الخسوف والكسوف.. تعريفهما وأسبابهما وأنواعهما
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تعتبر ظاهرتا الخسوف والكسوف من أقدم الظواهر الطبيعية التي عرفها الإنسان وتفاعل معها، وهما خارجتان عن المألوف وتقعان في أزمان وظروف ومواضع محددة، نتيجة دوران الأرض والقمر في فلكيهما، فيحجب أحدهما ضوء الشمس عن الآخر، ومن ثم يخيل للناظر أن الشمس قد فقدت شيئا من ضيائها أو أن القمر تنازل عن بعض نوره.
خسوف القمر.. تعريفه وأسبابه
تحدث ظاهرة خسوف القمر عندما تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر، أي أن خسوف القمر يقع بسبب سقوط ظل الأرض على سطحه، ويكون خسوف القمر كليا أو جزئيا أو يكون شبه خسوف.
أنواع الخسوف
الخسوف الكلي
يحدث الخسوف الكلي للقمر عندما تكون الشمس والقمر على طرفي نقيض من الأرض تماما، ورغم أن القمر يقع كاملا في ظل الأرض، فإن قدرا من أشعة الشمس يصل إليه من خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يزيل معظم الأشعة ذات الموجات القصيرة كالزرقاء والبنفسجية، بينما تمر الأشعة الحمراء بموجتها الطويلة، ولذلك يبدو القمر أحمر اللون ويسمى "القمر الدموي".
ولأن قطر الأرض يبلغ 4 أضعاف قطر القمر، فإن ظلها يكون أكبر بكثير، ولذلك يمكن لخسوف القمر أن يستمر لأكثر من 100 دقيقة في حالاته القصوى.
الخسوف الجزئيويحصل الخسوف الجزئي عندما يدخل جزء من القمر فقط في ظل الأرض. واعتمادا على درجة الخسوف، فقد يظهر ظل أحمر قان على الجزء المظلم من سطح القمر. ورغم أن الخسوف الكلي للقمر يعد ظاهرة نادرة، فقد تحدث خسوفات جزئية مرتين في السنة على الأقل.
شبه الخسوفوتحدث هذه الظاهرة عندما تلقي الأرض على القمر ظلا خفيفا جدا، ولذلك، يكون الخسوف في هذه الحالة من الضعف بحيث تصعب ملاحظته بالعين المجردة. وتعتمد الرؤية على حجم الجزء الذي يدخل في منطقة الظل الخفيف، فكلما صغر حجمها ازدادت صعوبة رؤية الخسوف، ولهذا لا تذكر حالات الخسوف هذه في التقويمات الزمنية، إلا العلمية منها.
كسوف الشمس.. تعريفه وأسبابه
يحدث كسوف الشمس عندما يمر القمر -أثناء دورانه- بينها وبين الأرض، ويحجب بذلك ضوء الشمس عن مناطق في الأرض. أي أن القمر يلقي بظله على سطح الأرض، فيحدث بذلك أحد 3 أنواع من الكسوف، تختلف فيما بينها بكيفية حجب القمر لأشعة الشمس وحجم ذلك.
أنواع الكسوف الكسوف الكليتحصل ظاهرة الكسوف الكلي للشمس عندما تتقاطع مع الأرض والقمر بطريقة يحجب فيها القمر أشعة الشمس كليا، وفي لحظات قليلة، قد تمتد إلى دقائق في بعض الأحيان، لتصبح السماء مظلمة إلى درجة تشبه ظلمة الليل.
وظاهرة الكسوف الكلي للشمس نادرة الحدوث، فقطر الشمس أكبر بـ400 مرة من قطر القمر، وهي تبعد عن الأرض بمسافة تزيد بـ400 ضعف عن المسافة التي تفصلنا عن القمر. وعندما يكون اصطفاف الأجرام الثلاثة دقيقا وكاملا، يحجب القمر ضوء الشمس كليا، مما ينتج عنه الكسوف الكلي للشمس.
ويطلق على الخط الذي يوازي ظل القمر على سطح الأرض اسم "المسار الشمولي"، وفي هذا الحيز الضيق فقط يمكن للفرد أن يشهد ظاهرة الظلام الدامس. ولكن، وعلى جانبي المسار ولآلاف الكيلومترات، يمكن رؤية الكسوف جزئيا. وكلما ابتعدنا عن حيز "المسار الشمولي"، صغر جزء الشمس الذي يحجبه القمر.
وتعتمد مدة استمرار الظاهرة على موقع الأرض بالنسبة للشمس، وموقع القمر بالنسبة للأرض، والجزء الذي يتأثر بالظلام على سطح الأرض. ويمكن من الناحية النظرية أن يدوم أطول كسوف كلي مدة 7 دقائق و32 ثانية.
أما بالنسبة لتواتر وقوع ظاهرة الكسوف الكلي، فهي ليست نادرة الوقوع كما قد يعتقد البعض، إذ تحصل مرة كل 18 شهرا تقريبا، ولكن الشيء النادر جدا هو مشاهدة الظاهرة في المكان نفسه من الأرض، وهو أمر لا يتكرر إلا كل 375 سنة في المتوسط.
الكسوف الحلقيوكلما كان القمر أبعد عن الأرض فإنه يبدو للناظر أصغر حجما، ومن ثم فلا يغطي سطح الشمس كليا، بل يبقى جزء من الشمس، يشبه الحلقة، باديا للعيان حول القمر، وهذه الظاهرة تسمى الكسوف الحلقي للشمس.
وكما في ظاهرة الكسوف الكلي، يتشكل في هذه الحالة "مسار حلقي" يمكن رؤية الكسوف فيه على شكل حلقة. وكلما حصلت إزاحة عن هذا المسار ستكون هناك منطقة يمكن رؤية الظاهرة فيها بشكل جزئي على كل جوانب "المسار الحلقي".
وبحسب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، فإن هذا النوع من الكسوف يستمر لفترات أطول من الكسوف الكلي، إذ يمكن في بعض الحالات رؤية حلقة الشمس لأكثر من 10 دقائق، ولكن في العموم لا تستمر لأكثر من 5 أو 6 دقائق.
الكسوف الهجين
وهو ظاهرة تحصل عندما يكون القمر على مسافة يتمكن فيها من حجب الشمس كليا، ولكن، وعندما يسير مبتعدا على مساره الشمولي نفسه، يتوقف عن حجب الشمس كليا، ويتحول الكسوف حينذاك إلى كسوف حلقي.
ويمكن أن يكون العكس كذلك، فيبدأ الكسوف حلقيا، ولكن باقتراب القمر من الأرض بمسافة قليلة يتحول إلى كسوف كلي.
والكسوفات الهجينة نادرة الحدوث، إذ لا تشكل إلا نحو 4% من كسوفات الشمس، بحسب معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري.
الحالات التي يحدث فيها الخسوف والكسوفلا يمكن حدوث ظاهرة الخسوف إلا عندما يكون القمر بدرا كاملا، في منتصف الشهر القمري. كما يستحيل حصول ظاهرة كسوف الشمس إلا عندما يكون القمر محاقا في آخر الشهر القمري.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه رؤية كسوف الشمس على الموقع الجغرافي للناظر، فإن خسوف القمر يمكن رؤيته من أي موقع على سطح الأرض، بحيث يكون القمر فيه فوق الأفق وقت حصول الخسوف.
الخسوف في الأنظمة النجمية الأخرى
لا تقتصر ظاهرة الاحتجاب على القمر والشمس فحسب، بل قد تشمل بعض النجوم البعيدة أيضا، حيث يذكر عالم الفلك التشيلي "بيمين" أن 50% من النجوم تقع في مجموعات تتكون من نجمين أو أكثر، وبما أن مجرتنا تحتوي على أعداد هائلة من النجوم، فإن بعضا من النجوم الثنائية، أي ذلك النظام النجمي الذي يتكون من نجمين يدوران حول مركز مادي مشترك، تدور في محاور محاذية بشكل دقيق، بحيث يمر أحدهما أمام الآخر أثناء دورانهما ويحجبه عن أعين المراقبين. ويطلق على هذه النجوم اسم النجوم "الثنائية المحتجبة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على سطح الأرض خسوف القمر کسوف الشمس عندما یکون یکون القمر ضوء الشمس الشمس عن
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. ظاهرة فلكية فريدة بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا مصورًا سلط الضوء على ظاهرة فلكية نادرة، تتعلق بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، تحت عنوان "ظاهرة فلكية فريدة بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني".
وتتكرر هذه الظاهرة مرتين سنويًا، حيث تضيء الشمس وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل، وهو واحد من أشهر ملوك مصر القديمة من حكام الأسرة التاسعة عشرة.
ويُعتبر رمسيس الثاني صاحب أول معاهدة سلام في التاريخ بين المصريين والحيثيين بعد 16 عامًا من الحرب.
وفي هذه الظاهرة الفلكية، يظهر الملك رمسيس الثاني مع عائلته وأخته، إلى جانب الآلهة آمون ورع وبتاح، معلنًا بداية الموسم الزراعي الذي يعد مصدر الخصوبة والنماء للحياة المصرية القديمة.
وتستمر الظاهرة لأكثر من 20 دقيقة، حيث تخترق أشعة الشمس المدخل الأمامي للمعبد بطول 60 مترًا، لتصل إلى قدس الأقداس وتنير وجه الملك.
وتتكرر الظاهرة في يوم 22 فبراير، الذي يوافق ذكرى اعتلاء الملك رمسيس الثاني العرش، وكذلك في يوم 22 أكتوبر، الذي يعتقد أنه يتزامن مع يوم ميلاده، حسب بعض الروايات.
ورغم ذلك، أشار بعض الباحثين إلى أنهم لم يجدوا دليلاً على ارتباط تعامد الشمس بيوم ميلاد رمسيس الثاني في جدران المعبد. وتعتبر هذه الظاهرة الفلكية التي تمتد لأكثر من 33 قرنًا من أبرز أسرار المصريين القدماء، حيث تم اكتشافها لأول مرة عام 1874.
وتعد أيضًا انعكاسًا للعلاقة بين الملك رمسيس الثاني والإله رع، إله الشمس.
وتجدر الإشارة إلى مرور 50 عامًا على إنقاذ آثار معبد أبو سمبل من الغرق بعد بناء السد العالي، حيث تم نقل المعبد بالكامل إلى موقعه الحالي على ارتفاع يزيد عن 60 مترًا فوق مستوى نهر النيل.
وتعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني مرتين سنويًا دليلاً على التقدم العلمي المصري القديم في مجالات الفلك والهندسة، مما جعل المعبد وجهة سياحية عالمية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، للتمتع بمشاهدتها واكتشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة.