لبنان ٢٤:
2025-04-07@18:24:00 GMT

جردة حساب

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

جردة حساب

في مطلع السنة الجديدة تهرب مني الكلمات وتنفر.  
لم أعدْ أجيد انتقاء من بينها ما يمكن التعبير عمّا يدور حولنا.  
لم تعدْ الكلمات العادية والمكرّرة تفي حقّ هذا الكمّ مما يعيشه المواطنون من هموم.  
لم أستطعْ على مدى الـ 365 يومًا من سنة 2023 أن أنقل بأمانة وصدق معاناة الناس.  
كنتُ، كما غيري، أفتّش عن عناوين جذّابة؛ عن مواضيع مثيرة.

 
 لم ألبِ في ما كتبت طموحات الشباب.  
لم أغصْ إلى عمق أعماق جوهر الأزمات المتوالدة.  
بقيتُ الكلمات "تفوش" على سطح ما هو سهل.  
ردّدتُ "كليشهات" قد تصلح لأي ظرف زمان ومكان.  
أدخلتُ القرّاء في روتين ممّل. 
 استهوتني الكتابة السريعة. غلبني ما يُسمّى "تراند".  
قهرتني مقولة "الجمهور عايز كده".  
سايرتُ موجة "الترافيك".  
تماشيتُ مع خطّ "اللالون" و"اللارائحة" و"اللاطعم".  
تهيّبتُ اتخاذ مواقف ظننت أنها قد تكون لمصلحة فئة ضد فئة أخرى.  
حاولتُ ألا أكون، قدر الإمكان، طرفًا في أي مسألة حسّاسة.  
مارست على نفسي رقابة ذاتية.  
تقصّدتُ ألا أدخل في نقاش علني مع أي طرف حتى مع الذين لا أتوافق معهم بالرأي.  
ولكن، 
أعترف بأنني كنتُ حادًّا في انتقادي جميع الذين كانوا سببًا في إيصال البلد إلى ما وصل إليه من انهيار.  
لم أسعَ يومًا إلى إرضاء أصحاب النفوذ.  
لم اتنازلْ عن "كبريائي" في مواجهة مفتوحة مع جميع الذين هم في اعتقادي أصل العّلة.  
لم أهادنْ كثيرًا.  
لم أساير جميع من اعتبرهم خارج قناعاتي الوطنية.  
ما كتبتُه منذ العام 2012، على موقع "لبنان24"، وفي شكل يومي، كان وليدة قناعات ترسّخت في وجداني على مدى ممارستي هذه المهنة التي باتت جزءًا لا يتجزأ من حياتي وشخصيتي، والتي طويت فيها ما يقارب 45 سنة.   
لم تغرّني المظاهر ولا العلاقات الشخصية مع السياسيين. 
أردتُ أن أكون حرًّا متحرّرًا من كل "الأحمال الثقيلة"، التي من شأنها أن تحدّ من حريتي وخياراتي. 
لا أدّعي بأن كل ما كتبته هو الصواب. 
أصبت أحيانًا، وكبوت أحيانًا أخرى كثيرة. 
هي جردة حساب وفحص ضمير واعتراف علني في مطلع سنة أتمنى أن تحمل كل الخير لوطننا الغالي، وأن تبعد عنه الحكمةُ كل الشرور، وأن يعود كما نحلم بأن يكون، وأن يعود من بيدهم مفاتيح أبواب الحلّ إلى رشدهم، وأن ينتخبوا رئيسًا يتعاون معه الجميع علّهم يستطيعون انقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الاوان، وقبل أن يُشرّد الذين لا يزالون يؤمنون بقدسية لبنان، ويرفضون تركه لأي سبب كان. 
سنة جديدة أطمح لأن تنقص فيها نواقصي، أن أحب أكثر، أن أرى الأمور من منظار غيري، أن اعامل الناس كما أريد أن يعاملوني، أن أخرج من انانيتي، أن أتعاطف مع الضعيف في وجه المستقوي، أن أرضي ربي وضميري قبل أن أرضي الأرضيين، أن أنام كل مساء على وسادتي وأنا مرتاح الضمير، ولا أكون قد أذيت أحدًا. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحديدة .. تشييع جثامين شهداء مؤسسة المياه الذين استهدفهم العدوان الأمريكي

حيث تم تشييع جثامين الشهداء، عمر عايش خليفي، مالك أحمد الحميري، وديع أحمد الحميري، وسعيد عايش محمد.

وجرى التشييع في موكب جنائزي مهيب، تقدمه مديرو المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة عبدالرحمن إسحاق ومديريتي المنصورية عامر علي، والدريهمي محمد الموساي، وقيادات محلية وتنفيذية، وجمع من المواطنين.

واعتبر المشاركون في التشييع، استهداف العدوان الأمريكي لمؤسسة المياه، جريمة مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مشددين على أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأن الشعب اليمني سيواصل صموده حتى تحقيق النصر.

وعبّروا عن أحر التعازي لأسر وذوي الشهداء، مؤكدين أن التضحيات الجسيمة التي يسطرها أبناء اليمن، ستثمر عزة وانتصارًا وثباتًا في مواجهة العدوان والدفاع عن سيادة الوطن.

 

مقالات مشابهة

  • ماكرون: هناك زيادة في عدد الطلاب المصريين الذين التحقوا للدراسة في المدارس الفرنسية
  • نقابة المهندسين: ما حدث لبشير خالد لن يمر دون حساب
  • كيف تستعيد حساب Gmail بدون رقم الهاتف؟
  • الجودة والكم .. الحاجة والرغبة .. ثمة علاقة
  • «قبل زيارة ماكرون إلى سيناء».. أسماء الزعماء والقادة الذين زاروا معبر رفح منذ بداية الحرب
  • سامح قاسم يكتب: داليا زيادة.. حين تُصبح الكلمات خنجرًا
  • رحم الله صديق أحمد وكل الذين وهبونا أجمل ساعاتنا
  • الحديدة .. تشييع جثامين شهداء مؤسسة المياه الذين استهدفهم العدوان الأمريكي
  • مناوى: الشكر لكل ابناء الشعب السوداني الذين يقدمون الغالي والنفيس في الفاشر
  • «لن أكون من يطلب المغادرة».. أنشيلوتي يحسم مستقبله مع ريال مدريد