البرهان يشترط انسحاب الدعم السريع من المدن لوقف الحرب
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان أن السبيل الوحيد لوقف الحرب ضد قوات الدعم السريع مربوط بانسحابها من ولاية الجزيرة والمناطق الوسطى وبقية المدن، إلى جانب إعادة المنهوبات وإخلاء مساكن المواطنين.
جاء ذلك خطاب تلفزيوني للبرهان، بمناسبة الذكرى الـ 68 لاستقلال السودان عن الاحتلال البريطاني في الأول من يناير/كانون الثاني 1956.
وأكد البرهان أن الدعوات تتزايد لوقف الحرب والتحول نحو التفاوض، لكنه أشار إلى أن "مليشيا ومرتزقة محمد حمدان دقلو مستمرين في تخريب البنية التحتية للدولة، وارتكاب جرائم قتل ضد المواطنين، ونهب ثرواتهم، واحتلال منازلهم، وانتهاك حرمتهم، وتهجيرهم من أماكن إقامتهم الأصلية، وإبادة وتطهير بعضهم، بالتعاون مع خونة الشعب وطلاب السلطة".
وقال، إن بعض الدول الإقليمية والعالمية تقدم الدعم لقوات حميدتي، لكن "تحت مظلة دعاوي زائفة"، على الرغم من توثيق هذه القوات ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بشهادة دول العالم والمنظمات الدولية.
وأضاف أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يضمن تحقيق ما أُشير إليه لن يكون ذا قيمة، حيث لن يقبل الشعب السوداني أن يعيش وسط هؤلاء القتلة والمجرمين ومن دعمهم.
وأسفرت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، في مايو/أيار الماضي، عن التوصل إلى أول اتفاق يحمل اسم "إعلان جدة".
وشمل هذا الاتفاق التزامات إنسانية وشروطا عدة، بما في ذلك: "التعهد بالإجلاء والامتناع عن الاستيلاء، واحترام وحماية جميع المرافق الخاصة والعامة؛ مثل: المرافق الطبية والمستشفيات، ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية".
تدخل خارجي
وحول ما يتعلق بالتدخل الأجنبي في السودان، دعا البرهان الدول التي تستضيف قوات الدعم السريع إلى التخلي عنهم، وعدم التدخل في شؤون السودان الداخلية، محذرا من أن بلاده يحق لها اتخاذ التدابير الضرورية لحفظ سيادتها وأمنها.
ويوم أمس الأحد، التقى حميدتي برئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي في عاصمة بلاده، بعد أن التقى يوم الأربعاء الماضي مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، والخميس الفائت مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
ويتوقع أن يعقد لقاء آخر اليوم الاثنين في أديس أبابا مع رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية في السودان، عبد الله حمدوك، لمناقشة "سبل وقف الحرب من خلال المسار التفاوضي".
وتأتي كلمة البرهان في سياق إعلان جيبوتي استضافتها لاجتماع في الأسبوع المقبل بينه وبين حميدتي، عقب تأجيل اللقاء الذي كان من المقرر عقده في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، الذي كان يهدف لمناقشة قضية وقف إطلاق النار في السودان.
وحتى الآن، لم يعلن الدعم السريع عن أي تعليق حول كلمة البرهان.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة البرهان، والدعم السريع الذي يقوده محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص، ونزوح أكثر من 6 ملايين آخرين، وفقا لتقديرات أممية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع بالفاشر
أفادت مصادر في الجيش السوداني بشن الطيران الحربي 8 غارات جوية على تمركزات قوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تقارير عن استمرار المواجهات في وسط وشرقي العاصمة الخرطوم.
وأضاف الإعلام العسكري للجيش بالفاشر -في بيان صحفي أمس الخميس- أن 3 شاحنات جند "فرت" إلى مدينتي نيالا والضلعين تحمل أفرادا من منسوبي ما سماها مليشيا الدعم السريع، إثر هذه الغارات الجوية، متهما قوات الدعم السريع بقصف المدينة "مما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 3 آخرين".
كما قال مصدر في القوات المساندة للجيش، للجزيرة، إن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس بين الجيش والقوات المساندة له من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، للسيطرة على جسر سوبا من ناحية الشرق الرابط بين الخرطوم ومحلية شرق النيل.
"لا تفاوض"في غضون ذلك قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إنه لا تفاوض ولا مساومة مع من حمل السلاح ضد الشعب والدولة.
وأضاف البرهان في كلمة بمنطقة أم درمان العسكرية أن الجيش ماضٍ في مهمته "حتى تطهير آخر شبر في البلاد" ممن وصفهم بالمتمردين.
⭕️ رئيس مجلس السيادة القائد العام يتفقد منطقة أم درمان العسكرية
أم درمان: ١٣-٢-٢٠٢٥م pic.twitter.com/RsYYLV0306
— مجلس السيادة الإنتقالي – السودان (@TSC_SUDAN) February 13, 2025
إعلانوتشهد حدود الخرطوم مع ولاية الجزيرة مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث يسعى الجيش للتقدم إلى وسط العاصمة بعد سيطرته على مدينة جياد الصناعية جنوبي العاصمة.
وكانت مدينة جياد شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في الأيام القليلة الماضية قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة عليها والتقدم نحو الخرطوم.
كما أشارت المصادر في الأسبوع الماضي إلى أن الجيش انطلق من قواعده بالمقرن نحو وسط الخرطوم ومحيط القصر الرئاسي لاستعادته من قوات الدعم السريع التي تسيطر عليه منذ الأيام الأولى للحرب.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تقدم الجيش وسيطر على مدن بولاية الجزيرة، بعد إعلانه في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، دخول قواته ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات الدعم السريع، التي تتحدث بدورها عن إلحاقها "خسائر" بصفوف الجيش.
ولاحقا أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي، بفقدان السيطرة على ود مدني، لكنه اعتبر ذلك "مجرد خسارة لجولة وليس للمعركة".
وتخوض قوات الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.