أمريكا وسياسة التكتلات لحماية مصالحها
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تبذل الولايات المتحدة الأمريكية جهوداً مضنية للسيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب لتعزيز أنشطتها الاستعمارية وأطماعها في المنطقة والتي ليست وليدة اليوم بل منذ زمن بعيد.
إن التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر لا يعرّض الأمن الإقليمي للخطر فحسب، بل يخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة ككل، خاصة والجميع يعرف أن البحر الأحمر يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة على مستوى الأمن العربي والأفريقي والدولي، إذ تعبره سنوياً ما يقارب من عشرين ألف سفينة تجارية.
أمريكا تاريخياً لا تستطيع أن تقوم بحرب معتمدة على نفسها؛ وحقائق التاريخ تؤكد ذلك، ففي أفغانستان أنشأت ما أسمته تحالفاً دولياً، وتدخلها في يوغسلافيا استدعى أن تحشد دول الناتو من خلفها، وكذلك الحال في غزوها للعراق، وموقفها من المشكلة الأوكرانية وغيرها من الشواهد على ذلك.. هذه سياسة أمريكية معتمدة ومنذ زمن بعيد أدق وصف لها أنها تقوم بذلك خوفاً من الهزيمة إذا ما خاضت حربا بمفردها حتى وإن كانت تمتلك أقوى الأسلحة.
وأخيراً جاء التحالف الأمريكي تحت اسم حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وسعيها الفاشل لحشد دولٍ معها لمواجهة القوات البحرية اليمنية التي أعلنت بوضوح إغلاقها باب المندب والبحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والأخرى التي تتجه إلى الموانئ الصهيونية.. لكن هذا التحالف هو مجرد هراء فـيمن اليوم ليس كما كان بالأمس، وهذا ما يجب أن تدركه واشنطن ولندن وتل أبيب ومن معها وعملائها في المنطقة ومن يدور في فلكها، فالمطلب اليمني واضح، فإما أن يعم السلام والأمن الجميع وفي المقدمة قطاع غزة وفلسطين كلها، وإما أن تحل لعنات التاريخ على رؤوسهم.
في الأصل أمريكا تنتهج منهجاً استعمارياً عدوانياً وهذا نقيض للسلام.. مصالحها كدولة استعمارية تفرض عليها هذا المنهج القبيح، الذي اكتوت بناره شعوب كثيرة.. فهذه الدولة لا تقيم وزناً لمصالح الشعوب، ولو كان ذلك على حساب دمار دول وقتل الآلاف، ولنا في ذلك أمثلة حية لما حصل في العراق وأفغانستان وتشيكوسلوفاكيا سابقاً والبوسنة والهرسك.
إن المتابع لما يحصل حالياً في المنطقة العربية بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام تتعزز قناعته بأن إسرائيل لا وجود لها إلا ككيان وظيفي انشأته أمريكا ودول أوروبا الغربية كبؤرة استخباراتية متقدمة لحماية مصالحها في المنطقة العربية وجنوب شرق اسيا، وهذا يفسر الهبة الأمريكية والأوروبية لنجدة الكيان الصهيوني من عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
والآن وبعد أن أوشك التحالف البحري الأمريكي الذي سعت أمريكا إلى تشكيله في البحر الأحمر على الفشل، نستنتج أن الإملاءات الأمريكية التي دأبت هذه الدولة على توجيهها لبقية الدول لم تعد تنفع بعد أن اتضحت حقيقة المرامي والأهداف والغايات لأمريكا لدى الجميع حتى أقرب حلفائها المقربين.. أما الجمهورية اليمنية فستعود سيدة للبحار وحامي حمى الأمة كما كانت من قبل عبر تاريخها المجيد.
– سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحر الأحمر فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الخارجية يفتتح برنامجاً تدريبياً حول مكافحة التهديدات في البحر الأحمر
افتتح السفير أبو بكر حفني نائب وزير الخارجية والهجرة، البرنامج التدريبي الذي ينظمه مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر، وذلك لعدد من الكوادر المدنية والأمنية المعنية بالدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنها اليمن، والسعودية، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والأردن، ومصر.
وأشار السفير أبو بكر حفني في الكلمة الرئيسية بمراسم الافتتاح إلى تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق.
وأضاف أن الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه هو مسئولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً.. مضيفا أن مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أية مبادرات تُعنى بالمنطقة، كما شدد على أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة.
وأكد أن أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة، مُشيراً إلى أهمية التوصل لحل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية.
ومن جانبه، أشار السفير سيف قنديل مدير عام مركز القاهرة الدولي، إلى أن البرنامج يركز على عدة أبعاد، منها دعم أُطر تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من خلال تنسيق الجهود بين الدول المشاطئة، فضلاً عن تناول الأُطر القانونية لضمان بيئة بحرية آمنة، وسُبل مواجهة تحديات الجرائم السيبرانية، مؤكدًا حرص المركز منذ عام 2017 على تناول الموضوعات ذات الصلة بأمن البحر الأحمر وسُبل تعزيز التعاون بين دول المنطقة.
ولفت إلى تناول النسخ المتتالية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين لهذا الموضوع بالتركيز على أهمية تفعيل المقاربة الشاملة حول السلم والأمن والتنمية.
كما ألقى القائم بالأعمال الياباني كلمة، أعرب فيها عن اعتزاز بلاده بالشراكة مع مركز القاهرة الدولي منذ عام 2008، مُشيراً إلى الأهمية التي توليها بلاده لأمن البحر الأحمر وحرية الملاحة به.
وأضاف أن منطقة البحر الأحمر تدخل ضمن الرؤية اليابانية ذات الصلة بتشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة (FOIP).
كما أثنى على دور مركز القاهرة كشريك مهم لعملية مؤتمر طوكيو للتنمية في أفريقيا (التيكاد)، مُنوهاً بوجود العديد من النقاط المشتركة بين منتدي أسوان، والذي يتولى مركز القاهرة مهمة سكرتاريته التنفيذية، ومؤتمر التيكاد.
اقرأ أيضاًنائب وزير الخارجية يستعرض الجهود المصرية لضمان تثبيت واستدامة اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
نائب وزير الخارجية يسلم رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره الكاميروني
نائب وزير الخارجية والهجرة يفتتح الدورة التدريبية المراسمية للكوادر الدبلوماسية الزامبية