو موانع لها لأنها مجرد مشاورات وليس بالضرورة أن تخرج منها نتيجة ترجح الكفة لهذا الفريق أو ذاك.   أما بالنسبة إلى المعارضة ، فإن أي طرح أو اقتراح تتباحث به هذه القوى مفيد حتى وإن قالت سابقا رأيها في هذا المجال ودعت إلى اعتماد مبدأ الجلسات المفتوحة ، وفي الواقع قد يعتبر البعض أن الرئيس بري وبعدما سلف هذه القوى تأبيدا للتمديد لقائد الجيش في الجلسة التشريعية الأخيرة، فإنها قد تشارك في أي مسعى ولو ارتدى صفة التشاور في خطوة تندرج تحت عنوان رد الدين لرئيس المجلس، مؤكدة أن المسألة لا تزال في البداية والرئيس بري سيعمل على تفصيل طرحه وستكون له سلسلة اتصالات أو لقاءات من أجل التوصل إلى نقاط مشتركة في حين أن دعوته إلى جلسة انتخاب جديدة من عدمها مرتبطة على أبعد تقدير بهذه المشاورات.   وفي المقلب الأخر، ترى المصادر أن الحديث منذ الآن عن تطور إيجابي في الأستحقاق الرئاسي ليس منطقيا خصوصا أن الأفق لا يزال غير واضح والتقديرات لمواصلة المراوحة قائمة، إلا إذا بدت الخيارات التيابية على استعداد لتفاوض جديد يحمل عنوان المرشح الثالث أو لائحة مرشحين.   ليس بالضرورة أن تكون بداية العام 2024 على موعد مع بشرى رئاسية ، لكن من المؤكد أن نوعية الحراك ستخضع "لروتوشات جوهرية" لضمان القيام بأنجاز في هذا الملف في اسرع وقت ممكن.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

المعارضة تعلن اليوم خريطة رئاسية... جلسة جنوبية وجلسات انتخابية

تكتسب المحاولة الجديدة لقوى المعارضة التي تزمع إعلان "خريطة طريق" لإنهاء الأزمة الرئاسية بعداً معنوياً وتحفيزياً لإعادة تحريك ملف الأزمة الرئاسية من دون آمال عالية في إمكان تحقيق اختراق عجزت عنه كل التحركات الداخلية والخارجية السابقة. ومع ذلك سيكون للتحرك المعارض الجديد أهميته في ظل انحسار التحركات ذات الطابع الدولي حيال الأزمة الرئاسية، إذ يبدو لافتاً للغاية الجمود الذي أصاب اجتماعات وتحركات سفراء مجموعة الدول الخماسية، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، الأمر الذي سيثار حتماً اليوم مع التحرك المتوقع لقوى المعارضة في اتجاه السفراء الخمسة مجتمعين.

ذلك أن قوى المعارضة ستعرض "خريطة الطريق" لإنهاء الأزمة الرئاسية في مؤتمر صحافي تعقده ظهر اليوم في مجلس النواب على أن يقوم وفد نيابي يمثلها بتسليم نسخة عنها لسفراء المجموعة الخماسية في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، كما أن قوى المعارضة ستعرض مبادرتها على كل الكتل النيابية. وتتضمن المبادرة طرحاً تفصيلياً لانتخاب رئيس الجمهورية ضمن الأسس الدستورية.
وعن العناوين التي ستتضمنها بنود ورقة المعارضة، قال عضو "كتلة الجمهورية القوية" النائب رازي الحاج لـ"النهار": "ثمة كتاب يتضمن الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، وضمن الدستور والقوانين المرعية الإجراء". وعن الدعوة التي سبق أن وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري يعني ذلك القبول بدعوة بري إلى الحوار أو التشاور، قال الحاج: "نحن لم نفهم حتى الآن ما هو الحوار والتشاور، بمعنى ليس ثمة من حوار طالما المجلس هيئة ناخبة فقط لانتخاب رئيس جمهورية، إنما إذا كان التشاور في إطار دعوة لجلسة انتخاب في أول دورة انتخابية رئاسية، فإننا سنمشي في الخيار الذي طرحه رئيس مجلس النواب من أجل التشاور، لكن المهم انتخاب الرئيس أولاً وأخيراً، وذلك هدف اللقاء اليوم، فليس هنالك من بنود سوى الدعوة لانتخاب الرئيس وتفصيل كيفية القبول بالتشاور ضمن سقف مجلس النواب، بمعنى القبول بهذا التشاور من دون مخالفة الدستور، أي الأعمدة الأساسية التي سبق وأشرنا إليها مراراً، ألا وهو الانتخاب".

وقال النائب ميشال الدويهي في هذا الصدد لـ"النهار"، "إنها خريطة طريق ضمن الدستور والأعراف من أجل التشاور حول انتخاب الرئيس، وهذه مسألة أساسية، أي الانتخاب، وبالتالي يجب علينا ألا نتجاوز هذه الأعراف والدستور وندخل في اجتهادات جديدة، لأن الطائف هو الأساس ولا يمكن اللعب به، لأن ذلك يؤدي إلى خلل في التوازنات السياسية والطائفية، وبالتالي انتهاك للدستور إذا خرجنا عن نص وثيقة الوفاق الوطني، وعلى هذا الأساس يجب التقيد بأحكام الدستور".
 

مقالات مشابهة

  • المعارضة تعلن اليوم خريطة رئاسية... جلسة جنوبية وجلسات انتخابية
  • القوات تسأل بري: ما الذي يمنع من الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسية بدورات متتالية؟
  • ننشر نص كلمة رئيس مجلس النواب بمناسبة العام الهجري الجديد
  • محافظ بورسعيد يهنىء رئيس الجمهورية بمناسبة العام الهجري الجديد 1446ه‍
  • محافظ أسوان يهنئ السيسى بمناسبة العام الهجرى الجديد
  • محافظ الجيزة يهنئ الرئيس بالعام الهجري الجديد
  • منصور بن زايد يهنئ الإمارات والمسلمين بحلول العام الهجري الجديد
  • رئيس الدولة يهنئ الشعوب الإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديد
  • رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصري بحلول العام الهجري الجديد 
  • عبدالسند يمامة يهنئ "السيسي" والأمة الإسلامية بحلول العام الهجري الجديد