سواليف:
2025-02-04@16:34:52 GMT

حقائق حول الاحتلال تبشّر بزواله

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

#سواليف

كتب .. د. #سعيد_الحاج كاتب وباحث فلسطيني

مع استمرار العدوان “الإسرائيلي” على قطاع #غزة لأكثر من ثمانين يومًا، ومع صمود الناس، وبسالة #المقاومة الفلسطينية، تتبدّى مع الوقت زوايا جديدة، واعتبارات إضافية للحرب وتداعياتها، ومن ذلك ما يتعلق بدولة #الاحتلال، وخصوصًا ما يرتبط بمستقبل وجودها في المنطقة.


#معركة مختلفة

ثمة معضلة أساسية في تقييم الحرب الحالية على قطاع غزة، منشؤُها أنها مختلفة تمامًا عن كل المواجهات السابقة، وبالتالي عدم وجود نموذج سابق يمكن البناء أو الاعتماد عليه في التقييم والاستشراف.

مقالات ذات صلة هل تدفع وزيرة العمل باتجاه رفع الحد الأدنى للأجور.؟ 2024/01/01

فرغم أنّ دولة الاحتلال شنّت عدة #حروب على القطاع، في 2008 – 2009، و2012 و2014، ورغم أن المقاومة الفلسطينية بادرت لمواجهة 2021 (معركة سيف القدس)، فإن الاختلافات بين كل ما سبق وحرب “طوفان الأقصى” الحالية كثيرة وعميقة وجذرية.

في مقدمة هذه الاختلافات “شكل المعركة”، بحيث كانت مبادرة هجومية الشكل – دفاعية الهدف – من #كتائب_القسام، وبأسلحة وأدوات وأهداف بعيدة عن تلك المرتبطة بالمواجهات العسكرية السابقة، وتحديدًا فرض المعركة على “أرض العدو”.

من أبرز الاختلافات كذلك، “الوحشيةُ غير المسبوقة” التي تدير بها “إسرائيل” عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وتحديدًا ضد المدنيين، وهو ما وصفَه العديد من الأطراف بجرائم الحرب والإبادة.

ولعل التشابه الكبير بين بعض التطورات الحالية، ووقائع المشروع الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، من ضمن ما دفع الكثيرين لتشبيه الحرب الحالية بنكبة عام 1948 وتسميتها بالنكبة الثانية

ومنها أهداف العملية العسكرية، وتحديدًا البرية منها، وَفق ما هو معلن من قبل الاحتلال، ومما يرد في بعض التصريحات والتحليلات السياسية والعسكرية، وفي مقدمة ذلك إنهاءُ حكم حماس في القطاع، وخططُ تهجير السكان وتفريغ القطاعِ منهم، وإنهائِه كحالة سياسية وإعادة احتلاله إن أمكن.
إعلان

ويعود ذلك لنظر الاحتلال لهذه المعركة على أنها حرب وجودية، ترتبط بمصيره على المدى البعيد، ولذلك فهو يسعى لاستعادة الردع بإيقاع أكبر عدد وقدر من الخسائر، وبات أكثر قدرة على تحمّل خسائر لم يكن ليقبل أقل القليل منها، في مواجهات سابقة.

كما أن من أهم الاختلافات “الموقفُ الغربي” الداعم للاحتلال بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، التي تنظر للحرب على أنها حربها هي، مقابل موقف عربي – إسلامي أقل ما يقال فيه؛ إنه عاجز عن إغاثة غزة، فضلًا عن نُصرتها، بل يصل موقف بعض الأنظمة حدود التواطؤ والتناغم مع الأهداف “الإسرائيلية” المتعلقة بحركة حماس على وجه التحديد.
حقائق

يدفع كل ما سبق للتواضع والتحفظ في التقييم والتقدير والاستشراف فيما يخصّ الحرب ومساراتها ونتائجها ومآلاتها المستقبلية، فكل ما سبق في ظروف الحرب الحالية لا يعدو كونه محاولة للتفسير في سياقات عامة إلى حد كبير.

ورغم ذلك، ما زال بالإمكان رصد بعض الأمور والتطورات المنطوية على أهمية بالغة، وفي مقدمتها بعض الحقائق المتعلقة بمشروع الكيان الصهيوني منذ تأسيسه، وكذلك فيما يتعلق بمستقبله في المنطقة.

توثيق المقاومة للمواجهات المباشرة بين رجالها، وجنود الاحتلال يظهر الفارق الكبير في الشجاعة والإقدام والمعنويات، بما ينعكس بشكل مباشر على نتيجة هذه الالتحامات التي لا يستفيد الاحتلال فيها من سلاح الجو وتفوقه الميداني في العتاد

ولعل التشابه الكبير بين بعض التطورات الحالية، ووقائع المشروع الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، من ضمن ما دفع الكثيرين لتشبيه الحرب الحالية بنكبة عام 1948 وتسميتها بالنكبة الثانية، وما إلى ذلك.

في المقام الأول، ثمة ما يؤكد نظرة قيادات دولة الاحتلال للشعب الفلسطيني من حيث نفي وجوده كوحدة واحدة من جهة، ونفي الصفات الإنسانية عنه؛ لتبرير استهدافه من جهة ثانية.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك تشديد الرئيس “الإسرائيلي” إسحاق هرتسوغ على أنه “ليس هناك أبرياء في غزة”؛ لتسويغ الجرائم ضد المدنيين، وتصريح وزير الدفاع يوآف غالانت بأن الفلسطينيين أو المقاومين “حيوانات بشرية”، ويضاف لذلك احتفاء الجنود والضباط واحتفالهم بقتل الأطفال، واستهداف المنازل، فضلًا عن دعوات بعض الإعلاميين لقتل مئات الآلاف من سكان غزة حتى يطمئنوا – هم – ويستريحوا.

وبالتأكيد فإن الحرب الحالية أعادت للأذهان المجازر والمذابح التي قامت بها العصابات الصهيونية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وكررها جيش الاحتلال اليوم غير مكترث بقانون دولي، أو انتقادات من الرأي العام، أو مناشدات من المنظمات الدولية المختلفة.

ويسري ذلك أيضًا على الحصار والتجويع والاغتيالات الميدانية للمدنيين العزّل؛ بهدف التهجير وتفريغ الأرض من سكانها، في سعي لفرض واقع جديد في القطاع، وكذلك في محاولة بائسة لتقليل الضغوط الخارجية، وادعاء عدم استهداف المدنيين، عكس الوقائع التي لا يجادل فيها أحد.

ومن أهم ما ذكّرت به الحرب الحالية مدى اعتماد دولة الاحتلال على الدعم الخارجي الذي بدا وكأنه حيوي لا يمكنها الاستغناء عنه أو البقاء بدونه. ولسنا هنا نتحدث فقط عن الدعم السياسي والإعلامي لبعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ولكن كذلك عن الدعم العسكري المباشر، بما في ذلك تصدير وبيع السلاح بمختلف أنواعه، علمًا أنها لا تخوض حربًا إقليمية، ولا تواجه عدة دول في آنٍ معًا، وإنما تشن حربًا غير متكافئة ضد حركة مقاومة لا توازُنَ البتة لها من حيث العدد والعتاد والتسليح معها، فضلًا عن أن معظم الجهد العسكري يستهدف المدنيين.

ويصب كل ما سبق في مدى احتياج دولة الاحتلال لبروباغندا قوية ودعاية مضللة تضفي عليها هالة من الأسطورة؛ لتحمي نفسها وتبقى قائمة، من قبيل خرافات: “الجيش الذي لا يقهر”، و”الاستخبارات التي تعرف كل شيء في كل مكان”، والجندي المدجج بالسلاح والتكنولوجيا، وغير ذلك، بما يمنحها حالة من الردع الضمني، ويساعدها في مجال الحرب النفسية دون بذل جهد كبير في الميدان.
حرب وجودية

في خلاصة ما سبق، أن الاحتلال – ورغم تفوقه العسكري والاقتصادي والتقني في المنطقة- لا يقوم بمفرده بل يحتاج لدعم خارجي في كل المجالات، حتى وهو يخوض حربًا ضد حركة مقاومة خبرها لعقود، وينسج حول نفسه أساطير القوة والمنعة والتفوق من باب الحماية والحرب النفسية.

وهو إلى ذلك لا يبرع إلا في قتل المدنيين وترويعهم، بينما ما زال- بعد أكثر من ثمانين يومًا من العدوان الوحشي الذي لم يقف عند أي حد- يلهث دون جدوى خلف تسجيل إنجاز ولو نسبيًا أو موهومًا أو مدّعى في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

بل إن توثيق الأخيرة للمواجهات المباشرة بين رجالها، وجنود الاحتلال يظهر الفارق الكبير في الشجاعة والإقدام والمعنويات، بما ينعكس بشكل مباشر على نتيجة هذه الالتحامات التي لا يستفيد الاحتلال فيها من سلاح الجو وتفوقه الميداني في العتاد.

ما يعنيه ذلك أن دولة الاحتلال يمكن هزيمتها، لا سيما إذا ما وُوجهت بقوة/قوى تملك الإرادة والعزيمة والإعداد والتخطيط لذلك. فإذا كانت مقاومة محاصَرة- وبإمكانات بسيطة جدًا، ودون دعم إقليمي- قادرة على هذا الأداء العسكري، فيمكن حينها تخيل ما تستطيعه قوى ودول أخرى.
إعلان

ومن أهم ما كشفته هذه الحرب أن المجتمع “الإسرائيلي” ليس شعبًا بالمعنى التقليدي في الدول؛ إذ لا يجمعه – رغم الادعاء – تاريخ مشترك، ولا هوية واحدة، وإنما هي شرائح متباينة وأحيانًا متناقضة جُمعت من دول العالم المختلفة، ولم تنجح المؤسسة في صهرها معًا لتخرج شعبًا متجانسًا، فضلًا عن أن يكون له انتماء وقضية تجمعه على شاكلة الفلسطينيين.

وهنا يمكن أن نضيف ما هو معروف وثابت وأعادت تأكيده الحرب الحالية من رفض المحيط دولةَ الاحتلال، على المستوى الشعبي بشكل شبه كامل، والرسمي بشكل جزئي. وبالتالي، فالجنّة التي وُعد بها يهود العالم في فلسطين من حيث الرفاهية والأمن لم تعد قائمة، وقد لا تعود أبدًا، على أقل تقدير من حيث الثقة بالدولة والمؤسسة العسكرية والأمنية.

وعليه، ختامًا؛ فإن الأسس التي قام عليها المشروع الصهيوني في فلسطين، لم تعد قائمة كما كانت سابقًا، حيث اختفى بعضها، وتراجع بعضها، بينما يبقى البعض الآخر غير مضمون على المدى البعيد، ما يعني سقوط المشروع وبقاء مستقبله في مهب الريح.

ولذلك، قد يكون أصدق ما قالته قيادات الاحتلال في هذه الحرب: إنها حرب وجودية فعلًا، وإن مستقبل وجود الاحتلال في المنطقة على المدى البعيد ليس مضمونًا.

وعليه، يحق للفلسطينيين أن يؤمنوا اليوم بأن التحرير لم يعد حُلمًا بعيد المنال، ولا شعارًا عاطفيًا مفرغًا من مضمونه، فضلًا عن أن يكون مستحيلًا، فقد غيّرت حرب “طوفان الأقصى” الكثير.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف سعيد الحاج غزة المقاومة الاحتلال معركة حروب كتائب القسام دولة الاحتلال الحرب الحالیة الاحتلال فی فی المنطقة فضل ا عن من حیث

إقرأ أيضاً:

الرفيق / علي سالم البيض وتماهيه مع تزوير حقائق التاريخ

 في حوار مطول أجراه المحرر الصحفي / بشير البكر ، الذي ينطبق عليه المثل العربي  ، لقد سكت دهراً ونطق كُفراً ، من خلال إيراده مجموعة من المعلومات والمغالطات التاريخية التي تتناقض جذرياً مع سرديات وقائع حدثت قبل عقود ليست ببعيدة من يومنا هذا أي في لحظة كتابة مقالنا هذا  بتارخ 1/فبراير /2025م ، ووقت حدوث الحدث ، ولازال هناك عدد غير قليل من الشخصيات الحزبية اليمنية المناضلة ممن لعبوا أدواراً مباشرة في التجربة اليمنية الجنوبية المُندثرة او الميتة ، إما كأعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية وأعضاء لجان المحافظات والقيادات الحزبية الوسطية والدنيا للتنظيم السياسي للجبهة القومية الحاكم الدكتاتوري

ّ الأوحد بعد رحيل المحتل البريطاني ، وللحزب الاشتراكي اليمني بعد توقيع اتفاقية تحالف القوى الحزبية اليمنية المكونة من ( الجبهة القومية ، وحزب الطليعة الشعبية البعثية رفاق المناضل/ أنيس حسن يحيى واتحاد الشعب الديمقراطي رفاق /عبدالله عبدالرزاق باذيب ) .

ولازال العديد من هؤلاء الكوادر الحزبية والإدارية وأساتذة الجامعات في الشمال والجنوب اليمني ، لازالوا أحياء يرزقون ولا زالوا في أوج قواهم وقدراتهم  الذهنية والعقلية والفكرية العالية .

فلماذا يحرج الرفيق/ علي سالم البيض ومحبيه واتباعه المحدودين بكل ذلك الزيف والأكاذيب التي سردها من بنات ومخيلات ذهنيته الخاصة ، وهنا أدعو القارئ اللبيب لقراءة إجاباته وسرديته الخاصة عن الأحداث والشخصيات والوقائع بشيءٍ من الحيادية والموضوعية ، وهل تصلح تلك السرديات والروايات بأن تكون جزءاً من تراث التاريخ اليمني في جنوب اليمن المثقل بالنكبات والمآسي والجرائم التي حينما نتذكرها يندى لها جبين الشرفاء ممن كانوا شهوداً وحاضرين على تلك التجربة البائسة .

ولكي نبين بشيءٍ من الإنصاف بأن هناك محاسن وإيجابيات للتجربة الثورية في جنوب اليمن برمتها ، سنذكر

أنها :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولاً :

عممت مجانية التعليم بجميع مراحله من رياض الأطفال وحتى نيل أعلى شهادة في التعليم وهي الدكتوراة وفي جميع الاختصاصات بما فيها دراسات الطب والهندسة وغيرها.

ثانياً :

عممت مجانية التطبيب والعلاج الصحي على تواضعها ، وصولاً لحصول المريض على العملية الجراحية ومجانية الأدوية ، مع منع العيادات والمستشفيات الخاصة في البلاد كلها .

ثالثاً :

ضمان حصول الخريج الحديث من الجامعات اليمنية والمعاهد في جميع الاختصاصات على فرصة العمل في مرافق الدولة.

رابعاً :

السكن للمواطنين كان شبه مجاني ، وتم توزيع المساكن من العمارات والفلل والمباني السكنية التي تم تأميمها ومصادرتها من القطاع الخاص .

خامساً :

كان موقف الدولة والحزب في جنوب اليمن من القضية الفلسطينية المركزية موقفاً ايجابياً جداً منها ، وهو موقف معاد لكيان العدو الإسرائيلي الصهيوني ، والتحريض على مقاومته بكل الطرق والأساليب ، وتربت وترعرعت أجيال في المدارس والجامعات والمعاهد في حب التضامن الأخوي مع أهلنا في فلسطين ، واستوعبت الجامعات والمعاهد المدنية والعسكرية اليمنية الطلاب والشباب الفلسطينيين فيها.

هذه كانت إيجابيات الثورية ذات التوجه الاشتراكي في اليمن الديمقراطية  .

 

لكن تعالوا نبين سلبيات ومساوئ بل جرائم التجربة الثورية ذات التوجه الاشتراكي التي جثمت على جنوب الوطن اليمني وشعبها العظيم منذ أن رحل المحتل البريطاني وحتى يوم الوحدة اليمنية المباركة وتحديداً بعد هزيمة ودحر وإسقاط المشروع الثوري ذو التوجه الاشتراكي النشاز والمشؤوم في 7 / يوليو / 1994 م .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولاً :

بعد يوم الاستقلال الوطني في 30 / نوفمبر / 1967 م ، وهو ما أطلق عليه بيوم الجلاء لآخر جندي بريطاني مُحتل من مدينة عدن ، استلمت السلطة في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية بقيادة الرئيس / قحطان محمد الشعبي وشكل حكومة وطنية بقيادته  لفترة وجيزة ، وبعدها عُين

الأستاذ / فيصل عبداللطيف الشعبي كأول رئيس للحكومة في عدن ، وقدمت تلك الحكومة برنامجها

الاقتصادي الاجتماعي الوطني على أُسس وطنية واقعية ، لكن جرى الانقلاب عليها في 22/ يونيو /1969م ، وتمت الإطاحة بالرئيس /قحطان الشعبي وتم سجنه سجناً مؤبداً على طريقة الرفاق ، وتم إعدام رئيس حكومته /فيصل عبداللطيف بشكل سري ومجموعة من رفاقهم أمثال /علي عبدالعليم بانافع وغيرهم ، وتم إلغاء نهجهم وبرنامجهم الوطني.

ثانياً :

استلم السلطة الجناح الماركسي الدموي المتطرف بقيادة / عبدالفتاح اسماعيل علي الجوفي ، و/ سالم ربيع علي ( سالمين ) ، و / محمد علي هيثم و / علي أحمد ناصر ( عنتر ) و / علي سالم البيض ، ومن يومها لم ترى لا عدن ولا اليمن الجنوبي العافية ، وشرع هؤلاء القاده الشباب المتطرفون النزقون بالاجراءات الاقتصادية الثورية والاجتماعية الإجرامية .

ثالثاً :

الإعلان الشامل والكامل الوقح والفج عن تاميم ومصادرة ونهب وسرقة جميع البنوك الخاصة والمصارف وشركات التأمين و المصانع والمعامل والورش والمباني والمساكن والمستودعات والفنادق والمتنزهات ودور السينما ومحطات البترول وصالونات الحلاقة ، كان الإجراء التعسفي الموجه ضد الرأسمال الوطني الخاص في عملية نهب وسرقة علنية مكشوفة تقودها مؤسسات الدولة السياسية والإدارية والعسكرية والأمنية.

رابعاً :

تم الإعلان عن بدء حركة الانتفاضات الفلاحية المُرعبه والموجهة ضد المواطنين ملاك الأراضي الكبار والصغار وتم مصادرة حيازاتهم الفلاحية وبطريقة فوضوية مستهترة بقداسة الملكية وقداسة أرواح الناس الذين تضرروا من تلك الإجراءات النازية ضد المواطنيين أي إجراءات السحل والقتل لعلماء الدين والشيوخ الكرام والمخالفين لهم بالرأي ، أما الضحايا فكانوا بالآلاف والذي تم اختطافهم من قبل زوار الفجر وضياعهم ولم تعرف لهم حتى يومنا هذا لا مقابرهم ولا أمكنة جماعية لهم ، وهم آلاف الضحايا من الشخصيات الوازنة في المجتمع ، ولازال ذلك التاريخ الإجرامي الفاشي مسكوت عنه ومخفي لأسباب لا نعرفها حتى الآن.  

كل تلك الأحداث والجرائم لا يتذكرها الرفيق / علي سالم البيض ، أو قد خانته ذاكرته ، وربما بسبب العمر قد فاته أن يتذكر تلك الوقائع والأحداث أو أنه يحاول أن يتنصل عنها ومنها كونها جرائم عظيمة يحاسب عليها القانون الوضعي اليمني بالإضافة إلى الحكم والقضاء الإلهي الذي سيقابله في قادم الأزمان لما أقره واقترفه باعتباره عضو في المطبخ السياسي الماسوني للجبهة القومية ، وهو المكتب السياسي الذي أقر فيه جميع تلك الجرائم التي حدثت في تلك الحقبة الزمنية السوداء ، لا أعاده الله على اليمنيين .

كيف سينسى الرفيق / علي البيض الهاشمي الحسني وهناك أسر هاشمية كريمة هم من تضرروا من إجراءاتهم الفوضوية النازية وهو أول من عرف بها لأنه يعيش في المجتمع الحضرمي الذي تضرر من كل تلك الجرائم البشعة .

هل نحتاج أن نُذكره بأسماء الأسر الهاشمية الشريفة الكريمة التي تم سحل وقتل رموزها وعلمائها في حضرموت وشبوة وأبين وعدن والضالع وغيرها من المحافظات اليمنية الجنوبية ؟ هل نحتاج أن نذكره بأسماء شيوخ القبائل اليمنية التي وصلت مئات وربما آلاف الضحايا من شيوخ القبائل اليمنية الجنوبية.

خامساً :

هل نسي أو تناسى الرفيق / علي البيض حادثة إسقاط طائرة الدبلماسيين اليمنيين بقيادة وزير الخارجية يوم ذاك المغدور به /  محمد صالح عولقي مع كوكبة من خيرة الشباب الدبلوماسيين اليمنيين الذين  تجاوز عددهم العشرين.

وللتذكير فحسب ، حينما استولى الرفاق اليساريين المتطرفين في التنظيم السياسي للجبهة القومية على السلطة الثورية في انقلاب يوم 22 يونيو 1969م ، وأسموها زوراً وبهتاناً بالخطوة التصحيحية لمسار الجبهة القومية ، شرعوا بالتصرفات والحركات الراديكالية النزقة ، ومن بينها إدخال النهج الماركسي اللينيني في

أدبيات الدولة والتربية والتعليم والأخلاق وصولاً للجامعة والمعاهد والكليات العسكرية والأمنية ، كنوع من غسل ادمغة الجيل اليمني الجديد ، وصولاً إلى نهج إنكار تعاليم الدين الإسلامي حد الإلحاد، هذا الاستهتار والعبثية أوصلت التجربة برمتها إلى الانحطاط الفكري والأخلاقي والسلوكي وتدمير أخلاقيات المجتمع اليمني

الإسلامي .    

سادساً :

عانى المواطن اليمني الجنوبي في زمن الحكم التوتاليتاري للجبهة القومية من الحبس الجماعي ومنع السفر للخارج ، وظل المواطن البسيط يغامر بحياته عن طريق الهروب غير الشرعي إلى حدود الدولة الشمالية في الجمهورية العربية اليمنية لكي يحصل منها على جواز سفر يمني شمالي لأنه بتلك الوثيقة يستطيع السفر  إلى جميع أقطار العالم باستثناء الكيان اليهودي الإسرائيلي ، أما الجواز اليمني الجنوبي فلا يصلح للسفر سوى للبلدان الاشتراكية وإثيوبيا والصومال الديمقراطية ، وللعلم فإن السفر للخارج كان ممنوعاً البتة على المواطن اليمني العادي ، وكان محصوراً فقط بالوفود الحكومية الرسمية ، أو للطلاب الذاهبين للدراسة  او للدبلوماسيين أو للجماعات المحظية المحيطين بدوائر السلطة وأصحاب القرار السياسي فحسب.

هل يتذكر الرفيق / علي سالم البيض بأنه كان يحكم بالحديد والنار سجناً كبيراً أسواره حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ؟

سابعاً :

في بداية حواره أو مقابلته أو من كتب له سيناريو الحوار ، يقول الرفيق / علي سالم البيض أن الصراع بدأ بين القيادات الحزبية للحزب الاشتراكي اليمني منذ أن تم الانقلاب على حكم ورئاسة الرفيق / الرئيس / سالم ربيع علي ( سالمين ) في 26/ يونيو / 1978 م ، وهذ حدث متأخر جداً ، ومن غير الإنصاف التاريخيّ أن يتم تقويم التجربة السياسية للجنوب اليمني منذ ذلك التاريخ ، وهي تجربة شاذة ومثيرة للجدل على مستوى الوطن العربي كله أو لنقل على المستوى الاسلامي كله ، منذ ذلك التاريخ الذي تعسفه اعتسافاً رفيقنا القديم / علي البيض ، أو أنه أراد أن يشطب ويمسح جزءاً من التجربة الثورية المضطربة في جنوب الوطن ، لكن المؤرخين الثقات سيتساءلون بموضوعية ويقولون ، وأين نذهب بكل تلك الأحداث المأساوية التي سردنا اليسير منها سلفاً فحسب ؟

جمعتني الصدفة المحضة مع صديقي / الأستاذ /  جمال عبدالمجيد الجوهري أبا جسار في العاصمة اليمنية صنعاء في صيف 2013 م ، وهو من الشخصيات العدنية السياسية النشطة جداً ، واتفقنا أن نزور أحد القياديين البارزين المفكرين في الحزب الاشتراكي اليمني  ،  وحُدد لنا الموعد والمكان ، التقينا به في منزله الشخصي ، وكنا الاثنين الوحيدين اللذان زاراه في تلك اللحظات ، وخضنا معاً في حديث الحاضر اليمني المعقد ، وانتقلنا في الحديث الهادئ إلى تناول بعض فصول الماضي القريب نسبياً في زمن تجربة جنوب اليمن ، ووصلنا في أحاديثنا إلى الحادثة المأساوية للرئيس الشهيد / سالم ربيع علي ( سالمين ) ، وحكى لنا الرفيق القيادي الاشتراكي الذي نتحفظ على عدم ذكر اسمه لدواعي إنسانية وأخلاقية وسياسية وربما خاصة ، وسرد لنا القصة كما يلي :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حينما اشتد الخلاف بين الرئيس/ سالمين وفريقه مقابل فريق الرفيق / عبدالفتاح إسماعيل الأمين العام للتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية  طرح على الرئيس / سالمين خيار تقديم استقالته من منصبه ويتحمل المسؤولية الكاملة في اغتيال الرئيس /أحمد حسين الغشمي ، وطلب بالمقابل خروجه من اليمن إلى مدينة / أديس أبابا عاصمة جمهورية إثيوبيا الاشتراكية مع أسرته ومكتبته الشخصية ، ووافق جناح. /عبدالفتاح إسماعيل على ذلك الطلب ، ولحظتها انتهي الاجتماع وذهب الجميع كلٍ إلى منزله ، كان ذلك في المساء في قرابة العاشرة مساءً  ، وغادر الجميع بما فيهم الرئيس / سالمين ، بعد ساعات من ذلك الاجتماع الساخن للمكتب السياسي للتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية ، سُمع دوي إطلاق المدافع والصواريخ وحتى الطائرات الحربية تقصف قصر المدور ، أي دار الرئاسة في التواهي ، والرئيس /  سالمين بداخله واستمر إطلاق النار المتبادل بين حراسة الرئيس /سالم ربيع ووحدات عسكرية مقابلة تم تجهيزها من وزارة الدفاع ، وتمت إشاعة خبر بأن الرئيس /سالمين هو من بدأ بإطلاق النار ولذلك تمت مهاجمته براً وجواً وعبر البحرية

أيضاً ، وعند نفاذ ذخيرة حراساته سلم الرئيس / سالمين وقادة حراسته ذاتهم للفرقة العسكرية المهاجمة .

في صبيحة اليوم التالي للمعركة الفاصلة في دار الرئاسة ( قصر المدور ) وفي تمام الساعة الحادية عشر قبيل الظهر  تم طلب أعضاد المكتب السياسي لاجتماع عاجل في قصر المعاشيق  بضاحية كريتر ، وذهب الجميع فراداً وجماعات من أعضاد القيادة وقبل اكتمال النصاب الحزبي القانوني من جميع أعضاد المكتب السياسي ، تم جلب الرئيس / سالمين عنوةً مكبل اليدين من الخلف بالأصفاد الحديدية وبجانبه كلٍ من

الرفيق / جاعم صالح اليافعي والرفيق / علي سالم لعور العوذلي وكانا أيضاً مكبلان بالأصفاد ، وتم اقتيادهم بحسب شهود عيان كانوا من سكان الفلة المقابلة لموقع إجتماع المكتب السياسي المزمع عقده ، وبعيد لحظات ربما دقائق فحسب من دخول الضحايا الثلاثة للمبنى ، سُمع إطلاق وابل من الرصاص من أحد أقبية ذلك المبنى المنحوس ، وهكذا تم إعدام الشهيد الرئيس / سالم ربيع علي ( سالمين ) ورفيقيه دون أن يجتمع المكتب السياسي ، ودون أن تُعد له محاكمة حتى صورية.

وكان من بين الحاضرين لاجتماع المكتب السياسي هم الرفيق / عبدالفتاح اسماعيل والرفيق / علي ناصر محمد ، والرفيق / علي أحمد ناصر ( عنتر ) والرفيق / علي شائع هادي ، والرفيق / صالح مصلح قاسم ، والرفيق / محمد صالح مطيع ، والرفيق / محمد سعيد عبدالله محسن الشرجبي. وآخرون .

الرفيق / عبدالفتاح إسماعيل يقول للحاضرين ليبث الطمأنينة والثقة في نفوسهم ، لأنهم أمام سالمين الذي تهتز أمامه الرجال الصناديد ، لقد تغدينا بسالمين قبل أن يتعشى بنا .

ولم يُذكر لنا أين كان موقع وتواجد الرفيق / علي سالم البيض في تلك اللحظات التاريخية الدموية ، أي لحظة التصفية الجسدية ، وإعدام الرئيس / سالم ربيع علي ( سالمين ) ورفاقه الإثنين من قبل رفاق السلاح الأبرار التاريخيين.

وبالمناسبة هنا ينبغي التذكير بأن من تعاون في التخلص وإعدام الرئيس /سالمين هم رفاقه من تنظيم الجبهة القومية ، وهي حكمة ربانية من الخالق عز وجل بأن من تخلصوا من الرئيس /قحطان الشعبي أول رئيس للجمهورية ، وأعدموا / فيصل عبداللطيف الشعبي رئيس الوزراء  و /محمد عبدالعليم بانافع عضو قيادة الجبهة القومية ، هم من تخلصوا من سالمين وهكذا دواليك .

هكذا رويت لنا قصة انتهاء الرئيس / سالمين الحزينة التي بنى عليها الرفيق / علي البيض سرديته غير الموفقة ، والله أعلم منا جميعاً.

أما روايته بأنه مناضل مظلوم وتم تخفيض مرتبته التنظيمية من مكتب عضو سياسي إلى عضو لجنة مركزية مرشح ، فلازلنا نتذكر جميعاً بأنه شخص قيادي حزبي قد خرق قانون الأسرة المعمول به في زمن الثورة الوطنية الاشتراكية يوم ذاك ، وتزوج زوجة ثانية أكثر شباباً من زوجته الأولى وأم أولاده وبذلك الخرق الحزبي التنظيمي عوقب تنظيمياً في إحدى دورات المكتب السياسي ، وربما مع تقادم الزمن نسى الرفيق / علي البيض الحادثة الشهيرة للزواج الثاني التي كانت محط تندر واسع في الأوساط الحزبية.

أما روايته وسرديته عن مهندس ومؤسس الحزب الاشتراكي اليمني / عبدالفتاح إسماعيل فهي أيضاً رواية منقوصة أو مجتزئة لغرض في نفس يعقوب ، فالرفيق /عبدالفتاح إسماعيل الجوفي المعروف عنه أنه منظر ومفكر وفيلسوف الفكر الاشتراكي العلمي للبلدان النامية عموماً ، ولجنوب الوطن على وجه التحديد ، وكنا ونحن في عمر الشباب في المراحل الثانوية والجامعية نستمتع بشغف ثوري بالغ لخطاباته ومحاضراته ،

ومقالاته ، وحوارته الفكرية المميزة وبلّغته ومفرداته العميقة ، ولدينا  يوم ذاك نحن قطاع الشباب قناعة تامة

بأنه سياسي محنك في إدارة الاجتماعات الحزبية لهيئات الحزب القيادية باعتباره قد شغل منصب الأمين العام للحزب لقرابة عقد ونيف من الزمان الصعب ، وهي مرحلة ثرية جداً هي مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية ، فكيف بالرفيق / علي سالم البيض يقول في /  عبدالفتاح إسماعيل تلك

الأقاويل غير السوية ، ويصفه بأنه ليس رجل دولة ولا يصلح للحكم أبداً ؟؟؟.

أما ذهابه قسراً واكراها لمرحلة الوحدة اليمنية :

ــــــــــــــــــــــــــــ

فقد  اتخذ الرفاق القدامى في المكتب السياسي وربما في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي و أمينه العام الرفيق / علي سالم البيض ، اتخذوا أشجع وأنبل وأصدق قرار تاريخي في حياة الحزب منذ التأسيس ، ذلك القرار هو طلب الوحدة اليمنية الفورية الاندماجية المباركة ، ويعود الفضل في ذلك إلى قيادة الحزب ، وقال المحللون المنصفون للتاريخ يوم ذاك ، بأن الحزب قد كفّر عن كل جرائمه وماضيه الأسود ، وخرجت يومها جماهير شعبنا اليمني العظيم بصدق وعفوية في كل محافظات الجمهورية بالتهليل والتكبير للحزب وقيادته وتناسى كل ماضيه وآلامه وجراحاته.

لكن بقية القصة التي يعرفها  الجميع ، بأن قيادة الحزب الاشتراكي قد ارتدت وتراجعت عن مبادئ الوحدة اليمنية وانقلبت عليه ، وأعلنوا التمرد السياسي والعسكري والإداري والأخلاقي عن الدولة اليمنية المركزية الشرعية ، وأدخلت الوطن كل الوطن في صراع دموي غير مبرر مطلقاً ، لازال الجميع يكتوي بنار تلك الفتنة الخبيثة التي صنعها الموتورين والحمقى والجهلاء في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني يوم ذاك ، وبدأ الغوغائيين هم من يقودوا دفة فتنة الانفصال ( سياسياً وإعلامياً ) مدفوعين بجهلهم المركب لما ستؤول إليه نتائج تلك الحماقات ونزق الفكر الانفصاليّ المُدمر ، طامعون في ذات الوقت في فتات المال الخليجي المدنس التي صرفتها دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة السعودية لتمويل فتنة الانفصال ، هكذا هي الحكاية في جوهرها يا رفيقي / علي سالم البيض ! ! ! .

سيلاحظ القارئ اللبيب بأنه في تناولنا للرد على الموقف السياسي والنضالي والكفاحي للرفيق

القديم / علي سالم البيض ، تناولناه من زاويته العامة ، ولم نخوض البتة في سلوكه الشخصي ولا قضاياه الخاصة ، لأننا ننطلق من الجانب الأخلاقي السائد في مجتمعنا اليمني المحافظ ، والله أعلم منا جميعاً.

الخلاصة :

ــــــــــــ

يستحق منا التاريخ اليمني القريب والمتوسط أن نعيد كتابته وقراءته مرات عدة كي نستخلص منه العبر والدروس ، كي لا تتكرر فصول المأساة التي عاشها الشعب اليمني في زمن الشطرين والدولتين ما قبل الوحدة اليمنية المباركة وما بعدها ، فالتركيز على البعد الأخلاقي والقيم الإنسانية النبيلة  للشعب هو المعيار الأهم الذي نستند إليه في التقويم والتحليل بعيداً عن حسابات ( الأنا ) الذاتية الأنانية النرجسية المقيتة ، والله أعلم منا جميعاً.

                        وفوق كل ذي علم عليم

*عضو المجلس السياسي الأعلى في الجمهورية اليمنية / صنعاء

مقالات مشابهة

  • كاريكاتير.. تحريض ترامب على استئناف الحرب في غزة خطر يهدد بزواله
  • سموتريتش: السلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب ولن نسمح بإقامة دولة لهم
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • وزير الزراعة الإسرائيلي: السعودية أكثر وعيا وستضطر لإعادة صياغة شروط التطبيع
  • عبد المجيد تبون يضع شرطا لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.. هذا هو
  • حسام زكى: اليمين المتطرف فى إسرائيل الأقل مرونة تجاه القضية الفلسطينية
  • ما هو عرش الرحمن؟.. 10 حقائق عجيبة لا يعرفها كثيرون عنه
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • ما هي وحدة نيلي التي تأسست بعد 7 أكتوبر.. تفاخرت بإنجازات كاذبة
  • الرفيق / علي سالم البيض وتماهيه مع تزوير حقائق التاريخ