في ظل ازدهار القطاع السياحي والزيادة الكبيرة في أعداد زوار دولة قطر بفضل البنية التحتية المتميزة وإنشاء المرافق السياحية المتنوعة والتي ساهمت في وضع دولة قطر على خريطة السياحة العالمية، فضلا عن التسهيلات التي وفرتها الدوحة لسهولة الوصول للبلاد من خلال بطاقة «هيا»، والعروض والفعاليات التي تنظمها قطر للسياحة وساهمت بالنهوض في زيادة الجذب السياحي للدولة، يبقى السؤال: كيف نعيد وجهة الأموال التي ينفقها القطريون على السياحة الخارجية إلى الداخل؟ متى وكيف تنتعش السياحة الداخلية؟


هذا السؤال يشكل التحدي الذي تواجهه السياحة الداخلية في 2024.


يستعرض الخبير السياحي يوسف الجاسم أهم التحديات التي تواجه السياحة الداخلية، ومعها بعض المقترحات التي تساهم في تعزيز هذه السياحة، مبينا أن تنمية قطاع السياحة المحلية في الدولة يتطلب دعم الشركات السياحية الناشئة، من خلال الحوافز التي تقدمها الدولة لتعزيز إجراءات وبرامج التســويق الســياحي على الصعيد المحلي، ورعاية أنشطة هذه الشركات وترويج فعالياتها من قبل هيئة قطر للسياحة، باعتبارها الكيان الحكومي المسؤول عن التخطيط والتنظيم والترويج لقطاع سياحي محلي مستدام في قطر.
وأشار الجاسم إلى ضعف العملية التسويقية لبرامج السياحة الداخلية، وهو ما يستدعي دعم الشركات السياحية المحلية لتنشيط وتفعيل دورها في النهوض بالسياحة الداخلية وضمان عمل هذه الشركات وفقاً لأعلى المعايير مع الترويج لثقافة قطر وتراثها وهويتها.
وأكد الجاسم أن إطلاق «إستراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة» ساهم في تطوير القطاع السياحي بما فيه عمليات الترخيص وجعلها أكثر سلاسة للمستثمرين وأصحاب المنشآت السياحية لكن الأمر يتطلب كذلك تخفيض رسوم تجديد الترخيص السنوي لهذه الشركات المحلية التي تكافح لتفعيل برامج السياحة المحلية وتنشيط السياحة الداخلية. 
وتتولى الهيئة العامة للسياحة عملية ترخيص شركات السفر والسياحة والمنشآت والأنشطة السياحية والفنادق، إضافة إلى المعارض ومنظميها، ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها تقليص زمن الحصول على ترخيص سياحي شريطة أن يمتلك مقدمو طلبات الترخيص الأوراق اللازمة من الجهات الحكومية الأخرى كإدارة الدفاع المدني ووزارة البلدية، ومن المتوقع أن يساهم النظام الجديد في رفع مستوى الانسيابية في عملية الحصول على التراخيص السياحية.
وأكد الجاسم ضرورة استثمار ما تزخر به قطر من مقومات السياحة الترفيهية والعائلية، فضلا عن سياحة الفعاليات والبطولات والمعارض، ومنحها اهتماماً أكبر في عام 2024، إلى جانب تنويع الخيارات الترفيهية أمام الشباب والعائلات لزيادة الجذب السياحي بين المواطنين والمقيمين على اختلاف أذواقهم، داعيا أصحاب المنتجعات والفنادق والمسؤولين عن القطاع السياحي للعمل على استقطاب المواطنين والمقيمين، الذين يبلغ إنفاقهم السنوي على السياحة الخارجية أكثر من 30 مليار ريال، حسب الإحصائيات، وإعطائهم أولوية في إستراتيجياتهم التسويقية وعدم إهمالهم عبر تقديم تسهيلات وأسعار تفضيلية للسائح الداخلي.
كما نوه بتقديم العروض للترويج السياحي، والتسهيل في استخراج التأشيرات السياحية، واستغلال طريق المجد في بناء مدن ترفيهية، وتخفيض أسعار المرافق والخدمات مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار يفقد السائح المحلي متعة الاستجمام بخدمات المرافق السياحية في الدولة وقد يدفع البعض لقضاء الإجازات السنوية في الخارج.
ومن بين المقترحات لتعزيز وإثراء القطاع السياحي السماح للقطاع الخاص بالاستثمار الحر في هذا القطاع كشريك فعال في التنمية، ومنح المزايا لهذا القطاع لزيادة استثماراته في المجال السياحي، وذلك بعد وضع مخطط شامل لكل منطقة على حدة من مناطق الدولة كافة، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه السياحة في اقتصاديات الدول لما لها من تأثير كبير في التنمية الاقتصادية، كما يظهر الأثر الاقتصادي للسياحة الداخلية في تنمية عدد من القطاعات التي تغذي قطاع السياحة بما يحتاجه من سلع وخدمات.
ونوه بأهمية تقديم حوافز للاستثمارات خارج الدوحة لتشجيع رجال الأعمال على إقامة مشاريع في المناطق الخارجية، من خلال دعم الدولة بتقديم حوافز ضريبية وتسهيلات بالقروض والمنح وتوزيع الفعاليات الرسمية على البلديات. وأوضح أن ذلك يتطلب خطة توزيع مكاسب التنمية بين مختلف مناطق الدولة بعد ربطها بشبكة مواصلات حديثة وفق دراسات اقتصادية تستند إلى (تحليلات التكلفة – والمنفعة) التي تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن الأصل في تحقيق التنمية المستدامة هو معادلة التخطيط لتوزيع مكتسبات التنمية بتوازن.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر القطاع السياحي المرافق السياحية الجذب السياحي السياحة الداخلية السیاحة الداخلیة القطاع السیاحی

إقرأ أيضاً:

إطلاق حملة "غيّر جو" للترويج السياحي

 

مسقط- الرؤية

أطلقت وزارة التراث والسياحة حملة ترويج للمقوّمات التراثية والسياحية خلال موسم الصيف تحت شعار "غيّر جو"، وتستمر حتى نهاية شهر أغسطس وذلك بالتعاون مع المشغل الوطني للسفر (Visit Oman) ومجموعة عُمران.

وتهدف الحملة التي تم اطلاقها عبر حسابات الوزارة الترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي "اكتشف عُمان Experience Oman" إلى تنشيط الحركة السياحية المحلية خلال موسم الصيف، والتعريف بالمواقع التراثية والسياحية، وتعزيز الحركة السياحية إليها على مدار العام، ما يعود إيجابًا على شركاء القطاع السياحي. كما تتضمن الحملة الترويج للأماكن المغلقة كالمتاحف والمراكز التجارية والترفيهية، والأماكن معتدلة الحرارة مثل: جبل شمس والجبل الأخضر، وشواطئ محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى، بالإضافة إلى الأنشطة البحرية والتجارب التي يمكن ممارستها في المناطق معتدلة الحرارة، وتقديم عروض الشركات السياحية للرحلات البحرية وجولات المغامرات وعروض الإقامة وعروض المراكز الترفيهية وغيرها.

وأكد هيثم بن محمد الغساني مدير عام الترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة بأن شعار حملة "غيّر جو"، تتجاوز مجرد جذب الزوار كونها تستند في التخطيط السياحي على تطلعات السياح والزوار، سعيًا في تعزيز مسارات الرحلات السياحية للزوار وتحويلها إلى تجربة سياحية ممتعة ومثرية، وذلك من خلال الموقع الخاص بالحملةwww.livethevibe.om  وما يوفره من خدمات وخيارات للحجوزات المباشرة، مما يسهل على الزوار من داخل وخارج سلطنة عُمان ترتيب خط سير رحلاتهم بشكل مثالي بنقرة واحدة  فقط.

وقال إنه يمكن لمستخدمي الموقع استكشاف الفرص والعروض والحجز وفق المقاصد السياحية التي يرغبون بزيارتها في سلطنة عُمان مما يوفر لهم فرص الاختيار من مجموعة واسعة من الباقات السياحية منسقة بدقة لتناسب كل أنماط السفر وتفضيلاته.

وقال شبيب بن محمد المعمري مدير عام شركة (Visit Oman) إن المنصة تربط الشركات المحلية العاملة في مختلف مجالات السفر والسياحة والضيافة بأسواق المنشاء وتقوم بتوزيع المنتجات رقميا على الشركات المختصة في قطاع السفر، مشيرًا إلى أن منصة الحجز الرقمية (Visit Oman) توفر سوقًا شاملًا للسفر؛ حيث يمكن للزوار استكشاف وحجز العروض المقدمة من أكثر من 100 شريك و80 فندقًا، إضافة إلى توفير أكثر من 100 جولة سياحية تتوزع بين جميع المحافظات.

من جانبه، قال محمد بن خميس الغفيلي رئيس العمليات بمجموعة عُمران: "سعداء في مجموعة عُمران بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة والمشغل الوطني للسفر (Visit Oman) لإطلاق حملة ’غيّر جو‘، والتي تجسّد التزامنا المتواصل بدعم جهود تنمية القطاع السياحي في سلطنة عُمان".

مقالات مشابهة

  • مصر بصدد إبرام تعاون دولي لإطلاق خدمة «القطار السياحي»
  • «شركات السياحة»: نسبة إشغال الفنادق السياحية سيصل إلى 100% قبل نهاية يوليو
  • إطلاق حملة "غيّر جو" للترويج السياحي
  • مؤشرات إيجابية عن مستوى الخدمات السياحية في مصر خلال الربع الأول من 2024
  • مؤشرات إيجابية عن ارتفاع الخدمة الفندقية في مصر خلال الربع الأول من 2024
  • «السياحة»: تقرير دولي يؤكد تحسين جودة الخدمات المقدمة للسائحين في مصر
  • وفقا لأهم المنصات الإلكترونية للسفر والسياحة.. مؤشرات إيجابية عن مستوى الخدمات بالمنشآت الفندقية بمصر خلال الربع الأول من 2023
  • الحكومة الجديدة في عيون خبراء سياحة.. مطالب بوضع محفزات لزيادة إيرادات القطاع
  • علم بطول 400 متر يزين احتفالات فنادق الغردقة بذكرى 30 يونيو (صور)
  • وزير الآثار يهنئ القطاع السياحي والفائزين بانتخابات اتحاد الغرف السياحية