يمانيون – متابعات
دعا المؤتمر الدولي الذي نظمه “ملتقى الكُتاب الأحرار العرب” النخب العربية والإسلامية، إلى إنتهاج برامج علمية لتنوير الأمة ونشر الوعي الثقافي والجهادي في الوسط المجتمعي العربي والإسلامي وكشف المخططات والجرائم الصهيونية، نصرة للشعب الفلسطيني حتى تحرير أراضيه المحتلة.

كما دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الذي عقد مساء أمس السبت 30 نوفمبر 2023، عبر تقنية “الزوم” بعنوان” مسئولية النخب السياسية والثقافية والإعلامية في نصرة غزة وفلسطين”، بمشاركة نخب فكرية وسياسية وإعلامية وأكاديمية عربية وأجنبية، شعوب الأمة العربية والإسلامية للجهاد بالكلمة والمال والروح ونشر السردية الإسلامية والتاريخية للأقصى وفضح مؤامرات خلايا النفاق التي تهدف لزعزعة الصف الداخلي للأمة.

وأوصى المشاركون بإنشاء هيئة علمية مشتركة لتوحيد المواقف والتوجهات السياسية والثقافية والإعلامية والقانونية، للشعوب الحرة وتجسيدها على أرض الواقع.

وثمن المشاركون مواقف القيادة الثورية والسياسية والشعبية في اليمن ودول محور المقاومة، داعين إلى رفع سقف المشاركات في المسيرات الشعبية التي تعد سلاحاً استراتيجياً بيد الشعوب الحرة ضد الكيان الصهيوني لنصرة مظلومية الشعب الفلسطيني.

وفي إفتتاح فعاليات المؤتمر الذي نسق أعماله الناشط حسن مرتضى وأدارت حواراته الإعلامية بدور الديلمي، وبدأ بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء غزة ثم السلاميين الوطنيين اليمني والفلسطيني، دعا رئيس اللجنة المركزية للحملة الوطنية لنصرة الأقصى ، مستشار المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد أحمد مفتاح، النخب الفكرية والسياسية والإعلامية والثقافية إلى إستنهاض شعوب الأمة عبر وسائل المعرفة وبرامج التواصل وإثراء ثقافة الجهاد التي تسهم في إنقاذ الإنسانية والبشرية من الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني على شعب غزة.

كما دعا المشاركون إلى فضح الجرائم اللا انسانية التي ترتكبها أمريكا والصهيونية العالمية في غزة وكل بقاع العالم.

وأكد أهمية الدور المحوري التي تلعبه النخب الفكرية والسياسية والإعلامية في تغيير توجهات الأمة نحو التوجهات السلمية التي تخدم أهداف الأمتين العربية والإسلامية.

بدوره قال مشرف المؤتمر ورئيس الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي العميد حميد عنتر:” أن مواقف اليمن المشرفة صنعت تحولا كبيرا على المستوى الاقليمي والدولي في نصرة القضية الفلسطينية”، مشيدا بالدور التي تقوم به القيادة الثورية والسياسية باليمن في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية ونضال شعبها.

وأشار إلى أن استمرار إغلاق مضيق باب المندب يدل بشكل قطعي على صدق أبناء اليمن في الوقوف في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني.

وأشاد مستشار الرئيس الإيراني الأسبق الكاتب السياسي الدكتور محمد صادق الحسيني، بالملحمة التاريخية لغزة هاشم وصمود مقاومتها وانتصارها العظيم على الآلة العسكرية الصهيونية.

وأستعرض مسيرة التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني بدأً من نكبة عام 1948 مروراً بنكسة 1967 وانعكاسها اليوم على العدو الذي يتكبد خسائر يومية على يد أبطال المقاومة في غزة.

وشدد أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء الدكتور حمود الأهنومي، بحاجة الأمة لخارطة طريق تعزز ثقافتها الجهادية وصولا للقاعدة الجماهيرية الشعبية.. داعيا لإنشاء لجنة تهتم بنشر الوعي الإعلامي والثقافي والقضائي في الوسط المجتمعي والتركيز على تفعيل الدور القانوني لمقاضاة مرتبكي الجرائم أمام المحاكم الدولية.

وأستعرض الناشط السياسي عبد الله الحكيمي، المتغيرات التي حدثت في تاريخ الامة والتحول التاريخي العظيم الذي حدث في قلب موازين الصراع الوجودي بين الأمم العربية والإسلامية والكيانات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية عقب عملية “طوفان الأقصى”.

وأعتبر رئيس جمعية الشتات الفلسطيني وتجمع عائدون العميد خالد السعدي، يوم سبعه أكتوبر يوم فاصل في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، مشيرا إلى المؤامرات التي حاكها الصهاينة على الأمة العربية.

وأكدت الناشطة مريم ابو دقة من فلسطين، زيف الشعارات الديمقراطية التي تتغنى بها دول الغرب التي اسقطها أبطال غزة وفضح أكاذيب أنظمتها الصهيونية التي تتباكى بشعارات حقوق الإنسان.

وتوقع البروفيسور نور الدين ابو لحية من الجزائر، إتساع رقعة المعركة الوجودية القادمة إلى أبعد من غزة وفلسطين بين الحق والباطل والخير والشر”، مشيرا إلى أنها ستكون معركة ثقافية إلى كونها اليوم عسكرية، مؤكدا، على أهمية الجهاد الثقافي وجهاد التبيين ووحدة الساحة الثقافية الفكرية لاظهار نموذج حضاري خالي من التطرف والطائفية.

ودعا نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين، لمواجهة المشروع الغربي الذي يهدف لتقسيم الأوطان العربية والإسلامية وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد والمشاريع الطائفية التي تستهدف عقيدة الإنساني العربي المسلم.

وأستعرض مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشريف، التحولات العسكرية التاريخية لحركات المقاومة الفلسطينية بداً من المقاومة بالحجارة إلى عملية “طوفان الاقصى” البطولية التي غيرت مسار التاريخ السياسي والعسكري على مستوى العالم.

ودعا النخب الحرة للقيام بدروها في توعية الأجيال العربية وبيان حجم المؤامرات التي يحيكها العدو الصهيوأمريكي ضد الشعوب العربية وفلسطين بشكل خاص.

ودعا نائب رئيس الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي والمنسق العام للحملة، عبدالرحمن الحوثي، إلى تعزيز المواقف السياسية والشعبية نصرة للشعب الفلسطيني واستمرار المسيرات المليونية المناهضة للعدوان الصهيوني والتوعية المجتمعية دعما وأسنادا للمقاومة في غزة.

وأشار رئيس ملتقى التصوف باليمن العلامة أحمد الجنيد، إلى أهمية التبين وجهاد التبيبن في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية.. مشددا على ضرورة نشر الثقافة الجهادية دعماً لقضية فلسطين.

وأعتبر الخبير العسكري العميد الركن عبدالسلام سفيان، عملية 7 أكتوبر بأنها أعادة الإعتبار للأمتين العربية والإسلامية وأوجدت وعي ثوري وثقافي ما لم تقدر له الامة لسنين”.

وأستعرض الخبير العسكري اللواء الركن عبد الله الجفري، القدرات العسكرية المتطورة وقوة واستراتيجية الردع لدى المقاومة الفلسطينية التي ألحقت شر هزيمة بالجيش الصهيوني الذي ظن نفسه لا يقهر.

ودعا وكيل محافظة الضالع الناشط أبو يعقوب سفيان، لتأسيس إئتلاف فكري وسياسي وطبي عربي وإسلامي لنشر الثقافة القرأنية ومواجهة الثقافات المغلوطة التي تستهدف الأجيال.

ووصفت رئيس ملتقى كتاب العرب والأحرار الإعلامية عريب أبو صالحة، الصهيونية بالغدة السرطانية في جسم الأمتين العربية والإسلامية، داعية أحرار العالم لاستئصالها.

وأكدت الإعلامية أمل فايع، وضوح المعادلات السياسية والعسكرية بين أصحاب الأرض والمغتصب والتي أنتصر فيها أصحاب الحق وهو الشعب الفلسطيني المناضل.. مشيدة بالعمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة البحرية اليمنية في البحر البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب والتي أذلت العدو الصهيوني وكبدته خسائر معنوية واقتصادية فادحة.

وأكدت الإعلامية ربا يوسف شاهين من سوريا، أهمية دور الخب الفكرية والسياسية والإعلامية في تصحيح المفاهيم والتوجيه السليم لأصحاب القرار والمجتمع ككل في السلم والحرب وخدمة القضايا العربية والإسلامية وقضية فلسطين.. داعية لتأسيس إتحاد دولي لمناهضة المشاريع العدائية التي تستهدف الإنسان العربي.

وتطرق عضو رابطة علماء اليمن القاضي عبد الكريم الشرعي، لمواقف اليمن من القضية الفلسطينية التي تجسدت بالأفعال والمشاركة العلنية في الحرب مساندة للمقاومة في غزة.

وأشارت الإعلامية ماجده الموسوي، إلى دور النخب في الدفاع عن القضية الفلسطينية بدوافع دينية وعروبية وإنسانية.

بدوره أكد عضو مجلس النواب الاستاذ علي محمد الزنم، أهمية دور النخب في مواجهة الصلف الصهيوني وإيصال مظلومية فلسطين وإبراز دور محور المقاومة وتغيير المعادلة الإعلامية على المستوى الأقليمي والعالمي.

ووصف الكاتب السياسي اشرف ماضي من مصر، مواقف اليمن بنموذج العالم الحر في الحرب والسلم.

وتحدثت مستشار مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية لشؤون المرأة نجيبة مطهر، عن أهداف التحركات الأمريكية في عسكرة البحر الأحمر وترهيب وإقلاق أمن المنطقة والتي قد تؤدي لإغلاق الممر المائي الهام وايقاف حركة الملاحة الدولية في محاولات لفك الحصار البحري الذي فرضته اليمن على كيان “إسرائيل”.

وأعتبر الإعلامي أمين النصيري، الوعي والصحوة التي يعيشها المجتمع اليوم تعود للشهيد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله وخطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي والتي خلقت صحوة في أذهان الأمة وجيل مسلح بعقيدة الجهاد في سبيل الدفاع عن فلسطين.

وشدد سفير السلام العالمي الناشط نور الدين الهاشمي، على أهمية التمسك بالثقلين الكتاب والعترة، داعيا الأمة للتمسك بالثقافة القرآنية وإخلاقيات الدين الإسلإمي والعودة إلى كتاب الله والولاء والبراء.

من جهته، دعا رئيس الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني فرع اليمن هشام عبدالقادر، لمجاهدة النفس ومعرفة الأمة أعدائها وتعزيز الثقافات القرآنية والجهادية وبناء الإنسان بناءً دينياً وعقائدياً تحبب إليه الجهاد من أجل نصرة الدين وتحرير الارض العربية المحتلة بدنس العدو الغاصب.

واستعرض الكاتب عبد الله الذارحي، دور النخب السياسية والثقافية والإعلامية في نشر الوعي الثوري والجهادي والحقوقي في المؤتمرات الدولية وتفاعلها عبر وسائل التواصل الإجتماعي وكتاباتها الحرة في وسائل الإعلام التي تسهم في نشر الوعي وتعري مخططات ومخاطر الصهيونية وتفضح جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.

وثمن مستشار رئاسة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي علي الهديس، مواقف اليمن في نصرة قضية فلسطين ومظلومية غزة وقرار اليمن إغلاق باب المندب والبحر الاحمر أمام سفن “إسرائيل”.

ودعا المنسق العام للمؤتمرات الدولية ب “ملتقى كتاب العرب والأحرار”، حسن مرتضى، إلى توحيد الساحات والصفوف والأفكار والكلمة للشعوب العربية ودول المحور، مشيدا بأدوار اليمن ودول المحور في نصرة القضية الفلسطينية وإسترجاع كرامة الشعوب المنهوبة.

وأكد الاعلامي عبد الرحمن فايع، أهمية تفعيل النخب على أرض الواقع العملي تطبيقا لتوصيات المؤتمر.

وأشاد الناشط الدكتور إسماعيل النجار من لبنان، بدور اليمن وقيادته الحكيمة، قائلاً:” من يجرؤ اليوم على إغلاق البحار أمام أمريكا والصهيونية العالمية غير اليمن”.

يُشار إلى أن المؤتمر الدولي عُقد بالشراكة مع الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي والاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني فرع اليمن وجمعية الشتات الفلسطيني – السويد ومعهد قوة اللحظة للتدريب والتطوير mbi والحملة الدولية لمناصرة الأسرى) أسرانا مسؤولية ومركز الشهيد أبو مهدي المهندس – العراق والملتقى الثقافي النسائي – لبنان واتحاد كاتبات اليمن وملتقى كاتبات وإعلاميات المسيرة والوكالة العربية للدراسات والإعلام وإذاعة الاقتصادية اف ام 93.3 والمرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة -لبنان والحملة الدولية لتحرير المقدسات وتدويل إدارتها.

– السياسية | صادق سريع
شارك في جمع المادة الإعلامي هشام عبد القادر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة القضیة الفلسطینیة مطار صنعاء الدولی الشعب الفلسطینی الحملة الدولیة والإعلامیة فی مواقف الیمن فی نصرة فی غزة

إقرأ أيضاً:

من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود:جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية

 تقرير/ صادق البهكلي

الموقف اليمني المساند لفلسطين ليس مجرد موقف سياسي عابر أو استجابة لظرف طارئ، بل هو امتداد طبيعي لنظرة قرآنية ومبدأ إيماني متجذر في عقيدة الشعب اليمني منذ صدر الإسلام.

لقد شكّلت تعاليم القرآن الكريم ورؤية النبي الأكرم (صلوات الله عليه وعلى آله) -التي زرعت في الأمة قيم العزة والكرامة- أسساً لمواقف ثابتة في مواجهة الظلم والطغيان، وكانت الغاية من الرسالة الإلهية كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36 وقال جل شأنه: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76

وعلى خطى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأعلام الإسلام العظماء الذين جسدوا القدوة في التمسك بالمبادئ الإسلامية في الجهاد في سبيل الله ومقارعة الطواغيت، سار اليمنيون حاملين لواء العزة الإيمانية، فكما كان النبي مدرسة للثبات والجهاد، رفض اليمنيون الخضوع لقوى الاستكبار، مؤكدين أن ولاءهم سيبقى متجذراً في عقيدتهم الراسخة، وأن قضيتهم المركزية ستظل فلسطين؛ رمز الصراع بين الحق والباطل.

من معركة بدر إلى معركة الفتح الموعود، ومن ثبات الأوس والخزرج في نصرة الدعوة إلى نصرة الشعب الفلسطيني، يبقى الموقف اليمني شاهداً على أن الإيمان الحق لا يقبل التخاذل، وأن الانتصار للمظلومين جزء من جوهر الإسلام وعبادة مقدسة وعمل صالح يرضي الله.

هذا التلاحم بين المبادئ والقيم الإسلامية والمواقف العملية هو ما يميز الشعب اليمني ويجعل دعمه لفلسطين جزءاً من هويته الإيمانية وترجمة عملية لمشروعه القرآني.

الرسول الأسوة والقدوة

كانت حركة الرسول الأكرم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) مثالاً حياً للقوة والعزة في مواجهة الطغيان والاستكبار، فقد حمل السيف وارتدى الدرع، وسعى بكل طاقته لتأهيل المؤمنين من حوله ليكونوا على قدر عالٍ من الجاهزية العسكرية، ملتزماً بمبدأ القوة التي تحفظ للأمة عزتها وكرامتها. كانت حياته مدرسة عملية تسير وفق قيم العزة والكرامة، متحركا في مواجهة التحديات على أساس التعاليم الإلهية.

وقد أكد القرآن الكريم على هذا الدور القيادي للرسول في آيات متعددة، منها قوله تعالى في سورة التوبة، منتقداً المتخلفين عن دعمه: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ} [التوبة: 120]. كما جاء في سورة الأحزاب قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، ليثبت أن الاقتداء برسول الله لا يقتصر على الأمور البسيطة، بل يشمل صبره وجهاده وتضحياته في مواجهة الطاغوت.

إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لم يكن قدوة في عصره فحسب، بل هو قدوة دائمة للأمة في كل الأزمان؛ فالقرآن يذكرنا بقوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} [الأنفال: 5]، مشيرا إلى دوره القيادي في تحمل المسؤولية والقيادة الحكيمة.

إن الاقتداء برسول الله يشمل تحمل المسؤوليات العامة والعمل على نصرة الحق ومواجهة الطغيان. ولكن المؤسف أن بعض المسلمين يحصرون الدين في حدود العبادات الفردية كالصلاة والصيام، متجاهلين الدور الأوسع للدين في إصلاح النفس والمجتمع وتحقيق العدل.

إن العبادات في الإسلام ليست طقوساً جامدة، بل وسائل تزكية وإصلاح تُبنى عليها حياة مليئة بالعطاء والمسؤولية. يقول الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45]، ما يوضح أن العبادات يجب أن تثمر أثرا ملموساً في حياة الإنسان وسلوكه ومواقفه.

لقد تحمل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أشد التحديات وصمد في وجه الطغيان العالمي والمحلي، من مشركي قريش إلى الإمبراطورية الرومانية. وقف صلباً، مجاهدا، مضحيا بكل ما يملك، ليؤسس الأمة الإسلامية على مبادئ العدالة والكرامة.

الموقف اليمني المساند لأبناء فلسطين ولبنان هو انعكاس للمبادئ التي جسدها رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله) من خلال حياته وجهاده، وهو موقف مستمر لا يتأثر بالتحديات والضغوط، فإذا كان هناك من يوالي رموز الطغيان والهيمنة مثل ترامب ونتنياهو وغيرهم من المجرمين، فإن اليمنيين يجدون في رسول الله وفي سيرته العطرة القدوة والأسوة والدروس الحية.

إن الولاء للصهاينة أو التبعية للطواغيت تتناقض جذرياً مع الانتماء الحقيقي للإسلام ورسوله، فالرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله كان في موقع القدوة، وتحرك وفق المبادئ والقيم التي أمر الله بها، لم يكن يوماً يوالي الظالمين، بل كان يتحرك لنصرة المستضعفين، وتحرير الناس من عبودية الطواغيت.

من معركة بدر إلى معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس

لا تختلف كثيرا معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس عن معركة بدر الكبرى؛ فهناك تشابه كبير في الظروف والمبادئ التي تجمعهما، فكلاهما يمثل صراعا بين الحق والباطل، وكلاهما يعتمد على الإيمان العميق بالله والثقة بنصره مهما كانت الظروف المحيطة والتحديات المفروضة.

في معركة بدر كان المسلمون قلة مستضعفة في مواجهة عدو متفوق عدداً وعدة، لكن قوة الإيمان ووحدة الصف والتوكل على الله كانت المفتاح لنصر عظيم. كذلك في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نجد الشعب اليمني المستضعف يواجه قوى الطغيان والاستكبار، مسلحا بإيمانه بقضيته العادلة وسعيه لإقامة العدل والدفاع عن المستضعفين.

تشابه آخر يكمن في التحضير الروحي والمعنوي، وكما كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله يهيئ أصحابه في بدر بالصبر والدعاء والتوكل على الله، فإننا نرى ذات القيم اليوم تتكرر في معركة الفتح الموعود، حيث تبرز قيادة ربانية ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، يزكي المجاهدين ويعزز الأمل بنصر الله، ويحث الجيش والشعب على التمسك بالقيم الإلهية وفي مقدمتها أسباب النصر.

كما أن في بدر كان النصر رمزا لعزة الإسلام وكرامته، فإن الفتح الموعود تمثل نقطة تحول تاريخية لإعادة الهيبة وإعادة الأمل في نفوس المسلمين وكسر حاجز الخوف الذي رسمه العدو حول نفسه بأنه قوة لا تقهر ولا يمكن لأحد مواجهته أو التفكير في ضرب بوارجه وحاملات طائراته، ولكن الشعب اليمني فعل ذلك وأظهر للعدو بأن من الممكن مواجهته وهزيمته رغم ترسانته العسكرية الضخمة.

إن التشابه بين المعركتين ليس فقط في الظاهر، بل يمتد إلى جوهر الصراع ذاته، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في مسيرة طويلة من الجهاد والكفاح، تؤكد أن العاقبة دائماً للحق وأهله، مهما طال الظلم واستبد الطغاة.

الانتصار في بدر لم يكن مجرد حدث عسكري وحسب، بل كان تجسيدا لإرادة الله ومنهجه في نصر عباده وتمكينهم في الأرض. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123]. هذا النصر أكد أهمية الصبر والتحمل، والاستعداد للتضحية في سبيل المبادئ، وهي القيم التي تحرك وفقها الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).

وهكذا نجد معركة بدر حاضرة اليوم في ملحمة الفتح الموعود والجهاد المقدس من حيث المبادئ والقيم، ومواجهة التحديات بعزيمة وإيمان وستبقى هذه المعركة درساً خالداً لكل مسلم بأن التحرك وفق المبادئ والقيم القرآنية هو السبيل لتحقيق النصر الحقيقي، وكسر شوكة الطغاة، ونصرة المستضعفين.

حتمية الصراع

يقول الله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [الأنفال: 7-8]. هذه الآيات تبرز سنة إلهية راسخة، وهي أنَّ إحقاق الحق وإبطال الباطل لا يمكن أن يتحقق إلا بحركة واعية، وجهاد صادق، ومواجهة مستمرة مع قوى الظلم والطغيان التي تسعى لمنع الحق من أن يصبح حقيقة فاعلة في واقع الحياة، وهو ما يجسده الشعب اليمني اليوم في مواجهة قوى الشر في البحر والبر والجو، وبكل الوسائل الممكنة.

قوى الاستكبار العالمي -ممثلة اليوم بأمريكا وحلفائها- تسعى بكل الوسائل إلى استعباد الإنسان واستغلاله لخدمة مصالحها. سياساتها قائمة على الجشع والطغيان، دون أي اعتبار لمصلحة الشعوب أو كرامتها. هذه القوى لا تتحرك لتحقيق الخير للبشرية، بل لتنفيذ أجنداتها التي تهدف إلى السيطرة على موارد العالم وثرواته، وبالتالي، فإن أي أمة أو مجتمع يسعى للتحرر والعيش وفق مبادئ الحق سيواجه حتما تصعيدا من هذه القوى، التي لن تتردد في استخدام القوة والعنف لإخضاعه.

إن إحقاق الحق لا يتحقق إلا من خلال المواجهة مع قوى الباطل التي تسعى لفرض أجنداتها الظالمة على الشعوب؛ هذه المواجهة ليست خيارا يمكن تجنبه، بل هي حتمية فرضتها طبيعة الصراع بين الخير والشر.

الإسلام في جوهره يسعى لتحرير الإنسان من كل أشكال الاستعباد، سواء كانت مادية أو معنوية، ليعيش حياة كريمة، ترفع من شأنه وتضمن له العزة والكرامة.

فقد كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) نموذجا عمليا في كيفية خوض هذا الصراع، لم تكن قوته تعتمد على التكافؤ المادي مع أعدائه، بل على الاعتماد الكامل على الله تعالى والاستعانة به، مع تحمل المسؤولية والعمل الجاد، يقول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 9-10].

كانت هذه القوة المعنوية والإيمانية هي العنصر الأهم في تحقيق النصر، فالرسول والمؤمنون معه لم يعتمدوا فقط على الدعاء، بل مزجوه بالعمل والحركة والتوكل على الله.

وهذا ما بات الشعب اليمني يدركه ويفهمه بفضل الله وبفضل المشروع القرآني وبفضل الانتماء الإيماني الذي يتمتع به الشعب اليمني، وارتباطه المشرف بالإسلام ورموزه تاريخيا وحديثا، وهو ما انعكس في أدائه العملي في نصرة الشعب الفلسطيني، وفي مواجهة طواغيت العصر. فهو يعي أنَّ المواجهة مع قوى الطغيان والاستكبار ضرورة لا يمكن لأي مجتمع أو أمة تسعى للعيش بكرامة أن تتجاوزها. هذه المواجهة ليست مجرد خيار، بل هي حتمية لتحقيق إرادة الله في إحقاق الحق وإبطال الباطل.

القضية الفلسطينية في وجدان الشعب اليمني

القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية عابرة في شريط الأخبار لدى الشعب اليمني، بل هي قضية متجذرة في وجدانه منذ عقود طويلة، حيث امتزجت بالتاريخ والوجدان الشعبي. فمنذ برزت القضية الفلسطينية كان لها الحضور الأبرز في المجتمع اليمني على مستوى الثقافة والفكر، وعلى المستوى الديني، في المدرسة والمسجد والجامعة، في الشارع وفي كل تفاصيل حياتهم. وقد شارك اليمنيون حتى بدمائهم مع المقاومة الفلسطينية ومع المقاومة اللبنانية، حيث قاتل العديد منهم في معركة تحرير بيروت من الاحتلال الصهيوني.

ومن أبرز الأمثلة على الرابط الوثيق بين الشعب اليمني والقضية الفلسطينية هو مبادرة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، الذي عرض إطلاق أسرى سعوديين مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين لدى النظام السعودي. ورغم رفض السعوديين لهذه المبادرة، فقد جسدت مكانة القضية الفلسطينية لدى الشعب اليمني و لاقت ترحيبا كبيرا من حركات المقاومة الفلسطينية التي أشادت بالموقف اليمني المشرف.

المشروع القرآني بوصلته نحو القدس

تزايد العداء الشعبي في اليمن تجاه الكيان الصهيوني، ولكن هذا العداء لم يقتصر على الغضب العاطفي أو التعبير الرمزي، فقد قاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- مشروعا فكرياً وجهادياً، حدد فيه العدوَ بوضوح ووجه البوصلة نحو فلسطين كونها قضية مركزية للأمة الإسلامية. دعا الشهيد القائد إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية، وأطلق شعار (الصرخة) الذي عزز حالة السخط في الوجدان اليمني ضد قوى الاستكبار وأصبح رمزا للتحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية، كما طالب الأنظمة العربية بفتح مراكز للتدريب والتجنيد لدعم المقاومة الفلسطينية، وأحيا يوم القدس العالمي يوماً من أجل فلسطين ولإعلان الموقف المبدئي من قضية فلسطين.

وسلط الشهيد القائد (رضوان الله عليه) الضوء على طبيعة الصراع مع العدو الرئيس للأمة، مؤكداً أن السيطرة اليهودية على فلسطين ليست مجرد احتلال لأرض، بل جزء من مشروع خطير يستهدف الأمة الإسلامية برمتها، وأكد على ضعف الأنظمة العربية وتواطئها مع المشروع الصهيوني تحت مسمى “السلام”، الذي لم يحقق سوى مزيد من التنازلات لصالح الاحتلال. وحذر الشهيد القائد من اتفاقيات مثل أوسلو وكامب ديفيد ووادي عربة، مشدداً على أنها لم تجلب سوى الذل والاستسلام، بل وأشار إلى النهاية المأساوية للرئيس ياسر عرفات كمثال صارخ على خيانة الاحتلال حتى لأولئك الذين حاولوا التفاوض معه.

والأهم من ذلك كله أن المشروع القرآني نجح في إحياء حالة العداء لـ”إسرائيل”، وأعَدَّ ذلك واجباً إسلامياً، وفريضة، ومسؤولية دينية، خصوصا في وجود من يسعون لفرض حالة الولاء لـ”إسرائيل”، وأن يمسحوا النظرة العدائية، ويغيروها تجاه الكيان؛ ولهذا يقول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي 2017م: ((يجب أن نحيي حالة العداء لـ”إسرائيل”، وباعتبار ذلك ليس فقط خياراً سياسياً، أو ردة فعل. |لا|، واجباً إسلامياً، فريضة دينية، العداء لـ”إسرائيل” فريضة دينية، جزء من التزاماتك الدينية، كما هي أيضاً يفترض أن تكون مسؤولية إنسانية، وأخلاقية، وقومية، ووطنية، وغيرها. لكن هذا البعد مهم، هذا الاعتبار مهم، هذا الجانب أساسيٌ، لاعتبارات واضحة: شعب فلسطين جزءٌ من الأمة الإسلامية، وواجب علينا- دينياً- مناصرة هذا الشعب في مواجهة العدو الإسرائيلي، أرض فلسطين جزء من أرض الأمة، وواجب علينا -إسلامياً- السعي لتحرير كل هذه الأرض حتى لا يبقى منها ذرة رمل واحدة. كذلك المقدسات، وعلى رأسها الأقصى الشريف: مسرى النبي “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه”؛ أولى القبلتين، ثالث الحرمين، وعلينا مسؤولية دينية في تخليص هذه المقدسات وتحريرها. ثم لنعي جيداً -في هذا العالم العربي والإسلامي- أن فلسطين هي المترس المتقدم، والخندق الأول، الذي كلما اهتمت به الأمة، وكلما ناصرته الأمة، وكلما وقفت معه الأمة؛ تقلصت الأخطار في بقية أقطارها)).

ومن هنا فقد كان للشهيد القائد ولمشروعه القرآني دور محوري في استنهاض الوعي الجمعي للشعب اليمني وإذكاء روح التحرر والرفض للهيمنة، والاستعداد العالي للتضحية من أجل هذا المبدأ. ولذلك ليس غريبا ما نراه اليوم من مواقف للشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني، ومع كل أبناء الأمة تجاه جرائم اليهود والنصارى في فلسطين وفي غير فلسطين. إن هذا الموقف نابع من ثقافة قرآنية ومن تولٍّ صادق لله ولرسوله ولأعلام الإسلام العظماء كالإمام علي عليه السلام، وهذه ضمانات ضرورية لتحقيق النصر والمعونة الإلهية.

وعلى الرغم من استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي في وقت مبكر من انطلاقته في استنهاض الأمة وفق مشروعه القرآني، لكن تلاميذه وأتباعه بقيادة السيد عبد الملك واصلوا مسيرته القرآنية وحملوا القضية الفلسطينية قضيةً محورية في الخطاب والحركة، وأصبحت القضية رمزاً للكرامة ومعياراً لصدق الانتماء لهذه الأمة. وقد وأكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مراراً: أن العداء للكيان الصهيوني جزء لا يتجزأ من العقيدة اليمنية الثورية، مشددا على استعداد اليمنيين للانخراط في أي معركة مستقبلية مع الكيان الغاصب؛ وهو ما حدث بالفعل حيث تحول العداء لـ”إسرائيل” من القول إلى الفعل، وتحول -مع المسيرة القرآنية- من مجرد شعارات ومواقف لفظية إلى مواقف عملية تتجلى اليوم في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس). فقد أصبحت القضية الفلسطينية محوراً للتحرك الشعبي والرسمي في اليمن، مع ترجمة هذا العداء لـ”إسرائيل” إلى خطوات ملموسة منها:

الدعم الشعبي والجماهيري: نظم الشعب اليمني آلاف المسيرات والوقفات في مختلف المحافظات للتنديد بالكيان الصهيوني ودعم المقاومة الفلسطينية، حيث خرج اليمنيون بأعداد ضخمة في يوم القدس العالمي، حاملين شعارات الحرية والكرامة، ومعلنين موقفهم الراسخ إلى جانب فلسطين، ويخرج أسبوعيا بالملايين منذ بداية عملية طوفان الأقصى.

الدعم الاقتصادي والسياسي: توجه الشعب اليمني نحو مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية بشكل فعّال، وهو جزء من استراتيجية اقتصادية لمناهضة الهيمنة الصهيونية والأمريكية، كما دعت القيادة الثورية الدول العربية إلى اتخاذ خطوات مماثلة وتوجيه الموارد لدعم المقاومة بدلاً من الخضوع للنفوذ الغربي.

المشاركة العسكرية: أعلنت اليمن الحرب على الكيان الصهيوني وداعميه إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضمن وحدة الساحات للدفاع عن المقدسات وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته. وبرزت هذه المواقف في العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات اليمنية منذ أكثر من عام، مثل استهداف المصالح الصهيونية في البحر الأحمر، والتصدي للعدوان الأمريكي والبريطاني والصهيوني الذي يراد منه إرغام اليمن على وقف عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني المظلوم حتى يستفرد به الصهاينة المجرمون، وقصف أهداف صهيونية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة. والأهم من ذلك الجرأة والشجاعة اليمنية والمبادرة، فلا يوجد خطوط حمراء أو سقوف محددة أو مخاوف أو مصالح، بل يواجه بكل ما يملك ووفق استراتيجية قرآنية.

كما أن الموقف اليمني الشعبي والعسكري المساند للشعب الفلسطيني ترجمة عملية لشعار (الصرخة) الذي أطلقه الشهيد القائد رمزاً للتحرر والرفض للهيمنة الصهيونية والأمريكية، بالتزامن مع الدعوة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية، كون المقاطعة جزءا من معركة التحرر من هيمنتهم والتصدي لمؤامراتهم. كما تحتل القضية الفلسطينية جزءا كبيرا من أدبيات المشروع القرآني، فهي تُعَدُّ قضية مركزية تعبّر عن الصراع المستمر بين الحق والباطل، وبين المستضعفين وقوى الطغيان، بين الإسلام وأعدائه التاريخيين. ويؤكد المشروع القرآني على أهمية دعم القضية الفلسطينية بكونها جزءاً من الالتزام الديني والإنساني والأخلاقي والشرعي الذي يعبر عن صدق الانتماء للإسلام وقيمه.

كما أن هذا المشروع يركز على ضرورة مواجهة المشروع الصهيوني بكونه أداة للاستكبار العالمي تهدف إلى تمزيق الأمة الإسلامية والسيطرة على مقدساتها وثرواتها، وينطلق في عدائه من منطلقات قرآنية وضمن التشخيص القرآني لأهل الكتاب ولليهود بشكل خاص، فالقرآن صنفهم بأنهم الأشد عداوة للذين آمنوا وللمسلمين والعرب بشكل عام.

وفي هذا السياق، يُبرِز المشروع القرآني أهمية الوعي بالقضية الفلسطينية في تعزيز وحدة الأمة، ويدعو إلى تحويلها إلى عامل جامع يقف في وجه كل محاولات التفريق بين أبناء الأمة.

لذلك، فإن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية أو جغرافية، بل هي قضية عقيدة ومبدأ، تتطلب من الجميع الوقوف صفاً واحداً لمواجهة أعداء الأمة بروح القرآن وأخلاقياته، سعيا لتحقيق وعد الله للمؤمنين بالنصر والتمكين.

بهذا الزخم الإيماني والجهادي، يتصدر الشعب اليمني مشهد التضامن مع فلسطين، مؤكدا أن تحرير القدس والأقصى ليس حلما بعيد المنال، بل وعد إلهي وهدف استراتيجي يحمله في قلبه ووجدانه، مواصلاً المسير بعزيمة لا تلين.

مقالات مشابهة

  • طوفان غير مسبوق: مسيرة مليونية في اليمن نصرة لغزة وترحيبا بوقف النار وتقول لإسرائيل "وإن عدتم عدنا"
  • 15 مسيرة جماهيرية وعشرات الوقفات بمأرب نصرة لغزة ودعماً للشعب الفلسطيني
  • 114 مسيرة جماهيرية في محافظة إب نصرة لغزة وإسناداً للشعب الفلسطيني
  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة
  • الضالع.. مسيرات جماهيرية ووقفات حاشدة نصرة لغزة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • مسيرات ووقفات حاشدة بمحافظة صنعاء نصرةً لغزة واستمراراً في إسناد الشعب الفلسطيني
  • الزراعة: تصدير أعلاف أسماك ومنتجات دواجن مجمدة لدول عربية وأجنبية
  • من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود:جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية
  • وقفات طلابية في مدارس العاصمة نصرةً لغزة والشعب الفلسطيني
  • مصدر أمني مصري: ندعو المجتمع الدولي لدعم وقف النار وإدخال المساعدات لغزة