موقع النيلين:
2024-07-06@23:01:49 GMT

إبراهيم عثمان: مفارقات حربية

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT


□ لا يقيم المتمردون في مناطق “سيطرتهم” نماذج يتوفر لها أدنى قدر من الجاذبية التي تغري سكان المناطق الأخرى بالترحيب بتقدمهم إليها، أو على الأقل تقنعهم بأن تقدمهم إليها لن يكون أم الكوارث.

□ هذا متوقع ومفهوم، لكن غير المفهوم أن يخاطب إعلاميو التمرد – كالمدعو عبد المنعم الربيع على سبيل المثال – المناطق الآمنة بلغة التهديد والوعيد، وبأن سكانها ( سيرون من الدعم السريع عند وصوله إليهم ما لم يروا مثله من قبل)، وفي كذب فاجر مستفز يقول بأنهم ( لن يحتاجوا إلى اغتصاب النساء لأنهن سيكن متاحات لهم، طوعاً ورغبةً، كما كان غيرهن في الخرطوم ومدني ) !

□ بدون تواجد للجيش في ( بعض ) المناطق، وبدون قتال معه، يحولها المتمردون إلى ساحات حرب إجرامية على المواطنين لا التزام فيها بأي قانون، حتى قانون الحرب، وتشهد القتل، والاغتصاب، والخطف، والسلب والنهب، والنزوح والتهجير، والتخريب الشامل، وتبدو وكأنها شهدت حرباً ضروساً أُستُعمِلت فيها أفتك الأسلحة ! هذه ( حقيقة مطلقة ) يقوم كل خطاب قحت المركزي على فكرة تحويلها إلى ( حقيقة نسبية ) هامشية باهتة تكفي إزاءها الإدانات المتأخرة الباردة المصحوبة بدعوات التعايش!

□ من شدة لصوصية ضباط وجنود الدعم السريع، والمرتزقة الأجانب، فإن اقترابهم من منطقة، يعني لكافة المواطنين، حتى القحاطة منهم، اقتراب الحرامية.

ولهذا تحدث أكبر عمليات نقل وتخبئة للأموال. □ لولا أن القحاطة مكابرون مدلسون، فإن ( إداناتهم الباردة ) المصحوبة بدعوات ( التعايش ) و(عدم المقاومة) كان يجب أن تفعِّل شعارهم ( سلمية سلمية ضد الحرامية )، وتعطيه معنىً حقيقياً، ومعبراً تماماً عن موقفهم، وبعيداً عن النكاية السياسية وألاعيب الشيطنة!

□ لا تأتي قحت المركزي على سيرة الحرب الأهلية والإثنية مقرونةً بأي قول أو فعل للمتمردين، ولا تحذر من تحول الحرب إلى حرب أهلية وإثنية عندما ( يستبيح ) المتمردون القرى الآمنة المسالمة، ويرهبون أهلها وينهبونهم ويفعلون بهم الأفاعيل، لكن بمجرد تفكير سكان هذه القرى في حماية أرواحهم وأعراضهم وأموالهم تبدأ العويل والتحذير من هؤلاء المواطنين ( المجرمين أصحاب الأجندة السياسية ) الذين يريدون ( تحويل ) الحرب إلى حرب أهلية وإثنية!

□ أقوى وأظهر تجسيد لـ ( جاهزية سرعة حسم ) : يأتونك في بيتك، يكسرون بابه بضربة صاعقة، وينتشرون ( بسرعة ) في أنحاء المنزل وبنادقهم مصوبة إلى الرؤوس، وأعينهم تنطق بالشر، و( جاهزيتهم ) لقتل سكان المنزل ليست محل شك، يطلبون ( بحسم ) مفتاح السيارة إن كانت هناك سيارة، ويطلبون الذهب والمال، ولا يقبلون أي زعم بعدم وجودهما، فتعطيهم المتوفر، وتسمح لهم بالتفتيش الدقيق ليتأكدوا من أنك لست لصاً قد خبأ منهم بعض الأموال!
□ في مداخلة تلفزيونية قال مستشار الدعم السريع يوسف عزت ( هناك تصخيم، فمن يحتلون البيوت لن يأخذوها معهم )، لن نبهت الدعم السريع ولن نتجنى عليه إن قلنا: لولا قوانين الطبيعة التي تمنعهم من أخذ الأرض والجدران ونقلها، لما ردعهم قانون، أو لجمتهم قيمة، أو منعهم مبدأ من أخذها، تماماً كما أخذوا محتوياتها!

□ الفرق الأساسي بين عامة المواطنين وجماعة المركزي هو أن المواطنين قد اختبروا وعود الدعم السريع في هذه الحرب، ووصلوا إلى قناعة تامة بأنه كاذب في كل وعوده، خاصةً وعده بتأمينهم وحفظ أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، بينما تركز قحت المركزي على وعده بتسلبمها السلطة، وترى أن مناط الحكم النهائي على الدعم السريع يجب أن يتركز على هذا الوعد!

إبراهيم عثمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان

القاهرة- وكالات

ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 136 ألف شخص فروا من ولاية سنار، جنوبي شرق السودان، منذ أن بدأت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات على بلدات، فيما أعلن الجانبان المتقاتلان تحقيق انتصارات في مواقع مختلفة.

وينضم هؤلاء إلى نحو 10 ملايين سوداني فروا من ديارهم منذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل 2023، والتي رافقتها اتهامات بارتكاب أعمال "تطهير عرقي" وتحذيرات من مجاعة، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بأنحاء البلاد.

وبدأت قوات الدعم السريع في 24 يونيو حملة عسكرية للاستيلاء على مدينة سنار، وهي مركز تجاري، لكنها سرعان ما تحولت إلى مدينتين أصغر، هما سنجة والدندر، مما أدى إلى نزوح جماعي من المدن الثلاث، خاصة إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.

وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً من جميع الأعمار يخوضون عبر النيل الأزرق.

ويقول ناشطون في الولايتين إن هناك القليل من أماكن الإيواء أو المساعدات الغذائية للوافدين.

القضارف.. أمطار بدون خيام

وفي القضارف، واجه القادمون هطول أمطار غزيرة بينما تقطعت بهم السبل في السوق الرئيسية بالعاصمة من دون خيام أو أغطية، بعد أن أخلت الحكومة المدارس التي كانت مراكز إيواء للنازحين، حسب ما ذكرت إحدى لجان المقاومة المحلية السودانية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إنه منذ 24 يونيو، نزح ما إجماليه 136 ألفاً و130 شخصاً من سنار.

وتؤوي الولاية بالفعل أكثر من 285 ألف شخص نزحوا من الخرطوم والجزيرة، مما يعني أن كثيرين ممن غادروا في الأسبوعين الماضيين كانوا ينزحون على الأرجح للمرة الثانية أو الثالثة.

وأضافت المنظمة أيضاً أن قرى ولاية القضارف، وهي واحدة من بضعة أهداف محتملة لحملة قوات الدعم السريع، شهدت كذلك خروجاً جماعياً.

الفاشر وجبل مرة

وفي غرب البلاد، قال ناشطون محليون إن 12 شخصاً على الأقل لاقوا حتفهم بنيران مدفعية على سوق للماشية، الأربعاء، في مدينة الفاشر التي تشهد منذ شهور قتالاً بين الجانبين.

وتسبب القتال في نزوح عشرات الآلاف باتجاه الغرب إلى طويلة وجبل مرة، وهما من المناطق التي تُسيطر عليها إحدى أكبر الجماعات المتمردة في السودان بقيادة عبد الواحد النور الذي عرض، الخميس، أن تتولى قواته تأمين الفاشر إذا انسحب منها الجانبان.

وقال عبد الواحد النور، في بيان، إن الفاشر، التي ذُكرت مع مخيم زمزم المجاور لها ضمن 14 موقعاً أشار مراقبون إلى أنها تقترب من المجاعة، يمكن أن تستأنف حينها دورها كمركز لتوصيل المساعدات الإنسانية.

ولم يُعلق الجيش على العرض عندما طلبت منه "رويترز" التعقيب، في حين قال مصدر في قوات الدعم السريع إنها قبلتها من حيث المبدأ وتأمل أن يقبلها الجيش والقوات المتحالفة معه وأن يخرجوا من المدينة.

تحرير الدندر

على الصعيد الميداني، أعلن حاكم إقليم دارفور السوداني منّي أركي مناوي، الخميس، نجاح الجيش السوداني في تحرير مدينة الدندر بولاية سنار في شرق البلاد من قوات الدعم السريع.

وقال مناوي، عبر فيسبوك، إن الجيش حرر المدينة بالتعاون مع القوة المشتركة، وإنه بسط تأمينها على المؤسسات والمناطق السكنية، "بعد أن تعرضت للاستباحة الكاملة من مليشيات الدعم السريع وتم قتل وتشريد مواطنيها ونهب البنوك ومحاولة تدمير البنى التحتية ومعالم الحياة البرية".

وأضاف في المنشور الذي أرفقه بمقطع فيديو لقوات عسكرية: "سنؤكد للجميع استعدادنا لمقاومة مشروع تدمير استقرار المواطنين ومضاعفة معاناتهم وسنقف على كل الجبهات لأداء واجباتنا الوطنية من أجل حماية البلاد".

الجيش يدافع عن سنجة

ونقلت وكالة أنباء العالم العربي (AWP) عن متحدث باسم حكومة ولاية سنار أن قوات الجيش نجحت في التصدي لمحاولات قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة سنجة عاصمة الولاية، وإن أكد استيلاء الدعم السريع على نحو 30% من سنجة بينها أحياء الشمال والشرق وجزء من الحي الجنوبي.

وقال محمد البشر، في المقابلة التي جرت عبر الهاتف، إن "مجمل الأوضاع في ولاية سنار الآن بخير وتحت السيطرة، وشهدت مدينة سنجة دخول مليشيا الدعم السريع في بعض الأحياء وتصدت لها القوات المسلحة في معركة كبيرة استبسلت فيها القوات المسلحة.. ولا تزال المعارك تدور في مدينة سنجة".

وكانت قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش في أنحاء متفرقة من السودان، أعلنت سيطرتها على سنجة عاصمة ولاية سنار، بما في ذلك مقر رئاسة الحكومة وقيادة الجيش بالولاية بعد أن توغلت إلى منطقة جبل موية الاستراتيجية.

وأشار البشر إلى ما وصفها بأنها "خسائر فادحة" للمدينة وأهلها جراء الاشتباكات، واتهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال نهب والاستيلاء على سيارات المواطنين وممتلكاتهم والأسواق والفنادق، ودخول المستشفى الكبير في سنجة.

واتهم الدعم السريع بممارسة ما وصفه بـ"نوع من التصفية في صفوف المواطنين وقيادات الشرطة".

غرب كردفان

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها حققت انتصاراً جديداً، الخميس، "بتحرير اللواء 92 (الميرم) التابع للفرقة 22 مشاة بولاية غرب كردفان".

وأضافت أنها "بسطت سيطرتها الكاملة على المنطقة" وتمكنت من "تحرير المدينة الاستراتيجية (الميرم) والاستيلاء على عتاد عسكري وأسلحة متنوعة وذخائر.  

مقالات مشابهة

  • الجيش يعلن إسقاط طائرة مسيرة لقوات الدعم السريع “فيديو”
  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • حالة إنسداد!!
  • متحدث باسم تنسيقية تقدم السودانية لـAWP: لسنا واجهة سياسية للدعم السريع
  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • وفيات جراء غرق سودانيين أثناء هربهم من الحرب.. بينها عائلات كاملة
  • البرهان: مسلحون من تنظيم الدولة يقاتلون مع قوات الدعم السريع
  • مناوي: الدعم السريع نصب مدافعه بمنازل المواطنين في الفاشر وتركهم في العراء تحت الأمطار والبرد
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • 25 نازحا سودانيا فروا من الحرب فغرقوا في النيل الأزرق