لبنان ٢٤:
2024-12-26@15:36:46 GMT

جردة حساب

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

جردة حساب

في مطلع السنة الجديدة تهرب مني الكلمات وتنفر.  
لم أعدْ أجيد انتقاء من بينها ما يمكن التعبير عمّا يدور حولنا.  
لم تعدْ الكلمات العادية والمكرّرة تفي حقّ هذا الكمّ مما يعيشه المواطنون من هموم.  
لم أستطعْ على مدى الـ 365 يومًا من سنة 2023 أن أنقل بأمانة وصدق معاناة الناس.  
كنتُ، كما غيري، أفتّش عن عناوين جذّابة؛ عن مواضيع مثيرة.

 
 لم ألبِ في ما كتبت طموحات الشباب.  
لم أغصْ إلى عمق أعماق جوهر الأزمات المتوالدة.  
بقيتُ الكلمات "تفوش" على سطح ما هو سهل.  
ردّدتُ "كليشهات" قد تصلح لأي ظرف زمان ومكان.  
أدخلتُ القرّاء في روتين ممّل. 
 استهوتني الكتابة السريعة. غلبني ما يُسمّى "تراند".  
قهرتني مقولة "الجمهور عايز كده".  
سايرتُ موجة "الترافيك".  
تماشيتُ مع خطّ "اللالون" و"اللارائحة" و"اللاطعم".  
تهيّبتُ اتخاذ مواقف ظننت أنها قد تكون لمصلحة فئة ضد فئة أخرى.  
حاولتُ ألا أكون، قدر الإمكان، طرفًا في أي مسألة حسّاسة.  
مارست على نفسي رقابة ذاتية.  
تقصّدتُ ألا أدخل في نقاش علني مع أي طرف حتى مع الذين لا أتوافق معهم بالرأي.  
ولكن، 
أعترف بأنني كنتُ حادًّا في انتقادي جميع الذين كانوا سببًا في إيصال البلد إلى ما وصل إليه من انهيار.  
لم أسعَ يومًا إلى إرضاء أصحاب النفوذ.  
لم اتنازلْ عن "كبريائي" في مواجهة مفتوحة مع جميع الذين هم في اعتقادي أصل العّلة.  
لم أهادنْ كثيرًا.  
لم أساير جميع من اعتبرهم خارج قناعاتي الوطنية.  
ما كتبتُه منذ العام 2012، على موقع "لبنان24"، وفي شكل يومي، كان وليدة قناعات ترسّخت في وجداني على مدى ممارستي هذه المهنة التي باتت جزءًا لا يتجزأ من حياتي وشخصيتي، والتي طويت فيها ما يقارب 45 سنة.   
لم تغرّني المظاهر ولا العلاقات الشخصية مع السياسيين. 
أردتُ أن أكون حرًّا متحرّرًا من كل "الأحمال الثقيلة"، التي من شأنها أن تحدّ من حريتي وخياراتي. 
لا أدّعي بأن كل ما كتبته هو الصواب. 
أصبت أحيانًا، وكبوت أحيانًا أخرى كثيرة. 
هي جردة حساب وفحص ضمير واعتراف علني في مطلع سنة أتمنى أن تحمل كل الخير لوطننا الغالي، وأن تبعد عنه الحكمةُ كل الشرور، وأن يعود كما نحلم بأن يكون، وأن يعود من بيدهم مفاتيح أبواب الحلّ إلى رشدهم، وأن ينتخبوا رئيسًا يتعاون معه الجميع علّهم يستطيعون انقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الاوان، وقبل أن يُشرّد الذين لا يزالون يؤمنون بقدسية لبنان، ويرفضون تركه لأي سبب كان. 
سنة جديدة أطمح لأن تنقص فيها نواقصي، أن أحب أكثر، أن أرى الأمور من منظار غيري، أن اعامل الناس كما أريد أن يعاملوني، أن أخرج من انانيتي، أن أتعاطف مع الضعيف في وجه المستقوي، أن أرضي ربي وضميري قبل أن أرضي الأرضيين، أن أنام كل مساء على وسادتي وأنا مرتاح الضمير، ولا أكون قد أذيت أحدًا. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

التعليم تعلن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان

أفادت وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، اليوم الثلاثاء، بأن 12,820 طالبا استُشهدوا و21,351 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة.

وأوضحت التربية في بيان لها، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 12,701، والذين أصيبوا 20,702، فيما استُشهد في الضفة 119 طالبا وأصيب 649 آخرون، إضافة إلى اعتقال 542.

وأشارت إلى أن 619 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 3831 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 158 في الضفة.

ولفتت "التربية" إلى أنه في قطاع غزة تعرضت 171 مدرسة حكومية لأضرار بالغة، و77 مدرسة للتدمير بشكل كامل، إضافة إلى تعرض 191 مدرسة للقصف والتخريب، بينها 65 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، كما تعرضت 20 مؤسسة تعليم عالٍ لأضرار بالغة، فيما تعرض 51 مبنى تابعا للجامعات للتدمير بشكل كامل، و57 مبنى للتدمير بشكل جزئي.

أما في الضفة، فقد تعرضت 109 مدارس للتخريب، و7 جامعات وكليات تعرضت لاقتحامات الاحتلال المتكررة، والتخريب والعبث بمحتوياتها.

وأكدت التربية أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة.

المصدر : وكالة وفا

مقالات مشابهة

  • زكريا تامر.. حداد سوري صهر الكلمات بنار الثورة
  • ممرضة تكشف الكلمات الأخيرة للمرضى قبل الموت
  • بيانات أممية: انخفاض نسبة سكان غزة الذين نستطيع تقديم مساعدات لهم إلى 29%
  • ???? إلى الحمقى الذين يطالبون بفصل دارفور
  • لماذا نحلم بقصص حقيقية أحيانًا؟.. مفسر أحلام يكشف مفاجأة
  • صدقي صخر يودع شخصية لطفي عبود بهذه الكلمات «صور»
  • الرئيس تبون: نحن على علم ببقايا العصابة الذين يهددون الولاة والمسؤولين المحليين
  • إبطال بطاقات الائتمان في تركيا التي تستخدم هذه الكلمات والأرقام في كلمات المرور
  • التعليم تعلن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان
  • تعلُّم ومتعة.. «الكلمات المتقاطعة» لتنمية مهارات طلاب «تمريض»