الجزيرة:
2024-09-30@19:17:45 GMT

الخسوف والكسوف.. تعريفهما وأسبابهما وأنواعهما

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

الخسوف والكسوف.. تعريفهما وأسبابهما وأنواعهما

تعتبر ظاهرتا الخسوف والكسوف من أقدم الظواهر الطبيعية التي عرفها الإنسان وتفاعل معها، وهما خارجتان عن المألوف وتقعان في أزمان وظروف ومواضع محددة، نتيجة دوران الأرض والقمر في فلكيهما، فيحجب أحدهما ضوء الشمس عن الآخر، ومن ثم يخيل للناظر أن الشمس قد فقدت شيئا من ضيائها أو أن القمر تنازل عن بعض نوره.

خسوف القمر.

. تعريفه وأسبابه

تحدث ظاهرة خسوف القمر عندما تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر، أي أن خسوف القمر يقع بسبب سقوط ظل الأرض على سطحه، ويكون خسوف القمر كليا أو جزئيا أو يكون شبه خسوف.

أنواع الخسوف

الخسوف الكلي

يحدث الخسوف الكلي للقمر عندما تكون الشمس والقمر على طرفي نقيض من الأرض تماما، ورغم أن القمر يقع كاملا في ظل الأرض، فإن قدرا من أشعة الشمس يصل إليه من خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يزيل معظم الأشعة ذات الموجات القصيرة كالزرقاء والبنفسجية، بينما تمر الأشعة الحمراء بموجتها الطويلة، ولذلك يبدو القمر أحمر اللون ويسمى "القمر الدموي".

ولأن قطر الأرض يبلغ 4 أضعاف قطر القمر، فإن ظلها يكون أكبر بكثير، ولذلك يمكن لخسوف القمر أن يستمر لأكثر من 100 دقيقة في حالاته القصوى.

الخسوف الجزئي

ويحصل الخسوف الجزئي عندما يدخل جزء من القمر فقط في ظل الأرض. واعتمادا على درجة الخسوف، فقد يظهر ظل أحمر قان على الجزء المظلم من سطح القمر. ورغم أن الخسوف الكلي للقمر يعد ظاهرة نادرة، فقد تحدث خسوفات جزئية مرتين في السنة على الأقل.

شبه الخسوف

وتحدث هذه الظاهرة عندما تلقي الأرض على القمر ظلا خفيفا جدا، ولذلك، يكون الخسوف في هذه الحالة من الضعف بحيث تصعب ملاحظته بالعين المجردة. وتعتمد الرؤية على حجم الجزء الذي يدخل في منطقة الظل الخفيف، فكلما صغر حجمها ازدادت صعوبة رؤية الخسوف، ولهذا لا تذكر حالات الخسوف هذه في التقويمات الزمنية، إلا العلمية منها.

كسوف الشمس.. تعريفه وأسبابه

يحدث كسوف الشمس عندما يمر القمر -أثناء دورانه- بينها وبين الأرض، ويحجب بذلك ضوء الشمس عن مناطق في الأرض. أي أن القمر يلقي بظله على سطح الأرض، فيحدث بذلك أحد 3 أنواع من الكسوف، تختلف فيما بينها بكيفية حجب القمر لأشعة الشمس وحجم ذلك.

أنواع الكسوف الكسوف الكلي

تحصل ظاهرة الكسوف الكلي للشمس عندما تتقاطع مع الأرض والقمر بطريقة يحجب فيها القمر أشعة الشمس كليا، وفي لحظات قليلة، قد تمتد إلى دقائق في بعض الأحيان، لتصبح السماء مظلمة إلى درجة تشبه ظلمة الليل.

وظاهرة الكسوف الكلي للشمس نادرة الحدوث، فقطر الشمس أكبر بـ400 مرة من قطر القمر، وهي تبعد عن الأرض بمسافة تزيد بـ400 ضعف عن المسافة التي تفصلنا عن القمر. وعندما يكون اصطفاف الأجرام الثلاثة دقيقا وكاملا، يحجب القمر ضوء الشمس كليا، مما ينتج عنه الكسوف الكلي للشمس.

ويطلق على الخط الذي يوازي ظل القمر على سطح الأرض اسم "المسار الشمولي"، وفي هذا الحيز الضيق فقط يمكن للفرد أن يشهد ظاهرة الظلام الدامس. ولكن، وعلى جانبي المسار ولآلاف الكيلومترات، يمكن رؤية الكسوف جزئيا. وكلما ابتعدنا عن حيز "المسار الشمولي"، صغر جزء الشمس الذي يحجبه القمر.

وتعتمد مدة استمرار الظاهرة على موقع الأرض بالنسبة للشمس، وموقع القمر بالنسبة للأرض، والجزء الذي يتأثر بالظلام على سطح الأرض. ويمكن من الناحية النظرية أن يدوم أطول كسوف كلي مدة 7 دقائق و32 ثانية.

أما بالنسبة لتواتر وقوع ظاهرة الكسوف الكلي، فهي ليست نادرة الوقوع كما قد يعتقد البعض، إذ تحصل مرة كل 18 شهرا تقريبا، ولكن الشيء النادر جدا هو مشاهدة الظاهرة في المكان نفسه من الأرض، وهو أمر لا يتكرر إلا كل 375 سنة في المتوسط.

الكسوف الحلقي

وكلما كان القمر أبعد عن الأرض فإنه يبدو للناظر أصغر حجما، ومن ثم فلا يغطي سطح الشمس كليا، بل يبقى جزء من الشمس، يشبه الحلقة، باديا للعيان حول القمر، وهذه الظاهرة تسمى الكسوف الحلقي للشمس.

وكما في ظاهرة الكسوف الكلي، يتشكل في هذه الحالة "مسار حلقي" يمكن رؤية الكسوف فيه على شكل حلقة. وكلما حصلت إزاحة عن هذا المسار ستكون هناك منطقة يمكن رؤية الظاهرة فيها بشكل جزئي على كل جوانب "المسار الحلقي".

وبحسب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، فإن هذا النوع من الكسوف يستمر لفترات أطول من الكسوف الكلي، إذ يمكن في بعض الحالات رؤية حلقة الشمس لأكثر من 10 دقائق، ولكن في العموم لا تستمر لأكثر من 5 أو 6 دقائق.

الكسوف الهجين

وهو ظاهرة تحصل عندما يكون القمر على مسافة يتمكن فيها من حجب الشمس كليا، ولكن، وعندما يسير مبتعدا على مساره الشمولي نفسه، يتوقف عن حجب الشمس كليا، ويتحول الكسوف حينذاك إلى كسوف حلقي.

ويمكن أن يكون العكس كذلك، فيبدأ الكسوف حلقيا، ولكن باقتراب القمر من الأرض بمسافة قليلة يتحول إلى كسوف كلي.

والكسوفات الهجينة نادرة الحدوث، إذ لا تشكل إلا نحو 4% من كسوفات الشمس، بحسب معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري.

الحالات التي يحدث فيها الخسوف والكسوف

لا يمكن حدوث ظاهرة الخسوف إلا عندما يكون القمر بدرا كاملا، في منتصف الشهر القمري. كما يستحيل حصول ظاهرة كسوف الشمس إلا عندما يكون القمر محاقا في آخر الشهر القمري.

وفي الوقت الذي تعتمد فيه رؤية كسوف الشمس على الموقع الجغرافي للناظر، فإن خسوف القمر يمكن رؤيته من أي موقع على سطح الأرض، بحيث يكون القمر فيه فوق الأفق وقت حصول الخسوف.

الخسوف في الأنظمة النجمية الأخرى

لا تقتصر ظاهرة الاحتجاب على القمر والشمس فحسب، بل قد تشمل بعض النجوم البعيدة أيضا، حيث يذكر عالم الفلك التشيلي "بيمين" أن 50% من النجوم تقع في مجموعات تتكون من نجمين أو أكثر، وبما أن مجرتنا تحتوي على أعداد هائلة من النجوم، فإن بعضا من النجوم الثنائية، أي ذلك النظام النجمي الذي يتكون من نجمين يدوران حول مركز مادي مشترك، تدور في محاور محاذية بشكل دقيق، بحيث يمر أحدهما أمام الآخر أثناء دورانهما ويحجبه عن أعين المراقبين. ويطلق على هذه النجوم اسم النجوم "الثنائية المحتجبة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على سطح الأرض خسوف القمر کسوف الشمس عندما یکون یکون القمر ضوء الشمس الشمس عن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين

يقدم أول كوكب صخري يجري رصده وهو يدور حول نجم يشرف على نهايته، ويسمى قزما أبيض، لمحة عما قد يكون عليه كوكب الأرض بعد مليارات السنين، إذ يبدو من المحتمل أن ينجو كوكبنا من فناء الشمس، لكنه سيتحول فقط إلى جرم بارد وخاو من البشر في الفضاء الشاسع.

وذكرت دراسة تستعين ببيانات من تلسكوبات موجودة في ولاية هاواي أن الكوكب، الذي تعادل كتلته 1.9 مرة كتلة كوكب الأرض، يدور حول قزم أبيض يبعد نحو 4200 سنة ضوئية عن نظامنا الشمسي ويقع قرب مركز مجرتنا درب التبانة.

والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام وتقدر بنحو 9.5 تريليون كيلومتر.

وبدأ القزم الأبيض حياته نجما طبيعيا أكبر من شمسنا مرة أو مرتين، وتساوي كتلته الحالية نصف كتلة الشمس.

وتتحول النجوم التي تقل كتلتها عن ثمانية أمثال كتلة الشمس في نهاية حياتها إلى أقزام بيضاء، وهو أكثر أنواع البقايا النجمية شيوعا.

وقبل فناء النجم المضيف، دار الكوكب حوله على بعد يُحتمل أنه وضعه في "نطاق قابل للحياة"، أي في مكان غير شديد الحرارة وغير شديد البرودة ويمكن أن يوجد فيه الماء السائل على السطح، مما قد يدعم استدامة الحياة.

وكان الكوكب يدور في الأصل على بعد يساوي تقريبا بعد الأرض عن الشمس، وعقب موت نجمه، زادت المسافة 2.1 مرة على المسافة السابقة.

وقال كيمينغ تشانغ عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا-سان دييغو والمعّد الرئيسي للدراسة التي نشرت في دورية "نيتشر أسترونومي" العلمية: "إنه عالم متجمد حاليا لأن القزم الأبيض، وهو أصغر من الكوكب في الواقع، خافت بشدة مقارنة بحالته عندما كان نجما طبيعيا".

نهاية الشمس

من المتوقع أن تتحول الشمس، وعمرها 4.5 مليار سنة، إلى قزم أبيض.

وحول ذلك قالت جاسيكا لو عالمة الفلك في جامعة كاليفورنيا-بيركلي: "في نهاية حياة شمسنا، ستنمو إلى حجم ضخم يسميه علماء الفلك العملاق الأحمر، ثم ستتخلص بالتدريج من طبقاتها الخارجية".

وأضافت لو المشاركة في إعداد الدراسة: "ومع فقد شمسنا كتلتها، سيزداد حجم مدارات الكواكب. وفي نهاية المطاف، ستفقد الشمس كل طبقاتها الخارجية وستخلّف لُبا مكثفا ساخنا. ويُسمى هذا قزما أبيض".

ويختلف علماء الفلك حول ما إذا كان كوكبنا سيتعرض للابتلاع والدمار حينما تتضخم الشمس خلال بلوغها مرحلة العملاق الأحمر، وتشير التقديرات إلى حدوث ذلك بعد 7 مليارات عام من الآن. وستتحول الشمس إلى قزم أبيض بعد مليار عام من حدوث ذلك".

وبحسب تشانغ "تختلف النظريات على ما إذا كان كوكب الأرض سينجو. ومن شبه المؤكد أن كوكب الزهرة سيتعرض للابتلاع، بينما من شبه المؤكد أن كوكب المريخ سينجو. يظهر نموذجنا أن من المرجح بشدة أن مدار هذا الكوكب كان مشابها لمدار كوكب الأرض قبل أن يتحول النجم المضيف للكوكب إلى عملاق أحمر. ويشير هذا إلى أن فرص كوكب الأرض في النجاة ربما تكون أكبر من المعتقد حاليا".

وحتى الآن، لم تُرصد كواكب تدور حول أقزام بيضاء إلا كواكب غازية عملاقة أكبر من كوكب المشتري، أكبر كواكب نظامنا الشمسي.

وتحمل الكوكب أوقاتا عصيبة في غمار موت النجم المستضيف له.

وأوضح تشانغ أنه "ربما تحول إلى كوكب منصهر حينما أصبح النجم عملاقا أحمر، ثم انخفضت حرارته بالتدريج في نهاية المطاف ليصل إلى حالته المتجمدة الحالية".

هلاك محقق للبشرية؟

يؤكد تشانغ أنه مع تقدم عمر الشمس وارتفاع درجة حرارتها، سيبتعد النطاق الصالح للحياة في النظام الشمسي عن وضعه الحالي.

وستظل الأرض صالحة للحياة لأقل من نحو مليار عام من الآن، ومن المرجح أن تكون محيطات الأرض قد تبخرت عند بلوغ تلك المرحلة.

وردا على السؤال المهم: "هل يعني هذا هلاك البشرية المحقق؟ أو هلاك أي شكل من أشكال الحياة التي ستظل باقية على كوكب الأرض؟"، قال تشانغ: "لا بد أن نهاجر من كوكب الأرض قبل إطار المليار عام الزمني".

وتابع قائلا إنه بحلول الوقت الذي ستصير فيه الشمس عملاقا أحمر، ربما نجد ملاذا في أقمار ضخمة محددة في النطاق الخارجي لنظامنا الشمسي مثل القمر "غانيميد" التابع لكوكب المشتري والقمرين تيتان وإنسيلادوس التابعين لكوكب زحل.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن كسوف الشمس الحلقي؟
  • الأرض تشهد حدثاً فلكياً نادراً.. يظهر مرة كل 80 ألف عام
  • هل حقا سيكون هناك قمر ثان للأرض قريبا؟
  • يظهر مرة كل 80 ألف عام… الأرض تشهد حدثاً فلكياً نادراً
  • دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين
  • العالم على موعد مع كسوف حلقي للشمس.. الأربعاء
  • ظاهرة فلكية مميزة في سماء السعودية: هلال القمر والمذنب تسوتشينشان أطلس
  • المشي على القمر.. وأنت في الأرض.. حقيقة أم خيال؟
  • هل أسرت الأرض القمر؟ دراسة جديدة تكشف تفاصيل مذهلة
  • هل أسرت الأرض القمر؟.. بحث جديد يكشف تفاصيل مثيرة