كان تطوير واختبار تشغيل العديد من أجهزة الكمبيوتر الكمومية القادرة على تصحيح الأخطاء العشوائية إنجازا علميا هاما لعام 2023 .

أفادت بذلك الخدمة الصحفية لمعهد موسكو للفيزياء التقنية.

وقال غليب فيدوروف، أحد كبار الباحثين في معهد موسكو للفيزياء التقنية:"أجريت عام 2023 أول تجربة في العالم تلقي الضوء على التوسع الناجح لأنظمة الكيوبت مع تصحيح الأخطاء الكمومية.

يعد ذلك إنجازا هاما للغاية في مجالنا، نظرا لأن تشغيل أجهزة الكمبيوتر الكمومية المتعددة المهام بدون استخدام نظام تصحيح الأخطاء هو أمر مستحيل بسبب الحساسية العالية جدا للأنظمة الكمومية أمام الضوضاء".

إقرأ المزيد الإعلان عن خطوة كبيرة إلى الأمام في الحوسبة الكمية!

وأشار الباحث إلى أنه من المهم بشكل خاص أن الفيزيائيين تمكنوا لأول مرة عام 2023 وعلى عدة منصات في وقت واحد من التأكيد التجريبي على أن زيادة عدد الكيوبتات المادية المضمنة في البتات الكمومية المنطقية (وحدات الحوسبة الأولية) تعمل في الواقع على تحسين جودة التشغيل واستقرار خلايا الذاكرة هذه ووحدات الحوسبة الأولية في الكمبيوتر الكمي.

ومن الإنجازات الفيزيائية "الكمومية" الهامة الأخرى لهذا العام، حسب أليكسي كافوكين، مدير مركز "أبريكوسوف" الدولي للفيزياء النظرية في موسكو هو تطوير الفيزيائيين النمساويين لأول مكرر إشارة كمومية في العالم يقوم على أيونات الكالسيوم. ووفقا له، فإن هذا التطوير جعل العالم أقرب إلى حد بعيد من إنشاء شبكة عالمية من الاتصالات الكمومية ومن تطوير أنظمة الحوسبة الكمومية الموزعة، التي تقع مكوناتها على مسافات بعيدة جدا من بعضها البعض.

 حول تصحيح الخطأ الكمي

ويفترض العديد من علماء الفيزياء الآن أن التطوير الإضافي لأجهزة الكمبيوتر الكمومية سيتطلب إنشاء أنظمة قادرة على اكتشاف الأخطاء العشوائية وتصحيحها تلقائيا في عملها. وتنشأ مثل هذه الأخطاء في عمل الكيوبتات وخلايا الذاكرة الكمومية ووحدات الحوسبة البدائية، نتيجة تفاعلها مع الأشياء الموجودة في العالم المحيط.

واكتشف العلماء أن هذه الأخطاء العشوائية في أجهزة الكمبيوتر الكمومية يمكن معالجتها في حال استخدام ما يسمى بالكيوبتات المنطقية، وهي خلايا ذاكرة كمومية افتراضية تتكون من عدة كيوبتات مادية متصلة ببعضها البعض، وقد تم تصميمها بحيث يتم تصحيح الأخطاء في عملها تلقائيا، مما يجعل من الممكن بمساعدتها إجراء حسابات معقدة تستغرق وقتا طويلا.

وفي عام 2023 طورت عدة فرق علمية معالجات كمومية تعتمد على عدد كبير من الكيوبتات المنطقية. وأظهرت التجارب التي أجريت على أجهزة الكمبيوتر هذه لأول مرة من الناحية العملية أن استخدام الكيوبتات المنطقية يجعل من الممكن بالفعل التقليل من تكرار الأخطاء عند تشغيل الكمبيوتر لمدة طويلة.

وأحد أكبر المشاريع من هذا النوع هو حاسوب كمي يقوم على 48 كيوبتا منطقيا، تم تطويره في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل فريق من العلماء برئاسة العالم الروسي ميخائيل لوكين، الأستاذ في جامعة "هارفارد".

المصدر: تاس

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: تكنولوجيا مشروع جديد تصحیح الأخطاء

إقرأ أيضاً:

اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن

الأمم المتحدة: قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن أطفال السودان يكابدون "معاناة لا تُصدق وعنفا مروعا" - بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والمجاعة وسوء التغذية وغير ذلك من الانتهاكات لحقوقهم الأساسية – فيما أنتج الصراع في البلاد على مدار قرابة عامين "أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم".

تقدر اليونيسف أن أكثر من 30 مليون شخص في السودان - أي ما يعادل ثلثي السكان - سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام، منهم 16 مليون طفل.

وفي كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، أشارت راسل إلى أن حوالي 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعيشون في بؤر المجاعة، وأن ثلاثة ملايين طفل في نفس الفئة العمرية "معرضون لخطر وشيك من تفشي الأمراض المميتة"، بينما 16.5 مليون طفل - أي "جيل كامل تقريبا" – أصبحوا خارج المدرسة.

وأضافت: "هذه ليست مجرد أزمة، بل هي أزمة متعددة الجوانب تؤثر على كل القطاعات، من الصحة والتغذية إلى المياه والتعليم والحماية".

أذى مروع يلحق بالأطفال
قالت المديرة التنفيذية إن اليونيسف تتلقى تقارير مثيرة للقلق عن انتهاكات جسيمة ضد الأطفال المحاصرين في هذا الصراع، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة. وقالت إنه بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر 2024، تم الإبلاغ عن أكثر من 900 حادثة انتهاك جسيم ضد الأطفال، لكنها أكدت أنه "للأسف، نعلم أن هذه الأرقام ليست سوى جزء بسيط من الواقع".

وأضافت أن الاستخدام واسع النطاق للأسلحة المتفجرة له تأثير مدمر على الأطفال وسيستمر تأثيرها على المجتمعات بعد انتهاء الحرب. وقالت السيدة راسل إن الصراع يشهد أيضا انهيارا لسيادة القانون "وإفلاتا تاما من العقاب على الأذى المروع الذي يلحق بالأطفال".

وأضافت: "في السودان اليوم، ينتشر العنف الجنسي. ويُستخدم لإذلال شعب بأكمله والسيطرة عليه وتفريقه وإعادة توطينه قسرا وإرهابه. وفي الوقت الحالي، يُقدر أن 12.1 مليون امرأة وفتاة وعددا متزايدا من الرجال والفتيان معرضون لخطر العنف الجنسي. هذه زيادة بنسبة 80 في المائة عن العام السابق".

ووفقا للبيانات التي حللتها اليونيسف، تم الإبلاغ عن 221 حالة اغتصاب ضد الأطفال في عام 2024 في تسع ولايات. وفي 16 من هذه الحالات، كان الأطفال دون سن الخامسة وأربعة رضع دون سن عام واحد.

وقالت السيدة راسل إن البيانات لا تقدم سوى لمحة عن أزمة أكبر وأكثر تدميرا، حيث لا يرغب الكثيرون أو لا يستطيعون الإبلاغ، بسبب تحديات الحصول على الخدمات، أو الخوف من الوصمة الاجتماعية، أو خطر الانتقام.

وقالت: "قصصهم المؤثرة تتطلب العمل. أخبرتنا إحدى الفتيات كيف تعرضت للاغتصاب من قبل أربعة رجال مسلحين وملثمين عندما كانت بمفردها في الخرطوم بعد وفاة والديها. حتى بعد تحمل الكثير من الأهوال الأخرى، وصفت ذلك بأنه أعظم محنة واجهتها. إن الصدمة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال والندوب العميقة التي خلفتها لا تنتهي بتوقيع وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام. سيحتاجون إلى رعاية ودعم مستمرين للتعافي وإعادة بناء حياتهم".

"يجب حماية الأطفال"
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف إن حجم وخطورة هذه الأزمة يتطلبان تهدئة عاجلة للنزاع، واستئناف حوار سياسي يُنهي النزاع نهائيا، ووصولا إنسانيا غير مقيد عبر الحدود وخطوط النزاع لمكافحة المجاعة والتخفيف من حدتها، وتلبية الاحتياجات العاجلة لملايين الأشخاص الضعفاء.

وقالت راسل: "يجب على العالم أن يقف متحدا في الدعوة إلى حماية الأطفال والبنية التحتية التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة - بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية الأساسية".

ودعت بإلحاح إلى وقف جميع أشكال الدعم العسكري للأطراف، وضمان استمرار اليونيسف وجميع المنظمات الإنسانية الأخرى بتقديم خدماتها للأطفال في السودان، مؤكدة أن التعبئة المكثفة للموارد وحدها "يمكن أن تنقذ حياتهم ومستقبلهم".

حرب على الناس
من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير، إن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وأطرافا أخرى في النزاع لا تفشل فقط في حماية المدنيين - "بل إنها تفاقم معاناتهم بنشاط"، مشددا على أن الحرب في السودان "هي حرب على الناس – وهذه حقيقة تزداد وضوحا يوما بعد يوم".

وقال إن العنف ضد المدنيين يزيد الاحتياجات الإنسانية، مؤكدا أن هذا "ليس مجرد نتيجة ثانوية للصراع - بل هو أمر أساسي لكيفية شن هذه الحرب في جميع أنحاء السودان، وهي حرب يتم تأجيجها من الخارج". وقال لوكيير إن الآثار المدمرة للحرب تتفاقم بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية "سواء كانت مفروضة عمدا أو نتيجة للشلل البيروقراطي أو انعدام الأمن أو انهيار الحكم والتنسيق".

كريستوفر لوكيير، الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، يلقي كلمة أمام مجلس الأمن.

عملية إنسانية معقدة
وفي حين تم إحراز بعض التقدم على بعض الجبهات، إلا أنه قال إن هذه المكاسب لا تزال ضئيلة مقارنة بحجم الاحتياجات الهائل. وأضاف: "على الرغم من إلحاح الوضع الواضح، لا يزال إيصال المساعدات الإنسانية في السودان معقدا للغاية، وبشكل مُتعمّد في بعض الحالات".

وضرب لوكيير مثالًا بالعقبات البيروقراطية التي تفرضها قوات الدعم السريع من خلال "الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية"، مؤكدا أن منظمات الإغاثة التي تحاول إيصال المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعة تواجه "خيارا مستحيلا".

"إما الامتثال لمطالب الوكالة بإضفاء الطابع الرسمي على وجودها ومخاطرة طردها من قِبل السلطات في بورتسودان، أو الرفض وإيقاف عملياتها من قِبل الوكالة. وفي كلتا الحالتين، تبقى المساعدات المنقذة للحياة على المحك. لا يمكن الاستمرار في استغلال مزاعم السيادة لتقييد تدفق المساعدات. ولا يمكن الاستمرار في استغلال المساعدات ووكالات الإغاثة لاستخلاص الشرعية".

أزمة تتطلب تحولا جذريا
وقال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود إن دعوات مجلس الأمن المتكررة لإنهاء النزاع وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق "ليس لها أي وقع".

وأضاف: "بينما تُدلى البيانات في هذه القاعة، يظل المدنيون مغيبين عن الأنظار، بلا حماية، يتعرضون للقصف والحصار والاغتصاب والتشريد، محرومين من الطعام والرعاية الطبية والكرامة. تتعثر الاستجابة الإنسانية، حيث تشلها البيروقراطية وانعدام الأمن والتردد، وبسبب ما يمكن أن يصبح أكبر سحب للاستثمارات في تاريخ المساعدات الإنسانية. بالنسبة لزملائي في الخرطوم، وفي طويلة، وفي نيالا - ولمرضانا في جميع أنحاء السودان - فإن فشل هذا المجلس في ترجمة مطالبه إلى أفعال يبدو تخليا عنهم في مواجهة العنف والحرمان".

وقال لوكيير إن إعلان جدة كان ينبغي أن يكون لحظة فاصلة، لكنه أصبح "أكثر بقليل من مجرد درع خطابي مناسب - يُستدعى للتعبير عن القلق فيما يعفى المسؤولون والمؤثرون من اتخاذ إجراء حقيقي".

ودعا إلى ميثاق جديد يصون بقاء الشعب السوداني وكرامته، ويخضع لمراقبة مستقلة، تدعمه آلية مساءلة قوية تضمن التزام جميع أطراف النزاع بتعهداتها. وقال: "إن الأزمة في السودان تتطلب تحولا جذريا عن نهج الماضي الفاشل. ملايين الأرواح تعتمد على ذلك".  

مقالات مشابهة

  • العُلا يحقق إنجازًا تاريخيًا ويصعد لدوري يلو لأول مرة
  • أكبر معمرة في العالم حظيت بجينات طفل رضيع
  • اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن
  • الحوسبة الكمومية والأمن السيبراني: هل هي سلاح ذو حدين ؟
  • عمرو أديب يضع أبوريدة تحت المجهر: كأس العالم أكبر من استعارة مدينة
  • المغرب..زيادة ملحوظة في مخالفات المياه ومداخيل الغرامات لعام 2024
  • لأول مرة.. جامعة بنها ضمن تصنيف كيو أس للتخصصات لعام 2025
  • جامعة الأمير محمد بن فهد تحقق إنجازًا نوعيًا في تصنيف QS العالمي للتخصصات لعام 2025
  • لأول مرة .. جامعة بنها ضمن تصنيف كيو أس للتخصصات لعام 2025
  • جروب-آي بي تطلق تقرير “اتجاهات الجرائم عالية التقنية لعام 2025”