في شؤون حياتية ويومية تهم كل مواطن.. «العرب» ترصد: تحديات 2024
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
ودَّعنا أمس عام 2023، بكل أيامه وأسابيعه وشهوره، وما تخللها من إنجازات في كثير من المجالات، فضلا عن استمرار العديد من التحديات التي ينتظر المواطنون حلها في بعض الوزارات والمؤسسات الخدمية خلال العام الجديد.
«العرب» رصدت بعضاً من هذه التحديات في أمور حياتية تهم كل مواطن، واستطلعت رأي خبراء، كل في مجاله، وضعوا أمام الجهات المسؤولة حلولاً يرونها صالحة لمواجهة هذه التحديات.
عملت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، من خلال عدة مبادرات على حصر الأسباب المؤدية لظاهرة الطلاق وإلى الآثار السلبية الناجمة عنها، وأطلقت عدة مشاريع ومبادرات تهدف للحد من الطلاق، وتعزيز أركان الأسرة القطرية، مثل: برنامج «سنة أولى زواج»، وبرنامج خدمة «وتد»، خاصة في ظل ارتفاع نسب الطلاق في الدولة، لكن ما تزال ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع القطري تدق ناقوس الخطر، خاصة بعد أن كان المعدل السنوي لإحصاءات الطلاق العامة لدول مجلس التعاون الخليجي قد كشف عن حلول دولة قطر في المرتبة الثانية خليجياً في ارتفاع معدلات الطلاق بنسبة 40.2% خلف الكويت التي تصدرت القائمة بنسبة 49.7%.اضافة إلى تقارير جهازِ التخطيطِ والإحصاءِ التي كشفت عن الارتفاعِ الشهريّ في حالات الطَّلاق بالمُجتمع خلال عدة أشهر من العام الذي يطوي صفحاته.
وقد أثارت تلك الاحصاءات والأرقام العديد من ردود الأفعال في الدولة والتي سعت في مجملها إلى مواجهة تحدي ارتفاع نسب الطلاق، ويعد هذا التحدي هو الأبرز الذي تواجهه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة في 2024.
وفي هذا الصدد قال المأذون الشرعي والمصلح الأسري فواز العبدالله: إن الاحصاءات قد تكون تعطي صورة غير واضحة بالنسبة للمجتمع نظرا إلى أن الاحصاءات الواردة من محاكم الدولة تضم كل حالات الطلاق بما فيها للمقيمين من مختلف جنسياتهم، وهو ما قد يرفع تلك الأرقام إلى مستويات عالية، مؤكدا أن المشكل الحقيقي الذي يعاني منه المجتمع هو العزوف عن الزواج وليس الطلاق، فالشباب أصبح يعزف عن الزواج خوفا مما يروج له من كثرة حالات الطلاق، والذي قد يكون مرات مبالغا فيه، مشيرا إلى أنه كان يقوم بعقد قرانين خلال الأسبوع الواحد في حين أصبح يعقد قرانا واحدا في الشهر أو في الشهرين.
وأضاف العبدالله: يعد الطلاق من الظواهر السلبية في المجتمع والتي ينبغي الحد منها، لما يترتب عليها من مشاكل عديدة يعاني منها المطلقون وأبناؤهم، الأمر الذي ينعكس على استقرار المجتمع وتقدمه، لكن لا يجب المبالغة في تخويف الشباب من ظاهرة الطلاق والمشاكل الأسرية، وجعلها مقدمة على فوائد الزواج وتكوين أسرة، ومن خلال عملي في الاصلاح الأسري في محكمة الأسرة فإن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق يمكن حلها من خلال التوعية وهنا يمكن أن نقسم التوعية إلى عدة مستويات، فمنها من يتم في المدرسة حيث من الضروري ادراج مناهج تعليمية في الصف العاشر تحديدا، لأننا في مجتمع كثيرا ما يتزوج شبابه في عمر مبكر. بالاضافة إلى ضرورة أن يلزم المقبلون على الزواج بالدورات الموجهة للتوعية.
وفي سياق متصل، أشاد فواز بما توليه المؤسسات المعنية في الدولة من اهتمام بتلك الظاهرة، والحيلولة دون وقوعها، والعمل على الحد منها، عبر تنفيذ برامج تأهيل للمقبلين على الزواج، وغيرها من الجهود، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن تلك الجهود لا تعد كافية أمام مشكلات الطلاق أو العزوف عن الزواج، وتأثيراتها السلبية على الأسرة والأبناء والمجتمع ككل، مشددا على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية والتثقيفية، وتوعية الشباب بأهمية الحفاظ على كيان الأسرة، وتضمين ذلك في المناهج الدراسية لتزويد الشباب بالمعارف والمهارات والسلوكيات التي تسهم في تكوين أسرة متماسكة حريصة على استمرارها.
إلزامية البرامج التأهيلية للزواج
بدوره قال الاستشاري الأسري والمأذون الشرعي يوسف السويدي إن مواجهة تحدي خفض نسب الطلاق في المجتمع يبدأ بالتأهيل عن طريق برامج متخصصة، ودعا إلى أن يكون ملزما لكل المقبلين على الزواج، على غرار الفحص الطبي، وقال موضحا: يجب أن تصبح البرامج التأهيلية للمقبلين على الزواج الزامية مثل البرامج التي يقدمها مركز وفاق للاستشارات العائلية، بالاضافة إلى أن تتحمل الأسرة مسؤوليتها في توعية الأبناء ولا يقتصر دورهم على توفير الاحتياجات المادية للشباب المقبل على الزواج، وتعريفهم بماهية الحياة الزوجية والاحترام والحقوق والواجبات والمسؤوليات التي يقبلون عليها.
وأضاف: كما يجب أن يتم تثقيف المتزوجين عن طريق ادارة الخلافات الزوجية فيما يخص إدارة خلافاتهم الزوجية خاصة في بداية حياتهم الزوجية، حيث يجد البعض أن الحل الأول هو التوجه إلى المحكمة والانفصال، لأن ليست لهم أي قدرة على ادارة خلافاتهم. ويجب أيضا استغلال فترة عقد القران في تعرف الزوجين على بعضهما البعض بطريقة تسمح لهما بفهم شخصية الطرف الآخر، والتفاهم بين الطرفين.
وطالب السويدي بأنه في حالة الخلافات يجب أن يتم اللجوء إلى المختصين، ومن هنا دعا إلى تفعيل دور الاستشاريين الأسريين خاصة أن الدولة توفر هذه الخدمات بصورة مجانية.
وأشار إلى أن الحملات التوعوية المجتمعية التي يقودها المشاهير والمثقفون والتي يقومون بخلالها بالتوعية بأضرار الطلاق على المجتمع قد تأتي بالفائدة لكل أفراد المجتمع، خاصة عندما يتم التركيز خلالها على أضرار الطلاق على الفرد والمجتمع ككل، وحتى على مستوى الأسر التي قد يحدث بينها الشقاق.
ولخّص الاستشاري الأسري السويدي كلامه في أن الحل يكمن في التوعية، والتثقيف، وتسخير كل الوسائل الاعلامية والمؤسسات المختصة للتثقيف ونشر الوعي لدى الشباب قبل الزواج وحتى في بداياته.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر تحديات 2024 وزارة التنمية ظاهرة الطلاق على الزواج إلى أن
إقرأ أيضاً:
قبيلة الدروع تنظِّم حفل زفاف جماعي لـ 22 مواطناً
وفق نموذج مِديم لأعراس النساء
أبوظبي - الخليج
تحت إشراف دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي نظمت قبيلة الدروع عرساً جماعياً لـ22 مواطناً ومواطنة من أبناء القبيلة، وفقاً لمبادئ نموذج مِديم لأعراس النساء، الذي يُعَدُّ إحدى الركائز الأربع الأساسية لمبادرة «مِديم».
وتعكس هذه الخطوة حِرصَ أبناء دولة الإمارات على المُضي قدماً بنهج القيادة الرشيدة، وتبرز وعيهم بأهمية بناء حياة الأسرة المستقرة على أُسس راسخة، وتمسُّكهم بالقيم والموروث الإماراتي الأصيل الذي يدعو إلى الترابط الاجتماعي.
وتضمَّن الزفاف الجماعي عرساً للمدعوين الرجال، ثمَّ عرساً للمدعوات النساء في «قاعة أفراح منطقة القوع» في مدينة العين، بحضور أُسر العرسان الذين احتفلوا بزفاف أبنائهم وبناتهم في أجواء أنيقة أبرزت موروث دولة الإمارات والعادات والتقاليد الأصيلة.
وقالت الدكتورة منى المنصوري، المدير التنفيذي لمبادرة «مِديم» في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي: «نهنِّئ أبناء قبيلة الدروع بهذا الزفاف المبارك، ونشكرهم على التزامهم وحرصهم الكبير على تطبيق جميع مبادئ نموذج مِديم لأعراس النساء، حيث أُقيمَ عرس النساء في الفترة المحدَّدة ولم تتجاوز مدته ثلاث ساعات، واقتصرت الضيافة على الفوالة الإماراتية، ونشكر جميع الأزواج والزوجات المشاركين في هذا العرس الجماعي، الذي يجسِّد فهمهم العميق لقيمة الزواج كرحلة تُبنى على أُسس صحيحة».
وأضافت : «أسهمت مبادرة مديم منذ إطلاقها في تعزيز الوعي لدى الشباب والأُسر بأهمية بدء الحياة الزوجية باستقرار، والتزوُّد بجميع المهارات والمعارف التي تمكِّن الزوجين من تكوين أسرة سعيدة ومستقرة، تحقيقاً لتطلُّعات القيادة الرشيدة التي تؤمن بأنَّ الأسرة هي نواة المجتمع الصالح والمترابط».
وقال الدكتور هلال سعيد الدرعي، الذي شارك في تنظيم العرس الجماعي بالتنسيق مع دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي: «نشكر دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي على إطلاق مبادرة (مِديم)، هذه المبادرة الاجتماعية المهمة والهادفة إلى تشجيع أبناء الوطن من الرجال والنساء على الزواج وتكوين الأُسر السعيدة والمستقرة، وندعو جميع أبناء إمارة أبوظبي إلى الاستفادة من هذه المبادرة، والالتزام بتوجيهات قيادتنا الرشيدة في تيسير الزواج أمام الشباب، وإقامة عرس عصري أنيق مع المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، ويسعدني تهنئة أبناء وبنات قبيلة الدروع على الزواج المبارك، وأشكرهم وأُسرهم على مشاركتهم في هذا العرس الجماعي المميَّز».
وأضاف الدرعي أنَّ الأعراس الجماعية الـ20 التي نُظِّمَت في منطقة القوع أسهمت في توفير 314 مليون درهم، حيث وفَّرت نحو 117.9 مليون درهم على الشباب، و196 مليون درهم بشكل غير مباشر على المجتمع، من خلال تقليل تكاليف تجهيز النساء لحضور الأعراس. وأشار إلى أنَّ التنظيم المتميِّز يعزِّز المشاركة، ويعكس قيم التآلف والتكافل الاجتماعي، مؤكِّداً أنَّ الأعراس الجماعية أصبحت مناسبة اجتماعية تُقوّي الترابط المجتمعي وتحظى بدعم القيادة الرشيدة.
يُذكَر أنَّ الأزواج والزوجات المشاركين في العرس الجماعي لأبناء قبيلة الدروع استفادوا من برنامج «إعداد المقبلين على الزواج» الذي يقدِّمه مركز مِديم لإعداد الأسرة، ما عزَّز جاهزيتهم لحياة زوجية مستقرة وسعيدة.