عربي21:
2025-01-11@12:09:56 GMT

الاقتصاد المصري 2024.. مزيد من الغلاء والفساد

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

ببساطة عندما يصل متوسط السعر العالمي لكيلو السكر 57 سنتا خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، كمتوسط بين سعر الكيلو في الولايات المتحدة البالغ 99 سنتا، وبين سعره في الاتحاد الأوروبي البالغ 35 سنتا، فإنه بعد إضافة تكاليف الشحن والتأمين وأتعاب الوسطاء من الطبيعي أن يصل سعر الكيلو في مصر لأكثر من خمسين جنيها في ظل سعر صرف غير رسمي تعدى الخمسين جنيها.



ورغم أن مصر تستورد حوالي ربع استهلاكها من السكر، لكن تكاليف الإنتاج المحلي زادت هي الأخرى سواء لقطع الغيار أو العمالة أو النقل أو التعبئة والوقود، مما يعني ارتفاع تكلفة الإنتاج المحلي مع الموسم الجديد الذي يبدأ مع العام الجديد، وفي ضوء تدني نسب الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الغذائية الأساسية مثل زيت الطعام والفول والعدس والقمح، فإن انتقال الأسعار العالمية إلى الأسواق المحلية مع سعر صرف مرتفع محليا، سيترتب عليه ارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية، وهو ما سيحدث أيضا مع السلع غير الغذائية من مواد خام مستلزمات إنتاج ووقود، مما يعني ارتفاع تكلفة السلع المنتجة محليا.

لم يعد الحديث عن السعر الذي سيحدده البنك المركزي للصرف بعد اتساع الفجوة بين السعر الرسمي والسعر في السوق الموازي ما بين 31 جنيها للدولار و53-54 جنيها، فالبنوك نفسها لا تتعامل مع المستوردين بالسعر الرسمي، بل تضيف ما يسمى علاوة تدبير عملة حتى يقترب السعر من سعر السوق الموازي، كما سمحت بقبول الدولار من المستوردين والذين اشتروه من السوق الموازي بالسعر المرتفع
وهكذا لم يعد الحديث عن السعر الذي سيحدده البنك المركزي للصرف بعد اتساع الفجوة بين السعر الرسمي والسعر في السوق الموازي ما بين 31 جنيها للدولار و53-54 جنيها، فالبنوك نفسها لا تتعامل مع المستوردين بالسعر الرسمي، بل تضيف ما يسمى علاوة تدبير عملة حتى يقترب السعر من سعر السوق الموازي، كما سمحت بقبول الدولار من المستوردين والذين اشتروه من السوق الموازي بالسعر المرتفع.

وحتى السعر الرسمي الذي يحاسب به البنك المركزى هيئة السلع التموينية الحكومية، فإنه لا يكون لكامل قيمة الصفقة، مما يعني شراء جانب من المطلوب الدولاري من السوق الموازي، وهكذا فإذا كانت وزارة التموين قد سحبت جزءا من الاحتياطي الاستراتيجي لديها للسكر، لبيع كيلوجرامين منه لكل بطاقة تموينية بسعر 27 جنيها للكيلو، مواكبة لموسم الانتخابات الرئاسية، فإنها لن تستطيع الاستمرار بنفس السعر خلال الفترة المقبلة، نظرا لاختلاف سعر الصرف عند استيراد الكميات الجديدة، ولهذا نتوقع رفعا لغالبية أسعار سلع البطاقات التموينية خلال الشهور المقبلة خاصة الزيت والسكر، بعد استبعاد الأرز منها قبل شهور.

ارتفاع الإتاوات بالمصالح الحكومية

وإذا كانت وزارتا التموين والتنمية المحلية قد ركزتا جهدهما مع المحافظين بعرض السلع الأساسية في شوادر بالميادين خلال فترة الانتخابات الرئاسية، بأسعار أقل من أسعار السوق بحوالي 15 في المائة، فإن تكلفة الاستيراد التي ارتفعت لن تتيح إمكانية الاستمرار بتلك الأسعار المُخفضة، إلى جانب انتهاء المولد الانتخابي الذي تم حشد كل جهود المحافظات والأحزاب والوزارات من أجله، وكما يقول المثل الشعبي المصري "بعد المولد مفيش حمص".

ولا يتكلم أحد عن أنه حتى تلك الأسعار المُخفضة تزيد عن إمكانيات ملايين الأسر الفقيرة، ما دفع الأحزاب الموالية للنظام للقيام بتوزيع حقائب السلع الغذائية على المواطنين الفقراء، لتشجيعهم للذهاب إلى اللجان الانتخابية، للحصول على مشهد تواجد عدد من الناخبين أمام اللجان، ولا يوجد دافع لدى تلك الأحزاب لتكرار توزيع تلك السلع الغذائية، والتي تكفي الاحتياجات الأسرية لأيام قليلة.

تكلفة الاستيراد التي ارتفعت لن تتيح إمكانية الاستمرار بتلك الأسعار المُخفضة، إلى جانب انتهاء المولد الانتخابي الذي تم حشد كل جهود المحافظات والأحزاب والوزارات من أجله، وكما يقول المثل الشعبي المصري "بعد المولد مفيش حمص"
وكانت السلطات المصرية قد استبقت الانتخابات الرئاسية بزيادة أجور العاملين في الحكومة وأصحاب المعاشات، بقيمة 300 جنيه شهريا لكل موظف أو صاحب معاش، وهي القيمة التي أصبحت تقل حاليا عن الستة دولارات، والتي لا تقارن مطلقا بالزيادات التي حدثت بأسعار السلع، فما بالنا بالزيادات المرتقبة خلال الفترة القادمة واستمرار الحكومة استجابة لمطلب صندوق النقد الدولي، في رفع أسعار الوقود والكهرباء بما يرفع أسعار النقل والتشغيل، وهو ما ينعكس على أسعار كافة السلع والخدمات.

والنتيجة أن سعر الرشوة والإتاوات في المصالح الحكومية والخدمات سوف ترتفع، حيث يرى المرتشي أن القيم السابقة المتعارف عليها لم تعد تكفي لشراء نفس سلة السلع مسبقا، وحتى تكلفة الإتاوات العينية مثل تقديم علبة سجائر لتسهيل إجراء المعاملات البسيطة، إلى جانب حالات الاختلاس والسرقة والاتجار بالممنوعات والتهريب، كما ستضطر بعض النساء لارتكاب المحرمات لتدبير باقي نفقات الطعام الأسرة، إلى جانب دفع فواتير الخدمات من كهرباء ومياه وغاز طبيعي وتليفونات، خاصة مع تدني قيمة الإعانات الحكومية الرسمية والتي لا تكفي بالمرة الاحتياجات الغذائية، فبعد زيادة معاشات الضمان الاجتماعي للأسر الفقيرة بنسبة 25 في المائة من نيسان/ أبريل 2023، ثم بنسبة 15 في المائة من أيلول/ سبتمبر من نفس العام،

المساعدات الحكومية أقل من حد الفقر

فقد أصبحت قيمة المعاش الشهري للأسرة المكونة من فرد واحد كالأرملة أو المطلقة 465 جنيها، وللأسرة المكونة من فردين 518 جنيها، وللأسرة المكونة من ثلاثة أفراد 593 جنيها، وللأسرة المكونة من أربعة أشخاص فأكثر 648 جنيها.

خط الفقر الرسمي أوائل عام 2020 ما زال أعلى مما تحصل عليه الأسرة المكونة من أربعة أشخاص فأكثر في أيلول/ سبتمبر 2023. وهي الفترة التي زاد معدل الأسعار بعدها، وعندما يصل سعر الكيلو من الجبن الأبيض لأقل مستوى 130 جنيها، حسب بيانات جهاز الإحصاء الحكومي لشهر تشرين الأول/ أكتوبر، والتي يتم جمعها من المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين
وبلغ حد الفقر الرسمي للفرد 857 جنيها، وذلك قبل آذار/ مارس 2020، والذي لم يعد معبرا عن الواقع بعد تداعيات أزمة كورونا وما تلاها من آثار الأزمة الروسية الأوكرانية، ثم تراجع سعر الصرف أكثر من مرة خلال تلك الفترة، أي أن خط الفقر الرسمي أوائل عام 2020 ما زال أعلى مما تحصل عليه الأسرة المكونة من أربعة أشخاص فأكثر في أيلول/ سبتمبر 2023. وهي الفترة التي زاد معدل الأسعار بعدها، وعندما يصل سعر الكيلو من الجبن الأبيض لأقل مستوى 130 جنيها، حسب بيانات جهاز الإحصاء الحكومي لشهر تشرين الأول/ أكتوبر، والتي يتم جمعها من المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين.

يمكن تصور كيف يمكن لتلك المساعدات الحكومية أن تفي بالاحتياجات الأساسية الضرورية للفقراء، حيث أشارت نفس النشرة الشهرية إلى بلوغ سعر كيلو الفول الجاف 40 جنيها، وكيلو العدس 47 جنيها، والأرز الأبيض السائب 25 جنيها، والعسل الأسود السائب 32 جنيها، والحلاوة الطحينية 95 جنيها. أما اللحوم فتتراوح ما بين 300 إلى 320 جنيها للكيلو، كما وصل سعر كيلو اللحم البقرى المجمد المستورد إلى 215 جنيها.

ولا مجال هنا للتدليل على حالة الغلاء بالأرقام الرسمية للتضخم، حيث إن تلك البيانات يتم التدخل فيها للتقليل منها، ولهذا لا تجد قبولا من العوام من الناس، أو الذين يتخذون مقاييس أخرى لقياس التضخم الحقيقي مثل سعر كيلو اللحم، أو سعر الساندويتش الشعبي، أو سعر طبق الكشري، أو سعر قرص الطعمية (الفلافل) رغم تقلص حجمه.

twitter.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر الأسعار الغلاء مصر اقتصاد أسعار غلاء معيشة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلع الغذائیة السوق الموازی السعر الرسمی سعر الکیلو المکونة من إلى جانب

إقرأ أيضاً:

سوهاج .. افتتاح سوق اليوم الواحد بمنطقة طما

تم افتتاح سوق اليوم الواحد بمنطقة طما بمحافظة سوهاج، بمشاركة عدد كبير من التجار والشركات المتخصصة

وأكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن أسواق اليوم الواحد تأتي ضمن جهود الوزارة للتوسع في إقامة المنافذ والأسواق المتنقلة والثابتة بالمحافظات المختلفة، بهدف توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار تنافسية، بما يعزز من استقرار السوق المحلي ويحسن من القدرة الشرائية للأسر المصرية ،وأوضح أن الوزارة تعمل على التنسيق المستمر مع الجهات المختلفة لضمان جودة السلع المعروضة والتزامها بالمواصفات المطلوبة

وأضاف الدكتور شريف فاروق أن هذه الأسواق تمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص، حيث تسهم في دعم الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل، وتلبية احتياجات المواطنين بمختلف المحافظات، مؤكدًا استمرار خطة تعميم هذه الأسواق في كافة أنحاء الجمهورية


ومن جانبه أوضح الدكتور سامح فاروق توني، وكيل وزارة التموين بسوهاج، أن السوق يضم مجموعة واسعة من السلع الغذائية الأساسية، بما في ذلك اللحوم الطازجة والمجمدة، الدواجن، الأسماك، الزيوت، الأرز، السكر، المكرونة، الخضر والفاكهة ، كما شاركت في المعرض شركات كبرى مثل الشركة المصرية لتجارة الجملة، شركة تسويق الأرز، مصنع الزيوت والهدرجة، ومطاحن مصر العليا

وأشار وكيل الوزارة إلى أن السوق يوفر أيضًا صرف السلع التموينية المدعمة لحاملي البطاقات التموينية، بأسعار تقل بنسبة تصل إلى 30% عن السوق المحلي، ما يخفف العبء عن الأسر ويضمن توفير احتياجاتها الأساسية بأسعار مناسبة

وأكد الدكتور شريف فاروق أن الوزارة ستواصل العمل على تحسين الخدمات التموينية وتوفير السلع الغذائية بجودة عالية وأسعار تنافسية، تنفيذًا لرؤية القيادة السياسية لتحقيق الأمن الغذائي لجميع المواطنين .

مقالات مشابهة

  • وصل لـ 60 جنيها.. متى ينخفض أسعار الليمون فى مصر؟
  • أسعار الذهب اليوم السبت 11 يناير 2025: استقرار في السوق المحلي والعالمي
  • أمطار غزيرة علي طور سيناء ..وإقبال علي سوق اليوم الواحد برأس سدر
  • سوهاج .. افتتاح سوق اليوم الواحد بمنطقة طما
  • افتتاح سوق اليوم الواحد بنطاق حي العامرية ثانً في الإسكندرية
  • أرخص 5 سيارات مستعملة في السوق المصري
  • التشكيل الرسمي للديربي البترولي بين إنبي وبتروجيت في لدوري المصري
  • الدقهلية: تشغيل آلية عرض أسعار الخضراوات الأساسية من خلال شاشات إلكترونية
  • محافظ الدقهلية: البدء الفعلي في تشغيل آلية عرض أسعار الخضراوات الأساسية من خلال شاشات إلكترونية بمنافذ البيع
  • "أسواق اليوم الواحد" في الشرقية بتخفيضات 30 %