أبوظبي (الاتحاد)
واصل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة خلال عام 2023، مسيرة النجاحات التي كان قد بدأها منذ إطلاقه في سبتمبر 2021، حيث دخلت ثلاث اتفاقيات حيز التنفيذ في 2023، وجرى التوقيع رسمياً على اثنتين أخريين، تمهيداً للتصديق عليهما ثم دخولهما حيز التنفيذ لاحقاً بعد استكمال الإجراءات اللازمة، إلى جانب أربع اتفاقيات تم التوصل إلى بنودها بعد إنجاز محادثاتها بنجاح مع الدول الشريكة، ليصل إجمالي اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات منذ إطلاق البرنامج إلى 10 اتفاقيات مع دول ذات أهمية استراتيجية تجارياً واستثمارياً في أربع قارات.

وفي عام 2023، دخلت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات مع تركيا وإندونيسيا وإسرائيل حيز التنفيذ، ما أدى إلى إزالة أو تخفيض الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز أمام التجارة وفتح فرص السوق للمصدرين والمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع دولتين تمتلكان اقتصادات واعدة هما كمبوديا وجورجيا، والتي سيتم تنفيذها في النصف الأول من عام 2024، في حين تم التوصل أيضاً إلى البنود النهائية لاتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع كل من كوريا الجنوبية وكولومبيا وموريشيوس والكونغو برازافيل، كما بدأت الإمارات محادثات للتوصل إلى اتفاقيات مثيلة مع مجموعة من الدول الأخرى، بما في ذلك صربيا وأوكرانيا وأوراسيا وأستراليا والفلبين وماليزيا وكوستاريكا وكينيا وتشيلي وفيتنام.
ومن المتوقع أن يؤدي برنامج الشراكة الاقتصادية الشاملة، الذي يضم تحت مظلته أيضاً اتفاقية الشراكة مع الهند التي دخلت حيز التنفيذ في مايو 2022، إلى زيادة صادرات الإمارات بنسبة 33% والمساهمة بأكثر من 153 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بحلول عام 2031، ما يمثل نمواً بنسبة 10% تقريباً مقارنةً مع عام 2022.
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي أن عام 2023 شهد تحقيق مجموعة من الإنجازات المهمة ضمن أجندة التجارة الخارجية لدولة الإمارات من خلال برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي يضمن - حتى الآن - الوصول إلى أسواق تضم ما يقارب 2 مليار نسمة، أي حوالي ربع سكان العالم.
وقال معاليه: «لطالما حظيت التجارة بأهمية خاصة بالنسبة لدولة الإمارات، فهي الجسر الذي يربطنا بالعالم ويرفد اقتصادنا بأحدث الأفكار والابتكارات، كما أصبحت التجارة الخارجية حالياً، وبفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، ركناً أساسياً في تحقيق المستهدفات الوطنية لمضاعفة حجم الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي ترجمةً لرؤية نحن الإمارات 2031».
وأضاف الزيودي: «في الأشهر الاثني عشر الماضية، غدت التجارة محركاً رئيسياً للتنمية وإحدى أهم ركائز السياسة الاقتصادية وعنصراً أساسياً في العلاقات الخارجية. وخلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28) الذي اختتم أعماله مؤخراً، تم التأكيد على دور التجارة باعتبارها جبهة جديدة للتصدي لتداعيات التغير المناخي، كما أصبحت التجارة اليوم عاملاً أساسياً في قصة نجاح دولة الإمارات محلياً، تزامناً مع استعدادها لاستضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في فبراير المقبل».
وأوضح معالي الزيودي أن قيمة التجارة الخارجية غير النفطية وصلت في النصف الأول من عام 2023 إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مسجلةً 1.24 تريليون درهم، بينما شهدت الصادرات نمواً كبيراً لتصل إلى 205 مليارات درهم، ما يمثل رقماً قياسياً آخر.
وبالإضافة إلى نجاح برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، عززت دولة الإمارات حضورها الريادي على صعيد التجارة المفتوحة والشاملة ومتعددة الأطراف، عبر العديد من المبادرات التي تهدف إلى تسهيل وتحديث سلاسل التجارة. ففي يناير 2023، أطلقت دولة الإمارات مبادرة «تكنولوجيا التجارة» بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، والتي تهدف إلى تسريع رقمنة سلاسل التوريد الدولية، وتعزيز الإجراءات الجمركية، وتحسين وصول البلدان النامية إلى نظام التجارة العالمي.
ونفذت دولة الإمارات أيضاً استراتيجية جديدة للصادرات الخدمية تعمل على خلق فرص جديدة للأنشطة التجارية الإماراتية في هذا القطاع الذي يمثل بالفعل 2.2% من إجمالي تجارة الخدمات عالمياً. وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت دولة الإمارات برنامجاً جديداً لإعادة التصدير من شأنه توسيع نطاق الوصول الجغرافي للشركات بالاعتماد على البنية التحتية عالمية المستوى لدولة الإمارات وموقعها الاستراتيجي كمركز لوجستي عالمي لإعادة تصدير البضائع عبر العالم. ويساهم قطاع إعادة التصدير الإماراتي بنسبة 6.6% في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، مما يخلق نحو 1.3 مليون فرصة عمل.
وكان لدولة الإمارات دور مهم في تخصيص يوم رسمي للتجارة في مؤتمر «كوب28» لأول مرة، والذي تضمّن التركيز خلال يوم كامل من النقاشات التي استكشفت ما يمكن للقطاعين العام والخاص فعله معاً لبناء نظام تجاري نظيف وأكثر ذكاءً وشمولاً.
وتستضيف دولة الإمارات في فبراير المقبل المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، أعلى هيئة لصنع القرار في مجال التجارة العالمية، والذي سيشهد حضور الدول الأعضاء والاتحادات الجمركية ومنظمات ومؤسسات التجارة الدولية في أبوظبي لمناقشة مستقبل التجارة العالمية.

أخبار ذات صلة «أنور قرقاش الدبلوماسية» شريكاً لاستضافة مؤتمر منظمة التجارة العالمية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: وزارة التجارة الخارجية التجارة العالمیة لدولة الإمارات دولة الإمارات حیز التنفیذ عام 2023

إقرأ أيضاً:

ملك الأردن يستقبل ابن زايد في عمّان.. وقّعا اتفاقيات اقتصادية (شاهد)

عقد الملك عبدالله الثاني والرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، مباحثات الأحد، ووقعا اتفاقية اقتصادية شاملة.

وأكد الزعيمان خلال مباحثاتهما في قصر بسمان الزاهر، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، عمق العلاقات الأردنية الإماراتية، والحرص على توطيدها، بما يخدم مصالحهما ويعزز العمل العربي المشترك.

وشهد الملك ومحمد بن زايد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين حكومتي البلدين، بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتوفير فرص العمل، وتحسين سلاسل التوريد، وتسريع نمو القطاعات ذات الأولوية.

وأكد الزعيمان أهمية الاتفاقية التي تأتي نتيجة مسار طويل من العلاقات الاقتصادية المثمرة، وتوفر قاعدة واسعة من الفرص، لتنميتها في المستقبل، بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

وأعرب الملك عبد الله عن تطلعه إلى أن تسهم الاتفاقية في تحقيق رؤية البلدين المشتركة تجاه التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام وفتح آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي بينهما، مثمنا دعم دولة الإمارات للجهود التنموية في الأردن.

من جانبه، رحب ابن زايد بتوقيع الاتفاقية التي تعد الأولى لدولة الإمارات مع دولة عربية، مشيرا إلى أنها تطور طبيعي للعلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات والأردن.

كما شهد جلالة الملك ومحمد بن زايد توقيع اتفاقية التعاون والمساعدة الإدارية المتبادلة في الشؤون الجمركية بين حكومتي البلدين.

وتطرقت المباحثات إلى مجالات التعاون الثنائي في الاقتصاد والاستثمار والتنمية المستدامة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة، إذ أكد الزعيمان حرصهما على بناء شراكات اقتصادية استراتيجية.
 
وودع جلالة الملك وسمو ولي العهد في مطار ماركا سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لدى مغادرته والوفد المرافق عمان مساء اليوم الأحد.

جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة #الإمارات العربية المتحدة يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة واتفاقية التعاون والمساعدة الإدارية المتبادلة في الشؤون الجمركية بين حكومتي البلدين#الأردن pic.twitter.com/NGyljDadyY

— RHC (@RHCJO) October 6, 2024

مقالات مشابهة

  • ملك الأردن يستقبل ابن زايد في عمّان.. وقّعا اتفاقيات اقتصادية (شاهد)
  • الإمارات والأردن يوقعان اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة
  • محمد بن زايد وملك الأردن يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين
  • رئيس الدولة وملك الأردن يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين
  • “وزراء ومسؤولون”: اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع صربيا تخلق مزيداً من الفرص الواعدة
  • بحضور بن زايد وفوتشيتش.. تبادل اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الإمارات وصربيا (صور)
  • الإمارات وصربيا تتبادلان اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة
  • رئيس الدولة والرئيس الصربي يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين
  • محمد بن زايد يشهد وألكسندر فوتشيتش تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وصربيا
  • محمد بن زايد والرئيس الصربي يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة