تفاؤل حذر.. هل حققت تركيا أهدافها الاقتصادية في 2023؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
نشر موقع "بي بي سي نيوز" بنسخته التركية مقال رأي للكاتبة سيلفا ديمير ألب سلطت فيه الضوء على بيانات الاقتصاد التركي في 2023.
وقالت الكاتبة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في تركيا، كانت الانتخابات المقرر إجراؤها في أيار/ مايو في صميم تقييمات عام 2023 التي أجريت في هذا الوقت من العام الماضي. وكان من المتوقع أن يستمر اقتصاد الانتخابات حتى أيار/ مايو، وما بعده، وتم وضع سيناريوهات بناءً على النتائج المحتملة للانتخابات.
ووفق الكاتبة؛ فيوضح الجدول التالي، في العمود الأول، توقعات وكالة فيتش، وهي مؤسسة تصنيف ائتماني رائدة، لعام 2023 بعد إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسًا للجمهورية وحصول التحالف الجمهور على الأغلبية في البرلمان:
توقعات (2023)
الفعلي (2023)
النمو
2.7
4.2*
معدل التضخم
32
57*
معدل الفائدة
9.3
20.6
سعر صرف الليرة/دولار
28
24
*يعرض الجدول القيم المتوسطة. تم إعداد الأرقام الفعلية لعام 2023 المعروضة في العمود الثاني استنادًا إلى البيانات الواردة حتى كانون الأول/ ديسمبر 2023 بالإضافة إلى التقديرات التي قمنا بها للبيانات التي لم يتم الإعلان عنها بعد.
وذكرت الكاتبة أنه قبل مقارنة هذه التوقعات بالبيانات الفعلية في العمود الثاني، يجب علينا فحص السيناريو الذي يكمن وراء التوقعات؛ فوكالة فيتش، التي كانت تتوقع أن تستمر سياسة أسعار الفائدة المنخفضة على الأرجح حتى الانتخابات في منتصف عام 2023، توقعت أن يفقد النمو زخمًا كبيرًا على الرغم من تخفيضات الفائدة.
وكان من المتوقع أن يؤدي هذا التباطؤ الاقتصادي إلى ضغط على التضخم أيضًا، وأن تستمر انخفاض قيمة الليرة في ظل بيئة فائدة منخفضة.
وأشارت الكاتبة إلى أن كان هذا بمثابة سيناريو "اصطدام بالحائط" إلى حد ما، حيث كان من المتوقع حدوث انكماش بنسبة 2 بالمئة في عام 2024، مع استمرار التمسك بسياسة أسعار الفائدة المنخفضة.
وبالفعل؛ تم تنفيذ تخفيضات الفائدة المشار إليها في هذا السيناريو بشكل متوافق مع تصريحات الحكومة في النصف الأول من عام 2023؛ حيث انخفضت أسعار الفائدة إلى 8.5 بالمئة.
وأضافت الكاتبة أنه بعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والانتخابات العامة التي أجريت في الرابع عشر من أيار/ مايو، أشارت تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بأن تخفيضات أسعار الفائدة سوف تستمر بعد الانتخابات في الواقع إلى بيئة "أكثر تشاؤمًا مما كان متصورًا في هذا السيناريو".
"العودة إلى السياسة العقلانية"
وأوردت الكاتبة أنه ما أثار دهشة المحللين هو التحول الحاد الذي حدث بعد الجولة الثانية من الانتخابات التي فاز فيها أردوغان مرة أخرى، أو كما وصفه وزير المالية والخزانة بعد الانتخابات، محمد شيمشك، "العودة إلى العقلانية".
وتابعت الكاتبة أن هذا التحول المفاجئ كان على الأرجح نتيجة الاقتناع بأن استمرار السياسات الفائدة المنخفضة سيؤدي إلى دفع تركيا إلى أزمة اقتصادية.
ونتيجة لذلك، تم تسريح معظم فريق الاقتصاد القديم في فترة ما بعد الانتخابات. وجاء أشخاص متمسكون بفهم الاقتصاد الأرثوذكسي، وتم رفع معدل الفائدة الرئيسي بنسبة 34 بالمئة في غضون 6 أشهر.
وأوضحت الكاتبة أنه على الرغم من الزيادات في أسعار الفائدة، إلا أن النمو الاقتصادي اقتصر على تباطؤ معتدل، ويقدر أن ينمو الاقتصاد التركي بأكثر من 4 بالمئة في عام 2023.
ومن المؤكد أن عدم حدوث توقف مفاجئ في النمو أمر إيجابي. ومع ذلك، تأثرنا بالمشاكل السابقة في السياسات التي تم اعتمادها قبل الانتخابات، وأثرها الأثقل كان على معدل التضخم.
وأشارت الكاتبة إلى أنه إذا أكملت تركيا عام 2023 بمعدل تضخم سنوي يبلغ 67 في المائة، فإن متوسط التضخم في عام 2023 سيكون حوالي 57 في المائة، أي ما يقرب من ضعف توقعات وكالة فيتش.
2023: اختتم العام بتفاؤل حذر
كان عام 2023 عامًا بدأ بطريقة مغامرة في النصف الأول منه، ثم أغلق بتفاؤل حذر نتيجة العودة إلى السياسات التقليدية.
وبحسب الكاتبة فإن أهم درس تم تعلمهُ هذا العام هو ملاحظة الضرر العميق الذي يلحقه الابتعاد عن السياسات التقليدية بالاقتصاد، وإن كان ذلك بالطريقة الصعبة، ومن ثم "العودة إلى العقلانية".
وذكرت الكاتبة أنه في النصف الأول من العام، استمرت تخفيضات الفائدة، بينما استمرت الضغوطات المالية وبيع الاحتياطيات والسيطرة على رأس المال للحفاظ على هذا النظام، واستمرار السياسة المالية التيسيرية.
لكن في النصف الثاني من العام، تم التخلي عن السياسات القديمة كما لو كان المرء قد استيقظ من كابوس. ولوحظ أنه من الضروري رفع أسعار الفائدة وليس خفضها لمحاربة التضخم.
المسألة الأكثر أهمية هي كيف سيتم توزيع تكلفة "الوصفة المرة" على المجتمع؟
وأوضحت الكاتبة أن عام 2024 لن يكون عامًا سهلاً، لأنه لا توجد صيغة سحرية يمكن أن تزيل في الحال الضرر الذي تسببت به السياسات الخاطئة، وسيكون دفع ثمن الأخطاء أمرًا مؤلمًا.
في هذه المرحلة، ربما يكون أهم شيء يجب التفكير فيه هو كيفية توزيع تكلفة "الوصفة المرة" على المجتمع مع دخولنا عام 2024.
وبالطبع، الحل الصحيح من الناحية الاجتماعية والسياسية، وإن كان صعبًا سياسيًا، هو تدخل السياسة المالية.
واختتمت الكاتبة أنه في هذه المرحلة، من الضروري ضخ الموارد في القطاعات ذات الدخل الثابت التي ستتأثر سلبًا بالتباطؤ الاقتصادي، مع تمويل ذلك من خلال إصلاح الضرائب، وإصلاحات لزيادة الإنتاجية، وتجنب الإسراف في الإنفاق الحكومي.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تركيا أردوغان التضخم الليرة تركيا أردوغان التضخم الليرة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار الفائدة الکاتبة أنه العودة إلى الکاتبة أن فی النصف عام 2023
إقرأ أيضاً:
رفضوا التدخلات العسكرية الأمريكية في النزاعات الدولية.. أبرز القضايا التي طرحها تشيس أوليفر وكلوديا دي لا كروز
تنوعت البرامج الانتخابية للمرشحين الخاسرين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، ولكن في المقابل اتفق كل من تشيس أوليفر وكلوديا دي لا كروز على عنصر واحد فقط وهو الرفض التام للتدخلات العسكرية الأمريكية في النزاعات الدولية.
المرشح الخاسر في الانتخابات تشيس أوليفروقدم المرشح الرئاسي الخاسر في الانتخابات الأمريكية، تشيس أوليفر نفسه كصوت استثنائي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
كما امتلك أفكار ليبرالية كانت ستكون البديل للسياسات التقليدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ودعا تشيس أوليفر إلى تقليص دور الدولة وتوسيع نطاق الحرية الفردية، فكان حلم كل من يبحثون عن تغيير جذري في السياسة الأمريكية.
تشيس أوليفرفيما اعتمدت رؤيته للسياسة الخارجية على رفض التدخل العسكري الأمريكي في النزاعات الدولية، ويرى أن على الولايات المتحدة التركيز على قضاياها الداخلية بدلًا من أن تُرهق بحروب لا نهاية لها.
كما اعترض على البرامج الحكومية المترهلة التي تزيد العجز الوطني وتدمر الاقتصاد.
وطرح أوليفر نفسه كمدافع عن تقليص الإنفاق الحكومي في مجالات الرعاية الصحية والتعليم، وضرورة خفض الضرائب لتحفيز الاقتصاد وتحقيق الرخاء الأمريكي من وجهة نظره.
كما انتقد أوليفر سياسات التضييق على الأفراد ومحاولات فرض نمط حياة موحد.
فيما حصد 607، 373 صوتًا «0.4%»، وبذلك اقتصر حلمه على الشعارات التي حملها برنامجه الانتخابي ولم تتحول إلى حقيقة على أرض الواقع.
نشأة تشيس أوليفروترعرع أوليفر بعيدًا عن الأضواء السياسية، حيث عمل في مطاعم لمدة 10 سنوات، وتغيرت حياته عقب حصوله على شهادة في العلوم السياسية من جامعة جورجيا، لينطلق بعدها في عالم السياسة.
المرشحة الخاسرة كلوديا دي لا كروزولمع اسم كلوديا دي لا كروز، كممثلة لحزب الاشتراكية والتحرير، حيث دشنت برنامجًا انتخابيًا يهدف إلى إحداث تغيير جذري في النظامين الاقتصادي والسياسي الأمريكيين.
وتقدم الاشتراكية كحل أساسي لمعالجة التفاوت الاقتصادي، والحروب، والصراعات الدولية، معارضة التدخلات العسكرية الأمريكية.
سعت حملتها الانتخابية إلى التخلص مما تسميه «الديمقراطية من أجل الأغنياء» التي تهيمن على الحياة السياسية في الولايات المتحدة.
كلوديا دي لا كروزكما دعت إلى إنهاء السياسات التي تدعم الشركات الكبرى والمؤسسات المالية على حساب حقوق الطبقات العاملة.
وترى أن النظام الرأسمالي هو السبب وراء العديد من الأزمات، مثل الفقر، وعدم المساواة، وتغير المناخ.
وتؤمن بتوفير خدمات صحية وتعليمية مجانية، وتوفير فرص عمل تضمن حياة كريمة للجميع، والتصدي للسياسات الظالمة للسجون، وحماية حقوق الأقليات، والتعامل بجدية مع أزمة المناخ كقضية اجتماعية واقتصادية تؤثر على الطبقات الفقيرة بشكل خاص.
اقرأ أيضاًبعد خسارتها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. أبرز القضايا التي طرحتها المرشحة جيل ستاين
كبير دبلوماسي الفاتيكان يهنئ ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية