عربي21:
2025-05-01@03:43:49 GMT

نهاية عام سيّئة

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

أو ربما نهاية عام دموية. اليوم ينتهي العام الدموي الذي شهد أكثر عدد شهداء في تاريخ الشعب الفلسطيني وأكثر عدد جرحى، وشهد نكبة فلسطينية ثانية.

سيظل العام 2023 الأكثر حضوراً في ذاكرة شعبنا من بين أعوام القرن الحادي والعشرين لما شهده من إراقة دماء وهدم وقتل وتهجير ولما عانى خلاله شعبنا من ويلات الحرب الفتاكة التي شنتها دولة الاحتلال عليه.



العام الذي تم فيه تهجير تقريباً 80 بالمائة من سكان قطاع غزة خارج بيوتهم.
لم يعد هناك غزة. ثمة غزة التي كانت. بقايا مدينة مدمرة بقايا أرض كانت شيئاً ما. نهاية مفجعة لعام بدا هادئاً مقارنة بالأعوام التي سبقت حيث مواجهات متقطعة.

فقط في الضفة الغربية كان ثمة مواجهات وكانت الدموية الإسرائيلية تتصاعد خاصة ضد جنين حيث يتم استهداف المخيم والمدينة من فترة لأخرى، أما في غزة بدا كل شيء هادئاً إلا في أشهر السنة الثلاثة الأخيرة.

سيظل هذا العام الأكثر دموية منذ النكبة وستظل بربرية الاحتلال فيه غير مسبوقة ولا يمكن نسيانها. نعم نريد أن نتذكر هذا العام كما هو عليه لأننا لا نريد أن ننسى، نريد أن نظل نتذكر بألم كل ما حدث.
لم تحقق إسرائيل طموحها بتهجير شعبنا خارج الجغرافيا، ولم تحقق تطلعها بأن يفرغ قطاع غزة من سكانه وظل الناس موجودين في الشريط الساحلي الجنوبي لفلسطين ولم تستكمل إسرائيل نكبتها لشعبنا بشكل نهائي.

لم يتحقق ذلك. لم يخرج الفلسطيني. ربما لم يتمكن من البقاء في البيت خشية أن يهدم البيت على ساكنيه، لذا خرج بحثاً عن النجاة وعن يوم آخر في رزنامة العمر لكنه ظل داخل فلسطين.
لم يخرج الفلسطينيون خارج الخريطة ولم يذهبوا إلى بلدان الجوار بل ظلوا في فلسطين رغم ما عنى هذا من قتل وتدمير.

أكثر من نصف الشهداء ارتقوا خارج أمكان سكناهم بمعنى خلال عملية النزوح. وبكلمة أخرى فإن الفلسطيني كان يعرف أن نزوحه لا يعني السلامة التامة لكنه كان يعني أنه لا يحب الموت ويحاول أن يحافظ على حياته حتى تنتهي الحرب ولم يعن الخروج من البيت.

لنتذكر أن ما حدث في النكبة أن الفلسطيني أيضاً لم يخرج من بيته طواعية بل كان مكرهاً وكان مضطراً أمام القتل والمذابح.

لم تساعده الجيوش العربية ولم تعزز صموده بل هربت وانهزمت وتركته وحيداً يواجه معتدين برابرة دون رحمة.

كان الفلسطيني أعزل وكان القتلة مدججين وكانت الجيوش العربية منكفئة أو أسلحتها فاسدة.
لم يكن الفلسطيني يرغب في أن يترك البيت والدليل أن من استطاع منهم البقاء في بيته واستطاع الصمود صمد ولم يخرج بل إن - وهذا مهم في الرواية الوطنية - جل اللاجئين لجؤوا إلى داخل فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبحسبة صغيرة كنت قد أجريتها قبل شهر على هذه الصفحة ترتكز على جمع عدد الشهداء والمفقودين والجرحى المعلن عنهم بمعنى ما هو مسجل ونعرفه؛ لأن ثمة شهداء ما زالوا مجهولي الهوية وثمة جرحى جرحوا ولم يتلقوا العلاج واعتمدوا على قدراتهم وضغطوا على جراحهم، أقول بحسبة بسيطة إن قرابة 4 بالمائة من مجموع السكان هم إما شهداء أو جرحى أو مفقودون بوصف سكان قطاع غزة مليونين ومائتي ألف ومجموع تلك الفئات يقترب من التسعين ألفاً.

قبل شهر كانت النسبة اثنين ونصفاً وعليه فهي تقريباً تضاعفت وهذا مؤشر خطير على وتيرة التصاعد في هذه الحرب فيما لا يتوفر الكثير من الأدلة على الحقيقة في الكثير من مناطق القطاع خاصة في مدينة غزة وشمالها حيث يموت الناس من الجوع.

نعم يموت المواطنون من قلة الطعام في ظل شح الإمدادات الغذائية التي تصل هناك وفي ظل عدم توفر مصادر تغذية ولا أسواق وفي ظل الحصار المفروض وعدم توفر وسائل الاتصال.

نحن لا نعرف ما يجري، هناك فقط بعض المعلومات الشحيحة التي تتسرب بين فترة وأخرى.

وهذا أمر خطر. والمقصر الأساس في ذلك هو المنظمات الدولية لا تذهب طواقمها لتفقد المدنيين هناك متنازلة للأسف عن التفويض الذي تأسس عليه وجودها.

تذكروا أن الصليب الأحمر ومؤسسات الأمم المتحدة - أنا رأيتهم بأم عيني - كانوا يخلون غزة قبل أكثر من أسبوع من خروج الناس منها.

لم يعد لدينا عام دراسي. وربما علينا التفكير في سبل معالجة هذا الأمر الذي ستكون له تبعات كبيرة على الحياة الجامعية أيضاً وعلى ترتيب الأولويات، ناهيك عن تدمير الاقتصاد بشكل كبير والقضاء على كل مصانع غزة.

ما جرى في غزة كان تدميراً شاملاً فتاكاً طال كل شيء. علينا أن نفكر كيف يمكن لنا أن نتجاوز كل ذلك.

جل الأماكن التراثية والأثرية والثقافية والأكاديمية تدمرت بشكل كامل.

تراث وحضارة الشعب الفلسطيني الموجود في غزة تم تدميرهما أمام مرأى ومسمع من العالم ولا
أحد حرك ساكناً.

العالم ربما لم يعد يصفق لإسرائيل وربما بدأ بعض الأصوات ينتقد ما تقوم به، لكن لا أحد يتحرك من أجل وقف الجريمة، لا أحد يتحرك من أجل أن ينتهي فعلاً العام 2023 ونقول: "تنذكر ما تنعاد" بلغتنا الدارجة.

مع نهاية العام يدور حديث عن تهدئة. عن توقف مؤقت. عن استراحات على حساب الراحة النهائية المطلوبة.

أخبار متضاربة حول نتائج غير مؤكدة فيما سكان الخيام يرتقبون حقيقة أن يعودوا إلى بيوتهم وأن يلملموا جراحهم ويفكروا في كل ما حدث ولسان حالنا يقول: ليته كان كابوساً، لكنه لم يكن. كان عاماً سيئاً بامتياز وكانت سنة دموية بكل ما في المعنى من أرقام وحقائق.

لا نقول للعام وداعاً فنحن نعيشه ونعيش تبعات ما جرى فيه، وسنظل في أعوام قادمة.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة النكبة فلسطين غزة النكبة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لم یخرج

إقرأ أيضاً:

رئيس مصلحة الضرائب: حزم تيسيرات جديدة نهاية العام تستهدف إنهاء المنازعات والتيسير علي المستثمرين

أكدت الدكتورة رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن حصيلة الضرائب حتى الربع الثالث من الموازنة الحالية حققت زيادة غير مسبوقة بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، ووصفت هذا النمو بأنه “تاريخي”، مشيرة إلى أنه يعكس جهود تطوير المنظومة الضريبية. وكشفت عن الانتهاء من إعداد الحزمة الثانية والثالثة من التيسيرات الضريبية، تمهيداً لإطلاقها قبل نهاية العام، بهدف تسوية المنازعات الضريبية وتخفيف الأعباء على المستثمرين.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال برئاسة المهندس فتح الله فوزي، تحت عنوان: “التيسيرات الضريبية.. بداية جديدة”، بحضور قيادات مصلحة الضرائب وأعضاء الجمعية من مجتمع الأعمال.

وأوضحت عبد العال، أن الحزمة الأولى من التيسيرات نجحت في تحقيق أهدافها، خاصة فيما يتعلق باليقين والتبسيط وإنهاء النزاعات المتراكمة، مشيرة إلى أن التيسيرات تضمنت 20 إجراءً داعماً لقطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتوسيع نطاق المعاملة الضريبية القطعية لـ5 سنوات، ورفع حد حجم الأعمال من 10 إلى 15 مليون جنيه، وكذلك من 15 إلى 30 مليون جنيه للمشروعات المرتبطة.

وأعلنت أنه لا توجد متأخرات حالياً في رد الضريبة، باستثناء بعض الحالات قيد استكمال الإجراءات.

وشددت رئيس المصلحة على التوسع في دعم المستثمرين من خلال وحدة خاصة، وتقديم آليات استباقية مثل “الرأي المسبق” حول التوسعات الجديدة، وتوفير إجابات فورية على الاستفسارات عبر الموقع الإلكتروني للمصلحة، بهدف ترسيخ بيئة أعمال عادلة ومحفزة للنمو، وتحقيق عدالة ضريبية متوازنة وشفافة.

من جانبه، قال المهندس فتح الله فوزي، رئيس الجمعية، إن التيسيرات الضريبية التي تطبقها وزارة المالية ومصلحة الضرائب تدعم بقوة مناخ الاستثمار وتعزز من قدرة القطاع الخاص، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، على التوسع وخلق فرص عمل جديدة. مشيداً بالتطور الكبير في أداء المصلحة، والتواصل الفعّال مع مجتمع الأعمال.

وأضاف: “نتبنى في الجمعية نهج الشراكة الاستراتيجية مع الجهات الحكومية، ونؤمن بأن الحوار والتعاون هما السبيل لتحقيق منظومة ضريبية عادلة وكفءة، ترفع من مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، وتعزز الصادرات والإنتاج المحلي”.

وأعلن رامي فتح الله، رئيس لجنة الضرائب والمالية بالجمعية، عن انطلاق أول اجتماع رسمي للجنة، التي تم تأسيسها لتعزيز التنسيق مع مصلحة الضرائب والجهات الحكومية الاقتصادية. وأكد أن اللجنة ستكون حلقة وصل مباشرة لحل المشكلات الضريبية للشركات الأعضاء بشكل مؤسسي ومنظم.

وأشار فتح الله، إلى أن ما نشهده اليوم هو ترجمة حقيقية لسياسات جديدة تتبناها مصلحة الضرائب تحت قيادة الدكتورة رشا عبد العال، التي استطاعت أن تحدث نقلة نوعية في العلاقة بين الممول والمصلحة، مؤكداً على تطلع الجمعية لتوقيع بروتوكول تعاون رسمي مع المصلحة لضمان استدامة هذا التعاون البناء.

و اضاف: لا نجتمع اليوم فقط لمناقشة التحديات، بل لنوّجه كلمة شكر وشهادة حق لهذه الجهود الجادة التي تصب في صالح الاقتصاد الوطني، والمجتمع الضريبي بكل مكوناته”.

حضر اللقاء المهندس فتح الله فوزي رئيس مجلس الإدارة واعضاء مجلس الإدارة فؤاد حدرج نائب رئيس مجلس الإدارة والدكتورة زينب الغزالي رئيس لجنة المرأة وعمر بلبع رئيس لجنة التجارة وعلاء السبع، واحمد طيبة ودانى شعيب و ورامى فتح الله رئيس لجنة المالية والضرائب والدكتور اشرف حجر و احمد الطوخي وتامر نصير وقيادات مصلحة الضرائب ولفيف من مجتمع رجال الأعمال المصريين واللبنانيين وأعضاء الجمعية وعمرو فايد المدير التنفيذي للجمعية وسعيد الاطروش المستشار الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • رئيس مصلحة الضرائب: حزم تيسيرات جديدة نهاية العام تستهدف إنهاء المنازعات والتيسير علي المستثمرين
  • الضرائب: حزم تيسيرات جديدة نهاية العام تستهدف إنهاء المنازعات والتيسير علي المستثمرين
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • أشرف زكي: هناك بعض الصور التي لا نرضى عنها جميعا في تغطية الجنازات
  • مجلس جامعة قناة السويس يعلن الاستعداد الكامل لامتحانات نهاية العام
  • قبل نهاية العام الدراسي.. اعرفوا موعد إجازة عيد الأضحى 2025
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • نيوزويك: عطلة نهاية الأسبوع التي صنعت ظاهرة ترامب وغيرت التاريخ
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"