منعت مكبرات الصوت والتجمعات.. مدينة سياحية شهيرة تحاول خفيف تأثير السياح
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تعتزم مدينة فينيسيا في إيطاليا حظر استخدام مكبرات الصوت وتجمعات السياح التي تتجاوز 25 شخصًا، بهدف تخفيف تأثير السياحة الجماعية على المدينة الإيطالية.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، سوف يبدأ تطبيق القواعد الجديدة اعتبارًا من شهر يونيو، وذلك حسبما أعلنته المدينة، عن حظر استخدام مكبرات الصوت بسبب قدرتها على خلق الارتباك والاضطرابات.
وتواجه مدينة فينيسيا ظاهرة السياحة المفرطة، والتي تعتبر واحدة من أكثر الأماكن زيارة في أوروبا، كمشكلة عاجلة. وفي سبتمبر، وافقت فينيسيا على تجربة فرض رسم يبلغ 5 يوروات على الزوار.
وأوضحت إليزابيتا بيسكي، المسؤولة عن أمن المدينة، أن السياسات الجديدة تهدف إلى تحسين إدارة المجموعات المنظمة في المركز التاريخي، مشيرة إلى أن مساحة المدينة تبلغ فقط 7.6 كيلومتر مربع.
ولكنها استقبلت ما يقرب من 13 مليون سائح في عام 2019، وفقًا للمعهد الوطني للإحصاءات الإيطالي. ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الزوار مستويات ما قبل الجائحة في السنوات القادمة.
ويختار المزيد والمزيد من سكان فينيسيا مغادرة المدينة، خوفًا من أن يغمرهم السياح ويغيرهم على طبيعة الجزيرة التاريخية.
وقد أطلقت جمعيات المواطنين في فينيسيا دراسات في أبريل لرصد عدد الأسرة المتاحة للسياح والسكان في المدينة. ووفقًا لأحدث تحديث من إحدى هذه الدراسات، فقد ارتفع عدد الأسرة المتاحة للسياح إلى أكثر من 50 ألف سرير، متجاوزًا بذلك عدد الأسرة المتاحة للسكان المحليين.
في يوليو، أشار خبراء من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلىأن فينيسيا يجب أن تُضاف إلى قائمة المواقع التراثية العالمية في خطر، نظرًا لتأثير تغير المناخ والسياحة الجماعية على المدينة، وذلك بعد أن اتهم خبراء يونسكو السلطات الإيطالية بـ"نقص الرؤية الاستراتيجية" لحل المشاكل التي تواجهها إحدى أجمل المدن الإيطالية.
وفي عام 2021، تم حظر دخول سفن الرحلات السياحية الكبيرة إلى المركز التاريخي لفينيسيا عبر قناة جويديكا بعد حادث تصادم سفينة بالميناء. وكانت الانتقادات قد توجهت أيضًا إلى أن السفن تسبب تلوثًا وتآكلًا لأسس المدينة التي تعاني من الفيضانات المتكررة.
كيف تعاملت الوجهات السياحية الأخرى مع مشكلة السياحة ؟ليست فينيسيا هي الوحيدة في إيطاليا وأوروبا التي تحاول معالجة المشاكل المتعلقة بالسياحة، في فلورنسا المجاورة، حظرت السلطات إقامة شقق "إيربنب" واستئجارات العطلات القصيرة في مركز المدينة التاريخي.
وفي عام 2019، فرضت العاصمة الإيطالية روما غرامات تستهدف السياح، حيث يُحظر على الرجال أن يكونوا عراة في الأماكن العامة، ويحظر تعليق ما يسمى "قفل الحب" على الجسور، وتشديد الرقابة على تناول الطعام الفوضوي بالقرب من المعالم السياحية الشهيرة مثل نافورة تريفي.
وفي قرية بورتوفينو الصيد الجميلة، التي تقع على الريفييرا الإيطالية، فقد فرضت مناطق لا يُسمح فيها بالانتظار في الأماكن المثالية للتقاط الصور، ويتعرض السياح المتحمسون للإنستجرام لغرامات تصل إلى 275 يورو إذا استمروا وقتًا طويلاً لالتقاط السيلفي المثالي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانتقادات الاضطراب الارتباك الدراسات التراث الثقافة
إقرأ أيضاً:
تحاول فرض “الموازية” بقوة السلاح.. الدعم السريع تواصل قصف المدنيين في الفاشر
البلاد – الخرطوم
وسط انهيارات متتالية لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، تسعى الميليشيا بشكل محموم لتحقيق انتصار عسكري في مدينة الفاشر، تُقيم به واقعاً سياسياً جديداً يُحيي مشروع “الحكومة الموازية” الذي أعلنت عنه خارج البلاد دون اعتراف دولي يُذكر. هذا التصعيد ترافق مع تقرير أمريكي حذّر من اتساع رقعة الحرب وعدم وجود مؤشرات على وقف قريب لإطلاق النار، فيما تكشف الوقائع عن استخدام الدعم السريع سياسة الأرض المحروقة، من القصف المدفعي المكثف الذي قتل عشرات المدنيين في الفاشر، إلى فرض الحصار على السكان في منطقة الصالحة جنوب أم درمان، في مشهد يعكس انفلاتًا ميدانيًا كاملًا وافتقارًا لأي ضوابط قانونية أو أخلاقية في سلوك الميليشيا التي تُراهن على معادلة العنف لفرض واقع سياسي مرفوض.
فقد أعلنت الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر استشهاد 47 مدنيًا وإصابة العشرات، نتيجة قصف مدفعي مكثف نفذته ميليشيا الدعم السريع على أحياء المدينة. البيان أوضح أن نحو 250 قذيفة من عيار 120 ملم أُطلقت على المدنيين، ما أوقع مجزرة مروعة، بينهم 10 نساء، منهن 4 احترقن داخل منازلهن، وأخريات قُتلن أثناء التنقل. ويأتي هذا التصعيد ردًا على الهزائم المتلاحقة التي تكبدتها الميليشيا خلال الأسبوعين الماضيين، ما جعلها تتبنى سياسة انتقامية مفتوحة ضد السكان.
في المقابل، نفذ الجيش السوداني ضربة نوعية شمال الفاشر، دمّر خلالها منصة مدافع تابعة للميليشيا، تضم مدفعين من عيار 120 ملم وآخرين من عيار 82 ملم، كانت تستهدف الأحياء السكنية. وأسفرت الضربة عن مقتل جميع أفراد الطاقم وعدد من المرافقين.
هذا التصعيد ليس معزولًا، إذ تواصل قوات الدعم السريع منذ أيام قصفها المدفعي العشوائي على مدينة الفاشر، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، كما أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق مقتل نحو 400 شخص في مخيم زمزم للنازحين، شمال دارفور، بعد هجوم شنته الميليشيا عليه وسيطرتها على المخيم.
وفي مدينة الصالحة جنوب أم درمان، تفرض ميليشيا الدعم السريع حصارًا خانقًا على السكان، مانعة إياهم من التوجه إلى الأسواق أو شراء الغذاء والدواء. وأكدت لجان أحياء الصالحة أن القوات، التي يقودها الجنرال “قجة” وتضم مرتزقة من دولة مجاورة، ترتكب جرائم اختطاف وقتل، وتطلق النار على المدنيين لأتفه الأسباب.
وفي تحليل حديث لمشروع بيانات النزاعات المسلحة (ACLED)، حذر الخبراء من أن لا مؤشرات لوقف قريب للحرب في السودان، مع تصاعد الانقسامات المسلحة داخليًا، وتزايد التعقيدات الجيوسياسية. وخلص التحليل إلى أن الدعم السريع، بعد تراجعها الكبير في الخرطوم، تحاول كسب المعركة في دارفور، ولا سيما في الفاشر، كمحاولة لإحياء مشروعها السياسي المتمثل في فرض حكومة موازية على الأرض.
غير أن اعتماد الميليشيا على تحالفات قبلية هشة وارتكابها لانتهاكات مروعة أضعف قدرتها على الحفاظ على أي نفوذ مستدام، بينما يواصل الجيش السوداني تعزيز مواقعه وتوسيع سيطرته الميدانية.
وفي ظل معطيات كهذه، يبدو أن الدعم السريع تمضي نحو نهايات دامية، مدفوعة بهاجس إثبات وجود سياسي بأي ثمن. لكن التضحية بالمدنيين لن تصنع شرعية، والميدان لا يعترف إلا بالقوة النظامية، والدولة الواحدة، والجيش الواحد.