ودَّعنا أمس عام 2023، بكل أيامه وأسابيعه وشهوره، وما تخللها من إنجازات في كثير من المجالات، فضلا عن استمرار العديد من التحديات التي ينتظر المواطنون حلها في بعض الوزارات والمؤسسات الخدمية خلال العام الجديد.
«العرب» رصدت بعضاً من هذه التحديات في أمور حياتية تهم كل مواطن، واستطلعت رأي خبراء، كل في مجاله، وضعوا أمام الجهات المسؤولة حلولاً يرونها صالحة لمواجهة هذه التحديات.

عملت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، من خلال عدة مبادرات على حصر الأسباب المؤدية لظاهرة الطلاق وإلى الآثار السلبية الناجمة عنها، وأطلقت عدة مشاريع ومبادرات تهدف للحد من الطلاق، وتعزيز أركان الأسرة القطرية، مثل: برنامج «سنة أولى زواج»، وبرنامج خدمة «وتد»، خاصة في ظل ارتفاع نسب الطلاق في الدولة، لكن ما تزال ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع القطري تدق ناقوس الخطر، خاصة بعد أن كان المعدل السنوي لإحصاءات الطلاق العامة لدول مجلس التعاون الخليجي قد كشف عن حلول دولة قطر في المرتبة الثانية خليجياً في ارتفاع معدلات الطلاق بنسبة 40.2% خلف الكويت التي تصدرت القائمة بنسبة 49.7%.اضافة إلى تقارير جهازِ التخطيطِ والإحصاءِ التي كشفت عن الارتفاعِ الشهريّ في حالات الطَّلاق بالمُجتمع خلال عدة أشهر من العام الذي يطوي صفحاته.
وقد أثارت تلك الاحصاءات والأرقام العديد من ردود الأفعال في الدولة والتي سعت في مجملها إلى مواجهة تحدي ارتفاع نسب الطلاق، ويعد هذا التحدي هو الأبرز الذي تواجهه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة في 2024.


وفي هذا الصدد قال المأذون الشرعي والمصلح الأسري فواز العبدالله: إن الاحصاءات قد تكون تعطي صورة غير واضحة بالنسبة للمجتمع نظرا إلى أن الاحصاءات الواردة من محاكم الدولة تضم كل حالات الطلاق بما فيها للمقيمين من مختلف جنسياتهم، وهو ما قد يرفع تلك الأرقام إلى مستويات عالية، مؤكدا أن المشكل الحقيقي الذي يعاني منه المجتمع هو العزوف عن الزواج وليس الطلاق، فالشباب أصبح يعزف عن الزواج خوفا مما يروج له من كثرة حالات الطلاق، والذي قد يكون مرات مبالغا فيه، مشيرا إلى أنه كان يقوم بعقد قرانين خلال الأسبوع الواحد في حين أصبح يعقد قرانا واحدا في الشهر أو في الشهرين.
وأضاف العبدالله: يعد الطلاق من الظواهر السلبية في المجتمع والتي ينبغي الحد منها، لما يترتب عليها من مشاكل عديدة يعاني منها المطلقون وأبناؤهم، الأمر الذي ينعكس على استقرار المجتمع وتقدمه، لكن لا يجب المبالغة في تخويف الشباب من ظاهرة الطلاق والمشاكل الأسرية، وجعلها مقدمة على فوائد الزواج وتكوين أسرة، ومن خلال عملي في الاصلاح الأسري في محكمة الأسرة فإن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق يمكن حلها من خلال التوعية وهنا يمكن أن نقسم التوعية إلى عدة مستويات، فمنها من يتم في المدرسة حيث من الضروري ادراج مناهج تعليمية في الصف العاشر تحديدا، لأننا في مجتمع كثيرا ما يتزوج شبابه في عمر مبكر. بالاضافة إلى ضرورة أن يلزم المقبلون على الزواج بالدورات الموجهة للتوعية. 
وفي سياق متصل، أشاد فواز بما توليه المؤسسات المعنية في الدولة من اهتمام بتلك الظاهرة، والحيلولة دون وقوعها، والعمل على الحد منها، عبر تنفيذ برامج تأهيل للمقبلين على الزواج، وغيرها من الجهود، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن تلك الجهود لا تعد كافية أمام مشكلات الطلاق أو العزوف عن الزواج، وتأثيراتها السلبية على الأسرة والأبناء والمجتمع ككل، مشددا على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية والتثقيفية، وتوعية الشباب بأهمية الحفاظ على كيان الأسرة، وتضمين ذلك في المناهج الدراسية لتزويد الشباب بالمعارف والمهارات والسلوكيات التي تسهم في تكوين أسرة متماسكة حريصة على استمرارها.

إلزامية البرامج التأهيلية للزواج 
بدوره قال الاستشاري الأسري والمأذون الشرعي يوسف السويدي إن مواجهة تحدي خفض نسب الطلاق في المجتمع يبدأ بالتأهيل عن طريق برامج متخصصة، ودعا إلى أن يكون ملزما لكل المقبلين على الزواج، على غرار الفحص الطبي، وقال موضحا: يجب أن تصبح البرامج التأهيلية للمقبلين على الزواج الزامية مثل البرامج التي يقدمها مركز وفاق للاستشارات العائلية، بالاضافة إلى أن تتحمل الأسرة مسؤوليتها في توعية الأبناء ولا يقتصر دورهم على توفير الاحتياجات المادية للشباب المقبل على الزواج، وتعريفهم بماهية الحياة الزوجية والاحترام والحقوق والواجبات والمسؤوليات التي يقبلون عليها.
وأضاف: كما يجب أن يتم تثقيف المتزوجين عن طريق ادارة الخلافات الزوجية فيما يخص إدارة خلافاتهم الزوجية خاصة في بداية حياتهم الزوجية، حيث يجد البعض أن الحل الأول هو التوجه إلى المحكمة والانفصال، لأن ليست لهم أي قدرة على ادارة خلافاتهم. ويجب أيضا استغلال فترة عقد القران في تعرف الزوجين على بعضهما البعض بطريقة تسمح لهما بفهم شخصية الطرف الآخر، والتفاهم بين الطرفين.
وطالب السويدي بأنه في حالة الخلافات يجب أن يتم اللجوء إلى المختصين، ومن هنا دعا إلى تفعيل دور الاستشاريين الأسريين خاصة أن الدولة توفر هذه الخدمات بصورة مجانية.
وأشار إلى أن الحملات التوعوية المجتمعية التي يقودها المشاهير والمثقفون والتي يقومون بخلالها بالتوعية بأضرار الطلاق على المجتمع قد تأتي بالفائدة لكل أفراد المجتمع، خاصة عندما يتم التركيز خلالها على أضرار الطلاق على الفرد والمجتمع ككل، وحتى على مستوى الأسر التي قد يحدث بينها الشقاق.
ولخّص الاستشاري الأسري السويدي كلامه في أن الحل يكمن في التوعية، والتثقيف، وتسخير كل الوسائل الاعلامية والمؤسسات المختصة للتثقيف ونشر الوعي لدى الشباب قبل الزواج وحتى في بداياته.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر تحديات 2024 وزارة التنمية ظاهرة الطلاق على الزواج إلى أن

إقرأ أيضاً:

النائب علاء عابد يكتب: تغيير سياسات وليس حكومات الإنسان أساس بناء الجمهورية الجديدة  

شهدت الحكومة الجديدة تغييرات كبيرة غير مسبوقة، حيث تضم الحكومة 31 حقيبة وزارية، تُعد هى أوسع تغيير وزارى فى تاريخ الحكومة، حيث شهدت حركة التغيير 20 وزيراً واستمرار 8 وزراء ونقل وزيرين لحقائب وزارية أخرى وتصعيد نائب وزير ونائب محافظ. وتضم الحكومة 35% من أعضاء الحكومة من أصحاب الخبرات الدولية والإقليمية، وانخفض متوسط أعمار الوزراء ليصبح 56 عاماً، حيث تزايد عدد الوزراء الشباب ومن المرأة.

وجاءت الحكومة بعد مخاض صعب فى ظل ظروف وتحديات كبيرة داخلياً وخارجياً، بعضها بالفعل غير مسبوق وفى ظل تحديات جسيمة تواجهها الدولة المصرية، والحكومة مدركة لحجم التحديات، وستكون على قدر المسئولية ومستوى توقعات الشعب المصرى العظيم وتلبى آماله وتطلعاته وطموحاته.

وعلى الحكومة الاتجاه إلى المرحلة الثانية فى خطتها لدعم الاستثمار، خاصة السياحة، وإعادة النظر فى قوانين الجمارك والضرائب لمنع التهرب من الضرائب والجمارك وزيادة المحصلة والاستثمار الزراعى خلال منح الأراضى للمستثمر الزراعى والصناعى بأسعار زهيدة وتسهيلات فى الإجراءات والعمل على تغليب المنتج المحلى لتقليل الاستيراد وتحقيق الاكتفاء للسوق بل وتصدير الفائض لأوروبا وأفريقيا مع فتح أسواق جديدة لزيادة الصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار كهدف استراتيجى والاعتماد على الميكنة الزراعية والرى بالتنقيط.

ولا بد أن تعيد الحكومة بناء الأولويات فى المرحلة الجديدة لمعالجة المشكلات التى تؤثر على المواطن، خاصة أنها حكومة تتميز بالحيوية وتضم خبرات وطنية ذات كفاءة عالية تستوجب أن يكون التغيير ليس فقط فى أشخاص الحكومة ولكن فى الخطط والسياسات والأولويات.

ومن المفترض أن تعرض الحكومة الجديدة خطتها أمام مجلس النواب الاثنين المقبل للحصول على ثقة المجلس، وتأتى الخطة فى إطار توجيهات الرئيس التى تسعى لتحقيق عدد من الأهداف، أهمها الحفاظ على محددات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية، ووضع ملف بناء الإنسان المصرى على رأس قائمة الأولويات، خاصة فى مجالات الصحة والتعليم ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية والحوار الوطنى الذى حقق نتائج كبيرة خلال الفترة الماضية.

ويبقى أمام الحكومة الجديدة عدد من التحديات والملفات العاجلة التى تحتاج إلى حلول غير تقليدية للانتقال إلى المرحلة الثانية، وهى مرحلة البناء فى الجمهورية الجديدة بعد الانتهاء من البنية التحتية، لتتجه الدولة لتنمية الإنسان من صحة وتعليم وزراعة وصناعة وتجارة وسياحة وبناء اقتصاد قوى مع زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية لبناء الجمهورية الجديدة، فى نفس الوقت تستمر المشروعات القومية لاستكمال بناء الدولة الحديثة القادرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية.

فى وسط ظروف عالمية وإقليمية متلاطمة من المنتظر أن تستمر، خاصة أن تلك الأحداث على خط التماس مع حدودنا من جميع الاتجاهات، لتكون الأولوية الأولى هى محددات الأمن القومى وحماية حدود مصر والحفاظ على مكانة مصر إقليمياً ومحلياً ودولياً.

عقول متطورة وأفكار جديدة عنوان لبناء سياسات التنمية المستدامة وبناء الإنسان من صحة وتعليم وحياة كريمة هى المرحلة الثانية من التنمية والتطوير لبناء المواطن والتى تتواكب مع بدء ولاية جديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى والتى تتضمن توجيهات ببناء الإنسان كمستهدف أساسى من خلال تنمية السياحة والاستثمار وصناديق الأفكار وغيرها من الأفكار والسياسات الجديدة لتذليل العقبات وحل المشكلات التى تواجه المواطن، فالهدف فى بناء الوطن هو الإنسان وتوفير حياة كريمة فى ظل تطوير سياسات الصحة والتعليم وربط مخرجات التعليم بالسوق.

ويبقى التغيير الحكومى الجديد انعكاساً لتوجه الدولة للتغيير وبناء سياسات وطنية قوية تستهدف تخفيف الأعباء عن المواطن خلال بناء الدولة الحديثة ليظل الإنسان، كما أعلن الرئيس السيسى أكثر من مرة، هو هدف التنمية فى مصر الجديدة.

* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

مقالات مشابهة

  • المؤسسات التعليمية.. تعزز منظومة القيم والهوية لدى النشء
  • سيدة تطلب الطلاق بسبب عنف والدة زوجها: سببت لى إصابات استلزمت 3 أسابيع علاج
  • زوج يلاحق زوجته بطلب لرد مقدم الصداق بعد طلبها الطلاق خلعا.. اقرأ التفاصيل
  • جمال الحمدان : شرطين لازم تحطهم المرأة في عقد الزواج لتضمن حقها .. فيديو
  • تفاصيل البيان الختامي لـ«هيئة شؤون الأنصار» بمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية
  • في العرس الجماعي الرابع للزكاة.. قيادات ومسؤولون لـ ” الثورة “:نحث المجتمع اليمني على محاربة غلاء المهور وتنفيذ وثيقة تيسير الزواج
  • النائب علاء عابد يكتب: تغيير سياسات وليس حكومات الإنسان أساس بناء الجمهورية الجديدة  
  • اعرف طرق تغيير قيد الزواج أو الطلاق في بطاقة الرقم القومي
  • حسام موافي يحذر من التدخل الجراحي في حالة الإصابة بأمراض خبيثة بالقولون.. فيديو
  • «حسام موافي» يدخل عالم تفسير القرآن الكريم.. ماذا قال؟