عندما يصبح الشيطان مصلحا اجتماعيا
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
من سخريات القدر أن مجرم الحرب وقاتل الأطفال بنيامين نتنياهو صرح في حوار مع الإذاعة العامة الأمريكية "NPR" بما يلي: "نحن بحاجة إلى تجريد غزة من السلاح أولا، والهدف الثاني الذي يتعين علينا القيام به هو القضاء على التطرف في غزة". ويرى أنه لتحقيق ذلك هم "بحاجة إلى تغيير ثقافي في أي إدارة مدنية في غزة تلتزم بمكافحة الإرهاب".
بمعنى آخر، يقدم نفسه كمصلح ديني وسياسي مؤهل ليس فقط لتغيير هوية الفلسطينيين، بل ويزعم أن ذلك ما يجب القيام في جميع البلدان الاسلامية. فخلال تجواله مع إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، عمل على إقناعه بخطورة الفلسطينيين وثقافتهم بترويج ثقافة الموت، ودعا بكل صفاقة إلى إحداث تغيير في الإسلام بحجة "إلغاء التشدد في هذه البلدان المسلمة".
لا تقف هذه الكراهية عند المسلمين، وإنما تشمل أيضا المسيحيين الفلسطينيين وتمتد إلى عموم المسيحيين بمختلف فرقهم وجنسياتهم. فقد تجاهل بن غفير الرد على سؤال وجهته له مذيعة في الشبكة الثانية الاسرائيلية، ويتعلق بالبصق على كل دير أو كاهن عند المرور بجانبه، لكنه اعترف بكونه تقليدا يهوديا قديما، ورفض أن يعتبر ذلك مخالفة يعاقب عليها من يقوم بها
سنفترض أن ما جاء على لسانه صحيح، هذا يفترض أن المجتمع الاسرائيلي بريء من الارهاب، ومحصن ثقافيا ضد التعصب والكراهية. ولا شك في أن أفضل مرآة تعكس درجة انفتاح شعب ما تتمثل في نظامها التعليمي والتربوي الذي يتضمن قيمه ويحمي رؤاه الفلسفية والاجتماعية.
إذا عدنا إلى مقررات الدراسة الموجهة بالخصوص إلى الأطفال، نجدها تصف الفلسطيني بالعربي "الذي لا يعرف الرحمة والشفقة والقتل، والإجرام هواية عنده"، كما أنه "جبان، ملامحه شريرة، لص، عيونه تبعث الرعب". وتقول الدكتورة الإسرائيلية في جامعة حيفا تسيبورا شاروني "لم ترد كلمة واحدة في البرنامج التعليمي لليهود حول التطلع للسلام بين إسرائيل وجاراتها". فهناك حرص على "صناعة جيل مشحون بالكراهية والعداء ضد الفلسطينيين والعرب". كما أن المواد الدينية تحمل طابعا عنصريا، حيث "ينشأ الطلاب على فكرة شعب الله المختار، وأن غير اليهود أغيار يجب قتلهم في وقت السلم والحرب. كما أن كتب الجغرافيا المدرسية لا تشير إلى فلسطين، ولا ذكر للفلسطينيين في كتب التاريخ.
لا تقف هذه الكراهية عند المسلمين، وإنما تشمل أيضا المسيحيين الفلسطينيين وتمتد إلى عموم المسيحيين بمختلف فرقهم وجنسياتهم. فقد تجاهل بن غفير الرد على سؤال وجهته له مذيعة في الشبكة الثانية الاسرائيلية، ويتعلق بالبصق على كل دير أو كاهن عند المرور بجانبه، لكنه اعترف بكونه تقليدا يهوديا قديما، ورفض أن يعتبر ذلك مخالفة يعاقب عليها من يقوم بها.
وقد بيّنت إحدى القنوات التلفزيونية يهودا يبصقون على راهبات ورهبان في القدس، تنفيذا لهذا التقليد الذي يتمسك به أقصى اليمين الديني الإسرائيلي. وما لا يعرفه الكثيرون أن حاخام باريس أفتى بأن دخول اليهود إلى مبنى كنيسة فعل محرم على اليهود.
هذا تراث يهودي لم تتم مراجعته من قبل جميع التيارات الدينية اليهودية، رغم كونه نشأ في مراحل تاريخية قديمة. لقد أضفي على هذه الممارسات طابع القداسة رغم أنها تعكس كراهية شديدة لكل مخالف في الدين.
الذي يزعم أنه سيصلح أحوال الآخرين هو في الحقيقة كاذب وسلوكه معاكس لخطابه وادعاءاته، فالذي يحتاج إلى إصلاح ثقافي عميق هو من يعتقد بأن مخالفيه هم الأشرار الذين من واجبه القضاء عليهم. وكثير من الأشياء في المجتمع الإسرائيلي خاطئة ومزيفة
الذي يزعم أنه سيصلح أحوال الآخرين هو في الحقيقة كاذب وسلوكه معاكس لخطابه وادعاءاته، فالذي يحتاج إلى إصلاح ثقافي عميق هو من يعتقد بأن مخالفيه هم الأشرار الذين من واجبه القضاء عليهم. وكثير من الأشياء في المجتمع الإسرائيلي خاطئة ومزيفة، فالكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي اعتبر في مقال نشره في صحيفة هآرتس أن مؤسسات الدعاية في إسرائيل "أداة غير أخلاقية، ومن يكتفي بالصدمة مما حدث لنا ويتجاهل ما كنا نفعله منذ ذلك الحين، لا يتحلّى بذرّة نزاهة أو ضمير".
بمثل هذا الخطاب لن تذهب إسرائيل بعيدا، سواء ربحت الحرب أم خسرتها؛ سكانها يعيشون في عزلة عن العالم بما في ذلك محيطهم الفلسطيني والعربي، وهم ينظرون إلى أنفسهم من زاوية مزيفة، وقيادتهم تقتل أكثر من عشرة آلاف طفل وتعتبرهم بدون خجل إرهابيين أو مشاريع إرهاب، وكثير من مواطنيهم يكرهون الأطفال الفلسطينيين ويحقدون عليهم، ويدعون في كثير من الفيديوهات إلى قتلهم مع أسرهم دون رحمة بحجة كونهم يولدون أشرارا.
ومجتمع يفكر بهذه الطريقة وتغذيه الرغبة في الانتقام سينهار حتما، لهذا توقع المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي بأن نهاية اسرائيل مشروع استعماري وكدولة قد بدأت، واعتبر أن النسيج الاجتماعي الموحد تفكك، وأن بناء الوحدة بين الإسرائيليين القائمة على "كراهية العرب والفلسطينيين ليس عاملا مستداما"، فقد اعتبرها الدولة الوحيدة في العالم التي تضغط من أجل الحفاظ على بقائها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو إسرائيل الفلسطينيين الكراهية إسرائيل فلسطين نتنياهو العنصرية الكراهية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مفاجأة طبية.. دواء لمرض وراثي يصبح سلاحاً فتاكاً ضد الملاريا
كشفت دراسة حديثة أنه عندما يتناول المرضى دواء "نيتيسينون"، فإن دمهم يُصبح قاتلًا للبعوض المسبب للملاريا.
ودواء "نيتيسينون" يستخدم في الأصل لعلاج حالة وراثية نادرة، هي: فرط تيروزين الدم الوراثي من النوع الأول.
وعلى موقع "جامعة نوتردام"، التي شارك علماؤها البحث مع كلية ليفربول للطب الاستوائي، قال الباحثون: "تشير نتائجنا إلى أن استخدام النيتيسينون يمكن أن يكون أداة تكميلية جديدة واعدة للسيطرة على الأمراض التي تنقلها الحشرات مثل الملاريا".
وتعتمد استراتيجيات مكافحة الملاريا حتى الآن على السيطرة على أسراب البعوض، وتناول دواء "الإيفرمكتين" المضاد للطفيليات.
الدواء المستخدم حالياًوعندما يبتلع البعوض دماً يحتوي على "الإيفرمكتين"، فإنه يُقصّر عمره ويساعد في الحد من انتشار الملاريا. لكن لهذا الدواء آثار جانبية، فهو ليس ساماً للبيئة فحسب، بل تصبح مقاومته مصدر قلق عند الإفراط في استخدامه لعلاج الأشخاص والحيوانات المصابين بعدوى الديدان والطفيليات.
وبحسب "نيوز مديكال"، يعمل دواء "نيتيسينون" الذي أثبتت الدراسة فاعليته، عن طريق تثبيط إنزيم 4-هيدروكسي فينيل بيروفات ديوكسيجيناز (HPPD)، ما يمنع تراكم نواتج المرض الضارة في جسم الإنسان.
وعندما يشرب البعوض دماً يحتوي على النيتيسينون، فإن الدواء يحجب أيضاً هذا الإنزيم المهم لـ HPPD في أجسامهم. هذا يمنع البعوض من هضم الدم بشكل صحيح، فيموت سريعاً.
وفي التجارب، حلل الباحثون تركيزات جرعات "نيتيسينون" اللازمة لقتل البعوض، وكيف تقارن هذه النتائج بدواء "إيفرمكتين" المستخدم حالياً.
وقال ألفارو أكوستا سيرانو، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة نوتردام والباحث المشارك: "اعتقد أنه إذا أردنا اتباع هذا النهج، فيجب أن يكون أداء النيتيسينون أفضل من الإيفرمكتين".
أداء رائعوأضاف: "في الواقع، كان أداء النيتيسينون رائعاً؛ إذ يتمتع بعمر أطول بكثير في دم الإنسان مقارنةً بالإيفرمكتين، ما يعني أن نشاطه القاتل للبعوض يبقى منتشراً في جسم الإنسان لفترة أطول. وهذا أمر بالغ الأهمية".
واختبر فريق البحث التأثير القاتل للنيتيسينون على إناث بعوض الأنوفيلة الغامبية، وهو النوع الرئيسي المسؤول عن انتشار الملاريا في العديد من الدول الأفريقية. وإذا أصيبت هذه البعوضة بطفيليات الملاريا، فإنها تنشر المرض عندما تتغذى على الإنسان.