موقع النيلين:
2024-09-16@23:30:02 GMT

كرت البرهان الذي لا ينبغي تضييعه

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT


الحرب في بلادنا لم تبُح بكل أسرارها بعد، فما يزال هناك غموضٌ يلف كثيراً من المواقف والوقائع المتصلة بها منذ إنطلاقة شرارتها الأولى وحتى ما تمّ تداوله عن ظهور قائد التمرد في جولة إفريقية قبل أيام، وذلك برغم اجتهادات الصحفيين ومحاولاتهم لفك شفرة الكثير من تلك الأسرار.

□ منذ الأسبوع الأول من الحرب، قال رعاتها الدوليون والإقليميون (الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في الإقليم)؛ إن هذه الحرب ليس فيها طرف منتصر وأن أمدها سوف يطول، وأنها قد تتحول إلى حرب أهلية، وقد يتمدد أثرها السالب إلى الإقليم، وذلك في سياق حيثياتهم للمطالبة والضغط لوقفها عن طريق عقد صفقة بين (الجنرالين) !!

□ والحقيقة أن ما قالوه قد وقع بالفعل، إن لم يكن وقع الحافر على الحافر في صورته العامة، فبما هو قريب منه، فأمد الحرب تطاول خلافاً لتوقعات الكثيرين، ولم يتمكن الجيش السوداني، حتى الآن، من حسم التمرد والقضاء عليه، بل إن مناطق نفوذ التمرد إتسعت لتشمل ولايات دارفور، وبعض ولايات كردفان فضلاً عن ولاية الجزيرة، وما يزال التهديد لبقية الولايات قائماً، ولم يبق مما “حذر” منه الكفلاء – وعملوا على تحقيقه في نفس الوقت – إلاّ إندلاع الحرب الأهلية، التي كانوا ومازالوا يعملون لحدوثها، وأهم أدواتهم في ذلك هي إحداث إنقسام عِرقي وسط القوات المسلحة، وفجوة ثقة بينها وبين بقية أبناء الشعب السوداني، فهم يخططون لكي يفقد الجيش الثقة في قدرته على الحسم العسكري، ويفقد الشعب السوداني الثقة في جيشه، فينهار الجيش وتنهار الدولة!!

□ في طيات محنة سيطرة المتمردين على عاصمة ولاية الجزيرة وتمددهم في بقية أنحاء الولاية، وبعدما عاثوا في الولاية من نهب وقتل وترويع وما مارسوه من إنتهاكات، ظهرت منحة “المقاومة الشعبية” إذ بدون ترتيب يذكر من أية قوة سياسية بدأت قيادات شبابية وشعبية في تنظيم صفوف أهلها في عدد من ولايات السودان، وخاصة في الشمال والشرق والوسط وفي ولاية الجزيرة نفسها وفي كردفان، وإعدادهم للدفاع عن أعراضهم وأموالهم بالتدريب والتسليح، وخاطبت تلك القيادات المجتمعية قيادات الفرق العسكرية في مناطقها لتسليح المستنفرين والإشراف على قيادتهم الميدانية.

□ حتى الآن جاءت استجابة القيادات التنفيذية والعسكرية في مناطق الاستنفار للمقاومة الشعبية متفاوتة وفوق الوسط، وإن كانت في حدود المعقول، ويُستشف من ذلك أن الضوء الذي منحته القيادة العليا للدولة كان ضوءً أصفراً، فالقيادة العسكرية العليا ما تزال – وهذا من باب التحليل – تعطي اعتباراً لما ينصح به كفلاء التمرد ورعاته حين يُقدمون أنفسهم بمدخل الحريص على مصلحة السودان الراغب في أن “لا يتحول الصراع إلى حرب أهلية” !!

□ لقد بات من الواضح أن رعاة التمرد يسابقون الوقت لكي يضعوا حداً للحرب في السودان نظراً لتطورات محلية وأخرى دولية متسارعة، لسنا الآن بصدد الخوض في تفاصيلها، لكنها قد تقلب الموازين في غير صالحهم، وقد جاءت جولة “البو” في عدد من دول الإيغاد في هذا السياق. ولأن الرعاة والكفلاء يخططون لأن تكون كفة التمرد هي الراجحة في أية مفاوضات قادمة، فقد تصاعدت وتيرة الدعم العسكري والمالي للتمرد خلال الشهور القليلة الماضية حتى يستطيع تجنيد أكبر عدد من المقاتلين والمرتزقة وحتى يحصل على تسليح نوعي يحقق له تفوقاً عسكرياً، ولو بشكل غير استراتيجي.

□ وإذا سارت الأمور وفق ما يخطط له رعاة التمرد، فإن قائد التمرد حين يلتقي الرئيس البرهان في اللقاء الذي يجري الإعداد له، سيمد رجليه وربما لسانه ساخراً من المطالبة له بتنفيذ ما سبق وأن وقع عليه في جدة شهر مايو الماضي، وسيصر إصراراً ويلح إلحاحاً على فرض شروطه التي أفشلت جولة مفاوضات جدة الأخيرة وربما زاد عليها !!

□ وعليه وفي ضوء ما تقدم، يتعين على الرئيس البرهان أن لا يفرِّط في كروت القوة التي ما تزال في يده أو تلك التي جاءته منحة من رب كريم، وأعني بذلك نجاح الجيش في الحفاظ على أسلحته الرئيسية في ولاية الخرطوم تحت سيطرته، وتدافع السودانيين إستجابة لنداء المقاومة الشعبية. ولو كنت مكان الرئيس البرهان لما ترددت للحظة في تقديم كل الدعم للمقاومة الشعبية ولاعتبرتها الكرت الرابح – وهي بالفعل كذلك – ولخصصت لها قيادات عسكرية في الخدمة أو من المتقاعدين للإشراف عليها وتنظيم صفوفها ولشجعتها لتصعيد وتيرة عملياتها لردع المتمردين وحرمانهم من تحقيق كسب سياسي عن طريق العمل المسلح.

كتب: السفير العبيد مروح

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

???? لولا البرهان نفسه طويل مع حميدتي وتماهى معه لنشبت الحرب قبل أربعة سنوات

ظاهرة الدعم السريع:
من أسباب إستقالة مجلس ابن عوف هو إمتلاكهم لمعلومات أن حميدتي ينشئ معسكرات تجنيد مفتوح في دول الجوار تشاد والنيجر وأفريقيا الأوسطى وغيرها.
وان حميدتي يريد الوصول للسلطة عبر الحرب وبوادر هذه الحرب ظهرت عندما حاصر القيادة العامة وقواته كانت “بوضع هجومي ” .
لولا مسارعة ابنعوف على إنقاذ البشير واستلام السلطة لنفذ حميدتي إنقلاب دموي على البشير بحجة إنه مكروه من الثوار.
عندما استلم مجلس ابنعوف الأمر كانت لديهم معلومات أن حميدتي يعمل على تجنيد مليون جندي وان الحرب قادمة لا محالة وان الجيش ليس في وضع يمكنه إيقاف حميدتي.
وعندما علم أن مجلس ابنعوف أنهم مكروهون من الثوار ومن حميدتي من الممكن حميدتي ينفذ إنقلاب دموي بحجة تنفيذ مطالب الثوار.
وقتها حكمت القيادة صوت العقل وآثرت أن يتولى القيادة شخصية قريبة من حميدتي حتى تسيطر عليه وقد وقع الإختيار على البرهان.
تم تكوين مجلس البرهان واحتل فيه حميدتي الرجل الثاني والأول فعلياً وكان البرهان لديه معلومات أن الدعم السريع تم إستقطابه دولياً .
كانت عملية فض الاعتصام عبارة عن إنقلاب دموي من حميدتي عبر خطة موازية عن خطة القيادة.
ولولا إغلاق الجيش أبواب القيادة العامة لأقتحمت تاتشرات الدعم السريع مع عناصر استخباراتهم المدسوسة وسط المعتصمين بالإضافة لتنظيمي كمولو و Upf .
يريدون استغلال حالة الهرج والمرج وفتح الجيش لابواب القيادة ودخول الثوار ويتسربون لداخلها والسيطرة عليها من الداخل.
يوم إنقلاب هاشم عبدالمطلب كانت هناك محاولة إنقلاب من حميدتي واغتيال البرهان بدعوى تحركات ضد إنقلاب هاشم.
حميدتي قام باغتيال جمال عمر لأنه أصر على أن الترتيبات الأمنية تشمل الدعم السريع فتم إغتياله هناك بمعاونة من نافذين في حكومة الجنوب.
حميدتي هو من قام بتنفيذ إنقلاب 25 أكتوبر وهو من جهز مسرح الاعتصام ودعمه وعندما تم اذاعة البيان أتى حميدتي بقائمة أسماء جهوية وقبلية تكون هي الحكومة.
فرفض البرهان المقترح الذي أصر أن تكون من التكنوقراط وحميدتي أصر على موقفه وفشل الانقلاب بسبب هذا التنازع.
من بعدها أصبح حميدتي الممول الرسمي للمظاهرات وتعمل إستخباراته على قنص الثوار داخل المواكب لتهييج الشارع.
كشفت الاستخبارات محاولة إنقلاب وشيكة لحميدتي في 22 يوليو 2022م والتي تم افشالها بإغلاق الكبري بسيارات المواطنين وتمت مواجهته بذلك.
كانت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تغلق الكباري بالحاويات قبل وأثناء المظاهرات كإجراء احترازي لعدم اقتحام الدعم السريع.
تم بناء سور حول القيادة العامة ونقل أعضاء مجلس السيادة من القصر الجمهوري إلي القيادة العامة بصورة دائمة.
البرهان كان يقصد (بالابرة) إنه يعمل على تأخير ساعة الصفر والحرب أطول فترة ممكنة وذلك بمسايرة حميدتي والخضوع له ظاهريا.
لولا البرهان نفسه طويل مع حميدتي وتماهى معه لنشبت الحرب قبل أربعة سنوات ووقتها لاستلم البلد في ساعتين لأنه الجيش غير جاهز ولا توجد مسيرات.
هذه الحرب كانت قائمة ولا مفر منها بسبب طموح حميدتي واطماع الخارج وهذا المخطط أكبر من السودان وما قام به الجيش معجزة …..،،،،،
بهاء الدين الدُباسي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قمة رئاسية ثلاثية تجمع البرهان مع رئيسي جنوب السودان وإريتريا في جوبا
  • رئيس عموم النوبة: المليشيا بدأت الحرب من منطقة لقاوة والقس أنجلو يؤكد قومية الجيش السوداني
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • البرهان إلى جوبا لحضور قمة ثلاثية حول تداعيات الحرب بالسودان
  • بورتسودان تشهد الثلاثاء المقبل انعقاد ورشة إعادة اعمار ولاية الخرطوم
  • الجيش السوداني يسجل تقدماً نوعياً بحساب التكتيك والمبادرة
  • أزمة السيادة الوطنية، الفيل الذي في الغرفة… (1)
  • هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • ???? لولا البرهان نفسه طويل مع حميدتي وتماهى معه لنشبت الحرب قبل أربعة سنوات
  • يواجهون ظروفًا قاسية.. البرهان يتفقد النازحين في عطبرة