الحرب مستعرة في غزة مع بدء العام الجديد
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
عام قاتم بالنسبة إلى الفلسطينيين انتهى أمس في ظل غياب أي مؤشرات على إمكانية وضع حدّ قريبا للحرب المستعرة في قطاع غزة التي تعتبر الأكثر عنفا في الأراضي الفلسطينية وقد تلت هجوما على إسرائيل هو الأكثر دموية في تاريخها.
لم تهدأ غارات الاحتلال الإسرائيلي، ولم تتوقف المعارك البريّة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وعناصر المقاومة الفلسطينية في غزة، فيما يسود اليأس بين سكان القطاع المحاصر الذين يعانون تداعيات الحرب اليومية.
واستشهد 48 فلسطينيًا على الأقل في قصف ليلي على مدينة غزة ولا يزال عديدون تحت الأنقاض.
وقال محمد بطيحان وهو من سكان غزة «بعد الانفجار أتينا إلى المنطقة ووجدنا شهداء أينما كان».
وقال شهود إن ضربة أخرى قتلت 20 شخصًا كانت تؤويهم جامعة الأقصى في غرب مدينة غزة.
واستشهد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأسبق يوسف سلامة الأحد بغارة إسرائيلية على منزله في قطاع غزة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» ووزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل 12 مقاتلًا فلسطينيًا في عدد من المعارك البرية وفي القصف الجوي والمدفعي، مشيرًا إلى أنه عثر على أنفاق لحماس ومتفجرات مزروعة في روضة أطفال.
معاناة إنسانية رهيبة
وتفرض إسرائيل منذ التاسع من أكتوبر حصارا محكما على قطاع غزة الذي كان يخضع أصلا للحصار منذ العام 2007، تاريخ سيطرة حركة حماس عليه، ما تسبّب بنقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والوقود والدواء.
ولا تكفي قوافل المساعدات اليومية التي تدخل القطاع للتخفيف من معاناة السكان، وفق الأمم المتحدة التي أشارت الى نزوح أكثر من 85 في المائة من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار أمراض معدية. وأعلنت الأمم المتحدة أن غزة «على بعد أسابيع» فقط من الدخول في مجاعة.
ومع احتدام الحرب، ادان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «المعاناة الإنسانية الرهيبة» و»العقاب الجماعي» للمدنيين الفلسطينيين.
ويدعو غوتيريش مع العديد من زعماء العالم بشكل متكرر إلى وقف إطلاق نار فيما تعهدت إسرائيل مواصلة حربها حتى القضاء على حماس.
داخل غزة، ترجو العائلات الفلسطينية التي دُفع العديد منها للنزوح إلى أقصى جنوب القطاع مع اقتراب جبهة القتال، أن تهدأ الحرب.
وقال محمود أبو شحمة من مخيم للنازحين في رفح عند الحدود مع مصر «كنا نأمل بأن يأتي العام 2024 في ظل ظروف أفضل وبأن نحتفل برأس السنة في منازلنا مع عائلاتنا». وأضاف أبو شحمة (33 عاما) النازح من خان يونس بجنوب قطاع غزة أيضا «نأمل بأن تنتهي الحرب ويكون بإمكاننا العودة إلى منازلنا والعيش بسلام». وفاقمت حرب غزة التوتر في المنطقة. واستهدف الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن مرارا سفنا في البحر الأحمر بضربات أشاروا إلى أنها نصرة للفلسطينيين في غزة.
وأعلن الجيش الأمريكي أمس إغراق ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين وقتل طواقمها ردًا على ثاني هجوم في أقلّ من 24 ساعة على حاملة حاويات في البحر الأحمر، في حين علّقت شركة ميرسك المالكة للسفينة العبور في المنطقة لمدة 48 ساعة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) عبر منصّة «إكس» إن مروحيات أمريكية «استجابت لنداء استغاثة من جانب + ميرسك هانغتشو+»، وهي سفينة حاويات دنماركية ترفع علم سنغافورة قالت إنها تعرضت لهجوم من جانب أربعة قوارب تابعة للحوثيين. وأكد مصدران في ميناء الحديدة مقتل عشرة حوثيين في القصف الأمريكي على الزوارق.
كما تشهد الحدود الاسرائيلية اللبنانية تبادل قصف يوميا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
وأكّد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأحد أن إسرائيل «ليست في موقع أن تفرض خياراتها» فيما يتعلق بوجوده في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل.
وحذّر نتنياهو السبت من أنه «إذا كان حزب الله يريد تمديد الحرب، فسيتعرّض لضربات لم يشهد مثيلا لها من قبل، كما سيكون الحال بالنسبة لإيران».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي العام 2024 قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
"يديعوت أحرنوت": إسرائيل لم ترد بعد على طلب السلطة الفلسطينية المساعدة في إخماد حرائق القدس
أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية بأن السلطة الفلسطينية عرضت تقديم مساعدات لإسرائيل في مواجهة موجة الحرائق المستعرة في منطقة جبال القدس، مشيرة إلى أن تل أبيب لم تجب حتى الآن.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن عرض السلطة الفلسطينية يشمل إرسال طواقم إطفاء ومعدات للمساهمة في احتواء النيران التي أجبرت السلطات الإسرائيلية على إخلاء عدة تجمعات سكنية وإغلاق طرق حيوية.
وحتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي موافقة رسمية على عرض السلطة الفلسطينية.
وتعاني إسرائيل في السيطرة على الحرائق وسط رياح قوية وظروف ميدانية معقدة.
وأفادت يديعوت أحرونوت في وقت سابق من اليوم الأربعاء بأن 12 شخصا أصيبوا باختناق جراء الحرائق المندلعة في جبال القدس.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تتجه لطلب المساعدة من 5 دول من بينها قبرص واليونان وكرواتيا وإيطاليا.
وأظهرت مقاطع مصورة وصول النيران إلى طريق رئيسي في القدس وتدخل طائرات في محاولة لإخمادها.
في غضون ذلك، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنه جرى استدعاء طائرات من سلاح الجو للمساهمة في إخماد الحرائق المندلعة في جبال القدس.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوضع فرقة من الجيش في حالة تأهب قصوى لإنقاذ العالقين واستدعاء شاحنات إطفاء عسكرية.
ونقلت القناة 12 عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قوله إن إسرائيل تعيش حالة طوارئ قومية، مضيفا أنه يجب بذل كل الجهود الممكنة للإنقاذ والسيطرة على الحرائق.
وأفادت المصادر نفسها بأن كاتس أمر رئيس الأركان إيال زامير ببذل جهود لمساندة فرق الإطفاء في التعامل مع الحرائق.
يذكر أن السلطة الفلسطينية كانت قد ساهمت في السابق بإرسال سيارات إطفاء خلال حرائق مشابهة شهدتها إسرائيل في أعوام سابقة، ما ساعد حينها في احتواء النيران.