عدن الغد:
2024-10-01@23:14:03 GMT

الحوثيون يخلعون "باب اليمن"

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

الحوثيون يخلعون 'باب اليمن'

(عدن الغد)متابعات:

تحظى مدينة صنعاء القديمة بمكانة تاريخية فريدة باعتبارها واحدة من أقدم المدن في العالم، لما تمثله من قيمة مادية بارزة في التاريخ اليمني، وكشاهد على ما بقي من الحضارة الإنسانية في البلد الذي يعود تاريخه للقرن العاشر قبل الميلاد، الذي شارف دخول عامه العاشر من منذ بدء صراعه مع الحرب والخراب.

في الأثناء ثمة خطر محدق يواجه مدينة "سام بن نوح"، يتهدد ما تبقى من معالمها الأثرية بعد عزم ميليشيات الحوثي التي تسيطر عليها إجراء استحداثات إنشائية في محيط "باب اليمن" التاريخي. وهو ما أثار مخاوف اليمنيين والمؤسسات الثقافية والاثرية من تغيير ملامح المعلم الأثري، الذي يحظى بمكانة بارزة في التراث الإنساني المادي اليمني والعالمي، وسط مطالبات بوضع حد للعبث بالمعالم التراثية من الجماعة المتمردة.

وهي خطوة سبقتها تحذيرات وتنبؤات من منظمة "يونيسكو" المهتمة بالتراث حين أدرجته في يوليو (تموز) 2015 على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.

وعلى مدى الساعات الماضية نشر السكان والمهتمون صور في محيط باب اليمن تظهر شروع الميليشيا باستحداث مبان تجارية جديدة على غرار ما حصل في مدرسة الشعب وجامع الفردوس، الذي أنشأت في واجهته مركزاً تجارياً، وكما الحال بتحويلها عدداً من الأماكن والساحات العامة إلى أسواق تجارية، وهو أمر اعتبره يمنيون "يتهدد النمط المعماري للمدينة التاريخية".

المشروع الحوثي الذي يجري تنفيذه بحجة "تحسين المدخل الرئيس لصنعاء القديمة"، هو مشروع سياحي يجري من دون علم "يونيسكو" التي سبق وأدرجت المدينة ضمن أهم المدن التاريخية في العالم التي يجب الحفاظ عليها، ومنع أي استحداثات إنشائية تمس النمط المعماري الخاص بالمدينة أو تغير ملامحه.

هذه التحركات الحوثية دفعت الدكتور محمد جميح سفير البلاد لدى "يونيسكو" بالقول إن "الجماعة تسعى إلى التكسب من وراء هذا المشروع غير مكترثة بالقيمة التراثية للمكان".

وأوضح جميح خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية" أن أي "مساس بساحات ومعالم باب اليمن أو الأسواق القديمة داخل صنعاء القديمة "سيؤثر بشكل كبير في مكانة المدينة وموقعها في قائمة التراث العالمي". في الجانب العملي كشف جميح عن مخاطبته لمنظمة "يونيسكو" و"وضعهم في صورة الإجراءات الحوثية متضمن رجاءنا أن يجري تحرك سريع لوقف هذه الاستحداثات".

وحول ما تستطيع فعله المنظمة المهتمة بإرث البلدان من حول العالم، يؤكد أنها "تستطيع الضغط بوسائلها الخاصة لوقف هذا الطمس، الذي إن تم فسيضاف إلى خراب سابق للجماعة المتمردة حين بددت ما تبقى من جامع النهرين (مسجد تاريخي بني في صدر الإسلام)، ومحاولاتهم السابقة أيضاً هدم أربعة أسواق تاريخية لتقيم مكانها ساحة أو مزاراً دينياً وسط العاصمة التاريخية صنعاء، ومحاولات أخرى ما كانوا يسمونها بوابة شعوب، ناهيك عن البناء بالمواد البناء الحديثة في إطار معالمها، وآلاف الصور والملصقات والشعارات الطائفية الدخيلة التي شوهت وجه المدينة".

وأمام السيطرة الحوثية على صنعاء بقوة السلاح، تبدو حيل الشرعية اليمنية محدودة على الأرض، عدا اتخاذ جملة من الإجراءات بالشراكة مع المؤسسات الدولية بهدف إحداث ضغط دبلوماسي عادة ما يخفق في ثني الجماعة المتشددة عن وقف استحداثاتها التي تطال المعالم الحضرية في سبيل سعيها الحثيث إلى الإثراء والاستثمار، بحسب اتهامات قطاع واسع من اليمنيين.

جميح قال إن تصنيف المدينة ضمن قائمة التراث العالمي بات في خطر، وحذر من أنه في حال جرت إزالتها من قائمة "يونيسكو" للتراث العالمي "فسيكون الحوثي هو المتسبب في ذلك".

تاريخياً شيد باب اليمن في عهد الدولة اليعفرية (439 - 532ه‍)، فيما تشير مصادر أخرى إلى أنه بني في عهد الدولة الصليحية في القرنين الخامس والسادس الهجري، وأن سلاطين الدولة الأيوبية قاموا بتكملته عقب سيطرتهم على اليمن عام 569هـ.

ولأهميتها التاريخية أعلنت في يوليو (تموز) 2015 لجنة التراث العالمي لـ"يونيسكو" من مدينة بون الألمانية إدراج مدينة صنعاء القديمة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، ذلك بعد نحو أربعة عقود من إدراجها على قائمة التراث العالمي وتحديداً في عام 1986.

ويخشى اليمنيون من تكرار سيناريو ما حدث مع مسجد النهرين التاريخي بصنعاء، الذي بني في القرن الأول الهجري قبل أن تبدد معالمه بالهدم الميليشيا الحوثية في فبراير (شباط) من العام الماضي، معللة ذلك بأنه "منحرف عن القبلة"، ليتبين لاحقاً أن الغرض من الهدم هو من أجل إنشاء "قباب حسينية" لأبعاد طائفية.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: قائمة التراث العالمی صنعاء القدیمة باب الیمن

إقرأ أيضاً:

صنعاء تفتتح مسار “إسناد لبنان”: تل أبيب تحت النار… والمعركة البحرية قائمة

الجديد برس:

في إطار وحدة الساحات، نفذت قوات صنعاء البحرية والجوية، خلال الساعات الماضية، أوسع هجوم عسكري على الكيان الإسرائيلي وضد الوجود العسكري الأمريكي والبريطاني في جنوب البحر الأحمر.

وفي أكثر من بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية، أعلنت الأخيرة تمكنها من تنفيذ عملية ضد هدف عسكري في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «فلسطين 2»، فضلاً عن تنفيذ عملية ثانية بواسطة طائرة مُسيّرة من نوع «يافا» ضد هدف حيوي للعدو.

وأكّد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن العمليتين حقّقتا أهدافهما بنجاح، متوعداً الكيان الإسرائيلي بالمزيد من العمليات انتصاراً لفلسطين وإسناداً للبنان.

وفي بيان آخر ألقاه في مسيرة «يمن الإيمان في جهاد وثبات مع غزة ولبنان»، الجمعة، قال سريع إن «القوات المسلحة اليمنية نفّذت عملية نوعية استهدفت ثلاث مدمرات حربية أمريكية معادية في البحر الأحمر أثناء توجّهها لإسناد ودعم العدو الإسرائيلي».

وأوضح سريع أن «العملية المشتركة بين القوة البحرية والصاروخية وسلاح الجو المُسيّر نُفّذت بـ23 صاروخاً باليستياً ومجنّحاً وطائرة مُسيّرة»، مضيفاً أن «العمليات ألحقت إصابات مباشرة كبيرة بالمدمّرات الأمريكية الثلاث».

ولفت إلى أن «العمليات البحرية هي الأوسع في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً لطوفان الأقصى ورداً على العدوان الأمريكي – البريطاني على اليمن»، متابعاً أن «العملية جاءت متزامنة مع عملية استهداف عمق الكيان الصهيوني في تل أبيب وعسقلان»، من دون ذكر المزيد من التفاصيل عن العمليتين اللتين اعترف الكيان بإحداهما.

واشنطن تجدّد اتهام موسكو بتزويد «أنصار الله» بأسلحة حديثة

وفيما قوبلت العمليات الجديدة بارتياح شعبي ورسمي في الشارع اليمني، عبّرت عنه الحشود في مليونية مسيرة «يمن الإيمان في جهاد وثبات مع غزة ولبنان» والتي شهدها ميدان السبعين، أكبر ميادين صنعاء، الجمعة، أكّدت مصادر عسكرية في العاصمة، لـ«الأخبار»، أن الهجوم الباليستي الفرط صوتي اليمني لم يتم اعتراضه، وسخرت من الرواية الإسرائيلية التي زعمت أن الدفاعات التابعة للكيان اعترضت الصاروخ قبل وصوله إلى إسرائيل.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن عن وصول صاروخ باليستي فرط صوتي من اليمن إلى سماء تل أبيب، زاعماً أنه جرى اعتراضه باستخدام منظومة «آرو» البعيدة المدى.

وفيما تكتّم الكيان على تفاصيل الهجوم اليمني، أعلن جيش العدو إصابة 18 إسرائيلياً بعضهم بإصابات متوسطة، في ما سماه تدافعاً حدث أثناء هروب المستوطنين إلى الملاجئ.

وأكّد الإعلام الإسرائيلي أن الهجوم اليمني دفع بأكثر من مليوني مستوطن إلى الاختباء.

وللمرة الثانية في غضون أيام، اتهمت الولايات المتحدة، روسيا، بتزويد حركة «أنصار الله» بأسلحة حديثة.

وفي أعقاب تحذير المبعوث الأمريكي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، السبت الماضي، من خطورة حدوث تقارب بين موسكو وصنعاء، وحديثه عن أن واشنطن أبلغت حلفاءها في المنطقة بوجود تعاون عسكري بين «أنصار الله» وروسيا، عاد المبعوث نفسه وأكّد، الخميس، أن موسكو وحركة «أنصار الله» تبحثان سبل التعاون بينهما في المجال العسكري، وكذلك في نقل الأسلحة.

وقال إن «روسيا تبرم صفقاتها الخاصة مع الحوثيين للسماح لسفنها بالمرور من دون أن تتعرّض لأذى في البحر الأحمر وخليج عدن».

وجاء هذا بالتزامن مع نشر وكالة «رويترز»، قبل أيام، تسريبات أمريكية، اتهمت فيها واشنطن، طهران، بلعب دور الوسيط بين موسكو وصنعاء لتسليم الأخيرة صواريخ روسية مضادة للسفن.

وفي ظل اتساع نطاق القلق الأمريكي والغربي من تطور القدرات العسكرية اليمنية، لمّحت «أنصار الله» إلى تمكنها من تعزيز هذه القدرات أخيراً، بتطوير منظومات صاروخية ودفاعية جديدة ستدخل الخدمة خلال الفترة القادمة.

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

مقالات مشابهة

  • صنعاء تحتفي باليوم العالمي للبن
  • تفاصيل الاجتماع التنسيقي للجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي بحضور محافظ أسوان
  • ليست ”أمريكا وبريطانيا وإيران”.. محلل سياسي: هذا الذي يمنع تحرير صنعاء!
  • جريمة “العلم الوطني”.. الحوثيون يرفضون الإفراج عن قرابة 1000 شاب اعتقلوا خلال أيام
  • اليمن : 10سنوات دون نفوذ أمريكي ..!
  • الكشف عن القيادي الذي سيحرر صنعاء قريباً
  • صحيفة إسرائيلية: الحوثيون أكبر تهديد لـ “إسرائيل”
  • ما أهمية المواقع المستهدفة بالقصف الإسرائيلي في اليمن وهل تضرر الحوثيون؟
  • «الرياضة في مصر القديمة»... ندوة لرفع الوعي الأثري لدى الطلاب في الفيوم
  • صنعاء تفتتح مسار “إسناد لبنان”: تل أبيب تحت النار… والمعركة البحرية قائمة