عربي21:
2025-01-19@12:38:48 GMT

عندما يصبح الشيطان مصلحا اجتماعيا

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

من سخريات القدر أن مجرم الحرب وقاتل الأطفال بنيامين نتنياهو صرح في حوار مع الإذاعة العامة الأمريكية "NPR" بما يلي: "نحن بحاجة إلى تجريد غزة من السلاح أولا، والهدف الثاني الذي يتعين علينا القيام به هو القضاء على التطرف في غزة". ويرى أنه لتحقيق ذلك هم "بحاجة إلى تغيير ثقافي في أي إدارة مدنية في غزة تلتزم بمكافحة الإرهاب".

وتتكون هذه الإدارة من أشخاص "لا يشاركون أهداف حماس ولا يعلّمون الأطفال أنه يجب تدمير إسرائيل وأن يكون ذلك هدفهم في الحياة"؛ وهو ما حصل حسب اعتقاده في كل من اليابان الفاشية وألمانيا النازية بعد هزيمتهما العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية.

بمعنى آخر، يقدم نفسه كمصلح ديني وسياسي مؤهل ليس فقط لتغيير هوية الفلسطينيين، بل ويزعم أن ذلك ما يجب القيام في جميع البلدان الاسلامية. فخلال تجواله مع إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، عمل على إقناعه بخطورة الفلسطينيين وثقافتهم بترويج ثقافة الموت، ودعا بكل صفاقة إلى إحداث تغيير في الإسلام بحجة "إلغاء التشدد في هذه البلدان المسلمة".

لا تقف هذه الكراهية عند المسلمين، وإنما تشمل أيضا المسيحيين الفلسطينيين وتمتد إلى عموم المسيحيين بمختلف فرقهم وجنسياتهم. فقد تجاهل بن غفير الرد على سؤال وجهته له مذيعة في الشبكة الثانية الاسرائيلية، ويتعلق بالبصق على كل دير أو كاهن عند المرور بجانبه، لكنه اعترف بكونه تقليدا يهوديا قديما، ورفض أن يعتبر ذلك مخالفة يعاقب عليها من يقوم بها
سنفترض أن ما جاء على لسانه صحيح، هذا يفترض أن المجتمع الاسرائيلي بريء من الارهاب، ومحصن ثقافيا ضد التعصب والكراهية. ولا شك في أن أفضل مرآة تعكس درجة انفتاح شعب ما تتمثل في نظامها التعليمي والتربوي الذي يتضمن قيمه ويحمي رؤاه الفلسفية والاجتماعية.

إذا عدنا إلى مقررات الدراسة الموجهة بالخصوص إلى الأطفال، نجدها تصف الفلسطيني بالعربي "الذي لا يعرف الرحمة والشفقة والقتل، والإجرام هواية عنده"، كما أنه "جبان، ملامحه شريرة، لص، عيونه تبعث الرعب". وتقول الدكتورة الإسرائيلية في جامعة حيفا تسيبورا شاروني "لم ترد كلمة واحدة في البرنامج التعليمي لليهود حول التطلع للسلام بين إسرائيل وجاراتها". فهناك حرص على "صناعة جيل مشحون بالكراهية والعداء ضد الفلسطينيين والعرب". كما أن المواد الدينية تحمل طابعا عنصريا، حيث "ينشأ الطلاب على فكرة شعب الله المختار، وأن غير اليهود أغيار يجب قتلهم في وقت السلم والحرب. كما أن كتب الجغرافيا المدرسية لا تشير إلى فلسطين، ولا ذكر للفلسطينيين في كتب التاريخ.

لا تقف هذه الكراهية عند المسلمين، وإنما تشمل أيضا المسيحيين الفلسطينيين وتمتد إلى عموم المسيحيين بمختلف فرقهم وجنسياتهم. فقد تجاهل بن غفير الرد على سؤال وجهته له مذيعة في الشبكة الثانية الاسرائيلية، ويتعلق بالبصق على كل دير أو كاهن عند المرور بجانبه، لكنه اعترف بكونه تقليدا يهوديا قديما، ورفض أن يعتبر ذلك مخالفة يعاقب عليها من يقوم بها.

وقد بيّنت إحدى القنوات التلفزيونية يهودا يبصقون على راهبات ورهبان في القدس، تنفيذا لهذا التقليد الذي يتمسك به أقصى اليمين الديني الإسرائيلي. وما لا يعرفه الكثيرون أن حاخام باريس أفتى بأن دخول اليهود إلى مبنى كنيسة فعل محرم على اليهود.

هذا تراث يهودي لم تتم مراجعته من قبل جميع التيارات الدينية اليهودية، رغم كونه نشأ في مراحل تاريخية قديمة. لقد أضفي على هذه الممارسات طابع القداسة رغم أنها تعكس كراهية شديدة لكل مخالف في الدين.

الذي يزعم أنه سيصلح أحوال الآخرين هو في الحقيقة كاذب وسلوكه معاكس لخطابه وادعاءاته، فالذي يحتاج إلى إصلاح ثقافي عميق هو من يعتقد بأن مخالفيه هم الأشرار الذين من واجبه القضاء عليهم. وكثير من الأشياء في المجتمع الإسرائيلي خاطئة ومزيفة
الذي يزعم أنه سيصلح أحوال الآخرين هو في الحقيقة كاذب وسلوكه معاكس لخطابه وادعاءاته، فالذي يحتاج إلى إصلاح ثقافي عميق هو من يعتقد بأن مخالفيه هم الأشرار الذين من واجبه القضاء عليهم. وكثير من الأشياء في المجتمع الإسرائيلي خاطئة ومزيفة، فالكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي اعتبر في مقال نشره في صحيفة هآرتس أن مؤسسات الدعاية في إسرائيل "أداة غير أخلاقية، ومن يكتفي بالصدمة مما حدث لنا ويتجاهل ما كنا نفعله منذ ذلك الحين، لا يتحلّى بذرّة نزاهة أو ضمير".

بمثل هذا الخطاب لن تذهب إسرائيل بعيدا، سواء ربحت الحرب أم خسرتها؛ سكانها يعيشون في عزلة عن العالم بما في ذلك محيطهم الفلسطيني والعربي، وهم ينظرون إلى أنفسهم من زاوية مزيفة، وقيادتهم تقتل أكثر من عشرة آلاف طفل وتعتبرهم بدون خجل إرهابيين أو مشاريع إرهاب، وكثير من مواطنيهم يكرهون الأطفال الفلسطينيين ويحقدون عليهم، ويدعون في كثير من الفيديوهات إلى قتلهم مع أسرهم دون رحمة بحجة كونهم يولدون أشرارا.

ومجتمع يفكر بهذه الطريقة وتغذيه الرغبة في الانتقام سينهار حتما، لهذا توقع المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي بأن نهاية اسرائيل مشروع استعماري وكدولة قد بدأت، واعتبر أن النسيج الاجتماعي الموحد تفكك، وأن بناء الوحدة بين الإسرائيليين القائمة على "كراهية العرب والفلسطينيين ليس عاملا مستداما"، فقد اعتبرها الدولة الوحيدة في العالم التي تضغط من أجل الحفاظ على بقائها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو إسرائيل الفلسطينيين الكراهية إسرائيل فلسطين نتنياهو العنصرية الكراهية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رغم السيطرة الجزئية على حرائق لوس أنجلوس.. «رياح الشيطان» تعقد الأزمة

رغم جهود رجال الإطفاء التاريخية للسيطرة على حرائق لوس أنجلوس غير المسبوقة، ورغم التقدم الكبير في الحد من النيران، إلا أن مسؤولين أمريكيين حذروا السكان من الاستعداد لرياح قوية يمكن أن تعيد النيران مرة أخرى.

رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كرولي، قالت إن كمية كبيرة من الوقود الجاف غير المحترق، إلى جانب انخفاض الرطوبة والعودة المتوقعة لرياح «سانتا آنا»، أو «رياح الشيطان» القاسية الأسبوع المقبل، قد تؤدي إلى عودة اشتعال الحرائق، وحثت السكان على إزالة كل الشجيرات على مسافة 200 قدم من منازلهم.

مخاوف من «الجمر المتطاير»

وأوضحت أيضًا، أن الجمر المتطاير من حرائق لوس أنجلوس والغابات يمكن أن يدمر منازل على بعد أكثر من ميل، كما طلبت من السكان توفير فرصة لرجال الإطفاء لإنقاذ المنازل إذا انتشرت الحرائق، نقلًا عن موقع «USA Today».

كما تشكل الانهيارات الطينية مصدر قلق، إذ قال مارك بيستريلا، مدير الأشغال العامة في مدينة لوس أنجلوس، إنه يتوقع تدفقات حطام ضخمة عندما تهطل الأمطار في المناطق المتضررة من الحرائق، وأضاف أن المقاطعة تسارع إلى إعداد أنظمة التحكم في الفيضانات لمواجهة هذا الهجوم.

وكانت حرائق لوس أنجلوس أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 25 شخصًا وتدمير آلاف من المنازل وإجلاء مئات الآلاف من الأمريكيين، وحولت أجزاء واسعة من مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا إلى رماد.

الاحتواء الكامل

بحلول اليوم الخميس، تم احتواء حريق إيتون بنسبة 55% وحريق باليساديس بنسبة 22%، وفقًا لإدارة مكافحة الحرائق في كاليفورنيا، لكن متى سيتم احتواء حرائق لوس أنجلوس بالكامل؟

وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية، فالاحتواء يعني حالة إجراءات إخماد الحرائق البرية التي تشير إلى اكتمال خط السيطرة حول الحريق، وأي حرائق موضعية مرتبطة به، والتي من المتوقع بشكل معقول أن توقف انتشار الحريق.

مقالات مشابهة

  • أبرز عمليات تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي (إنفوغراف)
  • هل يصبح ترامب أضعف بدءاً من يوم الاثنين؟
  • «أكسيوس»: إدارة ترامب لن تمانع في أن يصبح مادورو جار الأسد في موسكو
  • اللواء (م) مازن محمد اسماعيل: نشد من عضد البرهان لمواجهة حلف الشيطان
  • محلل سياسي فلسطيني: الرئيس السيسي الوحيد الذي تصدّى لتهجير الفلسطينيين|فيديو
  • خبير بالشأن الإسرائيلي: نتنياهو يهدف لتضييق فرحة الفلسطينيين بقرار وقف إطلاق النار
  • هل يصبح مرموش تاسع لاعب عربي ينضم للسيتي؟
  • هل يأكل الشيطان من طعام الشخص الذي لم يذكر التسمية؟ صحح معلوماتك
  • الشعوذة ومس الشيطان والسحر بخطبة السديس بالحرم المكي الجمعة
  • رغم السيطرة الجزئية على حرائق لوس أنجلوس.. «رياح الشيطان» تعقد الأزمة