ظروف صعبة ومهينة يعيشها سكان غزة.. أي نوع من الحياة هذه؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
يعيش الفلسطينيون الذين نزحوا داخل غزة، مع استمرار إسرائيل في هجومها البري، في ظروف معيشية صعبة، وسط أسعار مرتفعة للغاية للمواد الغذائية، وجوع يعاني منه الأطفال، وسوء الصرف الصحي، وسط قيود شديدة على دخول الغذاء والإمدادات إلى القطاع الساحلي المحاصر منذ سنوات.
وتحدثت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عبر الهاتف مع العديد من الأشخاص الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في مدينة رفح الجنوبية، حيث فر إليها عشرات الآلاف على الرغم من أنها بالفعل الجزء الأكثر كثافة سكانية في غزة.
وقال أبو مصباح، وهو عامل بناء يبلغ من العمر 51 عاماً، ويحاول إعالة أسرة مكونة من 10 أفراد: "الطريقة التي أعيش بها هي التسول هنا وهناك، وأخذ المساعدة من أي شخص".
وأضاف: "الخضار والفاكهة لا يمكن تحمل تكلفتها.. طلب أطفاله البرتقال، لكنه لم يتمكن من شرائه".
وتابع: "لم نمر بهذا الموقف من قبل.. كنا عائلة من الطبقة المتوسطة.. والآن منذ الحرب، أصبحنا نشتري التمور التي كنا نجدها في كل مكان مجاناً.. نريد حلاً لمعاناتنا البائسة".
وأبو مصباح، مثل معظم الآخرين في غزة المحاصرة، يواجه ما تحذر منه جماعات الإغاثة من مجاعة تلوح في الأفق، وقد تم بالفعل تصنيف جميع سكان غزة في حالة أزمة، وفقًا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
اقرأ أيضاً
أونروا: قطاع غزة يعاني من جوع كارثي
أغلقت إسرائيل حدودها مع غزة وشنت حملة قصف مكثفة ردا على هجمات "حماس"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعقبها غزو بري مستمر.
وأدى القتال إلى أزمة إنسانية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، مما أجبر الآلاف على ترك منازلهم.
ووسعت إسرائيل هذا الأسبوع عمليتها بشكل أكبر في جنوب خان يونس، ودعت السكان إلى المغادرة، لكن الأمم المتحدة تقول إن سكان غزة ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.
أما أم عمر (50 عامًا)، وهي نازحة أيضًا من رفح، وتعيش في خيمة مع عائلتها، فقالت إنه خلال الهدنة، عادوا لفترة وجيزة إلى منزلهم، ليجدوا جميع النوافذ والألواح الشمسية مكسورة، والمطبخ مدمر.
وقالت: "نحن 9 أشخاص في خيمة مساحتها مترين في متر.. لقد اشترينا الخيمة هذه بأنفسنا، ولم يساعدنا أحد أو يقدم لنا أحد ذلك".
وأضافت أنهم كانوا يعتمدون على الأطعمة المعلبة، لافتة إلى أن معظم الأطعمة باهظة الثمن، بما لا يقل عن 4 أضعاف سعر ما كانت عليه قبل الحرب.
اقرأ أيضاً
78 يوما من العدوان على غزة.. القصف الإسرائيلي يتواصل والأزمة الإنسانية تتفاقم
وتابعت: "من الصعب أيضًا العثور على الدواء"، قبل أن تختتم: "الحياة صعبة ومهينة".
أما محمود حرارة (47 عاما) والذي كان يكسب رزقه من بيع المنتجات من خلال عربة التسوق، فقد نزح من الشجاعية إلى رفح، مع 8 من أفراد أسرته، بما في ذلك 5 أطفال في سن المدرسة، قال: "لقد دُمر منزلي وأصيب اثنان من أبنائي جراء غارة على منزلنا".
ومثل آلاف الأشخاص الآخرين، تعيش الأسرة في خيمة مؤقتة مصنوعة من النايلون وتجوب الشوارع بحثًا عن الطعام، فقد غادروا منزلهم دون أي متعلقات، ولم يكن لديهم أي فرشة للخيمة.
وقال حرارة إن عائلته لا تتلقى أي مساعدة، وإن أسعار الطعام "فاقت الخيال.. طفلك يطلب منك قطعة خبز ولا يمكنك توفيرها له.. أي نوع من الحياة هذه؟".
وأضاف أنه يمشي مسافة 3 كيلومترات إلى المستشفى، ليتمكن من استخدام المراحيض.
وأدى نقص المرافق الصحية للنازحين المتكدسين الآن في أجزاء من جنوب غزة إلى انتشار الأمراض المعدية وأمراض الجهاز التنفسي.
اقرأ أيضاً
بعد تفريغه من مضمونه.. مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن توسيع دخول المساعدات إلى قطاع غزة
وتابع حرارة أنه كان من الصعب للغاية الحصول على مياه الشرب، وكان أطفاله يشعرون بالبرد في الليل، كما لم يتمكن أي فرد من أفراد الأسرة من الاستحمام منذ عدة أسابيع.
وفي الأيام الأخيرة، شوهدت حشود من المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء، يحيطون بشاحنات المساعدات القادمة إلى غزة.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشف تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 17 عاما، جعل 80 بالمئة من سكانه يعتمدون على المساعدات الدولية.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في جنوب غزة يتدهور، وحذرت من أن حجم المساعدات التي تدخل القطاع "لا يزال غير كاف على الإطلاق".
ويواجه أصغر الأطفال في غزة خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد والوفاة التي يمكن الوقاية منها مع استمرار تزايد خطر المجاعة، وفقًا لبيان أصدرته "يونيسف" الأسبوع الماضي.
وقدرت منظمة مساعدة الأطفال، أنه في الأسابيع المقبلة، "سيعاني ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الـ5 من أكثر أشكال سوء التغذية التي تهدد حياتهم، والمعروفة بالهزال الشديد، وسيحتاجون إلى أغذية علاجية".
اقرأ أيضاً
حرب غزة تدخل شهرها الثاني.. دمار شامل ومدينة أشباح وأزمة إنسانية غير مسبوقة
وأضافت "يونيسف"، أن "خطر الموت من الجوع أصبح حقيقياً بالفعل" بالنسبة للعديد من الأسر في غزة.
وخلص تقرير صادر عن المركز الدولي للأمن الغذائي في الأسبوع نفسه، إلى أن ما يقرب من جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يواجهون الآن جوعًا حادًا، وأن جميع سكان قطاع غزة مصنفون في "حالة أزمة"، وهي أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وسبق أن قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مراراً وتكراراً، إن وقف إطلاق النار ضروري لتوصيل المساعدات لسكان غزة على نطاق واسع، وحذر من "كارثة محتملة ذات عواقب لا رجعة فيها" في طور التكوين.
وأضاف: "وسط القصف المستمر من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية، وبدون مأوى أو الضروريات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، أتوقع أن ينهار النظام العام قريبًا بسبب الوضع اليائس، مما يجعل المساعدة الإنسانية حتى المحدودة مستحيلة".
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 21 ألفا و822 شهيدا، و56 ألفا و451 جريحا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
غزة تواجه أزمة إنسانية عميقة.. والصليب الأحمر: الوضع كارثي ويتجه إلى الانهيار الكامل
المصدر | سي إن إن - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة سكان غزة إسرائيل الحرب على غزة أزمة إنسانية اقرأ أیضا سکان غزة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعتقل رئيس سجن عدرا سيء السمعة في سوريا.. هذه الأحكام التي تنتظره
وجهت السلطات الأمريكية، الخميس، تهما، إلى مشرف سجن عدرا سيئ السمعة في سوريا من عام 2005 إلى عام 2008 في عهد رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، سمير عثمان الشيخ، تخصّ: التعذيب والتآمر لارتكاب التعذيب.
وكان المسؤولون الفيدراليون قد اعتقلوا الشيخ، البالغ من العمر 72 عامًا في تموز/ يوليو في مطار لوس أنجلوس الدولي، بتهمة الاحتيال في مجال الهجرة، وتحديدا أنه نفى في طلبات الحصول على التأشيرة والجنسية الأمريكية، واضطهد أي شخص في سوريا، وفقا لشكوى جنائية.
وسبق أن اشترى تذكرة طائرة ذهابا وإيابا لمغادرة مطار لوس أنجلوس الدولي في 10 تموز/ يوليو، في طريقه إلى بيروت، لبنان. ومن خلال منصبه كرئيس لسجن عدرا، يقال إن الشيخ أمر مرؤوسيه بإلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء وشارك بشكل مباشر في إلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء.
وبحسب مسؤولين فيدراليين، فإنه: أمر السجناء بالذهاب إلى -جناح العقاب-، حيث تعرضوا للضرب وهم معلقون في السقف، وأذرعهم ممدودة، وتعرضوا إلى جهاز يطوي أجسادهم إلى نصفين عند الخصر، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى كسور في العمود الفقري.
وفي السياق نفسه، قالت محامية عثمان الشيخ، نينا مارينو، خلال بيان عبر البريد الإلكتروني: "ينفي موكلنا بشدة هذه الاتهامات الكاذبة ذات الدوافع السياسية"، فيما وصفت القضية بأنها "استخدام مضلل للموارد الحكومية من قبل وزارة العدل الأمريكية من أجل محاكمة مواطن أجنبي بسبب جرائم مزعومة وقعت في دولة أجنبية ضد مواطنين غير أمريكيين".
من جهتهم، قال عدد من المسؤولين إنّ: الشيخ بدأ حياته المهنية بالعمل في مناصب قيادية بالشرطة قبل أن ينتقل إلى جهاز أمن الدولة السوري، الذي ركز على مكافحة المعارضة السياسية. وأصبح فيما بعد رئيسا لسجن عدرا وعميدا في عام 2005.
وفي عام 2011، تم تعيين الشيخ محافظا لدير الزور، وهي منطقة شمال شرق العاصمة السورية دمشق، حيث كانت هناك حملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين. فيما تشير لائحة الاتهام إلى أنّه قد هاجر نحو الولايات المتحدة في عام 2020 وتقدم بطلب للحصول على الجنسية في عام 2023.
كذلك، اتهمت السلطات الاميركية مسؤولين سوريين اثنين بإدارة سجن ومركز تعذيب في قاعدة المزة الجوية في العاصمة دمشق، وذلك خلال لائحة اتهام تم الكشف عنها، الاثنين، وكان من بين الضحايا سوريون وأمريكيون ومواطنون مزدوجون؛ بينهم عاملة الإغاثة الأمريكية، ليلى شويكاني، البالغة من العمر 26 عامًا، بحسب المدعين العامين وفرقة العمل الطارئة السورية.
وقال المدعون الفيدراليون إنهم قد أصدروا أوامر اعتقال بحق المسؤولين اللذين ما زالا مطلقي السراح. فيما قال المدير التنفيذي لفرقة العمل الطارئة السورية، معاذ مصطفى، ومقرها الولايات المتحدة: "إنها خطوة كبيرة نحو العدالة..".
وتابع: "محاكمة سمير عثمان الشيخ سوف تؤكد من جديد أن الولايات المتحدة لن تسمح لمجرمي الحرب بالقدوم والعيش في الولايات المتحدة دون محاسبة، حتى لو لم يكن ضحاياهم مواطنين أمريكيين".
تجدر الإشارة إلى أنه في حالة إدانة الشيخ، فإنه سيواجه عقوبة قصوى بالسجن 20 عاما بتهمة التآمر لارتكاب التعذيب بالإضافة إلى عقوبة قصوى تصل إلى 10 سنوات في السجن لكل من تهمتي الاحتيال في الهجرة.