رحلة الغاز في مصر.. وعود بالوفرة انتهت بقطع الكهرباء في 2023
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
يودع المصريون عام 2023 وقد عادت أزمة انقطاع الكهرباء لمدد مختلفة بعد سنوات من انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء بفضل الاكتشافات الضخمة من الغاز الطبيعي في البحر المتوسط عام 2015 وتحقيق الاكتفاء الذاتي عام 2018.
أنفقت مصر مليارات الدولارات ( 8 مليار دولار) لإنشاء محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز الطبيعي واستغلال الوفرة الكبيرة في الإنتاج الذي حققها حقل "ظهر" العملاق وعشرات الآبار الأخرى التي اكتشفت لاحقا في أماكن مختلفة من البلاد.
يبلغ متوسط الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي نحو 5.9 مليار قدم مكعب يوميا، توزع بين 57 بالمئة لقطاع الكهرباء، و25 بالمئة لقطاع الصناعة و10 بالمئة لقطاع البترول ومشتقات الغاز، و6 بالمئة لقطاع المنازل و2 بالمئة لتموين السيارات.
عملت مصر خلال السنوات التالية على التحول إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز باستغلال الغاز "الإسرائيلي" واستيراده من خلال عقد اتفاقيات تجاوزت 20 مليار دولار لمدد تصل إلى 15 عاما باعتبار مصر بوابة "إسرائيل" الوحيدة لتصدير الفائض بسبب امتلاكها أكبر محطتين لتسييل الغاز ومن ثم إمكانية تصديره للخارج مثل دول أوروبا.
إزاء شهية مصر لزيادة الغاز وزيادة الإيرادات الدولارية صدرت 8 ملايين طن بقيمة 8.3 مليار دولار خلال عام 2022 وهو أعلى رقم حققته في صادراتها من الغاز المسال بفضل وارداتها من الغاز الطبيعي من الحقول "الإسرائيلية"، بعد أن عادت إلى استخدام الوقود التقليدي بشكل جزئي في محطات الكهرباء لزيادة صادرات الغاز.
تراجع الإنتاج وزيادة الاستهلاك
لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، فقد زاد الطلب المحلي على الغاز الطبيعي، وتراجع الإنتاج من حقول الغاز وخاصة حقل "ظُهر" العملاق إلى جانب بعض الحقول البحرية والبرية، وحولت مصر جزء من الغاز "الإسرائيلي" للاستخدام المحلي.
وقد بلغ المتوسط اليومي لإنتاج الغاز من حقل "ظهر" بالبحر المتوسط خلال عام 2022-2023 حوالي 2.4 مليار قدم مكعب يوميا، وحوالي 3700 برميل من المتكثفات، وفقا لوزارة البترول والثروة المعدنية، وهو ما يعادل نحو 40 بالمئة من إنتاج مصر من الغاز.
تراجع الإنتاج وعودة انقطاع الكهرباء
كشف آخر تقرير صادر عن وزارة البترول المصرية، تراجع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بنسبة 11 بالمئة خلال عام 2023 إلى 45 مليون طن مقابل نحو 50.6 مليون طن أنتجتها مصر من الغاز في عام 2022، بينما تستهلك مصر 46.4 مليون طن من الغاز .
كما انخفض إجمالي إنتاج مصر البترولي بنحو 7 بالمئة خلال عام 2023 ليسجل إجمالي الإنتاج من الثروة البترولية 74 مليون طن مقارنة بنحو 79.5 مليون طن أنتجتها مصر في عام 2022، بواقع نحو 28 مليون طن زيت خام ومتكثفات، وحوالي 45 مليون طن غاز طبيعي، ومليون طن بوتاجاز، إضافة إلى البوتاجاز المنتج من مصافي التكرير.
وعانى المصريون خلال صيف 2023 من انقطاعات مستمرة ومتكررة للتيار الكهربائي وصلت إلى 6 ساعات يوميا بعد قرار تخفيف الأحمال، وبررت الحكومة قرارها بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة عن مثيلاتها في نفس الفترة من العام السابق، والذي أدى بدوره إلى زيادة استهلاك الكهرباء مع انخفاض الطاقة المولدة من المصادر الجديدة والمتجددة في نفس الفترة عن العام السابق وبالتالي زيادة معدلات استهلاك الغاز الطبيعي عن العام الماضي.
لكن مع دخول فصل الشتاء، وعكس التوقعات، فقد قررت الحكومة المصرية العودة إلى تكرار انقطاع التيار الكهربائي لتصل إلى ساعتين يوميا على مستوى الجمهورية، ولم تحدد موعدا للانتهاء من سياسة تخفيف الأحمال.
خلال عام 2023 انهار الإنجاز الذي تفاخر به النظام في مجال الكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز، بعودة انقطاع التيار لعدة ساعات يومياً، بغية تخفيف الأحمال وتوفير الغاز الطبيعي الذي يستخدم في توليد الكهرباء.
عام جديد من انقطاع التيار الكهربائي
توقع رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "بيت" الأمريكية وعميد الدراسات العليا في الطاقة المتجددة بجامعة كامبردج السويسرية، البروفيسور عبدالحكيم حسبو، أن "تستمر أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر خلال الشهور المقبلة في ظل تراجع إنتاج حقول الغاز وزيادة الطلب المحلي ولذلك سوف تستمر في سياسة تخفيف الأحمال".
وأضاف لـ"عربي21": "مستقبل الطاقة أصبح مرتبطا باستمرار استيراد الغاز الطبيعي من "إسرائيل" الذي واجه تذبذبا خلال الشهور الثلاثة الماضية بسبب الحرب على قطاع غزة، وعلى الحكومة المصرية أن تزيد استثماراتها في التنقيب على حقول الغاز لتعويض النقص في الإنتاج في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات في توفير العملة الصعبة".
ورأى خبير الطاقة أن "الحكومة المصرية آثرت استمرار فصل التيار الكهربائي وتخفيف الأحمال عن المواطنين للعودة لتصدير الغاز بالعملة الصعبة بسبب أزمة شح العملة التي تحتاجها لسداد التزامات خارجية مثل فوائد الديون وأقساطها، وتعتقد الحكومة أن انقطاع الكهرباء على مواطنيها هو جزء من ضريبة الإصلاح الاقتصادي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصريون الكهرباء الغاز مصر كهرباء غاز المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التیار الکهربائی من الغاز الطبیعی انقطاع الکهرباء تخفیف الأحمال انقطاع التیار ملیون طن خلال عام عام 2023 عام 2022
إقرأ أيضاً:
"تيكوم" تحقق إيرادات قياسية بقيمة 653 مليون دولار خلال 2024
حققت مجموعة تيكوم، المدرجة في سوق دبي المالي والتي تمتلك وتدير مجمّعات أعمال متخصّصة تركّز على قطاعات حيوية، إيرادات قياسية بلغت 2.4 مليار درهم (حوالي 653.4 مليون دولار) بزيادة بنسبة 11% على أساس سنوي.
وقالت تيكوم في بيان على موقع سوق دبي المالي، إنها سجلت نموا في صافي الأرباح بنسبة 14 بالمئة على أساس سنوي ليصل إلى 1.2 مليار درهم (حوالي 327 مليون دولار) عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024.
ووفق تيكوم، تعكس هذه النتائج نجاح إستراتيجية مجموعة تيكوم في مواصلة مسيرة النمو المستدام عبر توسيع محفظتها بشكل منهجي وتحسين كفاءة عملياتها التشغيلية، بموازاة تعزيز المعدلات المرتفعة للإشغال والاحتفاظ بالعملاء خلال عام 2024.
وأوصى مجلس إدارة المجموعة توزيع أرباح نقدية بقيمة 400 مليون درهم "8 فلس للسهم" عن النصف الثاني من العام 2024 وذلك بعد الحصول على موافقة المساهمين خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوي المرتقب في 10 مارس 2025، وذلك عملاً بسياسة توزيع الأرباح المعتمدة حتى النصف الأول لعام 2025.
كما تم النظر من قبل مجلس الإدارة في زيادة توزيعات الأرباح النقدية المتوقعة عن النصف الثاني لعام 2025 بنسبة 10 بالمئة.
وقال مالك آل مالك، رئيس مجلس إدارة مجموعة تيكوم: تعكس النتائج القوية التي حققتها مجموعة تيكوم في عام 2024 قوة ومرونة اقتصاد دولة الإمارات وإمارة دبي، والتزامنا الراسخ بمواصلة دور المجموعة البارز في تعزيز اقتصاد المعرفة من خلال استقطاب أبرز الشركات العالمية وأفضل المواهب المتميزة في ستة قطاعات رئيسية وإستراتيجية.
وأضاف: تأتي الاستثمارات الإستراتيجية التي أعلنت عنها المجموعة بقيمة إجمالية تتجاوز 2.7 مليار درهم خلال عام 2024، لتعزيز مسيرة نموها المستدام بما يرسخ دور المجموعة البارز كمحرك إستراتيجي لقطاع الأعمال، ونحرص دوماً على الاستثمار في رسم مستقبل واعد لمجموعة تيكوم، مع تحقيق النتائج المالية الاستثنائية وإدارة التكاليف بكفاءة إلى جانب الحفاظ على أعلى مستويات رضا العملاء.
من جانبه قال عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم: تواصل دبي ودولة الإمارات تحقيق النمو القوي والمستدام ضمن قطاعي العقارات التجارية والصناعة، مدعوماً بالنمو الملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.
وفي حديثه خلال لقاء إعلامي عن بعد عقب إعلان النتائج، أكد بالهول أن قاعدة العملاء تتوسع بشكل مطرد، لافتاً إلى أنها نمت خلال العام 2024 بنحو 8 بالمئة لتصل إلى 11900، لافتاً إلى أن التحديات العالمية تدفع بالمستثمرين للبحث عن مناطق تحقق أو تواصل النمو، والخليج والإمارات بصورة عامة من أبرز الوجهات.
وأشار إلى أن نمو استثمارات المجموعة ستتواصل خلال العام الجاري وفي كافة المجالات والقطاعات التي تعمل ضمنها المجموعة، لتلبية الطلب المتزايد من قبل العملاء.
وسجّلت إيرادات المجموعة ارتفاعها بدعم من زيادة معدلات الإشغال بنسبة 5 بالمئة على أساس سنوي لتصل إلى 94 بالمئة، ومعدلات مرتفعة للاحتفاظ بالعملاء بنسبة 92 بالمئة وارتفاع معدلات الإيجار.
وارتفعت قيمة الأصول عبر تقييم مستقلّ أجرته شركة الخدمات الاستشارية "سي بي آر إي" على القيمة العادلة لمحفظة العقارات الاستثمارية في مجموعة تيكوم، والتي بلغت 28 مليار درهم لغاية 31 ديسمبر 2024، وتعكس هذه القيمة زيادة متكافئة بنسبة 11 بالمئة مقارنةً بمعدلات عام 2023 وزيادة على أساس سنوي بنسبة 22 بالمئة، شاملةً عمليات الاستحواذ الإستراتيجية الجديدة خلال عام 2024.
وارتفعت خلال الربع الأخير من 2024، الإيرادات بنسبة 11 بالمئة على أساس سنوي إلى 643 مليون درهم، ونمت الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 9 بالمئة مقارنةً بأرباح السنة المالية 2023، لتبلغ 458 مليون درهم مع هامش أرباح بنسبة 71 بالمئة.