صحيفة البلاد:
2024-11-25@10:53:05 GMT

ثقافة الإختلاف..(انت إيش فهمك)؟

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

ثقافة الإختلاف..(انت إيش فهمك)؟

في كثير من المجالس، هناك من يتصدّر المشهد، مُبدياً وجهة نظره في جميع المواضيع ، فارضاً رأيه على الجميع ، والويل كل الويل لمن يختلف معه في الرأي، حينها يتحوَّل النقاش إلى ساحة صراع يحاول الكل أن ينتصر فيها .

الإختلاف ظاهرة طبيعية، إلا أن هناك فارقاً كبيراً بين الإختلاف والخلاف، فالإختلاف هو تباين في الآراء ووجهات النظر ، أمّا الخلاف فغالباً ما يكون إستبداداً بالرأي وصداماً ، قد يفضي إلى خصومة أو مواجهة بين طرفيْ الحوار أو النقاش .


هذا النقاش قد يكون برداً وسلاماً على الجميع ، وقد يأخذ منحىً تصاعدياً برشقَات لفظية قد تنتهي بقطيعة، وفي كثير من الأحيان بعراك.

نجد هذا واضحاً في النقاشات التي نراها من حين لآخر في البرامج السياسية في التلفزيون(برنامج الإتجاه المعاكس أنموذجاً)، وأحياناً في برامجنا الرياضية.

في وقت سابق ليس ببعيد، كنت في أحد المجالس الخاصة ،أحد ضحايا الإختلاف في الرأي ، وذلك عندما اختلفت في الرأي مع أحد الموجودين في المجلس ،كان يصرّ على أن رأيه هو الصحيح، ثم أنهى النقاش بقوله: “انت ايش فهمك”.؟
تجنّبت الردّ عليه، حتّى لا ينزلق النقاش إلى مستوى متدنٍ من القذف والسبَاب والشتائم المتبادلة، معطياً ذات الشخص شعوراً واهماً بأنه هو من انتصر في ذلك النقاش.

لست أدري إن كانت هي عادة عندنا نحن العرب، أن نجد صعوبة في تطبيق قاعدة :”إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”، واستبدالها بمقولة: “إن لم تكن معي فأنت ضدي”.

أجد هذا منتشراً في كثير من النقاشات العامة التي أكون طرفاً فيها أو شاهداً عليها ، خصوصاً الرياضية منها ،بل إنها تتحول في كثير من الأحيان إلى شخصَنة المواضيع، متجاوزةً بذلك سوء الفهم إلى التجّريح و القطيعة.
الإختلاف في جميع الأمور، أمر لا مفرّ منه، وشخصياً ، أجد متعة كبيرة في الإستماع إلى مختلف الآراء لأنها تفتح آفاقاً لم أكن قد اكتشفتها من قبل ، ولا أجد حرجاً في تغيير رأيي في أي نقاش ، متى ما اقتنعت بصحة كلام من أتحاور معه ،وأستغرب كثيراً عندما أجد من يحاول أن يفرض رأيه في مواضيع بها أوجه إختلاف كثيرة.

الثقافة السائدة والتي يشجّع عليها الكثير -للأسف- ، هي التهوين من أمر الشخص ، وتسفيه الرأي المخالف ،بل ويطال الشخص نفسه، فتجدهم يجرحون مشاعره ويسفِّهون آراءه ، وهذا أبعد ما يكون عن طبيعة الحوار مع الآخر، إذْ لابدّ من التشّجيع على احترام الرأي المخالف مهّما كان ، مستشهدين بقول الله لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:”وجادلهم بالتي هي أحسن”.
إن الإختلاف و تبادل الآراء فيه ثراء ، والنقاش العقلاني المبّني على احترام الرأي المخالف حتّى وإن لم يقتنع به الشخص، فيه رقي كبير.

إحدى أهم النقاط لمعالجة الاستبداد بالرأي ، هي عدم الجدال، والصمت إذا لزم الأمر، لأنه لا طائل من جدال من يحاول أن يسرق رأيك، و يكابر في آرائه ، وأيضا عدم الخوض في معركة ليست ذات جدوى، فالصمت أمام هذه النوعية من الناس فيه من الحكمة الكثير.

وعلينا أن نتذكّر دائماً في حواراتنا ونقاشاتنا ، في مجالسنا الخاصة والعامة ، ونحن نتحدث عن ثقافة الإختلاف ، تلك القاعدة الذهبية التي أشرنا إليها سابقا : (إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”،ومقولة
الإمام الشافعي: (إن رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) ، ومقولة فولتير الشهيرة: (إنني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً للدفاع عن رأي أختلف معه).
أمّا من ينتهجون ثقافة إقصاء الآخر من النقاش ، فينطبق عليهم قول الله تعالى:”والذين هم عن اللغو معرضون”.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی کثیر من

إقرأ أيضاً:

ثقافة قانونية

ثقافة قانونية

عقوبة قيادة مركبة تحت تأثير المؤثرات العقلية

بتاريخ 30/9/2024 صدر المرسوم بقانون اتحادي رقم 14 لسنة 2024 بشأن تنظيم السير والمرور وبموجب هذا المرسوم بقانون تم إلغاء القانون الاتحادي رقم 21 لسنة 1995 في شأن السير والمرور – على أن يعمل به بعد 180 مائة وثمانون يوماً من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.
وقد نصت المادة 35 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 14 لسنة 2024 على:
1 – يعاقب بالحبس والغرامة التي لا تقل عن 20000 عشرين ألف درهم ولا تزيد على 100000 مائة ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قاد مركبة أو شرع في قيادتها على الطريق وهو تحت تأثير المشروبات الكحولية، ويجب على المحكمة وقف العمل برخصة القيادة لمدة لا تقل عن 3 ثلاثة أشهر في المرة الأولى و 6 ستة أشهر في المرة الثانية وإلغاؤها في المرة الثالثة.
2 – يعاقب بالحبس والغرامة التي لا تقل عن 30000 ثلاثين ألف درهم ولا تزيد على 200000 مائتي ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قاد مركبة أو شرع في قيادتها على الطريق وهو تحت تأثير المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية وما في حكمها، ويجب على المحكمة وقف العمل برخصة القيادة لمدة لا تقل عن 6 ستة أشهر في المرة الأولى وسنة في المرة الثانية وإلغاؤها في المرة الثالثة.


مقالات مشابهة

  • ثقافة قانونية
  • النُضج ليس مسألة عُمر
  • العربية لحقوق الإنسان تصدر توصيات حلقة النقاش الإقليمية
  • مستشارة فنية: كثير من الشباب جرى تكريمهم في «أيام قرطاج المسرحية»|تفاصيل
  • هل يشترط تجديد الوضوء إذا فسد أثناء قراءة القرآن؟.. مجدي عاشور يوضح
  • علماء النفس يكشفون: سؤال مباشر وبسيط يكشف الشخص النرجسي في 20 ثانية!
  • مشاري راشد العفاسي يودع الملحن محمد رحيم: «حزنت كثيرًا لوفاة أخي العزيز»
  • الصفعة التي هزت الوسط الفني: محاكمة عمرو دياب وتفاصيل جلسة أثارت الرأي العام
  • حقوقيون وحزبيون: خطوة قانون اللاجئين تأخرت كثيرًا... وفى صالح مصر والوافدين
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار