أكاديمي فرنسي: مصير أوروبا عام 2024 سيتقرر في غزة
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
يرى الأكاديمي والبروفسور الفرنسي جان بيير فيليو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اللذين يعولان على عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيبذلان قصارى جهدهما لإطالة أمد الحرب على غزة، مما ستكون له آثار كارثية على الاتحاد الأوروبي، سواء في علاقته بالشرق الأوسط أو في أوكرانيا.
ومن المثير للقلق، كما يرى فيليو، أن التعود على الحرب في غزة تم بسرعة أكبر من الحرب في أوكرانيا، رغم أن الخسائر في أوكرانيا عسكرية غالبا، في حين أن عتبة قتل 1% من السكان توشك أن يتم تجاوزها في غزة، مما يعني بالمقارنة بفرنسا مقتل 650 ألف فرنسي، بينهم 250 ألف طفل، بالإضافة إلى ملايين الجرحى والأيتام والمشوهين والمصابين بصدمات نفسية.
ومع ذلك، يقول البروفيسور -في عموده بصحيفة لوموند- لا شيء ينبئ بنهاية هذه المأساة، لأن نتنياهو له مصلحة كبيرة في إطالة أمد الحرب، مع احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب.
وهو بذلك لا يقامر فقط على بقائه السياسي، بل كذلك على ضمان الاحتفاظ بالحصانة كرئيس للحكومة، وإبعاد المتابعات القضائية المفتوحة ضده منذ عام 2019 بتهمة الفساد والاحتيال وخيانة الأمانة، والتي يمكن أن تجره للسجن.
رهان مزدوج
ولهذا السبب، كما يقول فيليو الخبير بشؤون الشرق الأوسط، خصص نتنياهو لجيشه هدفا خطابيا أكثر مما هو عسكري، يتمثل في "القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ليصبح استمرار الأعمال العدائية بالنسبة له هدفا في حد ذاته، ليس فقط للحفاظ على السلطة، ولكن أيضا لإضعاف الرئيس الأميركي جو بايدن، آملا عودة ترامب الذي قدم له الدعم غير المشروط خلال مدة ولايته.
وليس نتنياهو الوحيد الذي يعتمد على هذه الحسابات، فهناك أيضا بوتين المقتنع بأن إعادة انتخاب ترامب ستضمن له النصر على أوكرانيا، ليكون الرابح الأكبر من الحرب في غزة، بعد أن أثبتت الديمقراطيات الغربية عجزها عن الدفاع في الشرق الأوسط عن مبادئ القانون التي باسمها دعمت أوكرانيا، في تجسيد صارخ "للمعايير المزدوجة".
ومع تزايد احتمالات النجاح الروسي في أوكرانيا مع كل يوم من إطالة أمد الحرب في غزة، يرى فيليو أن الوقت حان كي تستجمع أوروبا قواها لتجنب مثل هذا السيناريو الكارثي، وتقوم بالتعبئة لصالح تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالطاقة نفسها التي بذلتها لدعم أوكرانيا عام 2022.
وخلص الكاتب إلى أن تكاليف تهميش أوروبا لذاتها في ظل الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط قد تكون باهظة، مما يعني ضرورة تسخير الاتحاد الأوروبي سياسته القصيرة والمتوسطة الأمد لتحقيق "الهدف الإستراتيجي" الذي حدده لنفسه والمتمثل في حل الدولتين.
وهو ما يقتضي، حسب فيليو، إعادة تقييم كل أشكال التعاون مع إسرائيل وتعليق أي مشروع يعزز، ولو بشكل غير مباشر، الاستيطان في الأراضي المحتلة بالقدس الشرقية والضفة الغربية.
وينبغي، في النهاية، ألا يكتفي الاتحاد بدور الممول لإعادة إعمار المناطق المدمرة في غزة، الدور الذي تسنده له الولايات المتحدة وإسرائيل، لإعفاء نفسيهما من المسؤولية عن مثل هذه الكارثة، مما يعني بالضرورة أن مصير أوروبا في عام 2024، سوف يتحدد في غزة، وفقا لفيليو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی أوکرانیا الحرب فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب: أوكرانيا "قد لا تنجو" من الحرب مع روسيا
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً، بعد تصريحات ألمح فيها إلى أن أوكرانيا قد لا تنجو من الحرب مع روسيا.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز بثت، الأحد، سئل ترامب عما إذا كان مرتاحاً لقراره بوقف المساعدات لأوكرانيا، وإمكانية أن يؤدي ذلك إلى عدم بقائها. فرد قائلاً: "حسناً، قد لا تنجو على أي حال."وفي حديثه عن الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات بين روسيا وأوكرانيا، أضاف ترامب: "يتطلب الأمر طرفين للدخول في صراع." ترامب يهاجم أوكرانيا ويهدد روسيا بعقوبات واسعة - موقع 24قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إنه يجد التعامل مع روسيا "أسهل" من التعامل مع أوكرانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإنه يثق في فلاديمير بوتين. وتابع قائلاً: "لذا، نحن الآن عالقون في هذه الفوضى."
يذكر أن إدارة ترامب اتخذت تغييراً جذرياً في سياستها تجاه أوكرانيا، حيث أوقفت مؤخراً دعمها لكييف بشكل كامل، على الأقل في الوقت الراهن.
وقال البيت الأبيض إن الأمر يتعلق بالضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للدخول في مفاوضات سلام.
وألقى ترامب باللوم سابقاً على زيلينسكي في الحرب، التي بدأت عندما هاجمت روسيا أوكرانيا، ويتهم الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني بعدم الرغبة في إنهاء الحرب.
كما وصف ترامب الرئيس الأوكراني بـ "الديكتاتور"، ووقعت مشادة كلامية بين الجانبين أمام وسائل الإعلام العالمية، خلال اجتماع في البيت الأبيض.