صور مذهلة توثق حوريات بحر في كوريا الجنوبية..ما حكايتهن؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد قضاء عدة أيام مع مجموعة من النساء في جزيرة جيجو بكوريا الجنوبية، المشهورة بصيد المأكولات البحرية في قاع المحيط من دون الاستعانة بمعدات الغوص، قال المصور بيتر آش لي إن محادثة مع إحدى أصغر ممارسات الغوص الحر على الجزيرة برزت بين المجموعة، التي تُعرف باسم "Haenyeo".
وقال لي لـCNN عن كو ريو جين، وهي من الجيل الثالث من مجموعة الـ"Haenyeo" إن "قلقها الأكبر هو حقيقة أن هذا التقليد على وشك الاندثار".
وكانت هذه الجملة بالتحديد هي التي ألهمت كتاب لي الجديد للصور الفوتوغرافية، والذي لا يسلط الضوء فحسب على أسلوب الحياة الفريد لمجموعة الـ"Haenyeo"، التي اعترفت بها اليونسكو كجزء من التراث الثقافي لكوريا الجنوبية في عام 2016، بل يؤكد أيضًا على مدى تعرض تقاليدهن القديمة للخطر بشكل متزايد بسبب أزمة المناخ وعوامل الزمن.
ومع نص تمهيدي من كو، التي ظل لي على تواصل معها منذ زيارته الجزيرة في عام 2018، تعرض سلسلة الصور التي تحمل عنوان "The Last Mermaid" (حورية البحر الأخيرة) صورًا لمجموعة متعددة الأجيال من النساء خلال استعدادهن للغوص بمعداتهن القوية التي تم إصلاحها يدويًا أو خلال خروجهن من البحر مع ما قمن باصطياده في شباكهن، التي تُسحب إلى السطح باستخدام الشباك والعوامات بدلاً من المعدات الميكانيكية الحديثة.
وتُظهر الصور المقرّبة المعدات الضرورية البسيطة للتقليد، مثل أوزان الرصاص المستديرة التي تستخدمها مجموعة "Haenyeo" للنزول سريعًا إلى قاع البحر، بالإضافة إلى لقطات تفصيلية للحياة البحرية، مثل صفوف المجسات على أرجل الأخطبوط.
وعاش لي في كوريا الجنوبية حتى بلغ السابعة من عمره، وعندها انتقلت عائلته إلى مدينة تورونتو في كندا.
وقال لـCNN إنه كان دائماً على علم بمجموعة الـ"Haenyeo"، بعد أن زار جزيرة جيجو عندما كان طفلاً.
وأضاف لي: "أعتقد أن الناس ينظرون إليهن كعاملات تقريباً"، موضحاً كيف أن أسلوب حياة الـ"Haenyeo" الفريد يُعتبر أمراً مفروغا منه إلى حد ما محلياً.
وجاءت رغبته في معرفة المزيد عن هذا المجتمع في وقت لاحق من حياته.
وأوضح المصور المقيم الآن في مدينة نيويورك الأمريكية، والذي نُشرت أعماله في مجلات عالمية مثل "فوغ": "كنت أفكر كثيرًا في التنوع، والتمثيل، واستكشاف هويتي الشخصية. وباعتباري أمريكيًا كوريًا قضى غالبية حياته في الولايات المتحدة وكندا، كانت تجربة رائعة أن أعود وأعيد التواصل مع ثقافتي وتراثي، وأحاول مشاركة ذلك مع العالم".
وتواصل لي مع مجتمع الغواصات أثناء تناول وجبات الفطور من المخبز الكوري الشهير "Paris Baguette"، وقضى أيامًا طويلة مع الـ"Haenyeo" رغم أنه لم يقم بالغوص بنفسه.
وعادةً ما تصل النساء، وغالبيتهن تتراوح أعمارهن بين الستينيات والثمانينات، في الصباح الباكر استعدادًا للقيام بعملهن، بما في ذلك استخدام جهاز ضغط الدم والتأكد من أن الجميع في حالة جيدة للغوص، قبل قضاء يومهن بالكامل داخل المياه.
ورحبت مجموعة النساء بالمصور في صفوفهن بطريقة ذكّرته بعلاقته الوثيقة مع جدته الراحلة.
وقال لي: "تاريخياً، كان المجتمع في جزيرة جيجو مجتمعاً أمومياً، وكانت النساء هن من يغصن ويوفرن الطعام لأسرهن، وكن بمثابة المعيلات"، مضيفًا: "كان هناك هذا الارتباط الخاص... تُعد الأسرة بمثابة جزء كبير من الثقافة".
وأشار لي إلى أن مجموعة الـ"Haenyeo" تصر على الحفاظ على تقاليدها حية باستخدام معدات بسيطة، مثل بدلات الغوص المصنوعة من النيوبرين التي يتم إصلاحها باستمرار.
وأوضح: "لقد كان الأمر أشبه بتوثيق التاريخ. فهن لم يغيرن أسلوب حياتهن على مدى الستين عاما الماضية أو نحو ذلك".
ومع ذلك، لاحظ لي أيضًا التحديات التي تظهر بين الجيلين القديم والجديد، حيث أجبرت أزمة المناخ مجموعة الـ"Haenyeo" على تكييف أساليب الصيد الخاصة بها.
وأدى تغير المناخ إلى ارتفاع درجة حرارة المياه حول جزيرة جيجو بحوالي درجتين مئويتين خلال الـ 36 عامًا الماضية، وفقًا لدراسة أجريت في عام 2023 بمجلة الاستدامة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: صور مجموعة الـ التی ت
إقرأ أيضاً:
القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد
14 مارس، 2025
بغداد/المسلة: سجل باحثون في معهد بحوث القطب الشمالي والقطب الجنوبي ذوبان حوالي 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد البحري خلال موسم الصيف في القارة القطبية الجنوبية.
ويشير المكتب الإعلامي للمعهد إلى أن هذه المساحة هي الرابعة في تاريخ مراقبة القارة القطبية الجنوبية.
وجاء في بيان المكتب: “وفقا لمعلومات علماء مركز الجليد والأرصاد الجوية المائية التابع للمعهد، ذاب حوالي 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد البحري خلال موسم الصيف في القارة القطبية الجنوبية. وأصبح موسم الجليد المكتمل الرابع في سلسلة مواسم انخفاض مستوى الجليد البحري في تاريخ عمليات الرصد، التي بدأت عام 1979”.
ويشير المكتب إلى أن متوسط مساحة الجليد البحري خلال هذه الفترة عادة ما تنخفض إلى 3 ملايين كيلومتر مربع. ولكن في فبراير 2025، كانت مساحة الغطاء الجليدي 2.02 مليون كيلومتر مربع فقط، ويربط العلماء هذه المؤشرات بالانخفاض الحاد في الجليد المنجرف، ما يسمح للموجات بالوصول بسرعة إلى الشواطئ، ووفقا لعلماء المعهد ليس هناك أي سبب للذعر، لكنهم يؤكدون أن أي تغيرات مناخية في القارة القطبية الجنوبية قد يؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن معهد بحوث القطب الشمالي والقطب الجنوبي يعتبر أحد المراكز العلمية العالمية الرائدة في دراسة المناطق القطبية للأرض.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts