عدن الغد:
2025-07-09@09:36:26 GMT

الحوثيون يخلعون "باب اليمن"

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

الحوثيون يخلعون 'باب اليمن'

(عدن الغد)متابعات:

تحظى مدينة صنعاء القديمة بمكانة تاريخية فريدة باعتبارها واحدة من أقدم المدن في العالم، لما تمثله من قيمة مادية بارزة في التاريخ اليمني، وكشاهد على ما بقي من الحضارة الإنسانية في البلد الذي يعود تاريخه للقرن العاشر قبل الميلاد، الذي شارف دخول عامه العاشر من منذ بدء صراعه مع الحرب والخراب.

في الأثناء ثمة خطر محدق يواجه مدينة "سام بن نوح"، يتهدد ما تبقى من معالمها الأثرية بعد عزم ميليشيات الحوثي التي تسيطر عليها إجراء استحداثات إنشائية في محيط "باب اليمن" التاريخي. وهو ما أثار مخاوف اليمنيين والمؤسسات الثقافية والاثرية من تغيير ملامح المعلم الأثري، الذي يحظى بمكانة بارزة في التراث الإنساني المادي اليمني والعالمي، وسط مطالبات بوضع حد للعبث بالمعالم التراثية من الجماعة المتمردة.

وهي خطوة سبقتها تحذيرات وتنبؤات من منظمة "يونيسكو" المهتمة بالتراث حين أدرجته في يوليو (تموز) 2015 على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.

وعلى مدى الساعات الماضية نشر السكان والمهتمون صور في محيط باب اليمن تظهر شروع الميليشيا باستحداث مبان تجارية جديدة على غرار ما حصل في مدرسة الشعب وجامع الفردوس، الذي أنشأت في واجهته مركزاً تجارياً، وكما الحال بتحويلها عدداً من الأماكن والساحات العامة إلى أسواق تجارية، وهو أمر اعتبره يمنيون "يتهدد النمط المعماري للمدينة التاريخية".

المشروع الحوثي الذي يجري تنفيذه بحجة "تحسين المدخل الرئيس لصنعاء القديمة"، هو مشروع سياحي يجري من دون علم "يونيسكو" التي سبق وأدرجت المدينة ضمن أهم المدن التاريخية في العالم التي يجب الحفاظ عليها، ومنع أي استحداثات إنشائية تمس النمط المعماري الخاص بالمدينة أو تغير ملامحه.

هذه التحركات الحوثية دفعت الدكتور محمد جميح سفير البلاد لدى "يونيسكو" بالقول إن "الجماعة تسعى إلى التكسب من وراء هذا المشروع غير مكترثة بالقيمة التراثية للمكان".

وأوضح جميح خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية" أن أي "مساس بساحات ومعالم باب اليمن أو الأسواق القديمة داخل صنعاء القديمة "سيؤثر بشكل كبير في مكانة المدينة وموقعها في قائمة التراث العالمي". في الجانب العملي كشف جميح عن مخاطبته لمنظمة "يونيسكو" و"وضعهم في صورة الإجراءات الحوثية متضمن رجاءنا أن يجري تحرك سريع لوقف هذه الاستحداثات".

وحول ما تستطيع فعله المنظمة المهتمة بإرث البلدان من حول العالم، يؤكد أنها "تستطيع الضغط بوسائلها الخاصة لوقف هذا الطمس، الذي إن تم فسيضاف إلى خراب سابق للجماعة المتمردة حين بددت ما تبقى من جامع النهرين (مسجد تاريخي بني في صدر الإسلام)، ومحاولاتهم السابقة أيضاً هدم أربعة أسواق تاريخية لتقيم مكانها ساحة أو مزاراً دينياً وسط العاصمة التاريخية صنعاء، ومحاولات أخرى ما كانوا يسمونها بوابة شعوب، ناهيك عن البناء بالمواد البناء الحديثة في إطار معالمها، وآلاف الصور والملصقات والشعارات الطائفية الدخيلة التي شوهت وجه المدينة".

وأمام السيطرة الحوثية على صنعاء بقوة السلاح، تبدو حيل الشرعية اليمنية محدودة على الأرض، عدا اتخاذ جملة من الإجراءات بالشراكة مع المؤسسات الدولية بهدف إحداث ضغط دبلوماسي عادة ما يخفق في ثني الجماعة المتشددة عن وقف استحداثاتها التي تطال المعالم الحضرية في سبيل سعيها الحثيث إلى الإثراء والاستثمار، بحسب اتهامات قطاع واسع من اليمنيين.

جميح قال إن تصنيف المدينة ضمن قائمة التراث العالمي بات في خطر، وحذر من أنه في حال جرت إزالتها من قائمة "يونيسكو" للتراث العالمي "فسيكون الحوثي هو المتسبب في ذلك".

تاريخياً شيد باب اليمن في عهد الدولة اليعفرية (439 - 532ه‍)، فيما تشير مصادر أخرى إلى أنه بني في عهد الدولة الصليحية في القرنين الخامس والسادس الهجري، وأن سلاطين الدولة الأيوبية قاموا بتكملته عقب سيطرتهم على اليمن عام 569هـ.

ولأهميتها التاريخية أعلنت في يوليو (تموز) 2015 لجنة التراث العالمي لـ"يونيسكو" من مدينة بون الألمانية إدراج مدينة صنعاء القديمة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، ذلك بعد نحو أربعة عقود من إدراجها على قائمة التراث العالمي وتحديداً في عام 1986.

ويخشى اليمنيون من تكرار سيناريو ما حدث مع مسجد النهرين التاريخي بصنعاء، الذي بني في القرن الأول الهجري قبل أن تبدد معالمه بالهدم الميليشيا الحوثية في فبراير (شباط) من العام الماضي، معللة ذلك بأنه "منحرف عن القبلة"، ليتبين لاحقاً أن الغرض من الهدم هو من أجل إنشاء "قباب حسينية" لأبعاد طائفية.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: قائمة التراث العالمی صنعاء القدیمة باب الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن ما زال على خط النار

علي بن سالم كفيتان 

لم يهنأ نتنياهو بانتصارات أجهزته المخابراتية (الموساد والشاباك) التي اخترقت أنظمة ووصلت لعواصم وباتت تصطاد القادة والعلماء في بيئة تعوّد الصهاينة على العمل فيها وتحقيق النجاح تلو الآخر، فالخوف ولَّد الخضوع والخضوع فتح الباب واسعًا لتغلغل الأيادي الشيطانية إلى الداخل.

 ولا شك أن عدم تحصين الشعوب ومنحها حقوقها في العيش بكرامة هي الخاصرة الرخوة التي دخل منها الصهاينة وسيدخلون إن لم تنتبه الأنظمة وتستفيد من تجربة طهران والضاحية الجنوبية في لبنان، فالاختراق السافر للأجهزة الأمنية الوطنية واختيار الأهداف الأكثر حساسية بدقة يوحي بما لا يدع مجالا للشك بتواطؤ داخلي مع الكيان الصهيوني عبر وكلاء من جاليات منتشرة دون أي رقيب أو حسيب أو عبر فئات مقهورة من تلك الأوطان عاشت حقبا من الخوف والحروب والعداء، وباتت على رصيف الزمن، فلم تنل التعليم الكافي ولا الوظيفة المناسبة التي تكفل العيش بكرامة، فهل تتعظ بقية الأنظمة في المنطقة من هذه الدرس القاسي أم تستمر في فتح أراضيها وسماواتها ومقدراتها لكيان لا يعرف إلا الغدر.          

لم يكن هناك مناصر عبَّر بكل وضوح عن دعم غزة، كما عبَّر اليمن، ولم ينفذ أحد وعوده بالانتصار لغزة والعمل على فك الحصار عنها كما فعل اليمن رغم الإمكانيات المحدودة والحصار المضروب على صنعاء من أبناء جلدتهم ومن إخوان وأشقاء عرب، إلا أنهم تبنوا نهج فك الحصار ودخول المساعدات إلى غزة عبر ضرب سفن الكيان في البحر الأحمر وخليج عدن والاستمرار في إقلاق الداخل الصهيوني بصواريخ تدك كل شبر في أراضي فلسطين المحتلة، فالمختلف في اليمن أنهم اتفقوا مع أمريكا على عدم استهداف سفنها فقط، بينما تركو الباب مواربا للحرب مع الصهاينة ووافقت أمريكا، لذلك فإن الجبهة الأخيرة التي لا تزال مناصرة الآن في الميدان هي جبهة صنعاء وهي تتحمل بلا شك ثمنًا باهضًا لهذا الموقف الشجاع عبر قصف مطاراتها وموانئها ومراكزها الحيوية من قبل الكيان المخرب والمتواطئين معه في المنطقة.

 نحنا هنا نعبر عن تضامننا مع كل من يقف مع إخواننا الفلسطينيين العزل المنكوبين في فلسطين، لا تهمنا المذاهب ولا الأيدولوجيات ولا التنظير السياسي الذي لم يفض إلى نتيجة غير افتراس إخواننا بوحشية ونحن ننظر غير قادرين على نصرتهم، ومن حقنا كذلك أن نعبِّر عن تضامننا مع جبهة صنعاء الصامدة أمام جبروت الصهاينة منفردة كجبهة عربية خالصة ترمي لإرباك العدو وإقلاقه، فبعد اتفاق وقف إطلاق النار مع طهران لم تصمت الصواريخ اليمنية، بل ظلت مدوية تستهدف سفن العدو وتدفع بالصهاينة للهجرة والهروب من الجحيم، وأكبر دليل على ذلك اكتظاظ مطارات قبرص بالفارّين إلى أوروبا وأمريكا.

إن إضعاف كل قوى المقاومة وتدجين المنطقة وتغلغل المخابرات الصهيونية عبر الجاليات الأجنبية والأمن السيبراني والاتفاقيات المشبوهة سيقود إلى هيمنة صهيونية على كل ما تبقى من معنى الدولة الوطنية في المنطقة، وسيخضع الجميع لنظام رأسمالي جشع لا يرحم، هدفه السيطرة على الثروات الطبيعية وإذلال الشعوب والسطو على مقدراتها من بوابة التطبيع مع من لا تزال أيديهم ملطخة بدماء الأطفال والنساء والعزل في فلسطين.

 أرى أن خطيئة العرب في عدم دعم حركات المقاومة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر 2023 لا تغتفر في الوقت الذي نصر فيه الغرب الظالم إسرائيل ووقف معها وأمدّها بكل سبل الدمار، والأمر ذاته في السعي إلى تجريد إيران من كل قوتها، والسعي لوأد جبهة صنعاء وحصارها، فما الذي تبقى للعرب ليواجهوا به أو يتفاوضوا عليه مع هذا العدو الذي لا يعترف إلا بالقوة.

غادر نتنياهو إلى واشنطن، وسيقابل ترامب لإقرار وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية، ليس بسبب خنوع العرب وسكوتهم وتواطئهم المخزي على كل ما يحدث، بل مدفوعا بصمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية التي لا تزال تزف إلى تل أبيب عشرات الجنائز من معركة غزة واستمرار القصف اليمني وحظره للسفن الإسرائيلية من العبور عبر خليج عدن، هاتان هما الورقتان اللتان ما زالتا على الطاولة، فليتكم دعمتموهما وتركتم الهرولة خلف وعود ترامب ونتنياهو!!    

نعلم يقينًا أن اليمنيين سيتصالحون وسيبنون دولتهم الوطنية على كامل ترابها، وعند حدوث ذلك سيفتخر كل أبناء اليمن السعيد بما تفعله صنعاء اليوم في إسرائيل، وسيدخلون ذلك في مناهجهم الدراسية، لأنهم شعب حر لا يقبل الضيم... فسلامي لصنعاء كما سلامي لعدن وكامل الترب اليمني الطاهر أرضًا وإنسانًا، فأنتم أصل العرب ومهد حضارتهم، وأنتم البندقية الأخيرة على خط النار، دفاعًا عن كرامتهم وعزتهم.

         

       

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إشادة فلسطينية بقرارات الحفاظ على أصالة تراث مدينة القدس القديمة
  • الخارجية الفلسطينية: قرارات فلسطين تُقرّ بالإجماع في قائمة التراث العالمي لليونسكو
  • أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
  • أزمة التراث العالمي.. 30 موقعاً مهدد واليونسكو تتحرك سريعاً
  • مواقع للتراث بالشرق الأوسط مهددة ويونسكو تنظر فيها
  • 40 بالمئة من مواقع التراث المهددة موجودة في الشرق الأوسط
  • اليونسكو: 40 بالمئة من مواقع التراث المهددة في الشرق الأوسط
  • الحوثيون يحاكمون 48 مختطفا في صنعاء بمزاعم تشكيل "خلية ذمار"
  • اليمن ما زال على خط النار
  • هل تعكس قائمة أفضل 100 فيلم الذوق العالمي أم الانحياز الأمريكي؟