بعد إعلان إسرائيل رغبتها في احتلال محور فيلادلفيا.. ما هي خيارات مصر؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن منطقة محور فيلادلفيا "صلاح الدين" الحدودي بين قطاع غزة ومصر يجب أن تكون تحت سيطرة "إسرائيل"، ولن يستتب أمنها دون ذلك.
وأقر نتنياهو في مؤتمر صحفي، السبت، أن هناك ضغوطا دولية من أجل وقف الحرب، وأنه يرفضها، مشيرا إلى أن الحرب معقدة لكن لجيش الاحتلال اليد العليا فيها، وفق زعمه.
بتلك التصريحات أعاد نتنياهو التأكيد على تصريحاته السابقة في رغبته السيطرة على الشريط الحدودي الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر بشكل أكثر وضوحا، بعد أن رددت وسائل إعلام عبرية في الآونة الأخيرة ضرورة إعادة احتلاله.
في يوم 13 كانون الأول/ ديسمبر الماضي شنت قوات الاحتلال العسكرية ضربات جوية قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة (محور فيلادلفيا)، بزعم وجود أنفاق لتهريب الأسلحة.
وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي ذكر موقع "والا" العبري إن "الجيش الإسرائيلي قام بإدخال عديد من القوات إلى المنطقة الواقعة بين معبري كرم أبو سالم ورفح ومحور فيلادلفيا، وقام بمناورة قصيرة".
ورغم إعلان نتنياهو عن ضرورة استعادة السيطرة على الشريط الحدودي بين البلدين، ما يشكل انتهاكا للاتفاقيات الدولية بينهما، لم يصدر أي بيان مصري رسمي للتعليق عليها.
"تصريحات المهزوم"
يقول رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، إن "هذه التصريحات ينبغي أن نضعها في مكانها الصحيح، هي تصريحات المهزوم للاستهلاك المحلي؛ لأن محور فيلادلفيا تحكمه اتفاقية السلام بين مصر و"إسرائيل" وملحقاتها، وأي تغييرات على الأرض يجب أن تتم بشكل رسمي بين الطرفين عبر قنوات رسمية، وبالتالي هي تصريحات لا قيمة لها".
وبشأن موقف مصر من أي تحرك عسكري كبير على الحدود، أوضح لـ"عربي21": "موقف مصر يستند إلى معاهدة السلام التي لا يجوز انتهاكها، وتملك كل الأوراق التي تخولها الحفاظ على حدودها"، مشيرا إلى أن "الأمن القومي على الحدود خط أحمر لن تسمح القوات المسلحة بتجاوزه".
ورأى الشهابي أن "مزاعم إسرائيل بأن مصر تساعد حماس وترديد أنه يتم استغلال محور فيلادلفيا لتهريب الأسلحة هي شماعة لتعليق فشلها في الحرب، وهي رسالة للداخل الإسرائيلي أنه لا يحارب حماس إنما يحارب مصر، وهي تصريحات ورغبات تكشف عن الأزمة العسكرية والسياسية التي يمر بها نتنياهو بعد 3 شهور من الفشل في قطاع غزة".
"تخبط إسرائيلي ونسف لمكاسب السلام"
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير فؤاد معصوم، أن "تكرار تصريحات القيادات الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا تنم عن تخبط شديد ويعكس عدم وجود خطة لدخول الحرب والخروج منها مثل الذي تسلق الشجرة ولا يعرف كيف ينزل منها، وبالتالي فإن هذه التصريحات مجرد طلقة فارغة للهواء".
ورأى في حديثه لـ"عربي21" أن "الدائرة بدت تضيق على نتنياهو لإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة، ويتعرض إلى ضغط إقليمي ودولي، وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب وتتحول إلى حرب إقليمية واشتعال جبهات الشمال والجنوب، وهي محاولة للهروب إلى الأمام".
وبحسب الضابط السابق في الجيش المصري، فإن "مصر من حقها الاعتراض على أي تصرف أحادي، وتملك أدوات كثيرة لمنع حدوث ذلك مثل العمل الدبلوماسي المكثف لتعرية وكشف مثل هذه الأساليب في المجتمع الدولي، ومحاولة خرق اتفاقية السلام سيكلف "إسرائيل" سياسيا كثيرا، وفي مثل هذا الوضع فإن صانع القرار تكون لديه خيارات متعددة".
وحذر معصوم القيادات السياسية والعسكرية في "إسرائيل" من ما أسماه "بالتحرش بمصر عسكريا ومحاولة استفزازها لأنهم سوف يخسروا كل ما حققوه من مكاسب فيما يتعلق بمعاهدة السلام التي سعت لها "إسرائيل" لعقود، وسيكون الثمن غاليا، ولذلك هنا أصوت بدأت تخرج من تل أبيب من أن ما يجري يهدد دولة "إسرائيل" نفسها".
أهمية محور فيلادلفيا
يقع محور فيلادلفيا على الأراضي الفلسطينية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة على طول الحدود المصرية مع القطاع، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا، حيث نقطة التقاء الحدود بين مصر وقطاع غزة ودولة الاحتلال.
ويشكل المحور شريطا عازلا بين مصر والقطاع يبلغ طوله نحو 14 كيلومترا، وعرضه بضع مئات من الأمتار، وقد أنشئ عليه معبر رفح البري، الذي يمثل المنفذ الرئيسي لغزة على العالم الخارجي.
ويحكم التواجد العسكري على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة ملحق عسكري تم توقيعه في 2005 وتعتبره دولة الاحتلال ملحقا أمنيا لمعاهدة السلام 1979، وتقول إنه محكوم بمبادئها العامة وأحكامها.
في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 أزالت السلطات المصرية المنطقة السكنية بمدينة رفح المصرية بدعوى حماية الحدود المصرية من خطر الأنفاق الممتدة منها حتى رفح الفلسطينية، وفي وقت لاحق حفرت قناة عرضية من ساحل البحر شمالا حتى معبر رفح جنوبا؛ للتأكد من قطع الإمداد عن الأنفاق وتدميرها بشكل كامل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية محور فيلادلفيا غزة المصرية مصر غزة محور فيلادلفيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور فیلادلفیا قطاع غزة بین مصر
إقرأ أيضاً:
برلماني: مشاركة الحكومة في GEN Zيؤكد رغبتها في بناء شراكة مع الشباب
أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، أن مشاركة الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في برنامج "GEN Z" تحدى الجامعات، أمس، خطوة مهمة تعكس توجه الدولة نحو بناء علاقة شراكة قوية مع الشباب، وإيمانها بقدرتهم على إحداث التغيير المطلوب لتحقيق أهداف التنمية، فضلا عن التأكيد على أن الشباب ليسوا فقط محور اهتمام الحكومة، بل هم شركاء حقيقيون في مسيرة التنمية وصناعة المستقبل، الأمر الذي يساهم في تعزيز الثقة بين الجانبين.
وقال " محسب"، إن برنامج "GEN Z" يعكس اهتمام الحكومة بدعم الابتكار والأفكار الجديدة التي يمكن أن تُحدث تغييرًا حقيقيًا في المجتمع، لافتا إلى أن البرنامج يُعد مبادرة هامة لدعم الشباب المصري وتسليط الضوء على قدراتهم وإبداعاتهم، خاصة أنه يركز على الفئة العمرية التي تُعتبر المحرك الأساسي للتغيير والتطوير في أي مجتمع، الأمر الذي يعكس حرص الدولة على الاهتمام بالشباب ودعمهم، والاستماع إلى أفكارهم وتقديرهم كقوة أساسية للتنمية.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن البرنامج يعكس رؤية استراتيجية لدي الدولة المصرية لتوظيف طاقات الشباب كمصدر فريد لإبراز صورة إيجابية عن مصر عالميًا، وهو ما أكدت عليه تصريحات رئيس الوزراء خلال الحلقة، كونهم أحد قوى مصر الناعمة، وأهمية العنصر البشري كأصل استراتيجي للدولة، وليس مجرد مورد محلي، الأمر الذي يُبرز رؤية الحكومة لتسخير طاقات الشباب كوسيلة لتعزيز صورة مصر عالميًا في مجالات الإبداع، التكنولوجيا، والفني.
وشدد النائب أيمن محسب، على أن مشاركة رئيس الوزراء بحد ذاتها تؤكد اهتمام القيادة السياسية بخلق بيئة داعمة ومحفزة للأجيال الصاعدة، سواء عبر منصات مثل البرنامج أو من خلال السياسات الوطنية، وهو ما يعكس رغبة حقيقية في تمكين الشباب، وإشراكهم بشكل أكبر في المشهد العام وابرازهم كمصدر للإلهام والتقدم، مؤكدا أن تصريحات رئيس الوزراء بمثابة رسالة تشجيع وتحفيز، ورسالة مهمة بشأن إيمان القيادة بقدرة الشباب على مواجهة التحديات والمساهمة في بناء مستقبل أكثر إشراقا.