«التعليم».. وتحدي «ندرة المعلم القطري»
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
بينما نجحت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في زيادة الكوادر الوطنية بمجالات التدريس بالمدارس الحكومية خلال السنوات الأخيرة، سواء من خلال برامج التقطير وزيادة الحوافز أو من خلال تعيين عدد كبير من خريجي كلية التربية بجامعة قطر، وكذلك خريجي بعض الجامعات ممن التحقوا ببرامج مؤسسة علم لأجل قطر بما يتماشى مع ما توليه البلاد من أهمية كبيرة للتعليم، إلا أن نسبة التقطير بالمدارس الحكومية لا تلبي حتى الآن طموحات الوزارة في ظل استمرار ظاهرة عزوف المُعلمين القطريين عن مهنة التعليم.
فما هي أهم المشاكل والتحديات التي تواجه مسيرة تقطير الوظائف التدريسية حتى الآن، رغم أن رواتب المدرسين من بين أفضل الرواتب في الدولة؟
السيد يوسف سلطان، خبير تربوي، يستعرض لـ «العرب» أبرز هذه التحديات مقترحاً بعض الحلول للحد من عزوف المعلمين القطريين عن مهنة التعليم، بدءاً من ضغوط العمل في سلك التعليم.
يرى سلطان أن كثرة المهام التي يكلف بها المعلمون تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على أداء مهمتهم الرئيسية وهي التدريس، مع طول العام الدراسي الذي يبدأ من بداية شهر سبتمبر ويمتد إلى آخر شهر يونيو من السنة التالية وأثره السلبي على دافعية الطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى قصر الإجازة السنوية للمعلمين وعدم مساواتهم بغيرهم من موظفي الدولة، دون مراعاة لطبيعة عملهم والتزامهم بالإجازات في وقت محدد مسبقاً من الوزارة، مؤكدا أن تلك التحديات تؤثر على حياة المعلمين العائلية، وتربية الأبناء والاهتمام بالأسرة، وقد تسبب كل ذلك في عزوف الكثير من أبناء الوطن عن مهنة التدريس، وذلك على الرغم من مستوى رواتب المعلمين وكذلك في زيادة استقالات المعلمين بسبب ضغوط العمل، منوها بضرورة إبراز أهمية دور المعلم في المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتكريمه بشكل مستمر في نهاية كل عام، وذلك بالتوازي مع ضرورة تخفيف المهام الوظيفية المرهقة والأعباء الإدارية من على كاهل المعلم والاكتفاء بالمهام التدريسية الموكلة له، وخلق بيئة مدرسية متعاونة وفعالة مع هيئة التدريس.
ودعا سلطان إلى النظر في تقليل أوقات الدوام المدرسي، بما يحقق للمعلمين مرونة أكبر بما فيها السماح بخروج المعلم في نفس وقت خروج الطلبة وعدم الانتظار أكثر من غير جدوى، إلى جانب تقديم الدعم والتوجيه للمعلمين الجدد ومعالجة التحديات التي يواجهونها في بداية عملهم.
وأشار إلى ضرورة تدريب وتأهيل المعلمين بما ينعكس أثره على العملية التعليمية وعلى الطلبة، وأهمية تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم، وعدم السماح للمناهج الخارجية بالتأثير على النشء، مطالباً بضرورة توسيع الدور الرقابي للوزارة في هذا الجانب وعدم الاكتفاء بالإشراف.
وأكد أن استقطاب العناصر الوطنية في التعليم يساهم في غرس الهوية الوطنية في نفوس الأطفال وتربيتهم على القيم التي تتصل بالعادات والتقاليد والتي ترتبط بالبنية التربوية، مؤكداً أن هذه المهمة ربما يكون العنصر المواطن هو الأقدر على القيام بها، وأكد أن اهتمام وزارة التربية والتعليم بهذه التحديات التي تواجه المعلم القطري من شأنه أن يرفع نسبة المواطنين في هذه القطاع ويساهم في نجاح استراتيجية الدولة في تعزيز التقطير في مختلف القطاعات، خاصة في ظل العدد الكبير من الخريجين سنوياً من الجامعات الباحثين عن فرص عمل وفي ظل العديد من الوظائف التي توفرها المدارس الحكومية.
وثمّن سلطان دور مركز التدريب والتطوير التربوي - التابع لوزارة التربية والتعليم- على تنفيذ خطة التدريب التي تركز على إكساب المعلمين والإداريين الجدد مجموعة من المعلومات والمهارات اللازمة لهم، وتوعيتهم بالمواضيع التي تخص عملهم قبل الانضمام رسميا والبدء في ممارسة مهامهم لتسهيل عملية اندماجهم في البيئة المدرسية بالدولة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة التعليم الكوادر الوطنية
إقرأ أيضاً:
نشر ثقافة العمل الحر.. ندوة تفاعلية لنقابتي المعلمين والمهن الزراعية بقنا
نظمت نقابتا المعلمين والمهن الزراعية بقنا، بنادي الزراعيين بنجع حمادي شمال المحافظة، اليوم الأحد 15 من ديسمبر الجاري، الندوة التفاعلية لنشر ثقافة العمل الحر والمساعدة على الابتكار وريادة الأعمال، وذلك تحت رعاية جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر التابع لرئاسة مجلس الوزراء.
وذلك بحضور شاكر محمد أبو بكر نقيب معلمين قنا، والمهندس محمد الجيلاني نقيب المهن الزراعية بقنا، وسيد حامد رئيس فرع اتحاد عمال مصر بمحافظة قنا، ومحمود العماري مدير جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة بقنا، وسعيد حسن رئيس مجلس أمناء محافظة قنا، و عفت محمد وزيري مدير عام إدارة نجع حمادي التعليمية، وعبد الرسول سعد مدير عام إدارة فرشوط التعليمية، ونقباء وأعضاء اللجان النقابية للمعلمين بمراكز محافظة قنا، وعدد من عمد ومشايخ القري، والقيادات التنفيذية والشعبية بشمال قنا.
وفي بداية الندوة التعريفية، بعث شاكر محمد أبو بكر نقيب المعلمين بقنا، والحضور، ببرقية تأييد لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، فيما يتخذه من قرارات لحفظ أمن وأمان مصر، موضحا أن هذه الندوة تهدف إلي الإعداد الجيد لتحقيق الأهداف المطلوبة بالتوعية والإرشاد لريادة الأعمال، بحضور المتدربين من المواطنين المستهدفين، بالاتفاق مع نقابة المهن الزراعية، وتحت رعاية جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وأضاف نقيب المعلمين، أن هذا التعاون يهدف إلي تقديم تدريب متميز، وتمويل مادي وهو مايحتاجه كل الباحثين عن حياة كريمة، من الراغبين في خلق مشروعات ذات نفع مجتمعي، مؤكدا علي الدعم المالي اللازم للمشروعات المقترحة، سيكون وفقا لدراسة الجدوى المقدمة عن كل مشروع صغير، وذلك عقب حصول الراغبين في الحصول علي التمويل للمشروعات المقدمة، ملء استمارة مخصصة لهذا الغرض، وتسلم لمقار نقابة المعلمين الفرعية بمدينتي قنا، ونجع حمادي، وذلك اعتبارا من اليوم 15 من ديسمبر الجاري.
وتابع أن ذلك يأتي في إطار سعي الدولة إلى زيادة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر فى الريف لتحسين الوضع الاقتصادي، و لتحفيز وتدريب الشباب على إقامة المشروعات الصغير و المتناهية الصغر، للعمل على زيادة الرقعة الزراعية، وزيادة القدرة الانتاجية، وتأمين الأمن الغذائي خلال هذه المرحلة.