«الرياضة والشباب».. وتحدي مواجهة الثقافة الاستهلاكية عند الشباب
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
بذلت وزارة الرياضة والشباب جهوداً حثيثة لوضع برامج وفعاليات تهدف إلى التثقيف الاقتصادي وتنظيم الندوات والورش المختصة بهدف مواجهة نمط الثقافة الاستهلاكية خاصة عند فئة الشباب، وقدمت الوزارة العديد من الأنشطة التوعوية والدورات حول ثقافة الاستهلاك الذكي وثقافة الإدارة المالیة، التي تساهم في تحديد وترتيب أولويات الأفراد بشكل سليم وصحيح للمستقبل.
لكن ما زالت الأرقام والاحصاءات تشير إلى أن الإنفاق على الكماليات أصبح هدفاً لا ضرورة، وهو ما يضعنا أمام تحدي الحاجة لمعرفة معنى الثقافة الاستهلاكية، وما يترتب عليها من إعادة تقييم الاحتياجات التي يشتريها كل شخص. وهذا الأمر يعد تحديا مهما أمام وزارة الرياضة والشباب ومعها العديد من الوزارات الأخرى التي يرتبط عملها بالشباب ومنها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في 2024.
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد العنزي أستاذ جامعي في علم النفس: من الناحية النفسية يمكن تغيير الثقافة الاستهلاكية للشباب، ويمكن توعيتهم وتحسين استهلاكهم بالتوجيه والتوعية والتعليم الصحيح وقد تكون الثقافة الاستهلاكية محدودة عند فئة الشباب، نظرا إلى خبرتهم المحدودة في الشراء والبيع، وكذلك عند الموظفين الجدد الذين يبالغون في المصاريف، ويحملون أنفسهم ما لا طاقة لهم به، ويبدأون حياتهم بالقروض من أجل الحصول على كماليات، وقد نستطيع التغلب على هذه التحديات عن طريق التوجيه، والارشاد في الوسائل الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقبلها التعليم في الدراسة وتخصيص مناهج لتعليم الطلبة الاستهلاك الصحيح منذ الصغر، كما يمكن أن تلعب جهات العمل دورا مهما في التوجيه.
وأضاف د. العنزي موضحا: إن الاستهلاك في حدّ ذاته من الأمور المباحة، فالشريعة الإسلامية لم تدعُ إلى تحريم الاستهلاك، لكنها دعت إلى ترشيد الاستهلاك، وعندما نتحدث عن الثقافة الاستهلاكية، فإننا ندعو إلى ترشيد الإنفاق أو ترشيد استخدام الموارد في موقعها الصحيح.
بدوره يقول الخبير الاقتصادي بشير الكحلوت إن هناك سببين رئيسيين وراء الاستهلاك المفرط حتى الوقوع في أزمة الديون، أو الاستهلاك السييء، وأوضح مضيفا: هناك جانبان يجدر التطرق إليهما فمن ناحية، توسع استهلاك الشباب في ظل التطور الاقتصادي السريع والتحسين المستمر للاستهلاك في المجتمع ككل، ولكنه من السهل التعرض للاختلال أيضا. وفي هذه العملية، هناك نقص في التوجيه الإيجابي في الأسرة والمدرسة والمجتمع أيضا.
وأضاف الكحلوت: من ناحية أخرى، فإن إفراط الشباب في الاستهلاك حتى اللجوء إلى الاقتراض للاستهلاك يرتبط أكثر بتواجد العديد من المحفزات في البيئة الاقتصادية والاجتماعية الحالية. وقد ساهمت التسهيلات لاقتراض الأموال، والإغراء المتعمد للاستهلاك المفرط، والتدفقات اللا نهائية من مصائد القروض في استهلاك الشباب بالاقتراض.
وأضاف: أوضحت المقاطعة التي دعت إليها الشعوب مؤخرا أنه من السهل تغيير ثقافة الاستهلاك عند الشباب، وكل ما نحتاجه هو التوعية والتوجيه، وقد تكون أهم منابر التوجيه هي المؤسسات التعليمية بمختلف أطوارها، حيث يعرف المستهلك الطرق المثلى للصرف بدون بخل ولا اسراف، بالاضافة إلى الأسرة، خاصة بالنظر إلى أن ثم إسرافاً في الاستهلاك، لأنه لا توجد ضوابط، ولم يتم تعليم الأبناء كيفية أن يكون لديهم ثقافة استهلاك، فإن حرص ولي الأمر على تعليم ابنه ثقافة الاستهلاك منذ الصغر، فإن هذا سيرسّخ هذه الثقافة عنده، داعياً إلى تدريس هذه الثقافة في الصفوف الأولى للطلاب، بحيث يتشبع الطفل بهذه السلوكيات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر تحديات 2024 وزارة الرياضة ثقافة الاستهلاک
إقرأ أيضاً:
رياضة العجل.. سوهاج تنشر ثقافة الحياة الصحية بين الشباب
تسعى محافظة سوهاج للبحث عن حلول تدعم الصحة النفسية للشباب وتعزز من قدراتهم على مواجهة الضغوط الحياتية، من أبرزها مبادرة "Take Bike" التي قدمت الرياضة، وخصوصًا ركوب الدراجات، كبديل إيجابي للتعامل مع الأزمات النفسية.
الظاهرة المقلقة وظروفها في سوهاجوشهدت محافظة سوهاج، المعروفة بطابعها الريفي والمجتمعي، ارتفاعًا ملحوظًا في العزوف عن الحياة، ما دفع الجهات المسؤولة والمبادرات المجتمعية لإطلاق نقاشات مكثفة حول مسببات الظاهرة.
ويرى خبراء اجتماعيون أن أسباب عزوف الشباب عن الحياة بالمحافظة ترجع إلى ضغوط اقتصادية، قلة الفرص المتاحة للشباب، إلى جانب الافتقار إلى التوعية الكافية بأهمية الصحة النفسية وطرق التعامل مع الأزمات.
"Take Bike".. الرياضة كحل بديلاستجابة لهذه الأزمة، جاءت مبادرة "Take Bike"، التابعة للمبادرة الرئاسية لتنمية الشباب، كخطوة عملية تهدف إلى تحسين الصحة النفسية للشباب من خلال الرياضة، وبالأخص ركوب الدراجات.
وتستند المبادرة إلى تعزيز ثقافة التعامل الإيجابي مع الأزمات النفسية عبر تبني أنشطة رياضية تسهم في تحسين المزاج والتقليل من التوتر والضغط العصبي.
وأطلقت المبادرة رسالة توعوية عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، تناولت فيها أهمية الحفاظ على النفس والبحث عن بدائل إيجابية لتحسين جودة الحياة.
واستشهدت المبادرة بقول الله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم"، موجهة نداءً للشباب لعدم الاستسلام للأفكار السلبية.
وجاء في رسالتها: "ليه تلجأ إنك تنهي حياتك، إنما ممكن تغير حياتك بشكل صحي؟ وعشان إحنا خايفين عليك، Take Bike قررت تساعدك تبقى في حالة نفسية أفضل".
كما أبرزت الحملة أهمية رياضة ركوب الدراجات قائلة: "رياضة العجل مش بس متعة، دي صحة وعافية، هتقوي قلبك، وتفصلك عن ضغط اليوم.. اركب عجلتك، وانطلق لعالم جديد"، مؤكدة على قدرتها في تحسين الحالة المزاجية والنفسية.
الرياضة مفتاح الصحة النفسيةوأكد القائمون على المبادرة أن ممارسة الرياضة بانتظام تلعب دورًا حيويًا في تحسين الصحة النفسية، حيث تساهم في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يعزز من الشعور بالراحة النفسية.
وأشاروا إلى أن رياضة ركوب الدراجات توفر للشباب متنفسًا للحرية والانطلاق، ما يساعدهم على التخلص من الأفكار السلبية والهروب من ضغوط الحياة بشكل صحي وإيجابي.
إضافةً إلى ذلك، تعتبر الرياضة وسيلة فعالة لتحسين اللياقة البدنية، ما ينعكس إيجابًا على ثقة الفرد بنفسه وقدرته على مواجهة تحديات الحياة اليومية.
تفاعل مجتمعي ودعوات لتوسيع المبادرةوحظيت حملة "Take Bike" بتفاعل واسع من قبل أهالي سوهاج، حيث لاقت إشادة كبيرة من الشباب والأسر الذين اعتبروها بادرة أمل في مواجهة شبح الانتحار، وأكد العديد من المشاركين في الحملة أنها أضافت لهم بعدًا جديدًا في كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.
كما طالب الأهالي بضرورة توسيع نطاق المبادرة لتشمل أنشطة أخرى تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية، مثل تنظيم جلسات توعية جماعية أو ورش عمل لتأهيل الشباب نفسيًا واجتماعيًا، إلى جانب تكثيف الحملات التوعوية عبر مختلف وسائل الإعلام.
دور المبادرات المجتمعية في مواجهة التحديات النفسيةفي ظل التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه المجتمع المصري، تشكل المبادرات المجتمعية مثل "Take Bike" نموذجًا إيجابيًا يعكس أهمية العمل الجماعي في التصدي للمشكلات، فهذه الجهود لا تقتصر على تقديم أنشطة رياضية فحسب، بل تفتح آفاقًا جديدة للشباب تمكنهم من إيجاد حلول إيجابية وفعالة.
ومع استمرار هذه الجهود وتوسعها، يمكن خلق بيئة اجتماعية أكثر دعمًا للشباب، توفر لهم بدائل إيجابية وصحية للتعامل مع الأزمات النفسية، كما تسهم مثل هذه المبادرات في نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية ودورها في بناء مجتمع قوي ومتماسك.