يصادف اليوم الإثنين أول يوم في عام ميلادي جديد هو عام 2024.
يطلقون عليه رأس السنة ،وفي بلدان عديدة ،يحتفلون برأس السنة هذا ،ويجعلونه عطلة رسمية.
كل هذا ليس مناط حديثنا ، بل نركِّز على التسمية بين عامٍ و سنةٍ، ونتساءل : هل يطلق عليه عام 2024 أم سنة 2024؟
وهل كلُ عامٍ سنةً، وكلُ سنةٍ عاماً؟
تعدُ كلمتا “العام” و”السنة” ، من المترادفات في اللغة العربية، وتمثل كلتاهما العدد نفسه من الأيام والشهور والفصول، إلا أنّ الاختلاف بينهما ، ظهر في مواضع استخدامهما في القرآن الكريم.
عند أهل اللغة ، ويدخل معهم أهل العلم الشرعي، فإنه في الشكل العام لا فرق لديهم بين “السنة” و “العام”.
أما بشكل أكثر تفصيلاً من حيث المعنى لكل مفردة ، فإن العام ، قد يطلق ويقصد به أول يوم في العام إلى آخر يوم. والعام عندهم يطلق على الفترة الزمنية التي يكون فيها خير ورخاء.
فيما لفظة السنة تطلق على الفترة من يوم ما إلى نفس اليوم في السنة التالية لها. والسنة تُطلق على الفترة الزمنية التي يكون فيها قحط وجدب وشدّة.
“العامُ” و “السنةُ” ، تعبران عن الفترة الزمنية التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس دورةً كاملةً، لمدة 365 يوم أو 12 شهراً، قبل أن تبدأ دورةً جديدةً.
تستخدم لفظة “سنة” بشكل أساسي، كوحدة قياس للتعبير عن عمر الإنسان، والتاريخ، والفترات الزمنية، بينما تستخدم لفظة “عام” للإشارة إلى السنوات الإستثنائية في المواضع المتعلّقة بالتخصيص والترتيب.
والعامُ أخصُّ من السنةِ، فكلُ عامٍ سنة، وليست كلُ سنةٍ عاماً، كما يرى أهل العلم أنّ العام لا يكون إلا شتاءً أو صيفاً، أمّا السنة فمن أيّ يوم عددته إلى مثله.
الفرق في الاستخدام في آيات القرآن الكريم ، فقد وردت كلمة سنة مفردة في سبعة مواضع، ووردت في صيغة الجمع في 12 موضعاً، بينما ذُكِرتْ كلمةُ “عام” بصيغة مفردة فقط، في سبعة مواضع.
استخدمت كلمة “سنة” لتدل على الأيامِ الشديدة، والحزينة، بينما استخدمت كلمةُ “عام” لتدل على انفراج الهمِّ، وجلبِ الخير والسرور، ومن الأدلة قوله تعالى: ( تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا)، أي سبع سنين من العمل الشاق، وبذل الجهد، والتعب، ومن ثم قوله تعالى: (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ)، أي عامٌ فيه الفرج من المعاناة، التي مرّ فيها الناس في السبع سنين السابقة.
واستخدمت كلمة عام للدلالة على الرضاعة، بقوله تعالى: (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ)، حيث تشعر الأم خلال عملية الرضاعة بالحب، والتقرّب من طفلها، كما يشعر الطفل بالحنان، ومن خلال الرضاعة يحصل الطفل على الحليب الجيد، اللازم لنموه بشكل سليم ، فيما وردت كلمة السنة في مواضع مقرونةً بمدّة معيّنة، أي عدد صريح وواضح من السنين، قال تعالى: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً)، تدلُ على المشقة والتعب الشديد الذي مرّ بها نوح عليه السلام، وهو يدعو قومه لعبادة الله.
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
لا مكان لسنّة لبنان خارج لبنان أولاً
كتب قاسم يوسف في" نداء الوطن": استكمل السنّة في لبنان تأكيد المؤكد بعد عقدَين كاملين من التجارب والكبوات والمنزلقات القاتلة، اختبروا فيهما كل أنواع القهر والمظلوميات والضغوط القصوى، من الداخل ومن الخارج، لكنهم لم ينجرفوا، ولم يسلكوا درب المغامرات. وظلت أكثريتهم الكاثرة في صلب المعادلة الوطنية التي حسمت نهائية الكيان اللبناني وأولويته، باعتباره حصنهم الحصين، بعد أن كان في أدبياتهم جزءاً لا يتجزّأ من بحر سنّي هادر يمتد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب.قبل غزة، كان جرحهم المفتوح في سوريا. تعاطفوا مع ثورتها الهائلة كما لم يتعاطفوا مع قضية في تاريخهم، لكنهم لم ينجرفوا. وظلت حركتهم السياسية والاجتماعية تحت سقف الممكن والمتاح، قبل أن يعودوا ويلفظوا كل أولئك الذين سلكوا درب السلاح أو حرّضوا عليه. السنّة في لبنان، بأكثريتهم الكاثرة، هم أهل دولة، وأبناء الانتظام العام، يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية وهادئة، في دولة سيدة وحرة ومستقلة ومزدهرة وعادلة ومحايدة ومتفاهمة مع محيطها، يريدون دولة حقيقية يأخذون فيها حقوقهم ويقدمون واجباتهم كمواطنين طبيعيين، ويرفضون أن تتحول بلادهم إلى ساحة لحروب الآخرين تحت أي عنوان من العناوين، قد يتعاطفون مع هذا أو ذاك، وقد يعبّرون عن تعاطفهم كما تُعبّر كل الشعوب في العالم، لكنهم يرفضون الانجراف إلى الهاوية، ويرفضون أخذ بلادهم إلى الجحيم.
وكتب طارق أبو زينب في" نداء الوطن": حاول المحور الإيراني الالتفاف على الطائفة السنية لاستقطاب المسلمين السنة ودعم بعض الأحزاب والحركات بالمال والسلاح تم تشكيلها في عدة مناطق لبنانية، وعلى رغم أنه أسس "سرايا المقاومة" من الشبّان السنة، فإن الكثيرين لم يتجاوبوا مع دعوته في الشارع السني. وكما تفرد بقرار الحرب عام2006، تفرد بقرار المشاركة في حرب طوفان الأقصى وأسماها حرب الإسناد والمشاغلة. تأثر جزء من الشارع السني بهذه الحرب وفتحت شهية بعض شبان السنة من خلال العمل على التطوع والقتال إلى جانب "حزب الله".
تقول أوساط سنية إن معظم المنتمين للطائفة السنية العروبية لم ينزلقوا إلى المحور الإيراني وينبذون السلاح غير الشرعي، والطائفة السنية مرجعيتها دار الفتوى التي أثبتت أنها جامعة لكل اللبنانيين، أما العمل على عسكرة جزء من الشارع السني في لبنان للقتال إلى جانب "حزب الله"، فإن هذا الأمر يصب في مصلحة الحزب السياسية.