من غزة إلى أوكرانيا ومن البحر الأحمر إلى تايوان.. صراعات تهدد الاقتصاد العالمي في 2024
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تلاشت الآمال في تعافي الاقتصادات المتقدمة بقيادة الولايات المتحدة في 2023، ويبدو أن التعافي خلال العام الجديد غير مضمون بسبب التوترات الجيوسياسية التي يعاني منها العالم.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبرغ، يقول المحلل الاقتصادي كريس أنستي إن "الأمور في اللحظة الراهنة تبدو مبشرة، حيث يسيطر الجمود على الحرب الروسية ضد أوكرانيا، ولاتزال الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين محلية بدرجة كييرة رغم أن الموقف يمكن أن يتغير في أي لحظة، كما أن الصراع بين الولايات المتحدة والصين، تراجع بعد القمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ.لكن كل هذه الأوضاع الجيوسياسية يمكن أن تتغير إلى الأسوأ في العام الجديد، ما سيؤثر سلباً على العديد من قطاعات الاقتصاد العالمي".
The variables inherent to Russia’s war on Ukraine, the Middle East conflict and US-China relations could derail a global economic recovery https://t.co/YdyUf4SCRc
— Bloomberg Economics (@economics) December 30, 2023 مخاطر جديدةوعلى الصعيد الاقتصادي ينطوي 2024 على مخاطر جديدة. فرغم الواسع للسيطرة على موجة التضخم بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، فإن التأثير الكامل لحملة تشديد السياسات النقدية الصارمة لم تتبلور بصورة كاملة حتى الآن.
ويمكن القول إنه إذا لم تتحرك البنوك المركزية الكبرى لتخفيف السياسات النقدية وخفض أسعار الفائدة بوتيرة متسارعة ، قد يتعثر التحسن الاقتصادي الذي طال انتظاره .
ويزيد غموض آفاق الاقتصاد العالمي في العام الجديد بسبب موجة الانتخابات التي ستشهدها أكثر من 50 دولة، وتمثل حوافز لصناع السياسات ومنافسيهم السياسيين.
وهناك انتخابات واحدة يمكن أن تؤثر بشكل جذري على الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، وهي انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويقول أنستي والذي عمل في واشنطن، ولندن، وطوكيو: "مع دخول العام الجديد اقتربت أسعار الأسهم في العالم من أعلى مستوياتها على الإطلاق، وتحقق الفوز في المعركة ضد التضخم تقريباً، ومع ذلك يحتاج الأمر للنظر إلى المشاكل المحتملة التي يمكن أن يحملها 2024".
دول تشهد انتخابات حاسمة في 2024 https://t.co/bXUz3c0eul
— 24.ae (@20fourMedia) December 25, 2023 انهيارإن انهيار الأوضاع العالمية خلال يناير (كانون الثاني) الجاري ليس مستحيلًا. فمخصصات المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تتلاشى بسبب رفض الأغلبية الجمهورية في الكونغرس الموافقة على المساعدات الجديدة، قبل موافقة إدارة الرئيس بايدن على تشديد القيود على طالبي اللجوء، والمهاجرين إلى الولايات المتحدة.
كما أن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبة في مواصلة تقديم المساعدات لكييف بسبب الرئيس المجري فيكتور أوربان الذي يؤكد علاقته الحميمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وإذا انهارت الجبهة الأوكرانية، يمكن أن تنهار الثقة في العالم. كما أن الثقة التي ستجنيها روسيا من مثل هذا الانتصار ستكون لها تداعيات لا يمكن توقعها، وربما تغري بوتين بحرب جديدة في أوروبا، مستغلا انشغال أمريكا بمساعدة إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين.
ورغم استمرار الحرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة منذ 3 شهور، ومقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني، لا تزال الحرب داخل نطاق غزة وإسرائيل ولم تتحول إلى حرب إقليمي. ولكن الأمور قد تتغير في العام الجديد. فبعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية يطالبون بتوسيع نطاق الحرب ضد لبنان، وحزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، والذي يتبادل القصف مع إسرائيل منذ بداية حرب غزة.
ومثل هذه الخطوة يمكن أن تشعل حرباً أوسع ضد حزب الله جيد التسليح، وربما تشترك فيها إيران بشكل مباشر، حسب تحليل لمركز أبحاث جافيكال في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
إسرائيل تعرض السماح للسفن بنقل المساعدات إلى #غزة
https://t.co/esrQAmHhLH
ويقول توم هولاند ويانمي شي الباحثان في مركز جافيكال: "في حال أي هجوم إسرائيلي، ستكون طهران ملزمة بدعم حزب الله بصورة أكبر وأوضح مما تفعل مع حركة حماس الفلسطينية حالياً، وإلا فإنها ستفقد مصداقيتها لدى حلفائها الآخرين في المنطقة" مثل الفصائل المسلحة في العراق، وجماعة الحوثي في اليمن وغيرها.
كما يمكن أن تصب هجمات الحوثيين على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل عبر باب المندب، ورد البحرية الأمريكية عليها، بالإضافة إلى اغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في سوريا منذ أيام المزيد من الزيت على النار في الشرق الأوسط.
ويمكن لهجمات الحوثيين نظرياً، أن تغلق مضيق باب المندب الممر البحري الاستراتيجي للاقتصاد العالمي، ما سيكبد العالم خسائر اقتصادية كبيرة.
ويأتي هذا التهديد في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة الرد "بقوة" على الحوثيين. وتحاول وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون طمأنة شركات الملاحة البحرية على سلامة المرور في البحر الأحمر بفضل القوة البحرية متعددة الجنسيات التي تقودها واشنطن "حارس الازدهار" في المنطقة لتأمين الملاحة فيها.
لكن مأغلب الشركات ترفض المرور في البحر الأحمر. وأعلنت شركة ميرسك الدنماركية العملاقة منذ أيام استئناف عبور سفنها في مضيق باب المندب، لكنها عادت وأعلنت تعليقه لمدة 48 ساعة بعد تعرض إحدى سفنها لهجوم بصاروخ.
مقتل 10 حوثيين بنيران القوات الأمريكية في #البحر_الأحمر https://t.co/K7zjdfe3tb
— 24.ae (@20fourMedia) December 31, 2023 تكلفةوفي تحليل مركز جافيكال يقول هولاند وشي: "الغرب سيتحمل تكلفة اضطراب 10% من تجارة العالم التي تمر عبر باب المندب، في طريقها من وإلى قناة السويس. الخطر هو أن وضع عدد كبير من العقبات أمام عجلات التجارة العالمية يمكن أن يكون نبأً سيئاً للنمو الاقتصادي وللكثير من الأسواق العالمية".
المركزي الأوروبي: تأثير هجمات #البحر_الأحمر على التضخم "غير مؤكد" https://t.co/2UNwyTJm8R
— 24.ae (@20fourMedia) December 20, 2023ومع الانتقال إلى أقصى الشرق، سنجد تايوان على موعد من انتخابات رئاسية في 13 يناير (كانون الثاني) الجاري، وهي انتخابات تتابعها الصين باهتمام كبير.
وأعلنت بكين بوضوح معارضتها لنائب الرئيسة التايوانية لاي تشينغ تي، الذي يؤيد حزبه استمرار استقلال تايوان عن الصين. ويمكن أن يؤدي إلى تحرك مستفز من الصين أو تايوان في حال فوز لاي تشينغ بالرئاسة إلى تصاعد التوتر في منطقة أخرى حيوية للتجارة العالمية.
وأخيراً، يمكن القول إن ما يزيد الطين بلة، هو أن بؤر التوترات الجيوسياسية الثلاث الرئيسية في العالم من حرب أوكرانيا إلى انتخابات تايوان مرورا بحرب إسرائيل ضد الفلسطينيين، يمكن أن تغذي كل منها الأخرى.
فأي انتصار روسي في أوكرانيا مع إغلاق عملاء إيران طريق التجارة الحيوي بين أوروبا، وآسيا عبر البحر الأحمر، يمكن أن يشجع الرئيس الصيني شي جين بينغ، على التحرك ضد تايوان بعد انتخاباتها الرئاسية، ليجد العالم نفسه في مستنقع فوضى سياسية واقتصادية غير مسبوقة في العام الجديد.
شي جين بينغ: إعادة توحيد #الصين مع #تايوان "حتمي" https://t.co/vYKdW8qiXT
— 24.ae (@20fourMedia) December 31, 2023
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل غزة أوكرانيا تايوان الولایات المتحدة فی العام الجدید البحر الأحمر باب المندب یمکن أن
إقرأ أيضاً:
تداول 140 ألف طن و894 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
شهدت الموانئ التابعة للهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر بالمحافظات، انتظاما في حركة وصول ومغادرة السفن، ونشاطا في حركة تداول البضائع والركاب وبلغ حجم التداول اليوم 140الف طن
وأعلن المركز الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر، أن إجمالي عدد السفن المتواجدة على أرصفة موانئ الهيئة 13 سفينة وتم تداول 140 ألف طن بضائع و 894 شاحنة و 350 سيارة حيث شملت حركة الواردات 129000 طن بضائع و 436 شاحنة و 335 سيارة فيما شملت حركة الصادرات 11000 طن بضائع 458 شاحنة و 15 سيارة.
حيث استقبل ميناء سفاجا السفينتين وادي الكرنك واسنا على متنهما 125000 طن قمح روسي قادمة لصالح جهاز المشروعات الخدمات الوطنية وقامت الجهات المختصة بالميناء باتخاذ اللازم نحو فحص الشحنة وحجرها بمحجر جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بسفاجا للتأكد من سلامتها وإنهاء الفحوصات للتأكد من سلامتها قبل السماح بتفريغهما، بينما تغادر السفينة دليلة.
فيما استقبل الميناء بالأمس السفينتين سينا و ALCUDIA EXPRESS وغادرت السفينتين الحرية وبوسيدون اكسبريس، كما تم تداول 4200 طن بضائع و 390 شاحنة بميناء نويبع من خلال رحلات مكوكية (وصول وسفر) للسفن الاربع وهي كوين نفرتيتي، بريدج، اور وايلة، كما شهد ميناء بورتوفيق استقبال السفينة SEA WAVE2 علي متنها 300 سيارة بوزن 600 طن قادمة من جدة، وسجلت مواني الهيئة وصول وسفر 1435 راكبا بموانيها.