العرب القطرية:
2025-02-23@03:01:00 GMT

«التعليم».. وتحدي «ندرة المعلم القطري»

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

«التعليم».. وتحدي «ندرة المعلم القطري»

بينما نجحت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في زيادة الكوادر الوطنية بمجالات التدريس بالمدارس الحكومية خلال السنوات الأخيرة، سواء من خلال برامج التقطير وزيادة الحوافز أو من خلال تعيين عدد كبير من خريجي كلية التربية بجامعة قطر، وكذلك خريجي بعض الجامعات ممن التحقوا ببرامج مؤسسة علم لأجل قطر بما يتماشى مع ما توليه البلاد من أهمية كبيرة للتعليم، إلا أن نسبة التقطير بالمدارس الحكومية لا تلبي حتى الآن طموحات الوزارة في ظل استمرار ظاهرة عزوف المُعلمين القطريين عن مهنة التعليم.

وبالتالي تبقى «ندرة المعلم القطري» أكبر تحد يواجه الوزارة في العام الجديد.


فما هي أهم المشاكل والتحديات التي تواجه مسيرة تقطير الوظائف التدريسية حتى الآن، رغم أن رواتب المدرسين من بين أفضل الرواتب في الدولة؟
السيد يوسف سلطان، خبير تربوي، يستعرض لـ «العرب» أبرز هذه التحديات مقترحاً بعض الحلول للحد من عزوف المعلمين القطريين عن مهنة التعليم، بدءاً من ضغوط العمل في سلك التعليم.
يرى سلطان أن كثرة المهام التي يكلف بها المعلمون تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على أداء مهمتهم الرئيسية وهي التدريس، مع طول العام الدراسي الذي يبدأ من بداية شهر سبتمبر ويمتد إلى آخر شهر يونيو من السنة التالية وأثره السلبي على دافعية الطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى قصر الإجازة السنوية للمعلمين وعدم مساواتهم بغيرهم من موظفي الدولة، دون مراعاة لطبيعة عملهم والتزامهم بالإجازات في وقت محدد مسبقاً من الوزارة، مؤكدا أن تلك التحديات تؤثر على حياة المعلمين العائلية، وتربية الأبناء والاهتمام بالأسرة، وقد تسبب كل ذلك في عزوف الكثير من أبناء الوطن عن مهنة التدريس، وذلك على الرغم من مستوى رواتب المعلمين وكذلك في زيادة استقالات المعلمين بسبب ضغوط العمل، منوها بضرورة إبراز أهمية دور المعلم في المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتكريمه بشكل مستمر في نهاية كل عام، وذلك بالتوازي مع ضرورة تخفيف المهام الوظيفية المرهقة والأعباء الإدارية من على كاهل المعلم والاكتفاء بالمهام التدريسية الموكلة له، وخلق بيئة مدرسية متعاونة وفعالة مع هيئة التدريس. 
ودعا سلطان إلى النظر في تقليل أوقات الدوام المدرسي، بما يحقق للمعلمين مرونة أكبر بما فيها السماح بخروج المعلم في نفس وقت خروج الطلبة وعدم الانتظار أكثر من غير جدوى، إلى جانب تقديم الدعم والتوجيه للمعلمين الجدد ومعالجة التحديات التي يواجهونها في بداية عملهم.
وأشار إلى ضرورة تدريب وتأهيل المعلمين بما ينعكس أثره على العملية التعليمية وعلى الطلبة، وأهمية تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم، وعدم السماح للمناهج الخارجية بالتأثير على النشء، مطالباً بضرورة توسيع الدور الرقابي للوزارة في هذا الجانب وعدم الاكتفاء بالإشراف. 
وأكد أن استقطاب العناصر الوطنية في التعليم يساهم في غرس الهوية الوطنية في نفوس الأطفال وتربيتهم على القيم التي تتصل بالعادات والتقاليد والتي ترتبط بالبنية التربوية، مؤكداً أن هذه المهمة ربما يكون العنصر المواطن هو الأقدر على القيام بها، وأكد أن اهتمام وزارة التربية والتعليم بهذه التحديات التي تواجه المعلم القطري من شأنه أن يرفع نسبة المواطنين في هذه القطاع ويساهم في نجاح استراتيجية الدولة في تعزيز التقطير في مختلف القطاعات، خاصة في ظل العدد الكبير من الخريجين سنوياً من الجامعات الباحثين عن فرص عمل وفي ظل العديد من الوظائف التي توفرها المدارس الحكومية.
وثمّن سلطان دور مركز التدريب والتطوير التربوي - التابع لوزارة التربية والتعليم- على تنفيذ خطة التدريب التي تركز على إكساب المعلمين والإداريين الجدد مجموعة من المعلومات والمهارات اللازمة لهم، وتوعيتهم بالمواضيع التي تخص عملهم قبل الانضمام رسميا والبدء في ممارسة مهامهم لتسهيل عملية اندماجهم في البيئة المدرسية بالدولة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزارة التعليم الكوادر الوطنية

إقرأ أيضاً:

يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام

غنية الحكمانية

"سنعلّم أبناءنا ولو تحت ظل الشّجرة" كلمات بليغة خالدة من لدن المعلّم الأول السّلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- سُطّرت حروف مدادها من ذهب، جال صِيتها الأرجاء وتردد صداها عنان السّماء، وعكست إيمان القائد الراحل بأهمية العلم والتعلم، وتحطيم أصفاد الجهل والظلام، وحرصه على مواصلة المسيرة التعليمية دون الالتفات إلى العراقيل المثبّطة، من ماضٍ تليدٍ وبإمكانات بسيطة لا تُذكر قبل النهضة إلى نقلة نوعية وكمية سبّاقة متسارعة تجاوزت الزمن في اللحاق إلى مصافّ الدول الصاعدة.

لقد أدرك السلطان قابوس -طيب الله ثراه- أنّ التعليمَ هو مشروع الاستثمار الأكبر في بناء الأمم والمجتمعات وتقدم الشعوب والحضارات، والمعلم بذلك هو أساس شعلة هذه النهضة التعليمية الرائدة، وأداة تحريك تنميتها المستدامة، ووسيلة تقدم المجتمع ورفعته، حيث إن "الاستثمار في المستقبل، الاستثمار في المعلمين".

إنه يوم رسول العلم.. الذي خطّ أولى حروف النّور في صفحات بياض النّشء، وأنار له بالكلمات معالمَ عقله ومستقبله، ورسم جملا وعباراتٍ تقوّي من عزيمته وإرادته، وأضاء بقنديل نوره دياجير الظلام وطوى صفحته، ظلّ وسيظلّ نهلَه يمخر عباب الأجيال، فهو الركيزة الأساسية التي تقيم المدرسة دعائمها عليه، والقوة الدافعة لنهضة التعليم والداعمة لاستشراف مستقبلها. أخلص صدقا للمهنة وأقسم شرفا ببرّها، وسخّر لأجلها طاقته وجهده، قيادة زمام النجاح والإجادة بيده، وتكوين شخصية الطالب وغرس القيم والاتجاهات والمبادئ من نُبل غايته؛ فهو مرآة طلبته، ويُمثِّل ما ينعكس في واجهتها، فيصقل مرآته بما يحب أن يتّصف به ويكون شاهدا على نقاوة سيرته وسريرته.

فكما لليونسكو احتفال بيوم المعلم العالمي في الخامس من أكتوبر، تفرّدت السّلطنة بيومٍ خاص للاحتفاء السّنوي بالمعلم العُماني الجدير وتخصيص يوم إجازة وطنية للكادر التدريسي والإداري وللطلبة في المدارس الخاصة والحكومية. يوم الـ24 من فبراير يستشعر فيه الطلبة والمجتمع بأطيافه مكانة المعلم العظيمة، وتقوى فيه أواصر التبجيل والتقدير، فتتوطد بذلك صلة الترابط بين المعلم والطالب وبين المعلم والمجتمع المحلي، وتسمو بين جنبات رقعته روح التكاتف والتعاون والازدهار مصلحةً للطالب ورُقيّا للمجتمع.

ولا يقتصر دور المعلم على خدمة توليد المعلومة وتلقينها واستحضارها جاهزة للطلبة، بل بتعزيز مهارات التعلم النشط كالتفكير النقدي والتحليلي والإبداعي والابتكاري ومهارات التعلم الذاتي من خلال منصات التعلم المتعددة عبر الإنترنت وتقنيات التعليم الحديثة والاستراتيجيات التدريسية المتنوعة، وتلبية الاحتياجات التعليمية للطلبة؛ زيادة في التفاعلية والاستمرارية، وتحقيقا لجودة التعليم وخدمة لأهدافها التعليمية المرسومة.

وفي ظل الطفرة التكنولوجية والتطبيقات التقنية الحديثة أصبحت الإحاطة بكل مستجداتها ضرورة حتمية وتوظيفها بشكل فعال ومؤثر في الساحة التعليمية. فمصير استمرارية الأمم وقفزتها التنموية الشاملة مرهون بمدى توطين تلك التقانة، تشدّ من أزرها المستقبلي وتزيد من فعالية وتحسين نوعية التعليم، فهي متجذرة في تفاصيل وجوانب مناحي الحياة. ما تمنحه تطبيقات تلك المساعِدات الذكية من توفيرٍ في الوقت والجهد والتكلفة، وفرصةٍ للتعليم التفاعلي والابتكاري، واحترافيةٍ في إنشاء وتنفيذ الأوامر وسرعة توفير حلول واستجابات تفصيلية فائقة ومرنة بشتّى طرق تحصيل الإجابة.

وممّا لا شك فيه أنّ التعليمَ ذا الجودة العالية يكون بمقابل التنمية المهنية والفنية المتواصلة، بإشراك المعلم في الدورات التدريبية وورش العمل التطويرية والندوات التربوية؛ لإحاطته بالمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، وتأهيل قدراته وتحسين مهاراته، إلى جانب منحه استحقاقاته من الحوافز والمكافآت والترقيات، لأجل مزيد من الدافعية والإنجاز والعطاء. والتخفيف من عبء تكدّس المهام والمتطلبات الجمّة التي تزيد من حجم ضغط العمل وتُقلّص من الأداء المثمر. وتوظيف الخريجين الجدد الذين ينتظرون فرصة التوظيف من سنوات قد خلَت بأوجّ توقد طاقتهم قبل الخفوت والتأكسد، مقابل فتح باب التقاعد المبكّر للمعلمين القدامى، بمنحهم فرصة الإحلال للخريجين الذين طال انتظارهم.

وإنّ فكرة إنشاء نقابة أو جمعية للمعلمين ضرورية تجمع تحت كنَفها كل معلمي السّلطنة، يتم فيها استقراء أفكارهم وتطلعاتهم، وتبادل الخبرات في المجالات التعليمية المختلفة، وتقديم الاستشارات والتوجيهات، وتسليط الضوء على آخر مستجدات وتحديثات الشؤون التعليمية في ظل التطورات والتغيرات المتسارعة، ومناقشة المهام والمتطلبات الوظيفية، وتذليل الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، وحماية حقوق المعلمين والنظر في استحقاقاتهم، والمشاركة في تطوير المناهج التي تؤثر على جودة التعليم وارتقاء العملية التربوية.

ختاما.. أسمى رسالة شكر وامتنان وتحية إجلال وعرفان نقدمها لمقام المعلم في يومه العظيم الذي يُصنع ذكرى حفاوته كل عام، مجددا بصْمته وعهده وانطلاقته الفولاذية، مستلهما من الفكر الحصيف لجلالته السّلطان قابوس -طيّب الله ثراه- كل معاني العزّة والرفعة والمجد والإرادة القوية، فقد وضع جلالته جُلّ أمله في التعليم الذي انتشل عُمان من الظلام الدامس إلى إشراقة سطعت بنورها الأصقاع، فأولى التعليم والمعلم نُصب رؤيته وعمق اهتمامه. مجدّدون بذلك المعلمون العهد والولاء والسّمع والطاعة، وملبّون نداء عُمان العصر الزاهر ومعلموها الوعد الباهر.

مقالات مشابهة

  • العراق تؤكد تبني مبدأ الحوار في التعامل مع التحديات كافة
  • يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام
  • التعليم العالي: صندوق رعاية المبتكرين يدعم المشروعات التي تحقق التنمية المستدامة
  • تطوير مناهج التربية الفكرية وتأهيل المعلمين لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس
  • «مناخ الزراعة»: مصر تتعرض لشتاء قطبي بدءا من غدا
  • المملكة السعودية: توجيهات صارمة خلال شهر رمضان، بعدم تصوير أو بث صلاة التراويح عبر وسائل الإعلام
  • "التعليم" تعتمد 8 عناصر رئيسية لتقييم أداء المعلمين وتعزيز الجودة
  • عاجل - "التعليم" تعتمد 8 عناصر رئيسية لتقييم أداء المعلمين وتعزيز الجودة
  • وزير التعليم: دمج التقنيات الحديثة بالمناهج وتدريب المعلمين على استخدامها
  • دراما رمضان 2025.. كيف يستطيع الغاوي التخلص من مخاوفه وتحدي العقبات؟