الاقتصاد المصري 2024.. مزيد من الغلاء والفساد
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
ببساطة عندما يصل متوسط السعر العالمي لكيلو السكر 57 سنتا خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، كمتوسط بين سعر الكيلو في الولايات المتحدة البالغ 99 سنتا، وبين سعره في الاتحاد الأوروبي البالغ 35 سنتا، فإنه بعد إضافة تكاليف الشحن والتأمين وأتعاب الوسطاء من الطبيعي أن يصل سعر الكيلو في مصر لأكثر من خمسين جنيها في ظل سعر صرف غير رسمي تعدى الخمسين جنيها.
ورغم أن مصر تستورد حوالي ربع استهلاكها من السكر، لكن تكاليف الإنتاج المحلي زادت هي الأخرى سواء لقطع الغيار أو العمالة أو النقل أو التعبئة والوقود، مما يعني ارتفاع تكلفة الإنتاج المحلي مع الموسم الجديد الذي يبدأ مع العام الجديد، وفي ضوء تدني نسب الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الغذائية الأساسية مثل زيت الطعام والفول والعدس والقمح، فإن انتقال الأسعار العالمية إلى الأسواق المحلية مع سعر صرف مرتفع محليا، سيترتب عليه ارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية، وهو ما سيحدث أيضا مع السلع غير الغذائية من مواد خام مستلزمات إنتاج ووقود، مما يعني ارتفاع تكلفة السلع المنتجة محليا.
لم يعد الحديث عن السعر الذي سيحدده البنك المركزي للصرف بعد اتساع الفجوة بين السعر الرسمي والسعر في السوق الموازي ما بين 31 جنيها للدولار و53-54 جنيها، فالبنوك نفسها لا تتعامل مع المستوردين بالسعر الرسمي، بل تضيف ما يسمى علاوة تدبير عملة حتى يقترب السعر من سعر السوق الموازي، كما سمحت بقبول الدولار من المستوردين والذين اشتروه من السوق الموازي بالسعر المرتفع
وهكذا لم يعد الحديث عن السعر الذي سيحدده البنك المركزي للصرف بعد اتساع الفجوة بين السعر الرسمي والسعر في السوق الموازي ما بين 31 جنيها للدولار و53-54 جنيها، فالبنوك نفسها لا تتعامل مع المستوردين بالسعر الرسمي، بل تضيف ما يسمى علاوة تدبير عملة حتى يقترب السعر من سعر السوق الموازي، كما سمحت بقبول الدولار من المستوردين والذين اشتروه من السوق الموازي بالسعر المرتفع.
وحتى السعر الرسمي الذي يحاسب به البنك المركزى هيئة السلع التموينية الحكومية، فإنه لا يكون لكامل قيمة الصفقة، مما يعني شراء جانب من المطلوب الدولاري من السوق الموازي، وهكذا فإذا كانت وزارة التموين قد سحبت جزءا من الاحتياطي الاستراتيجي لديها للسكر، لبيع كيلوجرامين منه لكل بطاقة تموينية بسعر 27 جنيها للكيلو، مواكبة لموسم الانتخابات الرئاسية، فإنها لن تستطيع الاستمرار بنفس السعر خلال الفترة المقبلة، نظرا لاختلاف سعر الصرف عند استيراد الكميات الجديدة، ولهذا نتوقع رفعا لغالبية أسعار سلع البطاقات التموينية خلال الشهور المقبلة خاصة الزيت والسكر، بعد استبعاد الأرز منها قبل شهور.
ارتفاع الإتاوات بالمصالح الحكومية
وإذا كانت وزارتا التموين والتنمية المحلية قد ركزتا جهدهما مع المحافظين بعرض السلع الأساسية في شوادر بالميادين خلال فترة الانتخابات الرئاسية، بأسعار أقل من أسعار السوق بحوالي 15 في المائة، فإن تكلفة الاستيراد التي ارتفعت لن تتيح إمكانية الاستمرار بتلك الأسعار المُخفضة، إلى جانب انتهاء المولد الانتخابي الذي تم حشد كل جهود المحافظات والأحزاب والوزارات من أجله، وكما يقول المثل الشعبي المصري "بعد المولد مفيش حمص".
ولا يتكلم أحد عن أنه حتى تلك الأسعار المُخفضة تزيد عن إمكانيات ملايين الأسر الفقيرة، ما دفع الأحزاب الموالية للنظام للقيام بتوزيع حقائب السلع الغذائية على المواطنين الفقراء، لتشجيعهم للذهاب إلى اللجان الانتخابية، للحصول على مشهد تواجد عدد من الناخبين أمام اللجان، ولا يوجد دافع لدى تلك الأحزاب لتكرار توزيع تلك السلع الغذائية، والتي تكفي الاحتياجات الأسرية لأيام قليلة.
تكلفة الاستيراد التي ارتفعت لن تتيح إمكانية الاستمرار بتلك الأسعار المُخفضة، إلى جانب انتهاء المولد الانتخابي الذي تم حشد كل جهود المحافظات والأحزاب والوزارات من أجله، وكما يقول المثل الشعبي المصري "بعد المولد مفيش حمص"
وكانت السلطات المصرية قد استبقت الانتخابات الرئاسية بزيادة أجور العاملين في الحكومة وأصحاب المعاشات، بقيمة 300 جنيه شهريا لكل موظف أو صاحب معاش، وهي القيمة التي أصبحت تقل حاليا عن الستة دولارات، والتي لا تقارن مطلقا بالزيادات التي حدثت بأسعار السلع، فما بالنا بالزيادات المرتقبة خلال الفترة القادمة واستمرار الحكومة استجابة لمطلب صندوق النقد الدولي، في رفع أسعار الوقود والكهرباء بما يرفع أسعار النقل والتشغيل، وهو ما ينعكس على أسعار كافة السلع والخدمات.
والنتيجة أن سعر الرشوة والإتاوات في المصالح الحكومية والخدمات سوف ترتفع، حيث يرى المرتشي أن القيم السابقة المتعارف عليها لم تعد تكفي لشراء نفس سلة السلع مسبقا، وحتى تكلفة الإتاوات العينية مثل تقديم علبة سجائر لتسهيل إجراء المعاملات البسيطة، إلى جانب حالات الاختلاس والسرقة والاتجار بالممنوعات والتهريب، كما ستضطر بعض النساء لارتكاب المحرمات لتدبير باقي نفقات الطعام الأسرة، إلى جانب دفع فواتير الخدمات من كهرباء ومياه وغاز طبيعي وتليفونات، خاصة مع تدني قيمة الإعانات الحكومية الرسمية والتي لا تكفي بالمرة الاحتياجات الغذائية، فبعد زيادة معاشات الضمان الاجتماعي للأسر الفقيرة بنسبة 25 في المائة من نيسان/ أبريل 2023، ثم بنسبة 15 في المائة من أيلول/ سبتمبر من نفس العام،
المساعدات الحكومية أقل من حد الفقر
فقد أصبحت قيمة المعاش الشهري للأسرة المكونة من فرد واحد كالأرملة أو المطلقة 465 جنيها، وللأسرة المكونة من فردين 518 جنيها، وللأسرة المكونة من ثلاثة أفراد 593 جنيها، وللأسرة المكونة من أربعة أشخاص فأكثر 648 جنيها.
خط الفقر الرسمي أوائل عام 2020 ما زال أعلى مما تحصل عليه الأسرة المكونة من أربعة أشخاص فأكثر في أيلول/ سبتمبر 2023. وهي الفترة التي زاد معدل الأسعار بعدها، وعندما يصل سعر الكيلو من الجبن الأبيض لأقل مستوى 130 جنيها، حسب بيانات جهاز الإحصاء الحكومي لشهر تشرين الأول/ أكتوبر، والتي يتم جمعها من المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين
وبلغ حد الفقر الرسمي للفرد 857 جنيها، وذلك قبل آذار/ مارس 2020، والذي لم يعد معبرا عن الواقع بعد تداعيات أزمة كورونا وما تلاها من آثار الأزمة الروسية الأوكرانية، ثم تراجع سعر الصرف أكثر من مرة خلال تلك الفترة، أي أن خط الفقر الرسمي أوائل عام 2020 ما زال أعلى مما تحصل عليه الأسرة المكونة من أربعة أشخاص فأكثر في أيلول/ سبتمبر 2023. وهي الفترة التي زاد معدل الأسعار بعدها، وعندما يصل سعر الكيلو من الجبن الأبيض لأقل مستوى 130 جنيها، حسب بيانات جهاز الإحصاء الحكومي لشهر تشرين الأول/ أكتوبر، والتي يتم جمعها من المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين.
يمكن تصور كيف يمكن لتلك المساعدات الحكومية أن تفي بالاحتياجات الأساسية الضرورية للفقراء، حيث أشارت نفس النشرة الشهرية إلى بلوغ سعر كيلو الفول الجاف 40 جنيها، وكيلو العدس 47 جنيها، والأرز الأبيض السائب 25 جنيها، والعسل الأسود السائب 32 جنيها، والحلاوة الطحينية 95 جنيها. أما اللحوم فتتراوح ما بين 300 إلى 320 جنيها للكيلو، كما وصل سعر كيلو اللحم البقرى المجمد المستورد إلى 215 جنيها.
ولا مجال هنا للتدليل على حالة الغلاء بالأرقام الرسمية للتضخم، حيث إن تلك البيانات يتم التدخل فيها للتقليل منها، ولهذا لا تجد قبولا من العوام من الناس، أو الذين يتخذون مقاييس أخرى لقياس التضخم الحقيقي مثل سعر كيلو اللحم، أو سعر الساندويتش الشعبي، أو سعر طبق الكشري، أو سعر قرص الطعمية (الفلافل) رغم تقلص حجمه.
twitter.com/mamdouh_alwaly
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر الأسعار الغلاء مصر اقتصاد أسعار غلاء معيشة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلع الغذائیة السوق الموازی السعر الرسمی سعر الکیلو المکونة من إلى جانب
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يترأس اجتماعًا لبحث تعزيز الاستثمارات العالمية في السوق المصري
كتب- أحمد جمعة:
ترأس الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اجتماعًا، لبحث ودراسة مستجدات فرص تعزيز الاستثمارات العالمية في السوق المصري، بحضور الدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور طارق الهوبي رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسلامة الغذاء.
وبحسب بيان، يأتي الاجتماع ضمن الاجتماعات المتتالية التي تعقدها مجموعة العمل التي تم تشكيلها بقرار من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبرئاسة الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وبعضوية عدد من الوزارات والهيئات والجهات المعنية، لبحث آليات تبسيط الإجراءات ووضع حلول فعالة تهدف إلى فتح السوق المصري، أمام استثمارات الشركات والعلامات التجارية العالمية، بالإضافة إلى تحفيز الشراكة وتشجيع المنافسة الإيجابية بين الشركات العالمية والمحلية.
في مستهل الاجتماع، أكد عبدالغفار أهمية تضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص، لإيجاد حلول جذرية للتحديات التي تعترض طريق الاستثمارات الأجنبية في مصر، مشددا على ضرورة تهيئة بيئة استثمارية جاذبة من خلال تقديم التسهيلات اللازمة للشركات العالمية وتعزيز التعاون المشترك لضمان استدامة الاستثمارات ونموها، لافتًا إلى ضرورة إعداد دراسة تشمل جميع التوصيات اللازمة لتسهيل إجراءات الاستثمارات، ودخول الماركات العالمية للسوق المصري، تمهيدًا لتقديمها لرئاسة مجلس الوزراء.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع تضمن استعراض التوصيات الخاصة بعملية تسهيل الاستثمارات والتي تتضمن التواصل مع أصحاب التوكيلات، لتعزيز التواصل مع السوق المصري، والتعرف على التحديات ومعالجتها، بالإضافة إلى مخاطبة وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، لتفعيل بعض القرارات الخاصة بتسهيل إجراءات الاستثمارات، وعمل حصر تفصيلي بقيمة الجمارك المستحقة على الماركات العالمية المتوفرة في السوق المصري.
وقال «عبدالغفار» إن الاجتماع بحث دور زيادة الاستثمارات ودخول الماركات العالمية، في تعزيز قطاع السياحة، بما يساهم في زيادة الدخل القومي، كما تضمن مناقشة الخطة التوسعية، ونموذج استثماري للسنوات العشر المقبلة، كما تطرق الاجتماع لمناقشة التحديات الخاصة بالاستثمارات في مجالي التصنيع الدوائي والغذائي، إلى جانب مناقشة إمكانية تسعير الرسوم الجمركية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
حضر الاجتماع شريف الكيلاني، نائب وزير المالية للسياسات الضريبية، وعصام عمر الوكيل المساعد لمحافظ البنك المركزي، واللواء عصام النجار رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات، وأحمد أموي روبين، رئيس مصلحة الجمارك المصرية، وإيمان زكريا، من الاتحاد المصري للغرف السياحية، وهشام عوف وكيل الماركات العالمية من الاتحاد المصري للغرف السياحية، وأحمد العسقلاني، رئيس الإدارة المركزية لجمارك الواردات والصادرات الجوية بمصلحة الجمارك، والدكتور محمد عبدالمقصود معاون وزير الصحة للشئون المالية والإدارية، وأحمد شحاتة، مدير مكتب وزير الصحة والسكان، ومحمد عطية من المكتب الفني لمساعد رئيس مجلس الوزراء لشئون المتابعة، والدكتور محمد جلال، نائب رئيس مجموعة طلعت مصطفى، وعمر هشام الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال للمجموعة.
اقرأ أيضا:
بعد أيام.. موعد تغيير توقيتات غلق المحال والمقاهي والسوبر ماركت
استقبله أمير قطر.. السيسي يصل الدوحة في مستهل جولته الخليجية
حصر الأجور الأزيد من الحد الأقصى.. "خطة النواب" تستعرض تقرير موازنة 2023-2024
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
خالد عبدالغفار مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان السوق المصري علي الغمراوي هيئة الدواء المصرية طارق الهوبي الهيئة القومية لسلامة الغذاءتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: التصعيد لحين انتهاء الأزمة| بالصور.. المحامون ينتفضون ضد رسوم التقاضي الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
وزير الصحة يترأس اجتماعًا لبحث تعزيز الاستثمارات العالمية في السوق المصري
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك