عربي21:
2024-11-09@01:48:35 GMT

نهاية عام سيّئة

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

أو ربما نهاية عام دموية. اليوم ينتهي العام الدموي الذي شهد أكثر عدد شهداء في تاريخ الشعب الفلسطيني وأكثر عدد جرحى، وشهد نكبة فلسطينية ثانية.

سيظل العام 2023 الأكثر حضوراً في ذاكرة شعبنا من بين أعوام القرن الحادي والعشرين لما شهده من إراقة دماء وهدم وقتل وتهجير ولما عانى خلاله شعبنا من ويلات الحرب الفتاكة التي شنتها دولة الاحتلال عليه.



العام الذي تم فيه تهجير تقريباً 80 بالمائة من سكان قطاع غزة خارج بيوتهم.
لم يعد هناك غزة. ثمة غزة التي كانت. بقايا مدينة مدمرة بقايا أرض كانت شيئاً ما. نهاية مفجعة لعام بدا هادئاً مقارنة بالأعوام التي سبقت حيث مواجهات متقطعة.

فقط في الضفة الغربية كان ثمة مواجهات وكانت الدموية الإسرائيلية تتصاعد خاصة ضد جنين حيث يتم استهداف المخيم والمدينة من فترة لأخرى، أما في غزة بدا كل شيء هادئاً إلا في أشهر السنة الثلاثة الأخيرة.

سيظل هذا العام الأكثر دموية منذ النكبة وستظل بربرية الاحتلال فيه غير مسبوقة ولا يمكن نسيانها. نعم نريد أن نتذكر هذا العام كما هو عليه لأننا لا نريد أن ننسى، نريد أن نظل نتذكر بألم كل ما حدث.
لم تحقق إسرائيل طموحها بتهجير شعبنا خارج الجغرافيا، ولم تحقق تطلعها بأن يفرغ قطاع غزة من سكانه وظل الناس موجودين في الشريط الساحلي الجنوبي لفلسطين ولم تستكمل إسرائيل نكبتها لشعبنا بشكل نهائي.

لم يتحقق ذلك. لم يخرج الفلسطيني. ربما لم يتمكن من البقاء في البيت خشية أن يهدم البيت على ساكنيه، لذا خرج بحثاً عن النجاة وعن يوم آخر في رزنامة العمر لكنه ظل داخل فلسطين.
لم يخرج الفلسطينيون خارج الخريطة ولم يذهبوا إلى بلدان الجوار بل ظلوا في فلسطين رغم ما عنى هذا من قتل وتدمير.

أكثر من نصف الشهداء ارتقوا خارج أمكان سكناهم بمعنى خلال عملية النزوح. وبكلمة أخرى فإن الفلسطيني كان يعرف أن نزوحه لا يعني السلامة التامة لكنه كان يعني أنه لا يحب الموت ويحاول أن يحافظ على حياته حتى تنتهي الحرب ولم يعن الخروج من البيت.

لنتذكر أن ما حدث في النكبة أن الفلسطيني أيضاً لم يخرج من بيته طواعية بل كان مكرهاً وكان مضطراً أمام القتل والمذابح.

لم تساعده الجيوش العربية ولم تعزز صموده بل هربت وانهزمت وتركته وحيداً يواجه معتدين برابرة دون رحمة.

كان الفلسطيني أعزل وكان القتلة مدججين وكانت الجيوش العربية منكفئة أو أسلحتها فاسدة.
لم يكن الفلسطيني يرغب في أن يترك البيت والدليل أن من استطاع منهم البقاء في بيته واستطاع الصمود صمد ولم يخرج بل إن - وهذا مهم في الرواية الوطنية - جل اللاجئين لجؤوا إلى داخل فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبحسبة صغيرة كنت قد أجريتها قبل شهر على هذه الصفحة ترتكز على جمع عدد الشهداء والمفقودين والجرحى المعلن عنهم بمعنى ما هو مسجل ونعرفه؛ لأن ثمة شهداء ما زالوا مجهولي الهوية وثمة جرحى جرحوا ولم يتلقوا العلاج واعتمدوا على قدراتهم وضغطوا على جراحهم، أقول بحسبة بسيطة إن قرابة 4 بالمائة من مجموع السكان هم إما شهداء أو جرحى أو مفقودون بوصف سكان قطاع غزة مليونين ومائتي ألف ومجموع تلك الفئات يقترب من التسعين ألفاً.

قبل شهر كانت النسبة اثنين ونصفاً وعليه فهي تقريباً تضاعفت وهذا مؤشر خطير على وتيرة التصاعد في هذه الحرب فيما لا يتوفر الكثير من الأدلة على الحقيقة في الكثير من مناطق القطاع خاصة في مدينة غزة وشمالها حيث يموت الناس من الجوع.

نعم يموت المواطنون من قلة الطعام في ظل شح الإمدادات الغذائية التي تصل هناك وفي ظل عدم توفر مصادر تغذية ولا أسواق وفي ظل الحصار المفروض وعدم توفر وسائل الاتصال.

نحن لا نعرف ما يجري، هناك فقط بعض المعلومات الشحيحة التي تتسرب بين فترة وأخرى.

وهذا أمر خطر. والمقصر الأساس في ذلك هو المنظمات الدولية لا تذهب طواقمها لتفقد المدنيين هناك متنازلة للأسف عن التفويض الذي تأسس عليه وجودها.

تذكروا أن الصليب الأحمر ومؤسسات الأمم المتحدة - أنا رأيتهم بأم عيني - كانوا يخلون غزة قبل أكثر من أسبوع من خروج الناس منها.

لم يعد لدينا عام دراسي. وربما علينا التفكير في سبل معالجة هذا الأمر الذي ستكون له تبعات كبيرة على الحياة الجامعية أيضاً وعلى ترتيب الأولويات، ناهيك عن تدمير الاقتصاد بشكل كبير والقضاء على كل مصانع غزة.

ما جرى في غزة كان تدميراً شاملاً فتاكاً طال كل شيء. علينا أن نفكر كيف يمكن لنا أن نتجاوز كل ذلك.

جل الأماكن التراثية والأثرية والثقافية والأكاديمية تدمرت بشكل كامل.

تراث وحضارة الشعب الفلسطيني الموجود في غزة تم تدميرهما أمام مرأى ومسمع من العالم ولا
أحد حرك ساكناً.

العالم ربما لم يعد يصفق لإسرائيل وربما بدأ بعض الأصوات ينتقد ما تقوم به، لكن لا أحد يتحرك من أجل وقف الجريمة، لا أحد يتحرك من أجل أن ينتهي فعلاً العام 2023 ونقول: "تنذكر ما تنعاد" بلغتنا الدارجة.

مع نهاية العام يدور حديث عن تهدئة. عن توقف مؤقت. عن استراحات على حساب الراحة النهائية المطلوبة.

أخبار متضاربة حول نتائج غير مؤكدة فيما سكان الخيام يرتقبون حقيقة أن يعودوا إلى بيوتهم وأن يلملموا جراحهم ويفكروا في كل ما حدث ولسان حالنا يقول: ليته كان كابوساً، لكنه لم يكن. كان عاماً سيئاً بامتياز وكانت سنة دموية بكل ما في المعنى من أرقام وحقائق.

لا نقول للعام وداعاً فنحن نعيشه ونعيش تبعات ما جرى فيه، وسنظل في أعوام قادمة.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة النكبة فلسطين غزة النكبة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لم یخرج

إقرأ أيضاً:

كنت بدافع عن نفسي.. المتهم في جريمة الكوربة يخرج عن صمته| فيديو

خرج المتهم بقتل ابن صاحب قهوة أسوان بـالكوربة عن صمته قبل دقائق من بدء أولى جلسات محاكمته، وقال لـ"صدى البلد": “مكنش بيني وبين المتهم أي خلافات، أنا راجل عندي مجموعة محلات في الكوربة وطول الوقت الناس بتحترمني وانزلوا اسألوا عليا ناصر عامل ازاي مع الناس”.

وأضاف المتهم: “عاوز آكل عيش وبس، يوم الواقعة حصل مشكلة بينا تفاجأت بأكتر من 20 واحد بيضربوا فيا ضرب موت، كنت بدافع عن نفسي وقت المشكلة ومعرفش إن ده هيحصل، ومش شايف مين بيضرب فيا دول 20 واحد، وفي فيديوهات تثبت إن في 20 واحد ضربوني وقت المشاجرة، وقلت للمحامي قدم الفيديوهات دي للمحكمة وهيقدم الفيديوهات للمحكمة والناس هتعرف إني كنت بدافع عن نفسي وأي حد مكاني مكنش هيعرف يعمل إيه، ولو المجني عليه مات ده قتل خطأ وأنا بدافع عن نفسي”. 

 

 

 

وشهدت محكمة جنايات شمال القاهرة تشديدات أمنية بالتزامن مع نظر أولى جلسات محاكمة عامل بمحل عصير متهم بقتل قهوجي في منطقة الكوربة بمصر الجديدة.

وقال المتهم إن محله والمقهى جيران وعلى نفس رصيف الشارع، ويتقاسمان الرصيف في فرش الكراسي منذ زمن.

وأضاف المتهم أنه في يوم الواقعة نشب خلاف بينه وبين القهوجي بسبب أماكن فرش الكراسي أمام المحلات، فتحولت إلى مشاجرة قام على أثرها بطعنه بسلاح أبيض (سكين) 8 طعنات فأسقطه غارقًا في دمائه.

 

 

الشهود في جريمة مقهى الكوربة : محل العصير السبب أول ظهور للمتهم بقـ.تل ابن صاحب قهوة أسوان بالكوربة| صور

وأضاف المتهم أن المجني عليه كان يسعى لطرده من المحل والعقار بدعوى أنه يمتلك حصة بالعقار، فرفض ما يقوم به المتوفى، ما تسبب في تزايد الخلاف بينهما ومن ثم حدوث المشاجرة.

كانت مباحث قسم شرطة مصر الجديدة تلقت بلاغا من الأهالي بنشوب مشاجرة بين شابين وسقوط أحدهما قتيلا.

على الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ، وتبين بالفحص أن مشاجرة نشبت بين عاملين بمقهى وبمحل عصير بسبب خلافات بينهما.

وأضافت التحريات أن عامل محل العصير أقدم على طعن القهوجي طعنات أسقطته قتيلا.

عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • الأردن… تظاهرة حاشدة تندد بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • تظاهرة شعبية حاشدة في الأردن تندد بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • دعاء نهاية العام وبداية عام جديد
  • بخسائر 49.5 مليون جنيه .. راكتا تعتمد حساب التصفية حتى نهاية يونيو 2024
  • حسين فهمي: متضامنون مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.. وندعم الصناعة المحلية (حوار)
  • المنيا تستضيف المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين نهاية نوفمبر
  • كنت بدافع عن نفسي.. المتهم في جريمة الكوربة يخرج عن صمته| فيديو
  • المنيا تستضيف المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الـ36 نهاية نوفمبر
  • فريق الجهد الخدمي الهندسي يلتزم بإنجاز مشاريع 12 محافظة قبل نهاية العام
  • «هذه القصة الحقيقية».. كوري يخرج فائزاً في «أن بي ايه»