موقع النيلين:
2025-01-12@06:37:48 GMT

إبراهيم عثمان: مفارقات حربية

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT


□ لا يقيم المتمردون في مناطق “سيطرتهم” نماذج يتوفر لها أدنى قدر من الجاذبية التي تغري سكان المناطق الأخرى بالترحيب بتقدمهم إليها، أو على الأقل تقنعهم بأن تقدمهم إليها لن يكون أم الكوارث.

□ هذا متوقع ومفهوم، لكن غير المفهوم أن يخاطب إعلاميو التمرد – كالمدعو عبد المنعم الربيع على سبيل المثال – المناطق الآمنة بلغة التهديد والوعيد، وبأن سكانها ( سيرون من الدعم السريع عند وصوله إليهم ما لم يروا مثله من قبل)، وفي كذب فاجر مستفز يقول بأنهم ( لن يحتاجوا إلى اغتصاب النساء لأنهن سيكن متاحات لهم، طوعاً ورغبةً، كما كان غيرهن في الخرطوم ومدني ) !

□ بدون تواجد للجيش في ( بعض ) المناطق، وبدون قتال معه، يحولها المتمردون إلى ساحات حرب إجرامية على المواطنين لا التزام فيها بأي قانون، حتى قانون الحرب، وتشهد القتل، والاغتصاب، والخطف، والسلب والنهب، والنزوح والتهجير، والتخريب الشامل، وتبدو وكأنها شهدت حرباً ضروساً أُستُعمِلت فيها أفتك الأسلحة ! هذه ( حقيقة مطلقة ) يقوم كل خطاب قحت المركزي على فكرة تحويلها إلى ( حقيقة نسبية ) هامشية باهتة تكفي إزاءها الإدانات المتأخرة الباردة المصحوبة بدعوات التعايش!

□ من شدة لصوصية ضباط وجنود الدعم السريع، والمرتزقة الأجانب، فإن اقترابهم من منطقة، يعني لكافة المواطنين، حتى القحاطة منهم، اقتراب الحرامية.

ولهذا تحدث أكبر عمليات نقل وتخبئة للأموال. □ لولا أن القحاطة مكابرون مدلسون، فإن ( إداناتهم الباردة ) المصحوبة بدعوات ( التعايش ) و(عدم المقاومة) كان يجب أن تفعِّل شعارهم ( سلمية سلمية ضد الحرامية )، وتعطيه معنىً حقيقياً، ومعبراً تماماً عن موقفهم، وبعيداً عن النكاية السياسية وألاعيب الشيطنة!

□ لا تأتي قحت المركزي على سيرة الحرب الأهلية والإثنية مقرونةً بأي قول أو فعل للمتمردين، ولا تحذر من تحول الحرب إلى حرب أهلية وإثنية عندما ( يستبيح ) المتمردون القرى الآمنة المسالمة، ويرهبون أهلها وينهبونهم ويفعلون بهم الأفاعيل، لكن بمجرد تفكير سكان هذه القرى في حماية أرواحهم وأعراضهم وأموالهم تبدأ العويل والتحذير من هؤلاء المواطنين ( المجرمين أصحاب الأجندة السياسية ) الذين يريدون ( تحويل ) الحرب إلى حرب أهلية وإثنية!

□ أقوى وأظهر تجسيد لـ ( جاهزية سرعة حسم ) : يأتونك في بيتك، يكسرون بابه بضربة صاعقة، وينتشرون ( بسرعة ) في أنحاء المنزل وبنادقهم مصوبة إلى الرؤوس، وأعينهم تنطق بالشر، و( جاهزيتهم ) لقتل سكان المنزل ليست محل شك، يطلبون ( بحسم ) مفتاح السيارة إن كانت هناك سيارة، ويطلبون الذهب والمال، ولا يقبلون أي زعم بعدم وجودهما، فتعطيهم المتوفر، وتسمح لهم بالتفتيش الدقيق ليتأكدوا من أنك لست لصاً قد خبأ منهم بعض الأموال!
□ في مداخلة تلفزيونية قال مستشار الدعم السريع يوسف عزت ( هناك تصخيم، فمن يحتلون البيوت لن يأخذوها معهم )، لن نبهت الدعم السريع ولن نتجنى عليه إن قلنا: لولا قوانين الطبيعة التي تمنعهم من أخذ الأرض والجدران ونقلها، لما ردعهم قانون، أو لجمتهم قيمة، أو منعهم مبدأ من أخذها، تماماً كما أخذوا محتوياتها!

□ الفرق الأساسي بين عامة المواطنين وجماعة المركزي هو أن المواطنين قد اختبروا وعود الدعم السريع في هذه الحرب، ووصلوا إلى قناعة تامة بأنه كاذب في كل وعوده، خاصةً وعده بتأمينهم وحفظ أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، بينما تركز قحت المركزي على وعده بتسلبمها السلطة، وترى أن مناط الحكم النهائي على الدعم السريع يجب أن يتركز على هذا الوعد!

إبراهيم عثمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تقصف الفاشر.. ومعارك عنيفة شمالي الخرطوم

أعلن ناشطون سودانيين، الجمعة، سقوط 4 قتلى وإصابة 10 آخرين جراء قصف مدفعي من قوات الدعم السريع، على معسكر "أبو شوك" للنازحين بمدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد.

وقالت "لجان مقاومة الفاشر" في بيان، إن "الدعم السريع، قصفت معسكر أبو شوك للنازحين، ظهر الجمعة"، حيث أدى القصف إلى "مقتل أربعة أشخاص وجرح أكثر من 10 شخص ، وهم في طريقهم لأداء صلاة الجمعة"، وفق البيان.

من جانبها، قالت التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور في بيان، "قصفت الدعم السريع، مدفعيا، أجزاء واسعة من معسكر أبو شوك بالفاشر".



وتزامن القصف المدفعي مع توقيت صلاة الجمعة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المواطنين العزل، وفق البيان.

وتشهد الفاشر، منذ 10 أيار/ مايو الماضي، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس (غرب).

وفي العاصمة الخرطوم تواصلت الاشتباكات المسلحة في السودان بين قوات الجيش و"الدعم السريع" بمدينة بحري شمال المدينة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، تقدم الجيش في بحري واستطاع استعادة معظم أحياء المدينة الشمالية بينها الحلفايا وشمبات و الكدرو من سيطرة قوات "الدعم السريع".



ووسط العاصمة، نجح الجيش في التقدم حتى وصل إلى منطقة المقرن، حيث لا تزال المعارك مشتعلة بغرض السيطرة على المنطقة التي تضم القصر الرئاسي.

وتحاول قوات الدعم السريع التي تسيطر على جنوب ووسط الخرطوم الدفاع عن مواقعها باستخدام المدفعية وبمساعدة القناصة المتمركزين في المباني العالية.

وبعد إحكام الجيش سيطرته على أجزاء كبيرة بمدينة أم درمان شمال الخرطوم، عبر الجيش جسر "الحلفايا" على نهر النيل وبدأ التقدم في بحري في 26 أيلول/ سبتمبر الماضي، في عملية كبيرة بالتزامن مع عبوره جسري "الفتيحاب والنيل الأبيض" إلى وسط الخرطوم.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

مقالات مشابهة

  • بعد سقوطها..قائد الدعم السريع يتعهد باستعادة مدينة ود مدني في السودان
  • هزيمة الدعم السريع.. ثاني أكبر مدن السودان تتحرر
  • نيالا تشهد شيوع السلب والنهب من قبل مليشيا الدعم السريع
  • العقوبات الأمريكية على الدعم السريع والإسلاميين بين الاحتفاء والحيادية
  • مصطفى بكري: انتصار الجيش السوداني وتحريره «ود مدني» بداية السقوط لميليشيا الدعم السريع
  • لجان مقاومة الفاشر: مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك
  • جدوى العقوبات الأمريكية ضد الدعم السريع
  • الدعم السريع تقصف الفاشر.. ومعارك عنيفة شمالي الخرطوم
  • عقوبات أميركية على قائد الدعم السريع.. ماذا وراءها؟
  • مواقف لن يسامحها المواطن للدعم السريع !!!!