الجزائر والصين …تحالف تاريخي بأبعاد استراتيجية
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الجزائر عن الجزائر والصين …تحالف تاريخي بأبعاد استراتيجية، الصين تلك الأرض البعيدة جغرافيا عن الجزائر القريبة منها تاريخيا ؛ المرتبطة معها استراتيجيا، موطن المعجزة الاقتصادية؛ والتاريخ الحضاري للامة .،بحسب ما نشر الجزائر اليوم، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الجزائر والصين …تحالف تاريخي بأبعاد استراتيجية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
الصين تلك الأرض البعيدة جغرافيا عن الجزائر القريبة منها تاريخيا ؛ المرتبطة معها استراتيجيا، موطن المعجزة الاقتصادية؛ والتاريخ الحضاري للامة الصينية،.. في هذه البلاد التي سارعت لإعلان دعمها للثورة التحريرية؛ يحط رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرحال هذا الاثنين.
في زيارة دولة بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ؛ مرفوقا بوفد وزاري هام، زيارة بأجندة مثقلة بالملفات الهامة تتقدمها قضايا الاقتصاد والتعاون و تحديث اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين الجزائر وبكين سنة 2014 ، واستحداث مجلس أعمال مشترك جزائري صيني، بما يتيح استغلال جملة من الفرص والامتيازات لتحقيق نقلة استراتيجية هامة في العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل التجاذبات التي تطغى على الساحة الدولية.
زيارة تبون إلى الصين ..الأبعــــــــاد والدلالات
تعد زيارة عبد المجيد تبون إلى الصين بمثابة محطة فارقة في تاريخ العلاقات البينية؛ فالزيارة تأتي في خضم جملة من التغيرات والتجاذبات التي تطغى على الساحة الدولية؛ كما أنها تعد الزيارة الأولى لرئيس جزائري منذ 2008.
تحمل زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الصين في طياتها أبعادا متعددة ، فالجزائر المدفوعة بإرث تاريخي مشترك وبعلاقات متميزة مع الصين ؛ تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز مكانتها ومصالحها ؛ مع البحث عن آفاق جديدة للعلاقات البينية بين البلدين .
شراكة قوية ومساع نحو نقلة نوعية
وسط مساع الجزائر لضمان شراكة قوية مع الصين، جاء توقيت زيارة الرئيس تبون حاسما وبعد أقل من شهر من زيارة روسيا الحليف التقليدي الآخر للجزائر.
وحسبما كشفته وزارة الخارجية الجزائرية في وقت سابق تهدف الزيارة لإحداث نقلة نوعية جديدة في العلاقات الجزائرية-الصينية، وإضفاء محتوى أكثر صلابة وأكثر تنوعا للشراكة الإستراتيجية الشاملة التي يطمح البلدان لإرسائها” . وجاءت هذه الزيارة متزامنةمع الطفرة الاقتصادية التي تحقها الصين، والتي أهلتها لتكون فاعلا عالميا خاصة وأنها تتبنى سياسات تعاونية مع باقي دول العالم خاصة النامي.
يذكر ان علاقات الصين مع الجزائر شبه منفردة ، فالجزائر أول بلد عربي يعقد تحالفا استراتيجيا مع الصين عام 2014. ووفق بيان لرئاسة الجمهورية يتضمن برنامج زيارة الرئيس إلى الصين أيضا عقد مباحثات قمة مع الرئيس، شي جين بينغ، وذلك لبحث ملف العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، فضلا عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
حضور في بكين وعيون على البريكس
وفي زمن تطغى عليه التكتلات الاقتصادية، تراهن الجزائر من خلال تواجد رئيس الجمهورية في بكين؛ على دعم حليفها الصيني لولوج مجموعة البريكس أين تشكل الصين إحدى دوله الفاعلة كما تعد الصين عضوا في منظمة شنغهاي والجزائر قدمت في هذا الشأن طلبا للانضمام لهذه المنظمة الاقتصادية. وهذا ما يمكن اعتباره أيضا من بين احد الأبعاد الهامة التي تحملها زيارة الرئيس إلى الصين كون هذه الأخيرة عضوا في أهم المنظمات الاقتصادية العالمية.
وفي وقت سابق أعربت الصين على لسان وزير خارجيتها عن ترحيبها بانضمام الجزائر لمجموعة بريكس، حيث صرح وانغ بي ان الجزائر بلد ناشئ كبير وممثل للاقتصاديات الناشئة ، مؤكدا استعداد الصين لدعم التوجه الجزائري من اجل لعب دور بناء في تحقيق السلام والتنمية العالمية.
يشار إلى أن العالم يمرّ في الفترة الراهنة بتحوّلات عميقة في بنية النظام العالمي، وأصبح الانضمام إلى التكتلات الاقتصادية الكبرى من أهم مظاهره، ومن الضرورات الاستراتيجية لمواجهة مختلف التحديات الدولية. وتأتي مساع تعزيز التعاملات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، بالتزامن مع توجه الجزائر والصين نحو التفكير في مداخل جديدة تعمل على تثبيت المصالح الثنائية، والبحث عن فرص جديدة تخدم الطموحات الدولية لكلا الجانبين.
الصين معجزة اقتصادية
ساهمت التحولات الدولية والإصلاحات الداخلية في بروز الصين كقوة عالمية وعلى وقع تغييرات داخلية تمكنت الصين من تحقيق تنمية شاملة مستغلة إمكانياتها الكامنة ومستفيدة من تجارب الدول الاخرى؛ غير ان مكمن الاختلاف يتمحور في تقديم نفسها كنموذج اقتصادي منفرد في الساحة الدولية ؛ تمكنت من خلاله استخدام المتغير الاقتصادي كمحدد لتعزيز علاقاتها مع باقي دول العالم خاصة دول الجنوب على غرار دول القارة الافريقية وعلى رأسها الجزائر مستعينة باليات الدبلوماسية الناعمة وعلى علاقات مبنية على منطق (رابح – رابح ).
فالسلوك الدولي للصين يستند إلى المحدد الاقتصادي ومبادئ التعايش السلمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، التي تبنتها في سياستها الخارجية وهو ما يتشابه الى حد كبير مع مبادئ السياسة الخارجية للجزائر.
وكانت قد كشفت الأرقام الدولية، ان الصين تحتل المراتب الاولى آسيويا وعالميا من حيث حجم وكثافة المبادلات التجارية الخارجية، نتيجة لمعدل نموها المتصاعد وكذا الدينامكية التي يشهدها اقتصادها ومع الطفرة الرقمية والتكنولوجيات الخضراء الجديدة، التي يشهدها الاقتصاد العالمي اليوم، تعد الصين ثاني أكبر دولة من حيث الاستثمارات الخارجية.
كما تمتلك أكبر احتياطي النقد الأجنبي في العالم بما يقارب4 تريليون دولار؛ كما بلغ إجمالي الاستثمارات العالمية للصين حوالي 1.2 تريليون دولار أغلبها كان موجها للدول النامية، وتعمل الصين على ضمان اسواق لسلعها، إضافة للاستثمار في مجال الخدمات والهياكل القاعدية والبنية التحتية، ومن هنا الجزائر وجهة مفضلة بالنسبة للصين.
علاقات (رابح _رابح) ..تحكم معادلة العلاقات الجزائرية الصينية
بالمقابل باتت الجزائر في الفترة الأخيرة تعتمد على البراغماتية في إدارة علاقاتها مع باقي الدول، وكانت قد رحبت بمعظم المبادرات الصينية سيما تلك الداعية للعمل الجماعي وعلى رأسها مبادرة “الحز
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس إلى الصین
إقرأ أيضاً:
عُمان والصين.. نحو مزيد من الشراكات
محمد بن علي العريمي
mahaluraimi@gmail.com
تتمتع سلطنة عُمان بموقع جغرافي استراتيجي يُتيح لها الاستفادة من علاقاتها مع الصين؛ حيث تُعد عُمان الأسهل جغرافيًا بين الدول العربية في الوصول إلى الصين عبر المسار البحري، وهذا الموقع الجغرافي الفريد يُتيح لعُمان فرصًا كبيرة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الصين، خاصةً في ظل تنامي دور الصين كقوة اقتصادية عالمية وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين.
وفي هذا السياق، يُمكن لعُمان الاستفادة من موقعها لتعزيز شراكتها مع الصين في مختلف المجالات، مما يؤدي إلى تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة وتنمية مستدامة. وتمتلك عُمان شبكة موانئ قوية مثل ميناء صلالة، ميناء الدقم، وميناء صحار، التي تتمتع بموقع استراتيجي على المحيط الهندي. ميناء صلالة وحده استقبل أكثر من 4.3 مليون حاوية نمطية في عام 2022، وهو ما يجعله من أبرز الموانئ الإقليمية. كما يُعتبر ميناء صحار من بين الموانئ المتطورة؛ حيث يحتوي على مرافق حديثة ويعد مركزًا رئيسيًا لاستيراد وتصدير البضائع. وفقًا لتقارير اقتصادية، بلغ إجمالي استثمارات تطوير الموانئ العُمانية حوالي 20 مليار دولار خلال العقد الماضي. هذه الموانئ قادرة على استقطاب البضائع الصينية العابرة إلى إفريقيا وأوروبا، مما يعزز موقع السلطنة كمركز لوجستي عالمي.
إضافةً إلى ذلك، يُمكن لعُمان الاستفادة من التكنولوجيا والخبرة الصينية في تطوير موانئها. على سبيل المثال، يُمكن التعاون مع شركات صينية رائدة مثل "تشاينا هاربور" و"تشاينا كوسكو" لتوسيع المرافق اللوجستية وزيادة الطاقة الاستيعابية؛ مما يدعم حركة التجارة المتزايدة. ومن خلال هذا التعاون، يُمكن للموانئ العُمانية أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من مبادرة "الحزام والطريق" التي تهدف إلى تعزيز الربط التجاري بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.
التجارة البحرية بين عُمان والصين تشهد تطورًا ملحوظًا. في عام 2021، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 21.2 مليار دولار أمريكي؛ مما يجعل الصين الشريك التجاري الأكبر لعُمان. وعلى الرغم من أنَّ غالبية هذا التبادل تتركز في قطاع الطاقة، فإنَّ هناك فرصًا واعدة لتوسيع نطاق التعاون ليشمل الصناعات التحويلية والمنتجات الزراعية والسمكية. وتشير التوقعات إلى أنَّ تعزيز الاتفاقيات التجارية وتسهيلات النقل قد يؤدي إلى زيادة التبادل التجاري بنسبة 10% سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويمكن لعُمان استقطاب الاستثمارات الصينية في قطاعات مختلفة مثل البنية الأساسية، والصناعات الثقيلة، والطاقة المتجددة، والسياحة، والزراعة. وعلى سبيل المثال، تُعد منطقة الدقم الاقتصادية وجهة استثمارية مثالية.
عُمان تُعد شريكًا مثاليًا للصين في مجال الطاقة؛ حيث إنَّ الصين واحدة من أكبر مستوردي الطاقة في العالم. وفي عام 2021، صدّرت السلطنة حوالي 80% من إنتاجها النفطي إلى الأسواق الآسيوية، مع حصة كبيرة موجهة إلى الصين. وهذا التعاون يعكس تكاملاً طبيعيًا بين احتياجات الصين وموارد عُمان. إضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وفقًا لتقارير منظمة الطاقة الدولية، تُعتبر الصين من أكبر المستثمرين في تقنيات الطاقة النظيفة، مما يوفر فرصة لعُمان للاستفادة من الخبرة الصينية في هذا المجال لتطوير مشاريع مستدامة داخل السلطنة.
وفي مجال السياحة، تُعد الصين سوقًا واعدة لعُمان، وفي عام 2019، زار السلطنة أكثر من 50 ألف سائح صيني، ومع استئناف حركة السفر العالمية، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير. وتُعد المواقع التاريخية في عُمان عوامل جذب رئيسية للسياح الصينيين، إضافة إلى الصحاري والشواطئ الجميلة التي توفر تجربة فريدة. وهنا يتعين تعزيز الجهود الترويجية وتنظيم حملات إعلامية على المنصات الصينية الشهيرة مثل "وي تشات" و"ويبو"، بما يساعد على زيادة أعداد السياح الصينيين.
كما إنَّ التبادل الثقافي بين عُمان والصين يُعد ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات الثنائية. يمكن تنظيم مهرجانات ثقافية ومعارض فنية وبرامج تعليمية لتقريب الثقافات بين الشعبين. على سبيل المثال، يمكن إنشاء برامج لتدريس اللغة العربية للصينيين، واللغة الصينية للعُمانيين لتعزيز التواصل. علاوة على ذلك، يمكن إقامة فعاليات رياضية مشتركة تُبرز الترابط الحضاري بين البلدين.
ومن ناحية تطوير الصناعات المحلية، فإنَّ الصين سوق رئيسية للرخام العُماني؛ حيث بلغت صادرات الرخام العُماني إلى الصين حوالي 20 مليون دولار في عام 2020. وتعزيز هذه الصناعة وتوسيع قاعدة العملاء في الصين يمكن أن يزيد من إيرادات السلطنة بشكل كبير. إضافة إلى ذلك، فإنَّ المنتجات الزراعية مثل التمور والأسماك لديها إمكانيات كبيرة للدخول إلى السوق الصينية بفضل الطلب المتزايد في هذا القطاع. تُشير بيانات وزارة الزراعة والثروة السمكية العُمانية إلى أن صادرات الأسماك العُمانية إلى الصين زادت بنسبة 15% في السنوات الثلاث الأخيرة.
ويمكن القول إن أمام سلطنة عُمان والصين فرص استراتيجية يمكن استغلالها لتحقيق فوائد اقتصادية وتجارية واجتماعية كبيرة. ومن خلال التعاون المشترك واستقطاب الاستثمارات الصينية، تستطيع عُمان تعزيز مكانتها كمركز لوجستي وتجاري في المنطقة. ومشروع "الحزام والطريق" يُعد بوابة ذهبية للسلطنة لتنويع اقتصادها وتحقيق التنمية المستدامة؛ بما يخدم الأهداف الوطنية على المدى البعيد. التعاون الوثيق بين البلدين ليس فقط فرصة اقتصادية؛ بل إنه جسر ثقافي يُسهم في بناء علاقات مستدامة تعود بالنفع على الشعبين.