#إسرائيل بعد 7 #أكتوبر – #ماهر_أبوطير
آلاف الدراسات والأبحاث والمقالات تمت كتابتها عما يسمى “العبقرية اليهودية” وهي تريد أن تكرس تفوق اليهود، على مستويات مختلفة، تاريخيا، بما يرتبط بسمات جنس محدد فوق البشرية كلها.
هذه العبقرية يراد تعزيزها، من خلال أي تجارب أو نماذج فردية أو جماعية لليهود في دول مختلفة في العالم، ترتبط بعقدة التفوق، أي تفوق الجنس ونظرته إلى بقية الأجناس، وهذا يستند أساسا إلى مبدأ توراتي أي “الشعب المختار، وساهمت العزلة اليهودية في دول العالم، بتعزيز هذه النظرة إلى الذات في سياقات حماية الفرد والمجموع.
إسرائيل الدليل الحي على عدم صدقية نظرية العبقرية اليهودية، وهذا الكلام يقال لمن يصدقون أساسا هكذا ترهات تجعل عرقا أو شعبا أو دينا أو مجموعة فوق بقية البشر، والدليل على أن هذه النظرية مصنوعة في سياقات تعظيم شخصية الإسرائيلي هذا الزمن، إنها تتعامى عن كل محطات الفشل في المشروع الإسرائيلي الحالي، من ضربة السابع من أكتوبر من قطاع غزة، وفي تجارب عسكرية مختلفة، وذلك الفشل الجذري في شرعنة وجود إسرائيل بين ملياري عربي ومسلم، بحيث بقيت كيانا منبوذا لا تخدمه قوته العسكرية، ولا تؤّمن له معاهدات السلام أي ديمومة أساسا، ولا ساعدته كل جهوده العسكرية في الاستقرار ليوم واحد فقط في فلسطين.
الشخصية التي تقوم على فكرة “العبقرية اليهودية” ومبدأ “الشعب المختار” شخصية تصدم بواقع ينفي ذلك، ليكون السؤال اليوم متعلقا بدور الإستراتيجيين الإسرائيليين في الجامعات والمراكز الأكاديمية، والجهات السياسية، ومفكري الاحتلال الأكاديميين والمحللين الأمنيين وغيرهم، في تحليل كلفة الاحتلال على أصحابه أولا، وإذا ما كان كل المشروع الإسرائيلي سوف يستمر حقا، أمام الجبروت الفلسطيني في وجهه، وعداء جوار فلسطين لإسرائيل، وتمركز الكتلة الفلسطينية الضخمة داخل فلسطين ذاتها، وحولها، وما تشهده فلسطين من حرب متواصلة على مدى أكثر من 75 سنة، فشلت فيها إسرائيل في إنهاء الفلسطينيين، الذي يأتي أحفادهم المهاجرون من الجيل الثاني والثالث والرابع من أميركا الجنوبية ويتحدثون بلسان إسباني، لزيارة فلسطين للبحث عن حجارة بيوت أجدادهم.
بكل الحسابات بعيدا عن صناعة الصورة المؤلمة للضحية الفلسطينية، فإن إسرائيل دخلت مرحلتها الأخيرة، مرحلة التفكيك والإنهاء، سواء بوجود عوامل دولية داعمة، كليا أو جزئيا، أو بغياب هذه العوامل، وبوجود قوة متسلطة كليا أو جزئيا على الفلسطينيين، أو بغياب هذه القوة، وبترسيم الحرب داخل فلسطين وحدها، أو بمد مساحاتها إلى كل مكان بشكل غير متوقع في هذه المنطقة، خصوصا، أن ترسيم مساحات الحرب وحدودها، قد لا يبقى تحت السيطرة في مرحلة ما، وستخرج الأمور عن السيطرة كما حدث في تجارب لحروب كبرى. هذه الفوقية لم تضع في حساباتها أن احتمالات الاستمرار، تتراجع يوما بعد يوم، فالجيش الأسطورة يتورط في طين غزة منذ 3 أشهر، ولا يتمكن من وقف إطلاق الصواريخ، بل ويجاهر بأنه بحاجة إلى شهور إضافية، فيما تتضرر كل قطاعات الاحتلال، وعدا قلة إسرائيلية حللت بجرأة وخرجت لتقول إن نهايات إسرائيل قريبة ولن تستمر، إلا أن غالبية الإسرائيليين ما زالوا أسارى أوهامهم الموروثة، ولا يصدقون هذه التحليلات، على الرغم من أن الرياضيات السياسية، تثبتها بكل بساطة، تلك الرياضيات التي يتم توظفيها في حسابات نهضة أي طرف، وزواله لاحقا، وهي تخضع لقواعد تثبت صحتها دوما على مدى التاريخ.
استمرت الحرب أو توقفت غدا، فإن الأهم النتيجة المؤكدة تقول إن إسرائيل بكل اتكائها إلى الأوهام التي صاغت الشخصية الإسرائيلية، لم تعد إسرائيل التي كانت قبل 7 أكتوبر، بما ينسف كل النظريات التي تغذي الاحتلال من “العبقرية” إلى “الشعب المختار”.
الغد
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
قتل 1091 رضيعا بغزة.. هكذا مارس الاحتلال الإبادة على الأطفال منذ 7 أكتوبر
قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة: "جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة 238 رضيعا، وُلِدوا واستشهدوا في الحرب، إضافة إلى 853 رضيعا ولدوا قبل الحرب وقُتلوا قبل أن يتجاوز عمرهم العام الأول".
وأضاف الثوابتة، أن "هذه الجرائم التي تستهدف الفئات الأكثر ضعفا وحاجة للرعاية والحماية تعكس مستوى غير مسبوق من الوحشية الإسرائيلية الممنهجة في غزة".
"هذه الجرائم تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989" أوضح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فيما أكد أيضا أنها: "تتناقض مع أبسط المبادئ الإنسانية والقانونية".
طفال نازحون في احد المخيمات التي جرفتها المياه وسط القطاع pic.twitter.com/S8iNu5wTXj — Dr. Zaid Alsalman (@ZaidAlsalman6) December 31, 2024
حرب ضد الأطفال
منذ بداية الحرب الهوجاء التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، منذ أكثر من عام كامل، ضاربا عرض الحائط كافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، كان الأطفال الأشد ضررا، من جميع النواحي.
وفي السياق ذاته، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أكثر من مرّة، من: "زيادة عدد وفيات الأطفال في غزة جراء البرد القارس ونقص المأوى". آخر تحذيراتها أتى الثلاثاء، عبر بيان، خُصّص للأطفال الرضّع الذين تجمدوا حتى الموت في غزة بسبب البرد الشديد.
She was born 2 weeks ago.
She could not live much longer in the cold tent in Mawasi Khan Younis.
She was found did in the morning. Her heart stopped beating.
According to UN a Palestinian child dies every hour in Gaza. Mostly by Israeli bombing and shelling. But some died… pic.twitter.com/1d9hkabLtr — Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) December 25, 2024
وأوضحت الأونروا: "6 أطفال رضع توفوا بسبب البرد في الأيام الماضية، وقد يموت المزيد بسبب البرد ونقص المأوى ومستلزمات الشتاء الأساسية". فيما طالبت دولة الاحتلال الإسرائيلي، برفع الحصار عن غزة والسماح بتسليم الأغطية والملابس الشتوية.
من جهته، أبرز المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ريكاردو بيريس، عبر تصريح لوكالة "لأناضول"، ارتفاع عدد الرضع الذين توفوا في غزة بسبب البرد الشديد ونقص المأوى إلى 7 أطفال منذ 23 ديسمبر.
إلى ذلك، حذّر بيريس، من ارتفاع الوفيات في صفوف الأطفال حديثي الولادة والرضع والمرضى نظرا لأنهم "يتعرضون لمعاملة غير إنسانية ولا يتمتعون بالوقاية من البرد القارس". مؤكدا في الوقت نفسه أن المنظمة تبذل جهودا مكثفة لتقديم المساعدات اللازمة على الأرض في غزة.
كذلك، استدرك بالقول إن: "قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات المنقذة للحياة محدودة للغاية".
هل تذكرون هذا المشهد؟
اليوم، بالصدفة، بينما كنت أوثّق معاناة النازحين من جديد، التقيت بوالد الطفلة الشهيدة في أحد مخيمات النازحين من مخيم جباليا.
أكثر من عام مضى ونحن نناشد لوقف الحرب على غزة، لكن للأسف، بدلاً من أن تتوقف، تزداد شراستها يومًا بعد يوم. pic.twitter.com/Hr9sPsktmZ — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) December 31, 2024
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قد أعلن، الاثنين، عن ارتفاع عدد الوفيات في صفوف النازحين الذين اضطروا للعيش داخل الخيام بعدما دمرت دولة الاحتلال الإسرائيلي منازلهم إلى 7 بينهم 6 أطفال.
تجدر الإشارة إلى أنه بالتزامن مع الحرب القاسية التي تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي شنّها على كامل الأهالي بقطاع غزة المحاصر، يأثرّ الغزّيين بمنخفض جوّي مصحوب بأمطار غزيرة وكتلة هوائية باردة، ما جعل مُعاناتهم الكارثية تتفاقم أكثر، أمام مرأى العالم، وفي ظل صمت المجتمع الدولي.
وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية على كامل غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
أيضا، يواصل الاحتلال الإسرائيلي مجازره، متجاهلا مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق، يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.