«الأوقاف».. وتحدي مواجهة «الأفكار المنحرفة»
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تعد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من أية أفكار منحرفة، وذلك في ظل «صرعة» ما يسمى بالعولمة، والتأثيرات غير المنضبطة التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، وانعكاساتها على كل أفراد الأسرة وبالتالي كل المجتمع.
ويعد التحدي الأول للوزارة في عام 2024 هو العمل على مواجهة هذه الأفكار، من خلال ما تتسلح به من ترسانة دعاة وعلماء لهم دور بارز في هذه المعركة.
وتعليقاً على هذا الدور، قال فضيلة الدكتور فضل مراد أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بكلية الشريعة في جامعة قطر لـ «العرب»: في مطلع هذا العام نسأل الله أن يجعله عام خير وتوفيق وفتح للمسلمين عامة، ونؤكد على أنه من واجبات الجهات المعنية في الدول الإسلامية عامة، ومن بينها دولة قطر، التركيز على مواجهة التحديات التي تواجه الشباب والمجتمع والأسرة والطفل.
وأوضح فضيلته أن هذه المواجهة تكون في اتجاهين، أولهما وهو البناء، مشدداً على ضرورة تفعيل دور الخطب المسجدية، والتي لها دور كبير في مختلف شؤون الحياة، وليس الأمور الدينية فحسب، وكذلك العمل على إحياء دروس العلم، التي كان لها دور كبير على مدار التاريخ الإسلامي، إضافة إلى دور المراكز الصيفية في هذا المجال، وهي أيضاً لها دور محوري في التأثير الإيجابي على الأبناء من الملتحقين بها، إضافة إلى مراكز العلم وتعليم الشرع والسنة وتحفيظ القرآن.
كما أشار فضيلته إلى أهمية القيام بدور فاعل في الحضور على وسائل التواصل والإعلام عموماً، خاصةً مع ما بات لها من تأثير على الكثيرين، والنظر بصورة مستمرة في المناهج الدراسية، لأثرها على الأبناء من الطلاب، ممن يشكلون شريحة كبيرة من المجتمع، فضلاً عن أثر ذلك على المستقبل.
وأكد د. فضل مراد أن الاتجاه الثاني هو الحماية، والتي تتمثل في رد الشبهات المعاصرة، وحماية الجيل والأسرة من طوفان الانحراف والإلحاد والتشكيك والمسخ الأخلاقي والقيمي الممنهج على وسائل التواصل، والذي بات واضحاً للجميع، وتعاني منه كافة الأسر التي هي نواة المجتمع الإسلامي، إضافة إلى دور الجهات المعنية والدعاة في رعاية الأخلاق والمكارم، وكذلك حماية العادات والأعراف الجميلة التي أقرتها الشريعة السمحة، بما يحفظ ترابط المجتمع الإسلامي، ويؤهله لمواجهة مختلف التحديات.
ولفت إلى دور الخطباء والأئمة في حماية الآداب العامة، والحفاظ على المرأة والأسرة وشد أواصرها للحد من العنوسة والطلاق الذي أصبح معضلة واضحة تواجه كافة المجتمعات في الدول الإسلامية، وللعلماء دور بارز في الحفاظ على الأسر من التفكك.
وقال د. فضل مراد: للدعاة دور كبير جداً، فالداعية هو من يحمل ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الميراث هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ببيان القرآن والسنة وفقه القرآن والسنة، وحماية الأخلاق ومكارمها والإصلاح الاجتماعي والسعي بين الناس بالخير وتعليم الأجيال وإعانة المظلومين وإغاثة الملهوف.
وأضاف فضيلته: لا يقتصر دور الداعية على الأمور الدينية، فالدين شامل لكل شؤون الحياة، فالداعية والعالم يكون معلماً ومنظراً، وموجهاً في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية، لبيان سياسة الشريعة الحقة، وكذلك في مجال المعاملات، وكذلك له دور في مجال الأسرة والإصلاح الاجتماعي، وكذلك في مجال القضاء، والوعظ والتعليم والإرشاد وإمامة المساجد والخطابة.
وأشار إلى أن دور الدعاة والعلماء انحصر عرفاً في الأمور الدينية، كالإمامة والوعظ، في حين أن الدين شامل لكل الأمور، فالقاضي والداعية والعالم في مختلف الجوانب الإسلامية والمعلم، كلهم يصبون في اتجاه واحد وهو خدمة الدين.
ونوه د. فضل مراد إلى أن الواجب الشرعي هو استغلال وسائل العصر، مضيفاً: لو كان النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وكان الصحابة بين أظهرنا لاستغلوا وسائل العصر في الدعوة إلى الله وبيان الشريعة ورحمتها وعدلها وشمولها، ولعلموا الناس وردوا الشبهات، من خلال هذه الوسائل الحديثة.
وتابع: الفقهاء يقولون إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فهذه الوسائل في عصرنا واجبة، ومن الواجب الشرعي أن يدخل الدعاة والعلماء إلى هذه المنابر الإعلامية الهامة، وإلى مختلف القنوات ومواقع التواصل، حتى لا يتركوا الساحة للمؤثرين، ممن قد يضيعون أوقات الناس أو يلهونهم بالشهوات أو سقوط الأخلاق أو بالتشكيك في الدين والعقيدة وغير ذلك من الأمور، فواجب على العلماء والدعاة أن يكون لهم البصمة الواضحة في وسائل العصر.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر تحديات 2024 وزارة الأوقاف العولمة
إقرأ أيضاً:
اتحاد أمهات مصر: قرار إقالة مديرة مدرسة الكرمة حكيم وحاسم
أصدرت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، بيانا إعلاميا أكدت خلاله أن قرار إقالة مديرة مدرسة الكرمة للغات الخاصة بدمنهور، قرار "حكيم وحاسم".
جاء ذلك بعد أن أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بيانا عاجلا بشأن أزمة التلميذ ياسين “تلميذ مدرسة دمنهور ”.
وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، في بيانها: “تنسيقا بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومحافظة البحيرة وفور صدور حكم محكمة الجنايات اليوم، تم التوجيه بانعقاد لجنة التعليم الخاص بالوزارة ومديرية التربية والتعليم بالبحيرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إقالة مديرة مدرسة الكرمة للغات الخاصة بدمنهور وتشكيل لجنة لمراجعة كافة أعمال المدرسة وعرض تقرير عاجل بذلك الشأن”.
جدير بالذكر، أنه قضت محكمة جنايات دمنهور المنعقدة بإيتاي البارود برئاسة المستشار شريف كامل عدلي، رئيس المحكمة، وأحمد حسونة عزب، رئيسا، وعضوية المستشارين أدهم محمد سعيد، ومحمد سعيد عبد الحميد، في أولى جلسات محاكمة المتهم بهتك عرض تلميذ دمنهور داخل مدرسة الكرمة، بالسجن المؤبد للمتهم.
وشهدت ساحة المحكمة وجود عشرات المواطنين أمام محكمة جنايات دمنهور، لدعم أسرة الصغير ياسين، خلال محاكمة المتهم بالتعدي على التلميذ داخل إحدى المدارس بدمنهور، قائلين: إحنا جايين ندعم الطفل ياسين، وهو ابننا كلنا.
وأعربت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، عن سعادتها بحكم محكمة جنايات إيتاي البارود بالسجد المؤبد على المتهم بهتك عرض طفل بمدرسة في دمنهور.
وأكدت مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور في بيان لها ، على ثقتها الكبيرة في قضاء مصر العادل والنزيه، لافتة إلي أن الحكم أثلج صدور جميع أولياء الأمور والرأي العام كله ، خاصة أن الواقعة أثارت غضب الجميع
وطالبت مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور ، وزارة التربية والتعليم بتشديد الرقابة علي المدارس بكافة أنواعها لمنع تكرار هذه الحوادث.