يكشف تحليل للمعطيات المنشورة بالبوابة الرسمية لمجلس النواب، عن رصد 383 نشاطا دبلوماسيا للغرفة الأولى للبرلمان المغربي، منذ بداية الولاية النيابية وحتى متم سنة 2023.

ويسمح تحليل البيانات المتعلقة بالأنشطة الدبلوماسية للمجلس، بالكشف عن الفاعلين الرئيسيين وتوجهات الدبلوماسية البرلمانية للغرفة الأولى، بالإضافة إلى رصد طبيعة هذا النشاط الدبلوماسي وما حققه من مكتسبات لفائدة الدبلوماسية الرسمية.

وإذا كانت الدبلوماسية البرلمانية آلية مكملة لعمل نظيرتها الرسمية، فإن الممارسة الفعلية لهذه الآلية، تكشف درجة انخراط الأدوات المستخدمة في تفعيلها (رئاسة المجلس ومجموعات الصداقة، والشعب الوطنية، بالإضافة إلى اللجان النيابية).

“اليوم 24” يضع الدبلوماسية البرلمانية على “مشرحة” تحليل البيانات، سنكشف حصيلتها منذ بداية الولاية التشريعية الحالية وعلى مدى 26 شهرا.. ما الذي تحقق؟ وأي مكامن للخلل؟

وقبل ذلك، سنضع أولا عمل مجموعات الصداقة والشعب الوطنية تحت المجهر، كيف يتم تشكيلهما؟ وما هي اختصاصاتهما؟

مجموعات الصداقة 

ينص النظام الداخلي لمجلس النواب، على أن المجلس يشكل في بداية الفترة التشريعية “مجموعات الأخوة والصداقة البرلمانية”، وتسند لها مهمة “تقوية وتطوير العلاقات البرلمانية بين برلمانات الدول التي تربطها بالبلد علاقات ثنائية”، و”تشجيع تبادل الزيارات والمعلومات والخبرات فيما بينها”، وكذا “تفعيل الدبلوماسية البرلمانية بما يخدم مصلحة المملكة”.

وشكل مجلس النواب منذ بداية الولاية التشريعية الحالية، كما ينص على ذلك نظامه الداخلي، 148 مجموعة صداقة مع برلمانات دول العالم، من مختلف القارات، وذلك حتى متم سنة 2023، وفق بوابة المجلس الرسمية.

وإذا كان النظام الداخلي للمجلس، لا يحدد عدد أعضاء كل مجموعة، فإن تحليل البيانات التي اشتغل عليها “اليوم 24″، انطلاقا من معطيات تنشرها بوابة المجلس، يفيد بأن مجموعات الصداقة تستقطب ما بين 4 و10 برلمانيين وبرلمانيات.

وتشير المعطيات إلى أن مجموعة الصداقة المغربية السينغالية الأكثر استقطابا للبرلمانيين المغاربة بـ10 أعضاء، وتعتبر أربع مجموعات صداقة (كلها مع دول إفريقية)، الأقل استقطابا للبرلمانيين بـ4 أعضاء فقط.

كما تشير الأرقام إلى أن نحو ثلثي أعضاء المجلس (242 برلماني وبرلمانية)، أعضاء في مجموعة صداقة واحدة أو اثنتين على الأكثر، والصادم أننا نجد في البرلمان “نوابا عاطلين عن العمل” في العلاقة بشغل عضوية إحدى مجموعات الصداقة، إذ أن 42 برلمانيا وبرلمانية من أعضاء مجلس النواب، لا تهمهم مجموعات الصداقة، وغير مكترثين بالاشتغال من داخلها بهدف تفعيل الدبلوماسية البرلمانية بما يخدم مصلحة المملكة.

الشعب الوطنية

وينص النظام الداخلي للمجلس، على أنه يتم في مستهل الفترة النيابية، على أساس التمثيل النسبي للفرق والمجموعات النيابية، تشكيل شعب وطنية دائمة، تمثل المجلس لدى المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية التي هو عضو فيها.

ويؤكد النظام الداخلي، على أن المعارضة، تساهم في الشعب الدائمة، وفي كافة الأنشطة الدبلوماسية للمجلس، بما لا يقل عن نسبة تمثيليتها.

ومنذ بداية الولاية التشريعية الحالية، تم تشكيل 18 شعبة وطنية، تضم في عضويتها ما مجموعه 75 برلمانيا وبرلمانية، يمثلون المجلس لدى المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية.

الفاعل الأول

يكشف تحليل المعطيات المتوفر حول الأنشطة الدبلوماسية الـ383 لمجلس النواب، الفاعلين الرئيسيين في هذا المجال، في مقدمتهم رئاسة مجلس النواب، متمثلة في الرئيس ونوابه وأمينة المجلس.

وبنسبة 53 بالمائة من مجموع الأنشطة الدبلوماسية للمجلس، منذ بداية الولاية التشريعية، يتصدر رئيس المجلس قائمة الفاعلين الرئيسيين في الدبلوماسية البرلمانية.

وباحتساب الأنشطة الدبلوماسية التي يشرف عليها نواب الرئيس وأمينة المجلس، تصل النسبة المتعلقة بمؤسسة رئاسة المجلس، إلى 64 بالمائة من مجموع الأنشطة الدبلوماسية، بينما تتوزع النسبة المتبقية (36 بالمائة) بين مختلف الفعالين الآخرين (الشعب ومجموعات الصداقة واللجان الدائمة).

والملفت للانتباه أن إحدى أهم الأدوات الموكول إليها “تقوية وتطوير العلاقات البرلمانية بين برلمانات الدول التي تربطها بالبلد علاقات ثنائية”، تحضر بشكل “متواضع جدا” في مشهد الدبلوماسية البرلمانية، ويتعلق الأمر بمجموعات الصداقة، التي تساهم بنسبة 5.5 بالمائة فقط من مجموع أنشطة الدبلوماسية البرلمانية لمجلس النواب منذ بداية الولاية التشريعية.

بالمقابل، ترتفع النسبة قليلا بالنسبة للشعب الوطنية، وتصل مجموع الأنشطة الدبلوماسية التي كان الفاعل الرئيسي فيها هم أعضاء الشعب، إلى 76 نشاطا، بما يمثل نحو 20 بالمائة من مجموع الأنشطة الدبلوماسية.

وتعليقا على هذه المعطيات، قال رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، في تصريح لـ”اليوم 24″، إن “الدبلوماسية البرلمانية تتطابق وتتماشى مع المصالح العليا للبلاد، وآليات الاشتغال وظفت بأكملها بنسب متفاوتة، منها ما تم توظيفه بشكل جيد جدا، ومنها ما تم توظيفه بشكل قليل جدا لعدة أسباب موضوعية”.

وأضاف رئيس المجلس، “مجموعات الصداقة يتم توظيفها بحسب الحاجة”، مشيرا إلى “وجود إكراهات تحول دون التوظيف الكامل لهذه الآلية المعتمدة من طرف الدبلوماسية البرلمانية”.

بالمقابل، أوضح الطالبي العلمي، أن “الشعب تشتغل بشكل منتظم، ولا نترك أي كرسي فارغ، في الوقت الذي يحرص خصوم الوحدة الترابية على الحضور في المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية بأعداد كبيرة”.

الأكثر استقطابا

وحافظت الدبلوماسية البرلمانية على فضاءات الاشتغال التقليدية والتاريخية، بينما بدا واضحا التوجه المتزايد نحو فضاءات جديدة، من خلال الانفتاح على برلمانات أمريكا اللاتينية والكرايبي والأنديز وبرلمان أمريكا الوسطى.

الفضاء الأوروبي والمتوسطي، كان الأكثر استقطابا للدبلوماسية المغربية، حيث تنشط بوثيرة أكبر في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط واللجنة البرلمانية المشتركة بين البرلمان المغربي والبرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.

وتكشف الأرقام أن 30 بالمائة من الأنشطة الدبلوماسية لمجلس النواب شهدها الفضاء الأوروبي، ويأتي الفضاء العربي- الإسلامي في المرتبة الثانية بنسبة 17 بالمائة، ثم فضاء الأمريكيتين بنسبة 14 بالمائة، وبنفس النسبة يتبوأ الفضاء الإفريقي المرتبة الثالثة أيضا.

المعطيات الإحصائية، تفيد أيضا بأن 63 بالمائة من أنشطة مجلس النواب الدبلوماسية تتمثل في استقبالات ومباحثات مع وفود أجنبية، كما أن 11 بالمائة من أنشطة المجلس الدبلوماسية بمثابة استقبالات للسفراء الأجانب بمقر المجلس، من طرف رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي.

الوحدة الترابية

وإذا كان من الطبيعي أن تكون قضية الوحدة الترابية للمملكة، هي القضية المركزية التي تسترعي الاهتمام الأكبر لدبلوماسية مجلس النواب، فإن المجلس سعى إلى اعتماد منهجية الاستباق والإقناع وبناء الثقة، وفق رئيس المجلس.

وشدد الطالبي العلمي في تصريحه للموقع، على أن “اهتمامات الدبلوماسية البرلمانية تتعلق أساسا بالدفاع عن مصالح الوطن والقضية الوطنية بشكل رئيسي، ثم تأتي باقي القضايا الأخرى، من اقتصاد وسياسة، كما تُطرح أيضا أسئلة حول التطور الديمقراطي في المغرب، ومجال حقوق الإنسان والحريات”.

وتفيد المعطيات بأن مجموع الأنشطة الدبلوماسية التي تمخض عنها موقف مؤيد للوحدة الترابية للمملكة، يبلغ 44 نشاطا، بنسبة 11 بالمائة من مجموع الأنشطة المسجلة منذ بداية الولاية وحتى متم 2023.

وتعليقا على مستوى حضور القضية الوطنية على مستوى الدبلوماسية البرلمانية وما حققته من نجاحات، قال الطالبي العلمي، “عندنا طموح لرفع النسبة ونحن نشتغل بتنسيق مع وزارة الخارجية”.

وأضاف العلمي، “المديرون المركزيون للقارات بوزارة الخارجية، عقدوا اجتماعات مع مجموعات الصداقة والشعب الوطنية، وحددوا لنا الرهانات والإكراهات في كل قارة، لأن عناصر الخطاب تختلف من دولة إلى دولة، بحسب الأولويات والانتماء السياسي لمن يتحملون المسؤولية خلال كل مرحلة، لأن الخطاب يجب أن يتأقلم بحسب المخاطب”.

ويظهر من خلال تحليل المعطيات البيانية، أن 38 بالمائة من أنشطة المجلس الدبلوماسية، نتجت عنها مواقف أو قرارات تسعى إلى “تعزيز أو مأسسة العلاقات الثنائية” بين المغرب وأطراف أخرى، سواء كانت دولا أو منظمات إقليمية أو دولية.

وفي المرتبة الثانية، تأتي الأنشطة الدبلوماسية التي عمل الطرف المغربي من خلالها على “التعريف بالإصلاحات والتجارب المغربية في مختلف المجالات”، وذلك بنسبة 26 بالمائة من مجموع الأنشطة الدبلوماسية المسجلة منذ بداية الولاية التشريعية وحتى متم 2023.

واجهة العلاقات البرلمانية المتعددة الأطراف، تميزت بجعل قضايا جديدة موضوع نقاش في المحافل الدولية، منها ما يتعلق بالمناخ والعدالة المناخية والترافع عن قضايا دول الجنوب الإفريقية منها أساسا، هذا الترافع المغربي عن عدد من القضايا، شهدته نحو 13 بالمائة من الأنشطة الدبلوماسية لمجلس النواب.

ومن نتائج الأنشطة الدبلوماسية للمجلس، الظفر بـ10 مناصب للمسؤولية في منظمات برلمانية إقليمية ودولية، عقب مشاركة الوفود المغربية في مؤتمراتها أو اجتماعاتها التنظيمية.

الأغلبية والمعارضة

ويفيد تحليل البيانات المتعلقة بمجموعات الصداقة والشعب الوطنية، تباينا في حضور الأغلبية والمعارضة في هاتين الآليتين الداعمتين للدبلوماسية البرلمانية.

فإذا كان نواب حزب التقدم والاشتراكية الأكثر حضورا في مجموعات الصداقة بمعدل عضوية برلماني واحد في 7 مجموعات صداقة، فإن اللافت للانتباه، أن نواب الأغلبية الحكومية هم الأقل حضورا في مجموعات الصداقة (كل برلماني أو برلمانية ينتسب لمجموعة صداقة واحدة أو اثنتين على الأكثر).

أما بخصوص الشعب الوطنية، فتفيد المعطيات بأن 72 بالمائة من أعضاء الشعب ينتمون إلى فرق الأغلبية (التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال).

وحول ما إن كانت الأرقام المتعلقة بتمثيلية الفرق البرلمانية في الشعب الوطنية تمثل “تغولا للأغلبية”، قال رئيس مجلس النواب، “الأمر يتعلق بالتمثيل النسبي وهذا مبدأ دستوري”.

بالمقابل، أرجع رئيس مجلس النواب عدم تواجد نحو 10 بالمائة من أعضاء مجلس النواب في مجموعات الصداقة إلى اختيارات الفرق البرلمانية، وشدد على أن المهم بالنسبة للمجلس هو تمثيلية كل الفرق البرلمانية في الشعب الوطنية للدفاع بشكل جماعي عن مصالح الوطن.

وعبر رئيس المجلس عن أمله في تظافر جهود الجميع، للرقي بمستوى أداء الدبلوماسية البرلمانية، معبرا عن اعتزازه بما تحقق لحد الآن، دون نفي وجود إكراهات وجب العمل على تداركها.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الدبلوماسیة البرلمانیة رئیس مجلس النواب الطالبی العلمی والشعب الوطنیة تحلیل البیانات النظام الداخلی الشعب الوطنیة لمجلس النواب رئیس المجلس على أن

إقرأ أيضاً:

إقرار قانون لجوء الأجانب.. حصاد جلسات مجلس النواب 17 – 19 نوفمبر

واصل مجلس النواب تفعيل دوره الرقابي بمناقشات موضوعية ، حيث وافق المجلس نهائياً على مشروع القانون المُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب لتنظم شئون اللاجئين من منطلق التزام الدولة بمسئوليتها الإنسانية تجاه اللاجئين وتحقيق توازن بين حماية اللاجئين والحفاظ على الأمن القومي الوطني بما يتوافق مع المعاهدات الدولية وبالتعاون مع المفوضية السامية بالأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

وانطلاقاً من الحرص على الالتزام بأحكام المحكمة الدستورية العليا، مجلس النواب يشكل لجنة مشتركة من لجنة الإسكان ومكتبي الإدارة المحلية والشئون الدستورية والتشريعية لإجراء تحليل شامل ومستفيض لحيثيات حكم المحكمة الدستورية العليا بما يمكن المجلس من فهم وتقييم كل الجوانب المرتبطة بمسألة الإيجار القديم والتوصل إلى البدائل والحلول المناسبة لها، دون تحيز لطرف على حساب الآخر بما يعزز التضامن الاجتماعى بين أبناء الوطن.

واصل المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد من حيث المبدأ وسط إشادات واسعة من النواب بحرص المجلس على اتساع دائرة الحوار المجتمعي حول مشروع القانون لضمان تناول جميع الآراء وصولاً لتحقيق حماية فاعلة لحق الفرد والمجتمع.

واستكمالاً لدوره الرقابي، استعرض المجلس بيانين من وزيري الإسكان، والتنمية المحلية، لمتابعة تنفذ برنامج الحكومة وخطط وسياسات الفترة المقبلة، وقرر المجلس إحالة البيانين إلى اللجان المختصة لدراستهما باستفاضة.

ووافق المجلس على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 449 لسنة 2024 بشأن الموافقة على الاتفاق التنفيذي لبرنامج "تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر وإدماجهم في المجتمع" لتوفير سبل الرعاية الكريمة للأشخاص ذوي الإعاقة، ودمجهم في المجتمع للمشاركة بقدراتهم في عملية البناء والتنمية، استكمالًا لاهتمام الدولة بهم، واحترام حقوقهم.


الجلسات العامة


جلسة الأحــد 17/11/2024
أحال المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، في بداية الجلسة العامة للمجلس قرارا جمهوريا باتفاقية دولية، ومشروعي قانونين مُقدمين من الحكومة، إلى اللجان النوعية بالمجلس لدراستها وإعداد تقارير بشأنها.

ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس كلمة بشأن حكم المحكمة الدستورية العليا والذى قضى بعدم دستورية الفقرة الأولى في كل من المادتين رقمي (١) و(٢) من القانون رقم (١٣٦) لسنة ١٩٨١ في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، أكد خلالها أن مجلس النواب أمام مسؤولية تاريخية تجاه معالجة الآثار المتراكمة للقوانين الاستثنائية التي تنظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، وأن المجلس ملتزم بالنظر لهذا الملف من منظور شامل ومتوازن، بما يضمن العدالة دون تحيز لطرف على حساب طرف آخر، وبما يعزز التضامن الاجتماعي بين أبناء هذا الوطن، موضحاً أن أي معالجة في تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر يجب أن تكون محاطة بسياج من العدالة والتضامن الاجتماعي بما يضمن حقوق الجميع ويحقق التوازن بين مختلف الأطراف، وأعلن رئيس المجلس أنه وجه بتشكيل لجنة مشتركة من لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ومكتبي لجنتي الإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية، لإجراء تحليل شامل ومستفيض لحيثيات حكم المحكمة الدستورية العليا بما يمكن من فهم وتقييم كل الجوانب المرتبطة بمسألة الإيجار القديم، موضحاً أن خطة ومنهجية عمل اللجنة المشتركة تشمل على الاستماع لآراء الوزراء المختصين والمجلس القومي لحقوق الإنسان والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كما ستتاح الفرصة لكل من الملاك والمستأجرين للتعبير عن آرائهم ومواقفهم وذلك عبر دعوة ممثلين عنهم وتخصيص اجتماعات منفصلة لكل طرف؛ ليتمكن كل منهم من عرض وجهة نظره بشفافية وفي بيئة هادئة، بلا أي ضغوط، كما سيتم الاستماع إلى آراء أساتذة القانون وعلم الاجتماع بالجامعات المصرية وغيرهم من الخبراء لأخذ آرائهم العلمية في هذا الملف، لضمان الوصول إلى رؤية متكاملة ومتوازنة دون تحيز لأى طرف مع الالتزام بتعزيز التضامن الاجتماعى وتحقيق العدالة لجميع الأطراف.

ناقش المجلس مشروع قانون مُقدما من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، حيث انتهى من الموافقة على القانون من حيث المبدأ، وإقرار (5) مواد من مشروع القانون، على أن يستكمل المجلس مناقشة باقى المواد فى جلسة لاحقة.
يهدف مشروع القانون إلى وضع تنظيم قانوني لأوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة في إطار الحقوق والالتزامات التي قررتها الاتفاقيات الدولية التي انضمت مصر إليها، وذلك لضمان تقديم جميع أوجه الدعم والرعاية للمستحقين، من خلال إنشاء اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين، لتكون هي الجهة المختصة بكافة شؤون اللاجئين بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بهم، وذلك في إطار استمرار تقديم الدعم والمساندة الكاملة للاجئين.

خلال المناقشات أشاد النواب بمشروع القانون حيث أكدوا أنه جاء متوافقاً مع المبادئ الدستورية والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية، كما أنه يعد خطوة هامة نحو تنظيم ملف اللاجئين لضمان تحقيق توازن بين حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الأمن القومي المصري، مؤكدين أنه جاء لوضع إطار قانوني لتوفيق أوضاع اللاجئين بما يسهم فى تقديم مزيد من التسهيلات للمستحقين منهم سواء فى الدراسة أو العمل، والرعاية الصحية، وغيرها من الأمور التى تكفل لهم حياة كريمة، وأكد النواب أن إنشاء لجنة دائمة لشئون اللاجئين تسهل على الدولة المصرية التعامل مع الجهات والمنظمات الدولية، وطالبوا بدعم اللجنة بخبراء متخصصين، وإلزام المجتمع الدولى بالمشاركة، وتقاسم أعباء اللاجئين مع التشديد على خطر مباشرة العمل السياسى للاجئين بجميع جنسياتهم.

واصل المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ).

خلال المناقشات أكد النواب أن قانون الإجراءات الجنائية نقطة مضيئة في تاريخ مجلس النواب، مؤكدين أن اهتمام المجلس بالقانون يأتي في إطار مسايرة توجيهات القيادة السياسية نحو الجمهورية الجديدة لبناء مجتمع يُعلى من شأن العدالة ويؤمن بحقوق الانسان والمواطن، مؤكدين أن مشروع القانون أهتم بكل أطراف التقاضي بداية من المتهم وصولا إلى القاضي، كما أنه يعد نقلة نوعية جديدة فى السياسة العقابية قائمة على التوازن بين العدالة الجنائية وحقوق وحريات المواطنين.

 

جلسة الإثنين 18/11/2024
 

استكمل المجلس برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي مناقشة مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، وبعد مناقشات موسعة انتهى المجلس من مناقشة المادة (32) من مشروع القانون على أن تُستكمل باقى المناقشات فى جلسة لاحقة، وتضمنت هذه المواد عدداً من الحقوق التى يتمتع بها اللاجئ فور اكتسابه هذا الوصف، منها: حقه فى العمل والحصول على الأجر المناسب لقاء عمله، وحق الطفل اللاجئ فى التعليم الأساسى، والحق فى الاعتراف بالشهادات الدراسية الممنوحة فى الخارج للاجئين وفقاً للقواعد المقررة قانوناً للأجانب، وكذلك حقه فى الحصول على رعاية صحية مناسبة وكذلك حقه فى الاشتراك فى عضوية الجمعيات الأهلية أو مجالس إداراتها وفقاً لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلى، وأكد النواب أن مشروع القانون يعكس التزام مصر العميق بمسئولياتها الدولية تجاه اللاجئين مع الحرص على تحقيق التوازن بين الحماية الانسانية للأفراد واستقرار الأمن القومى المصرى.

استأنف المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ)... خلال المناقشات أكد المستشار الدكتور حنفى جبالى أن مشروع قانون الإجراءات الجنائية حظى بحوار مجتمعى لم يحظ به أي مشروع قانون من قبل عبر تاريخ مجلس النواب والحياة النيابية فى مصر، مؤكداً أن اختلاف الرأي في التشريع ليس عيبًا بل هو إثراء للديمقراطية، وتابع أن مجلس النواب يطمئن الجميع أنه لن يدخر جهداً في دراسة مشروع القانون بكل دقةٍ وتأن لضمان خروجه بصياغةٍ تشريعيةٍ رصينةٍ ودقيقةٍ، تتفق مع المعايير الدستورية والتشريعية الوطنية كما تتماشى مع التزامات مصر الدولية وتواكب التطورات المجتمعية الآنية، مشيراً إلى حرص المجلس على تلقي جميع الآراء أثناء مناقشة مشروع القانون وأكد أن المجلس منفتح على الحوار ومناقشة آراء المعارضين والمؤيدين لأن الحوار البناء هو الطريق الأمثل للوصول إلى التشريع السليم.

وثمن النواب تعقيب المجلس على ملاحظات العديد من الجهات حول مشروع القانون ووجهوا الشكر والتقدير للجنة الفرعية التى شكلتها لجنة الشئون الدستورية والتشريعية لإعداد مسودة مشروع قانون الاجراءات الجنائية على جهودها المبذولة في إعداد مشروع القانون والتي استمرت على مدى (14) شهراً، مشيدين بمشاركة كافة الجهات ذات الصلة في اللجنة الفرعية تأكيداً على حرص مجلس النواب على اتساع دائرة الحوار المجتمعي حول مشروع القانون، وأعربوا عن أملهم فى أن يكون قانون الإجراءات الجنائية الجديد بداية حقيقية لتحقيق العدالة الناجزة وحل المشكلات الخاصة بتأخر القضايا لسنوات، لافتين إلى أن دستور 2014 يتضمن 65 مادة عن الحقوق والحريات، وأشاد النواب بتوجيهات القيادة السياسية بإعداد قانون الإجراءات الجنائية الجديد والذى يمثل ثورة تشريعية في ظل الجمهورية الجديدة وسيكون له تأثير إيجابي فى الحفاظ على الحقوق والحريات بما يدعم مسيرة الاستثمار والتنمية.. من جانبه عقب رئيس المجلس بأنه سبق دعوة رؤساء الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب غير الممثلة في المجلس لحضور اجتماع برئاسته لعرض ملامح وفلسفة مشروع القانون في حوار مجتمعي رفيع المستوى حيث أشاد الجميع بمشروع القانون.

استمع المجلس إلى بيان المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بشأن سياسات وخطط وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لضبط النمو السكاني والانتشار العمراني من خلال تطوير المدن الجديدة القائمة، وإنشاء مدن الجيل الرابع على المحاور التنموية، واستراتيجيات معالجة الفجوات التنموية عبر تطوير العشوائيات والمناطق غير المخططة، وسبل إنهاء ملف التصالح في مخالفات، وسياسات توسيع برنامج الإسكان الاجتماعي والإسكان المتوسط لتلبية احتياجات المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.

وفى مستهل كلمته أعرب وزير الاسكان عن بالغ تقديره وشكره لمجلس النواب على الجهد الكبير المبذول والتعاون المثمر مع وزارة الإسكان فى القضايا والتشريعات التي تخص الوزارة، واستعرض جهود الدولة فى تحسين جودة الحياة وكفاءة البيئة العمرانية وفقا لرؤية مصر "2030" للتنمية المستدامة من خلال تطوير المناطق غير الآمنة وتوفير السكن البديل، وتوفير السكن الملائم والميسر لكل المصريين وإحياء المناطق التاريخية وذات القيمة فضلاً عن تنمية جيل جديد من المدن الذكية "مدن الجيل الرابع" ورفع كفاءة الأجيال السابقة من المدن الجديدة، وأوضح الوزير أن تحديات التنمية العمرانية تتمثل فى الزيادة السكانية الكبيرة، مشيراً إلى طرح 8521 قطعة أرض فى 20 مدينة جديدة بمستويات متنوعه، وكذلك تنفيذ أكثر من 173 ألف وحدة سكنية لتلبية احتياجات مختلف شرائح المواطنين، كما تم الانتهاء من تنفيذ 21 مبنى خدميا خلال الربع الأول للعام المالى الحالى ضمن جهود الوزارة للارتقاء بالخدمات بالمدن العمرانية القائمة لدفع عجلة التنمية العمرانية بها.

أحال المجلس بيان المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلى لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ودعا إلى عقد اجتماع في أسرع وقت ممكن بحضور الوزير ومن يرغب من النواب لدراسة البيان وإبداء الرأي والملاحظات.

 

جلسة الثلاثاء 19/11/2024


واصل مجلس النواب مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ).. وخلال المناقشات أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي أنه تم الرد على ملاحظات المنظمات والنقابات الوطنية والجهات المعنية بقانون الإجراءات الجنائية الجديد موضحاً أن المجال ما زال مفتوحاً أمام أي منظمة أو نقابة وطنية ومجلس النواب يرحب بكل المقترحات أثناء مناقشة القانون المتناهي الأهمية خلال الجلسات القادمة، وشدد رئيس المجلس أن الجميع مخلصون لهذا الوطن سواء أغلبية أو معارضة ومستقلين.

ومن جانبهم أكد النواب أهمية مشروع القانون كونه ينظم الحقوق والحريات بما يتسق مع الدستور والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لاسيما فيما يتعلق بملف الحبس الاحتياطى كما يتفق مع كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية لما يتضمنه للعديد من الحقوق التي أقرها دستور مصر 2014.

استمع المجلس إلى بيان الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، بشأن سياسات واستراتيجيات الوزارة خلال الفترة المقبلة لحوكمة الوحدات المحلية، وآليات الإصلاح المالي والتنظيمي لها، وسياسات التصدي لمخالفات البناء والتعديات على الأراضي الزراعية بما يضمن تنمية عمرانية وزراعية مستدامة، وخطوات إنهاء ملف التصالح في مخالفات البناء، وكذا استراتيجيات الوزارة لتمكين وحدات الإدارة المحلية من إدارة التنمية الاقتصادية، وسبل تطوير آليات الشفافية والمتابعة، وتحسين آلية الاستجابة لشكاوى المواطنين، حيث كشفت الوزيرة عن جهود الوزارة لإنهاء ملف التصالح وتسريع وتيرة العمل من خلال آليات قانونية عادلة، مشيرة إلى تلقى ٣ مليون طلب تصالح فى مخالفات البناء تم البت في 1.750 مليون طلب، وأضافت الوزيرة أنه تم الانتهاء من مسودة أولية من مشروع قانون الإدارة المحلية الجديد لتمكين وحدات الادارة المحلية من القيام بعملها بكفاءة وفاعلية، وأكدت استعداد الوزارة لاستمرار التعاون والتنسيق مع الحكومة والبرلمان لإصدار قانون الإدارة المحلية وأضافت أنه تم الانتهاء من الأحوزة العمرانية لـ 230 مدينة بنسبة 100% و4607 قرية بنسبة 96% من إجمالي عدد القرى وإزالة 6500 حالة تعد على الأراضى الزراعية بمساحة 271 فدان فى إطار حل مشكلات ملف التقنين واسترداد أراضي الدولة، كما أعلنت الوزيرة عن تشغيل مشروعات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في 1477 قرية، وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن الوزارة ستلتزم باستمرار عملها نحو بناء اقتصاد محلي تنافسي جاذب للاستثمارات من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير التسهيلات للمستثمرين، مما يعزز من فرص العمل ويحفز النمو الاقتصادي المحلي، وفيما يخص تعزيز كفاءة الإدارة المحلية كشفت عن إجراءات تعيين 91 قيادة جديدة ضمن حركة التنقلات بالإضافة إلى تعيين 292 قيادة محلية في دواوين المحافظات ومديريات الخدمات، وكذلك التنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة للإعلان عن 136 درجة جديدة بهدف دعم الكوادر المحلية وتعزيز قدرة الإدارات على تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المواطنين.

وافق المجلس على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 449 لسنة 2024 بشأن الموافقة على الاتفاق التنفيذي لبرنامج "تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر وإدماجهم في المجتمع" بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة جمهورية إيطاليا.
تأتى الاتفاقية فى إطار جهود الدولة لضمان حقوق الانسان والحريات الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتها وضمانها من خلال تعزيز دور المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة واتخاذ إجراءات ملموسة لزيادة إدماجهم في المجتمع.

ووافق المجلس "نهائياً" على مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، بعد مناقشات موسعة ومستفيضة حرص فيها المجلس على أن تصدر نصوص القانون بأفضل الصياغات التشريعية.

رفع المجلس جلساته العامة، على أن يعود للانعقاد الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحـد الموافق 1 ديسمبر 2024م.

مقالات مشابهة

  • حصاد جلسات مجلس النواب في أسبوع.. ملف الإيجار القديم الأبرز
  • إقرار قانون لجوء الأجانب.. حصاد جلسات مجلس النواب 17 – 19 نوفمبر
  • مجلس النواب يدعو لانعقاد جلسة رسمية الاثنين القادم
  • «الأمومة والطفولة» يحتفل باليوم العالمي للطفل تحت شعار «احنا المستقبل»
  • جبالي يشيد بجهود البرلمان العربي في دعم وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية
  • “لجنة الصداقة البرلمانية” تبحث التعاون مع نظيرتها في زيمبابوي
  • جامعة قناة السويس تناقش خطة الأنشطة والمبادرات للعام الجامعي 2024-2025
  • كركوك تحت المجهر.. اختبار حذر للهوية السكانية
  • مجلس النواب يعود إلى عدن خلال أيام.. عيدروس الزبيدي يطير إلى السعودية ويلتقي البركاني ورئاسة المجلس
  • جامعة طيبة التكنولوجية تحصد «المركز الثاني جرى» في بطولة الصداقة للألعاب الفردية