عربي21:
2025-02-07@16:21:34 GMT

نهاية عام سيّئة

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

أو ربما نهاية عام دموية. اليوم ينتهي العام الدموي الذي شهد أكثر عدد شهداء في تاريخ الشعب الفلسطيني وأكثر عدد جرحى، وشهد نكبة فلسطينية ثانية.

سيظل العام 2023 الأكثر حضوراً في ذاكرة شعبنا من بين أعوام القرن الحادي والعشرين لما شهده من إراقة دماء وهدم وقتل وتهجير ولما عانى خلاله شعبنا من ويلات الحرب الفتاكة التي شنتها دولة الاحتلال عليه.



العام الذي تم فيه تهجير تقريباً 80 بالمائة من سكان قطاع غزة خارج بيوتهم.
لم يعد هناك غزة. ثمة غزة التي كانت. بقايا مدينة مدمرة بقايا أرض كانت شيئاً ما. نهاية مفجعة لعام بدا هادئاً مقارنة بالأعوام التي سبقت حيث مواجهات متقطعة.

فقط في الضفة الغربية كان ثمة مواجهات وكانت الدموية الإسرائيلية تتصاعد خاصة ضد جنين حيث يتم استهداف المخيم والمدينة من فترة لأخرى، أما في غزة بدا كل شيء هادئاً إلا في أشهر السنة الثلاثة الأخيرة.

سيظل هذا العام الأكثر دموية منذ النكبة وستظل بربرية الاحتلال فيه غير مسبوقة ولا يمكن نسيانها. نعم نريد أن نتذكر هذا العام كما هو عليه لأننا لا نريد أن ننسى، نريد أن نظل نتذكر بألم كل ما حدث.
لم تحقق إسرائيل طموحها بتهجير شعبنا خارج الجغرافيا، ولم تحقق تطلعها بأن يفرغ قطاع غزة من سكانه وظل الناس موجودين في الشريط الساحلي الجنوبي لفلسطين ولم تستكمل إسرائيل نكبتها لشعبنا بشكل نهائي.

لم يتحقق ذلك. لم يخرج الفلسطيني. ربما لم يتمكن من البقاء في البيت خشية أن يهدم البيت على ساكنيه، لذا خرج بحثاً عن النجاة وعن يوم آخر في رزنامة العمر لكنه ظل داخل فلسطين.
لم يخرج الفلسطينيون خارج الخريطة ولم يذهبوا إلى بلدان الجوار بل ظلوا في فلسطين رغم ما عنى هذا من قتل وتدمير.

أكثر من نصف الشهداء ارتقوا خارج أمكان سكناهم بمعنى خلال عملية النزوح. وبكلمة أخرى فإن الفلسطيني كان يعرف أن نزوحه لا يعني السلامة التامة لكنه كان يعني أنه لا يحب الموت ويحاول أن يحافظ على حياته حتى تنتهي الحرب ولم يعن الخروج من البيت.

لنتذكر أن ما حدث في النكبة أن الفلسطيني أيضاً لم يخرج من بيته طواعية بل كان مكرهاً وكان مضطراً أمام القتل والمذابح.

لم تساعده الجيوش العربية ولم تعزز صموده بل هربت وانهزمت وتركته وحيداً يواجه معتدين برابرة دون رحمة.

كان الفلسطيني أعزل وكان القتلة مدججين وكانت الجيوش العربية منكفئة أو أسلحتها فاسدة.
لم يكن الفلسطيني يرغب في أن يترك البيت والدليل أن من استطاع منهم البقاء في بيته واستطاع الصمود صمد ولم يخرج بل إن - وهذا مهم في الرواية الوطنية - جل اللاجئين لجؤوا إلى داخل فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبحسبة صغيرة كنت قد أجريتها قبل شهر على هذه الصفحة ترتكز على جمع عدد الشهداء والمفقودين والجرحى المعلن عنهم بمعنى ما هو مسجل ونعرفه؛ لأن ثمة شهداء ما زالوا مجهولي الهوية وثمة جرحى جرحوا ولم يتلقوا العلاج واعتمدوا على قدراتهم وضغطوا على جراحهم، أقول بحسبة بسيطة إن قرابة 4 بالمائة من مجموع السكان هم إما شهداء أو جرحى أو مفقودون بوصف سكان قطاع غزة مليونين ومائتي ألف ومجموع تلك الفئات يقترب من التسعين ألفاً.

قبل شهر كانت النسبة اثنين ونصفاً وعليه فهي تقريباً تضاعفت وهذا مؤشر خطير على وتيرة التصاعد في هذه الحرب فيما لا يتوفر الكثير من الأدلة على الحقيقة في الكثير من مناطق القطاع خاصة في مدينة غزة وشمالها حيث يموت الناس من الجوع.

نعم يموت المواطنون من قلة الطعام في ظل شح الإمدادات الغذائية التي تصل هناك وفي ظل عدم توفر مصادر تغذية ولا أسواق وفي ظل الحصار المفروض وعدم توفر وسائل الاتصال.

نحن لا نعرف ما يجري، هناك فقط بعض المعلومات الشحيحة التي تتسرب بين فترة وأخرى.

وهذا أمر خطر. والمقصر الأساس في ذلك هو المنظمات الدولية لا تذهب طواقمها لتفقد المدنيين هناك متنازلة للأسف عن التفويض الذي تأسس عليه وجودها.

تذكروا أن الصليب الأحمر ومؤسسات الأمم المتحدة - أنا رأيتهم بأم عيني - كانوا يخلون غزة قبل أكثر من أسبوع من خروج الناس منها.

لم يعد لدينا عام دراسي. وربما علينا التفكير في سبل معالجة هذا الأمر الذي ستكون له تبعات كبيرة على الحياة الجامعية أيضاً وعلى ترتيب الأولويات، ناهيك عن تدمير الاقتصاد بشكل كبير والقضاء على كل مصانع غزة.

ما جرى في غزة كان تدميراً شاملاً فتاكاً طال كل شيء. علينا أن نفكر كيف يمكن لنا أن نتجاوز كل ذلك.

جل الأماكن التراثية والأثرية والثقافية والأكاديمية تدمرت بشكل كامل.

تراث وحضارة الشعب الفلسطيني الموجود في غزة تم تدميرهما أمام مرأى ومسمع من العالم ولا
أحد حرك ساكناً.

العالم ربما لم يعد يصفق لإسرائيل وربما بدأ بعض الأصوات ينتقد ما تقوم به، لكن لا أحد يتحرك من أجل وقف الجريمة، لا أحد يتحرك من أجل أن ينتهي فعلاً العام 2023 ونقول: "تنذكر ما تنعاد" بلغتنا الدارجة.

مع نهاية العام يدور حديث عن تهدئة. عن توقف مؤقت. عن استراحات على حساب الراحة النهائية المطلوبة.

أخبار متضاربة حول نتائج غير مؤكدة فيما سكان الخيام يرتقبون حقيقة أن يعودوا إلى بيوتهم وأن يلملموا جراحهم ويفكروا في كل ما حدث ولسان حالنا يقول: ليته كان كابوساً، لكنه لم يكن. كان عاماً سيئاً بامتياز وكانت سنة دموية بكل ما في المعنى من أرقام وحقائق.

لا نقول للعام وداعاً فنحن نعيشه ونعيش تبعات ما جرى فيه، وسنظل في أعوام قادمة.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة النكبة فلسطين غزة النكبة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لم یخرج

إقرأ أيضاً:

بالتعاون مع العدل.."القومي للإعاقة" يخرج بتوصيات مهمة من "نحو مدن مستدامة للجميع"

في إطار التعاون المثمر بين المجلس القومي للإعاقة تحت إشراف السيدة الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس،  ووزارة العدل برئاسة السيد المستشار الجليل عدنان فنجري وزير العدل، وبالتنسيق مع السيد المستشار ربيع قاسم مساعد وزير العدل لشئون الهيئة العامة لصندوق أبنية دور المحاكم والشهر العقاري.

بتوجيهات من الرئيس السيسي.. اتصالات مكثفة لوزير الخارجية مع عدد من نظرائه العرب "القومي للإعاقة" يجري ثاني جولاته التفقدية ويعقد ندوة توعوية بالإسماعيلية ضمن مشروع "نحو مدن مستدامة للجميع" بالتعاون مع وزارة العدل

 

أجرى وفد من المجلس، ثاني جولاته التفقدية لمحافظة الإسماعيلية لرصد الإتاحة المتوافرة في محاكم ومكاتب الشهر العقاري بالمحافظة من عدمها، وقياس مدى مطابقتها لمواصفات كود البناء المصري الموحد، ويأتي ذلك في إطار مشروع "نحو مدن مستدامة للجميع"، الذي أطلقه المجلس الشهر الماضي.

 

وقد كان في استقبال وفد المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، كل من السيد المستشار جمال عليوه رئيس المكتب الفني لمحكمة استئناف عالي الإسماعيلية، والسيد المستشار أحمد الجمل عضو المكتب الفني والمتابعة للمحكمة، والسبد المستشار أحمد أبو عمره رئيس محكمة الإسماعيلية الإبتدائية، والسيد المستشار حسام فاروق رئيس محكمة الإسماعيلية الإقتصادية، وبحضور  المستشار الدكتور محمد عادل علي عبد السلام عضو المكتب الفني للهيئة العامة لصندوق أبنية دور المحاكم والشهر العقاري.

 

وقد تشكل وفد المجلس من إدارات التخطيط والرصد والمتابعة وخدمة المواطنين.

وتفقد وفد المجلس محكمة الإسماعيلية الإقتصادية، ومحكمة الإسماعيلية الإبتدائية ، ومحكمة إستئناف عالي الإسماعيلية، والشباك الأمامي لمكتب النيابة العامة بمجمع المحاكم، ومكاتب الشهر العقاري الخاصة بمحافظة الإسماعيلية التابعة لوزارة العدل، ورصد وفد المجلس تواجد كراسي متحركة، ومساند الحوائط بالمداخل الخارجية والممرات والسلالم، حمامات مجهزة، وتوافر مقدمي خدمة بالمحاكم بلغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية، وكذلك توافر مصاعد كهربائية، وجهاز أداء آلي  لاستثناء الأشخاص ذوي الإعاقة من الدور، وإنهاء إجراءاتهم فورًا دون إنتظار، حيث يقوم الجهاز المتاح بطريقة بريل والناطق باستخراج إذن ورقي صغير عقب الضغط على واختيار نوع الخدمة، ويمكنه بعد ذلك التوجه فورًا للشباك والحصول على الخدمة.

 

 

إيمان كريم تؤكد حرص المجلس في تحقيق أهداف مشروع "نحو مدن مستدامة للجميع".. والخروج بعدد من التوصيات بما يسهم في رفع كفاءة الإتاحة ومطابقة مواصفات كود البناء المصري الموحد

 

 كما رصد وفد المجلس إتاحة ملصقات التعليمات والإجراءات المعلقة على جدران المقرات بطريقة بريل، مع وجود شباك مخصص لطالبي الخدمة من ذوي الإعاقة وأماكن مخصصة لإيواء سياراتهم في كل مقر، وموظفين للمساعدة أمام البوابات، وتخصيص أماكن بقاعات الجلسات للكراسي المتحركة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية بالإضافة إلى إتاحة رفع الدعاوي المدنية عن بعد من خلال موقع مصر الرقمية مع توفير منصة متخصصة للمحاكم الاقتصادية تتيح إمكانية حضور الجلسات إفتراضيًا، والحصول على الخدمات من المنزل، وتواجد قاعة رئيسية يتفرع عنها مكتبين لتسوية المنازعات الاقتصادية بين الخصوم قبل بدء جلسات البت في الحكم، وغير ذلك من سبل الاتاحة المختلفة، وتوفر قاعة تدريب مجهزة بأحدث التقنيات المتطورة.

مقالات مشابهة

  • بالتعاون مع العدل.."القومي للإعاقة" يخرج بتوصيات مهمة من "نحو مدن مستدامة للجميع"
  • شاهد.. مقطع فيديو جديد للغارة “الاسرائيلية” التي استهدفت الشهيد “حسن نصر الله” 
  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • النقل: إنجاز النفق المغمور نهاية العام الحالي
  • بعيو: النفط يخرج من تحت أقدام فقراء ليبيا ليتنعم به الحكام اللصوص الفاسدون
  • موعد نهاية إجازة نصف العام وبدء الترم الثاني 2025
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • «رئيس الوزراء»: مبادرة «الرواد الرقميون» ستبدأ نهاية الربع الثاني من العام الجاري بتمويل من صندوق تحيا مصر
  • مصطفى مدبولي: سيكون هناك زيادة جيدة للمرتبات اعتبارا من العام المالي المقبل
  • مدير عام الوحدة التنفيذية لإنشاء وصيانة الطرق: هناك جهود وخبرات وعمل مُستمرّ لا يتوقف لإصلاح وترميم الطرقات والشوارع الرئيسية في العاصمة