سواليف:
2024-09-20@05:49:19 GMT

إسرائيل بعد 7 أكتوبر

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

#إسرائيل بعد 7 #أكتوبر – #ماهر_أبوطير

آلاف الدراسات والأبحاث والمقالات تمت كتابتها عما يسمى “العبقرية اليهودية” وهي تريد أن تكرس تفوق اليهود، على مستويات مختلفة، تاريخيا، بما يرتبط بسمات جنس محدد فوق البشرية كلها.

هذه العبقرية يراد تعزيزها، من خلال أي تجارب أو نماذج فردية أو جماعية لليهود في دول مختلفة في العالم، ترتبط بعقدة التفوق، أي تفوق الجنس ونظرته إلى بقية الأجناس، وهذا يستند أساسا إلى مبدأ توراتي أي “الشعب المختار، وساهمت العزلة اليهودية في دول العالم، بتعزيز هذه النظرة إلى الذات في سياقات حماية الفرد والمجموع.

إسرائيل الدليل الحي على عدم صدقية نظرية العبقرية اليهودية، وهذا الكلام يقال لمن يصدقون أساسا هكذا ترهات تجعل عرقا أو شعبا أو دينا أو مجموعة فوق بقية البشر، والدليل على أن هذه النظرية مصنوعة في سياقات تعظيم شخصية الإسرائيلي هذا الزمن، إنها تتعامى عن كل محطات الفشل في المشروع الإسرائيلي الحالي، من ضربة السابع من أكتوبر من قطاع غزة، وفي تجارب عسكرية مختلفة، وذلك الفشل الجذري في شرعنة وجود إسرائيل بين ملياري عربي ومسلم، بحيث بقيت كيانا منبوذا لا تخدمه قوته العسكرية، ولا تؤّمن له معاهدات السلام أي ديمومة أساسا، ولا ساعدته كل جهوده العسكرية في الاستقرار ليوم واحد فقط في فلسطين.
الشخصية التي تقوم على فكرة “العبقرية اليهودية” ومبدأ “الشعب المختار” شخصية تصدم بواقع ينفي ذلك، ليكون السؤال اليوم متعلقا بدور الإستراتيجيين الإسرائيليين في الجامعات والمراكز الأكاديمية، والجهات السياسية، ومفكري الاحتلال الأكاديميين والمحللين الأمنيين وغيرهم، في تحليل كلفة الاحتلال على أصحابه أولا، وإذا ما كان كل المشروع الإسرائيلي سوف يستمر حقا، أمام الجبروت الفلسطيني في وجهه، وعداء جوار فلسطين لإسرائيل، وتمركز الكتلة الفلسطينية الضخمة داخل فلسطين ذاتها، وحولها، وما تشهده فلسطين من حرب متواصلة على مدى أكثر من 75 سنة، فشلت فيها إسرائيل في إنهاء الفلسطينيين، الذي يأتي أحفادهم المهاجرون من الجيل الثاني والثالث والرابع من أميركا الجنوبية ويتحدثون بلسان إسباني، لزيارة فلسطين للبحث عن حجارة بيوت أجدادهم.
بكل الحسابات بعيدا عن صناعة الصورة المؤلمة للضحية الفلسطينية، فإن إسرائيل دخلت مرحلتها الأخيرة، مرحلة التفكيك والإنهاء، سواء بوجود عوامل دولية داعمة، كليا أو جزئيا، أو بغياب هذه العوامل، وبوجود قوة متسلطة كليا أو جزئيا على الفلسطينيين، أو بغياب هذه القوة، وبترسيم الحرب داخل فلسطين وحدها، أو بمد مساحاتها إلى كل مكان بشكل غير متوقع في هذه المنطقة، خصوصا، أن ترسيم مساحات الحرب وحدودها، قد لا يبقى تحت السيطرة في مرحلة ما، وستخرج الأمور عن السيطرة كما حدث في تجارب لحروب كبرى. هذه الفوقية لم تضع في حساباتها أن احتمالات الاستمرار، تتراجع يوما بعد يوم، فالجيش الأسطورة يتورط في طين غزة منذ 3 أشهر، ولا يتمكن من وقف إطلاق الصواريخ، بل ويجاهر بأنه بحاجة إلى شهور إضافية، فيما تتضرر كل قطاعات الاحتلال، وعدا قلة إسرائيلية حللت بجرأة وخرجت لتقول إن نهايات إسرائيل قريبة ولن تستمر، إلا أن غالبية الإسرائيليين ما زالوا أسارى أوهامهم الموروثة، ولا يصدقون هذه التحليلات، على الرغم من أن الرياضيات السياسية، تثبتها بكل بساطة، تلك الرياضيات التي يتم توظفيها في حسابات نهضة أي طرف، وزواله لاحقا، وهي تخضع لقواعد تثبت صحتها دوما على مدى التاريخ.
استمرت الحرب أو توقفت غدا، فإن الأهم النتيجة المؤكدة تقول إن إسرائيل بكل اتكائها إلى الأوهام التي صاغت الشخصية الإسرائيلية، لم تعد إسرائيل التي كانت قبل 7 أكتوبر، بما ينسف كل النظريات التي تغذي الاحتلال من “العبقرية” إلى “الشعب المختار”.

مقالات ذات صلة رأيٌ شعبي فلسطيني في الورقة المصرية 2023/12/31

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: إسرائيل أكتوبر

إقرأ أيضاً:

فلسطين.. مشروع قرار أممي لإنهاء الاحتلال والعدوان

تتواصل المساعى الفلسطينية للبحث عن طريق لإنهاء العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية، ولم تتوقف المحاولات منذ عدوان السابع من أكتوبر، مستفيدة من الدعم الدولى للقضية الفلسطينية الذى حقق سابقة تاريخية لأول مرة، بعدما اتفقت العديد من دول العالم على رفض الانتهاكات الإسرائيلية والعدوان على غزة.

آخر الجهود تمثل فى تقديم الوفد الفلسطينى لدى الأمم المتحدة قراراً يدعو لانسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة خلال مدة تصل لـ6 أشهر. يتضمن القرار جدولاً زمنياً للانسحاب، ويدعو لحظر الأسلحة التى تصل إلى المستوطنات الإسرائيلية، وعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم وإنهاء الاحتلال فى غزة والأراضى المحتلة دون إبطاء، وسحب جميع القوات الإسرائيلية من غزة بما فيها محور فيلادلفيا، وتطبيق قرارات محكمة العدل الدولية حول حماية الفلسطينيين.

وطرح المشروع الفلسطينى فكرة إنشاء آلية دولية للتعويض عن الأضرار والخسائر والإصابات الناجمة عن الانتهاكات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة بعد التأكيد على الرأى الاستشارى الذى أصدرته محكمة العدل الدولية فى يوليو الماضى، وجاء فيه أن احتلال إسرائيل للأراضى والمناطق الفلسطينية غير قانونى. وقد يشهد مشروع القرار المؤلف من 8 صفحات تغييرات قبل طرحه للتصويت، وستجرى عملية التصويت قبل توافد زعماء العالم على نيويورك لحضور اجتماعهم السنوى فى المنظمة الدولية.

ورغم رفض إسرائيل للمشروع، تستند فلسطين للزخم الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء العدوان الإسرائيلى ووقف إطلاق النار، فى ظل المأساة الإنسانية التى يعيشها الفلسطينيون فى القطاع المحاصر، ورغم أن القرار ليس ملزماً، فإنه سيساعد بشكل كبير فى إضعاف إسرائيل دولياً.

مقالات مشابهة

  • ترامب: هجمات السابع من أكتوبر على إسرائيل لم تكن لتحدث إذا كنت رئيسا
  • فلسطين.. ارتفاع عدد الشهداء إلى 7 جراء القصف الإسرائيلي لمنزل وسط مدينة غزة
  • أعنف تصعيد منذ 8 أكتوبر.. إسرائيل تنفذ أكثر من 50 غارة جوية على لبنان
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: إسرائيل تفرض سيطرتها على الأراضي المحتلة وتنتهك القانون الدولي
  • مندوب فلسطين في الأمم المتحدة: إسرائيل تنتهك القانون الدولي وتواصل ضم أراضينا
  • الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة مشروع قرار حول فلسطين
  • فلسطين.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 15 مواطنًا من بيت لحم
  • اللواء نصر سالم يكشف لـ «الأسبوع» كيف فجرت إسرائيل أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله؟
  • فلسطين.. مشروع قرار أممي لإنهاء الاحتلال والعدوان
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة