حديث أسماء بنت عميس «بئس العبد».. معناه وصفة ينبغي الحذر منها
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
حذر الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، عن صفة مذمومة ثابتة في حديث أسماء بنت عميس، ينبغي للمسلم أن يحذرها وهو يستقبل عامًا جديدًا.
حديث أسماء بنت عميس «بئس العبد»وشرح علي جمعة حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها، الذي تقول فيه : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ وَنَسِىَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاعْتَدَى وَنَسِىَ الْجَبَّارَ الأَعْلَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سَهَا وَلَهَا وَنَسِىَ الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا وَطَغَى وَنَسِىَ الْمُبْتَدَا وَالْمُنْتَهَى ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهَاتِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَوًى يُضِلُّهُ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ ».
وبين: « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ» أي يتكبر ويتخيل في نفسه غير الحقيقة، ويتصور نفسه شيئًا وهو عند الله لا يساوي جناح بعوضة إن كان من الكافرين أو المنافقين، ولكنه ثقيل في الميزان إن كان من المؤمنين.
وأوضح علي جمعة: «وَنَسِىَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ» إذًا من آثار الكبر ومن آثار الباطن أن ينسى الإنسان ربه سبحانه وتعالى ونسيان الله ضده الذكر والذكر كما يكون باللسان يكون بالقلب والجنان ويكون بالجوارح والأبدان ويكون بالعقل والفؤاد ويكون بالروح حيث يطلب العبد من ربه أن يرفع عنها الحجاب حتى ترى الحق حقًا وترى الباطل باطلاً لكن الإنسان إذا نسي الكبير المتعال فإنه يتكبر ، اعرف نفسك بالعجز والقهر تعرف ربك بأنه كامل وبأنه قاهر وأنت مقهور.
رسول الله ﷺ يقول «بِئْسَ الْعَبْدُ» ويكررها في هذا الحديث تسع مرات كأنه يحذر مرة بعد أخرى بعد أخرى بعد أخرى على تلك الصفات التي سنسمعها من رسول الله ﷺ « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ وَنَسِىَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ» ، الثانية « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاعْتَدَى وَنَسِىَ الْجَبَّارَ الأَعْلَى» سبحانه وتعالى.
«بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سَهَا وَلَهَا وَنَسِىَ الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى» الإنسان ينسى ربه وينسى حقائق الكون العليا أنه سوف يموت ؛ والموت يأتي فجأة لا يفرق بين شاب وشيخ ، ولا بين كبير وصغير ، ولا بين غني وفقير ، ولا بين طاغٍ وباغٍ ، ولا بين مؤمن ومنافق ، لكل أجل مستقر ﴿لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾.
«بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا وَطَغَى وَنَسِىَ الْمُبْتَدَا وَالْمُنْتَهَى» انظر إلى هذه المعاني عتى عن أمر ربه وطغى على عباد الله (وَنَسِىَ الْمُبْتَدَا وَالْمُنْتَهَى) حقائق الكون الكبرى من أين أنت أيها الإنسان؟ وإلى أين تسير؟ نسي ذلك كله ، «بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهَاتِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَوًى يُضِلُّهُ ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ » والرُغب الحرص على الحياة الدنيا وارتكاب الحرام من أجل تحصيلها، وعدم القناعة والرضا بما قد رزق الله سبحانه وتعالى ووهب ، طموح في غير محله ولا في حلاله ، «بِئْسَ الْعَبْدُ» كلمة بليغة تشمل كل العبيد المؤمن والكافر.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء: هيا بنا إلى عصرنا لنرى تلك الصفات التي ينسى فيها العبد ربه، والذي يحركه الطمع والحرص على الحياة الدنيا ، ويضله عن الحق هواه ، والنبي ﷺ يقول : «إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعِ الْعَوَامَّ» ، ويخاطبك في ذاتك فيقول: « لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا » ، يخاطبك ويجعل التغيير لك ويبدأ من عندك بأن تغير حياتك مع ربك فيقول : «يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ» ابدأ بنفسك ثم بمن يليك، ابدأ بنفسك وَحاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء علی جمعة ال ع ب د ولا بین
إقرأ أيضاً:
خطط لإنهاء حياته وفي الطريق مات في حادث هل سيعاقبه الله؟.. علي جمعة يجيب
وجهت إحدى الفتيات سؤالا، إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (شخص نوى وخطط للانتحار لكن سبقه قدره ومات بحادث.. كيف سيحاسب؟
وقال الدكتور علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن هذا الأمر ينطبق عليه المثل الذي يقول (لو صبر القاتل على المقتول) فالله لا يحاسبنا فيما حدثت به أنفسنا.
وأضاف أن الفقهاء يقولون (مراتب القصد خمسة: هاجس ذكر فخاطر فحديث النفس فاستمع، يليه هم فعزم كلها رفعت سوء الأخير ففيه الأخذ قد وقع).
وأشار إلى أن المعنى أن القصد للإنسان مرتب على خمس درجات، الدرجة الأولى أن يغمض عينيه ويرى زجاجة خمر أمامه فهذا هو الهاجس، فإذا ثبتت صورة الخمر أمام عينيه فهذا هو الخاطر، ولو حدثت نفسه أن يجرب الخمر فهذا حديث النفس، فإذا عزم على التجربة في الواقع وعزم على الشرب، فهنا سيحاسب على هذه النية للعزم على شرب الخمر، أما ما قبل العزم فلن يحاسبه الله عليه.
وأوضح أنه بالنسبة لواقعة السؤال فإنه سيحاسب أمام الله لأن الأمر وصل معه إلى مرحلة النية وعزم على الفعل.
حكم الانتحارأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن طلب الرّاحة في الانتحار وهم، وترسيخ الإيمان، والحوار أهم أساليب العلاج، مشيرًا إلى أنجعل الإسلام حفظ النفس مقصدًا من أَولىٰ وأعلىٰ مقاصده حتىٰ أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي علىٰ حياته ويحفظها من الهلاك.
وقال المركز عبر صفحته بـ«فيسبوك»، أن الإسلام جاء بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها،لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته.
وتابع: ولكن الحق علىٰ خلاف ذلك، لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر لا مقر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية لا نهايتها.
وأشار إلى أن الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ» [البلد: 4]، وقال عز من قائل: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» [الأنعام: 165]، موضحًا:وهذا بلا شك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر علىٰ الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها.
ولفت إلى أن المؤمن يرىٰ وجود الشَّدائد والابتلاءات سُنّة حياتيّة حتميّة، لم يخلُ منها زمانٌ، ولم يسلم منها عبد من عباد الله؛ بَيْدَ أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّر أخرىٰ، بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرىٰ، قال سُبحانه: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ» [الأنبياء: 35]،ويعلم حقيقة الابتلاء الذي يحمل الشَّر من وجه، ويحمل الخير من وجوه؛ إذ لا وجود لشرٍّ محض.
وواصل: ويستطيع ذَووا الألباب أن يُعددوا أوجه الخير في كل محنة، والله سبحانه وتعالىٰ قال عن حادثة الأفك في القرآن الكريم: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...» [النور: 11]، رغم ما كان فيها من الشِّدة والبلاء علىٰ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وزوجه أم المؤمنين السّيدة عائشة رضي الله عنها، والمجتمع الإسلامي كله.