العرب القطرية:
2025-07-09@09:07:04 GMT

«التعليم».. وتحدي «ندرة المعلم القطري»

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

«التعليم».. وتحدي «ندرة المعلم القطري»

بينما نجحت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في زيادة الكوادر الوطنية بمجالات التدريس بالمدارس الحكومية خلال السنوات الأخيرة، سواء من خلال برامج التقطير وزيادة الحوافز أو من خلال تعيين عدد كبير من خريجي كلية التربية بجامعة قطر، وكذلك خريجي بعض الجامعات ممن التحقوا ببرامج مؤسسة علم لأجل قطر بما يتماشى مع ما توليه البلاد من أهمية كبيرة للتعليم، إلا أن نسبة التقطير بالمدارس الحكومية لا تلبي حتى الآن طموحات الوزارة في ظل استمرار ظاهرة عزوف المُعلمين القطريين عن مهنة التعليم.

وبالتالي تبقى «ندرة المعلم القطري» أكبر تحد يواجه الوزارة في العام الجديد.


فما هي أهم المشاكل والتحديات التي تواجه مسيرة تقطير الوظائف التدريسية حتى الآن، رغم أن رواتب المدرسين من بين أفضل الرواتب في الدولة؟
السيد يوسف سلطان، خبير تربوي، يستعرض لـ «العرب» أبرز هذه التحديات مقترحاً بعض الحلول للحد من عزوف المعلمين القطريين عن مهنة التعليم، بدءاً من ضغوط العمل في سلك التعليم.
يرى سلطان أن كثرة المهام التي يكلف بها المعلمون تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على أداء مهمتهم الرئيسية وهي التدريس، مع طول العام الدراسي الذي يبدأ من بداية شهر سبتمبر ويمتد إلى آخر شهر يونيو من السنة التالية وأثره السلبي على دافعية الطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى قصر الإجازة السنوية للمعلمين وعدم مساواتهم بغيرهم من موظفي الدولة، دون مراعاة لطبيعة عملهم والتزامهم بالإجازات في وقت محدد مسبقاً من الوزارة، مؤكدا أن تلك التحديات تؤثر على حياة المعلمين العائلية، وتربية الأبناء والاهتمام بالأسرة، وقد تسبب كل ذلك في عزوف الكثير من أبناء الوطن عن مهنة التدريس، وذلك على الرغم من مستوى رواتب المعلمين وكذلك في زيادة استقالات المعلمين بسبب ضغوط العمل، منوها بضرورة إبراز أهمية دور المعلم في المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتكريمه بشكل مستمر في نهاية كل عام، وذلك بالتوازي مع ضرورة تخفيف المهام الوظيفية المرهقة والأعباء الإدارية من على كاهل المعلم والاكتفاء بالمهام التدريسية الموكلة له، وخلق بيئة مدرسية متعاونة وفعالة مع هيئة التدريس. 
ودعا سلطان إلى النظر في تقليل أوقات الدوام المدرسي، بما يحقق للمعلمين مرونة أكبر بما فيها السماح بخروج المعلم في نفس وقت خروج الطلبة وعدم الانتظار أكثر من غير جدوى، إلى جانب تقديم الدعم والتوجيه للمعلمين الجدد ومعالجة التحديات التي يواجهونها في بداية عملهم.
وأشار إلى ضرورة تدريب وتأهيل المعلمين بما ينعكس أثره على العملية التعليمية وعلى الطلبة، وأهمية تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم، وعدم السماح للمناهج الخارجية بالتأثير على النشء، مطالباً بضرورة توسيع الدور الرقابي للوزارة في هذا الجانب وعدم الاكتفاء بالإشراف. 
وأكد أن استقطاب العناصر الوطنية في التعليم يساهم في غرس الهوية الوطنية في نفوس الأطفال وتربيتهم على القيم التي تتصل بالعادات والتقاليد والتي ترتبط بالبنية التربوية، مؤكداً أن هذه المهمة ربما يكون العنصر المواطن هو الأقدر على القيام بها، وأكد أن اهتمام وزارة التربية والتعليم بهذه التحديات التي تواجه المعلم القطري من شأنه أن يرفع نسبة المواطنين في هذه القطاع ويساهم في نجاح استراتيجية الدولة في تعزيز التقطير في مختلف القطاعات، خاصة في ظل العدد الكبير من الخريجين سنوياً من الجامعات الباحثين عن فرص عمل وفي ظل العديد من الوظائف التي توفرها المدارس الحكومية.
وثمّن سلطان دور مركز التدريب والتطوير التربوي - التابع لوزارة التربية والتعليم- على تنفيذ خطة التدريب التي تركز على إكساب المعلمين والإداريين الجدد مجموعة من المعلومات والمهارات اللازمة لهم، وتوعيتهم بالمواضيع التي تخص عملهم قبل الانضمام رسميا والبدء في ممارسة مهامهم لتسهيل عملية اندماجهم في البيئة المدرسية بالدولة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزارة التعليم الكوادر الوطنية

إقرأ أيضاً:

«قُبلة» والدي على رأس مُعلمي غيّرت مجرى حياتي

رأس الخيمة: حصة سيف

خدم المرشد الأكاديمي علي راشد حسن الأصلي الزعابي، مدة 36 عاماً، في الميدان التربوي، ليكون شاهداً على المسيرة التعليمية في الإمارات بأجيالها المُتعاقبة لأكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد، حيث بدأ رحلته في مدرسة رأس الخيمة الثانوية، وهي المدرسة ذاتها، التي تخرّج فيها طالباً، وظل يعمل فيها إلى أن تقاعد في عام 2022.

أكد علي الزعابي (62 عاماً)، أنه اختار دراسة علم الاجتماع إشباعاً لميوله للخدمة الاجتماعية وتنظيم الفعاليات الموجهة لأهداف وطنية، تغرس حب الوطن وتعزز قيم الانتماء والولاء في نفوس الطلبة.

25 طالباً

يروي الزعابي مسيرته التربوية قائلاً: «تخرجت في مدرسة رأس الخيمة الثانوية عام 1981، ودخلت جامعة الإمارات في تخصص علم الاجتماع، فرع الخدمة الاجتماعية، كانت ميولي تتجه إلى هذا التخصص، ودرسته مع مجموعة كبيرة من أبناء الإمارة، منهم أحمد البغام وسعيد الحولة وجاسم الجلاف، تقريباً كان عددنا أكثر من 25 طالباً جامعياً، منهم 12 إلى 15 طالباً من مدرسة رأس الخيمة الثانوية، وهي المدرسة التي كانت أشبه بمعهد تربوي، وأغلب خريجيها اتجهوا للعمل في التدريس ضمن مختلف المواد، وكانت رأس الخيمة تضم مدرستين ثانويتين فقط آنذاك، هما مدرسة سعيد بن جبير، ومدرسة رأس الخيمة الثانوية.

وعقب التخرج من الجامعة في عام 1986، يضيف أنه تعين أخصائياً اجتماعياً في مدرسة رأس الخيمة الثانوية، التي درَس فيها، وكان منوطاً بمهام الخدمة الاجتماعية، عبر متابعة الطلاب من ناحية التحصيل الدراسي والسلوك، وتنظيم المعسكرات والفعاليات، مثل الاحتفالات والمناسبات الوطنية والاجتماعية، كما شارك على مستوى رأس الخيمة في أوبريت «نحن جنودك يا وطن»، بالتعاون مع معلم الموسيقى والأداء، وهو عبارة عن أوبريت فني يحمل عبق التراث ويرسخ مفهوم وقيمة حماية الوطن، الذي عُرض كأول لوحة في حفل أنشطة المدارس الحكومية على مستوى الإمارات، وجرى تنظيم الحفل في الشارقة، وحضره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بداية التسعينات من القرن الماضي.

دور فعال ومُجدي

عمل علي الزعابي على تنظيم العديد من الأنشطة للطلبة، إضافة إلى المشاركة في المعسكرات الطلابية، وقال: «شاركت في تنظيم عرض عسكري للطلبة محلياً، وشاركت أيضاً في قطر ضمن معسكر الطلبة المصابين بالسكري، إضافة إلى الفعاليات الأخرى، التي نُحييها طيلة العام الدراسي«، ولفت إلى أن دور الأخصائي الاجتماعي كان فعالاً ومجدياً وموجهاً بشكل خاص، وذلك لتمكين الطلبة وإبراز وصقل مواهبهم، وحل المشكلات التي تواجههم، بجانب التعاون والتواصل مع أولياء الأمور وشرائح المجتمع، في المناسبات.

وأشار إلى أنه بعد أن أكمل سنوات الخدمة، تقاعد عام 2022، وكان يحمل مسمى «مرشد أكاديمي»، يتمثل دوره في متابعة سلوك الطلاب والتوجيه والإرشاد المستمر، إضافة إلى حل مشاكل الطلبة مع المعلمين، ومعالجة ضعف التحصيل الدراسي لديهم، وتنظيم الأنشطة والرحلات والإشراف عليها.

وبرغم التركيز على «الإرشاد» في المسمى الوظيفي، لكن عمله كان يتقاطع مع أدوار ومهام الأخصائي الاجتماعي، الذي ربما كان تخصصه ودوره ينصبان على الحالات الفردية والجماعية للطلبة، أما المرشد فدورُهُ أوسع، حيث يغطي كل المهام والمسؤوليات المتعلقة بالطلبة.

القضايا والمشكلات

استعاد علي الزعابي نوعية القضايا والمشكلات المتعلقة بالطلبة في الماضي، وقال: «في بداية الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كانت قضايا ومشاكل الطلبة أخف، وكان المعلمون والمديرون والأخصائيون الاجتماعيين متعاونون من أجل مصلحة الطلبة، ولفت إلى أن أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية أغلبهم كانوا من العنصر الرجالي، ومع القيود التي وُضعت للمعلم، تأثرت هيبته، حتى أنه أصبح يخشى الطلبة، بينما كانت شخصية المعلم قوية، ولا يتجرأ عليه أحد».

يستطرد التربوي المخضرم: «أتذكر أحد أبرز المواقف في حياتي، حين كنت طالباً في المدرسة، حيث ضربني معلم الرياضيات، ولمّا أخبر أصدقائي والدي عن الواقعة، أكد لهم بأنه سيذهب لمقابلة المعلم، كنت فخوراً بأبي حين حضر إلى المدرسة، لكن الموقف تبدل حين وضع والدي قبلةً على رأس هذا المعلم، واعتذر له لأنني تسببت في مضايقته، وسألني أصدقائي: «كيف كان الموقف»، قلت لهم إن والدي صالحني مع المعلم.

مكانة المعلم

اختتم المرشد الأكاديمي علي الزعابي حديث الذكريات قائلاً: إن ذلك الجيل من الآباء، رغم أنه لا يجيد القراءة والكتابة، كان يعي ويُدرك جيداً مكانة المعلم ودوره الكبير، فكلما تعززت شخصية المعلم، كلما خرَّج أجيالاً طيبة.

مقالات مشابهة

  • التعليم تحدد ضوابط النقل الداخلي: لا يتجاوز 15% من المعلمين بالقطاع
  • التربية تعلن نتائج امتحانات الدور الأول لشهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسي
  • تعديلات قانون التعليم تمنح المعلمين حق البقاء حتى نهاية العام الدراسي بعد بلوغ التقاعد
  • 70% للنجاح في الدين.. وزير التعليم: التربية الدينية مادة أساسية وليست هامشية
  • قحيم يرأس اجتماعاً لمناقشة أداء مكاتب الأشغال والإشكالات التي ترافق عملها
  • وزير التعليم: تطبيق شهادة "البكالوريا المصرية" بـ4 مسارات رئيسية.. و70% نسبة النجاح الإلزامية في مادة التربية الدينية
  • وزير التعليم: معلمو مصر من أفضل المعلمين على مستوى العالم
  • وزير التعليم: التربية الدينية ليست مادة هامشية.. والنجاح فيها مرهون بالحصول على 70%
  • المليشيات وتحدي الدولة الطبيعية
  • «قُبلة» والدي على رأس مُعلمي غيّرت مجرى حياتي