تُعد مسيرات الاحتجاج بالمغرب المناصرة للقضية الفلسطينية، من بين أبرز الأحداث في سنة 2023، حيث أرجع “طوفان الأقصى” للساحات والميادين نضالاتها وتعابير مناصرتها للقضية، في الوقت الذي كان يُعتقد أن “التطبيع الرسمي” أنهى قطعا -ومنذ الاتفاق الثّلاثي- كل مُقومات “الاحتجَاج الشّعبي”.

ضربة القرن

7 أكتوبر 2023 حدث استثنائي.

هو بالضبط كما وصفته حركة حماس: “ضربَة القَرن”، حيث تفاجأ العالم كله بما فيه قواه العظمى – التي تتحسّس كل التحركات وتُؤطر كل التغيرات – بـ “طوفان” عسكري مفاجئ قادته الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة “حماس”، أدى إلى قلب كل الموازين بالمنطقة، مرجعا القضية الفلسطينية إلى واجهة الحدث العالمي والإنساني من جديد.

إبادة وجرائم دموية

لم يمر على طوفان الأقصى الفلسطيني الذي جاء “دفاعا عن الأرض وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي”، إلا أياما معدودة ليطلق الاحتلال مسنودا بالقوى العالمية عملية عسكرية وصفت بـأنها “عملية إبادة”.

استهدف الاحتلال بالدرجة الأولى المدنيين؛ الأطفال والنساء منهم بالخصوص، وكذا المَباني ودور العبادة والصّحافيين والمشافي والأطباء وسيارات الإسعاف، ليجعلها الاحتلال عملية عسكرية “طاحنة” دامت لـما يقارب 100 يوم، ووصلت حصيلتها إلى أزيد من 20 ألف شهيد.

الطوفان الشّعبي

اهتز العالم الإسلامي كما الضّمير الإنساني، وخرجت الملايين في كل الأصقاع بما فيه العالم الغربي، للتعبير عن “رفض عمليات الاحتلال التي تستهدف إبادة شعب”، مرددين شعارات تدين بشدة “الانتهاكات الإنسانية البشعة التي ترتكب ضد مدنيين عزل”، عكس ما يروجه “الاحتلال”، الذي يقول إنه يقوم بعملية عسكرية مُحددة في “القضاء على حركة حماس وتدمير الأنفاق”.

في المغرب انطلق الطوفان الشعبي وهبت إلى الساحات والميادين كل الأطياف السياسية والتنظيمات المساندة للقضية الفلسطينية وعموم الشعب رجالا ونساء وأطفالا، مطالبين بـ “وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي”، ومصرين على “إنهاء اتفاقيات التّطبيع مع الكيان الصهيوني”.

“مسيرة ضخمة”

شهدت سنة 2023، حدثا استثنائيا على المستوى الوطني، حيث كان لـ “طوفان” المُقاومة “هدير” في سَاحات الاحتجاج، كما أنه أعاد الرّوح إلى النضالات المساندة للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي كان يُعتقد أنها انتهت مع مَسار التّطبيع الرسمي مع “الكيان الصهيوني”.

15 أكتوبر 2023 كان موعدا حاسما مع “مسيرة ضخمة” التحمت فيها كل الأطياف السياسية والتنظيمات المناصرة لقضية فلسطين، حيث امتدت الحشود المحتجة من أمام محطة القطار الرباط المدينة، مرورا بشارع محمد الخامس أمام البرلمان، وصولا للتقاطع الطرقي المؤدي إلى باب الأحد.

في هذا المسار الطويل الممتد؛ رفعت شعارات واضحة موجهة للداخل والخارج، منددة بـ “جرائم الاحتلال الإسرائيلي”، معبرة عن مساندتها “اللامشروطة للغزاويين” ثم مطالبة، في السياق نفسه، بـ “إنهاء التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني”.

تطبيع على المحك

خروج مسيرة بهذا الحجم، واستمرارها في كل المدن المغربية، إضافة إلى تنديد كل أطياف المجتمع المغربي بـ “الجرائم الإسرائيلية” كل أسبوع في مسيرات احتجاجية، جعل التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني – الذي انطلق منذ توقيع الاتفاق الثلاثي وصار يتمدد على شكل اتفاقات وزيارات – على محك حقيقي.

في 18 أكتوبر 2023، تناقلت مصادر متعددة أنه تم إجلاء طاقم مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، كما هو الحال بالنسبة لسفارات في مجموعة من العواصم العالمية التي تم إنهاء مهام سفرائها، احتجاجا على “الجرائم التي تقوم بها إسرائيل في حربها على قطاع غزة”.

المَوقف الرسمي

نبض الشارع، أكيد تَناغم مع الموقف الرسمي من العدوان الإسرائيلي، فإن كانت البلاغات التي أصدرتها وزارة الخارجية في مجملها تتوخى “انتقاء العبارات”، فإن الملك محمد السادس، كان واضحا ومباشرا في رسالة وجهها يوم 29 نونبر 2023 إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

محمد السادس، باعتباره رئيسا للجنة القدس الشريف، قال إن “الأعمال العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في قطاع غزة أبانت عن انتهاكات جسيمة تتعارض مع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وعبر الملك، عن رفضه وإدانته “لكل التجاوزات وسياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري ومحاولة فرض واقع جديد”، مؤكدا أن “قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ومن الدولة الفلسطينية الموحدة”.

كلمات دلالية اليوم24

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: اليوم24 الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية : حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تتجاوز الخمسين ألف شهيد فلسطيني 

 

 

حيروت – وكالات

 

كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، أن حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ بدئه تخطت الـ 50 ألفا، في أعقاب مجازر وحشية جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية.

 

 

 

وقالت الوزارة في بيان لها، إن حصيلة العدوان الاسرائيلي وصلت إلى 50 ألفا و21 شهيدا و113 ألفا و274 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

 

 

 

وقال إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت41 شهيدا و6 إصابات، خلال الـ24 ساعة الماضية، على وقع مجازر مروعة، خصوصا جنوب قطاع غزة.

 

 

 

ولفتت إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

 

 

 

ولفتت إلى أن الحصيلة التراكمية للشهداء أضيف إليها 233 شهيدا ممن تم اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية المتابعة لملف التبليغات والمفقودين.

 

 

 

واستشهد 23 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي لمنازل وخيام نازحين في مدينتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة، الأحد، بينما أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، عن فقدان الاتصال بطاقمه أثناء محاولة إنقاذ طاقم إسعاف يتبع لجمعية “الهلال الأحمر”.

 

 

 

وقال مصدر طبي من مستشفى غزة الأوروبي إن قصفا إسرائيليا استهدف منزلا لعائلة عاشور في منطقة النصر جنوب رفح أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين، مضيفا أن فلسطينيين اثنين من عائلة الحشاش وصلا إلى المستشفى جراء قصف استهدف منطقة الحشاش، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.

 

 

 

وأوضح المصدر أن أربعة شهداء وصلوا إلى المستشفى جراء قصف استهدف منطقة الفخاري شرق خانيونس، مشيرا إلى أن المستشفى استقبل عددا من المصابين في قصف استهدف خيام نازحين ومنازل في مناطق متفرقة من محافظات جنوب غزة.

 

 

 

وفي السياق، قال مصدر طبي في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، إن المشفى استقبل تسعة شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف عدة منازل.

 

 

 

وأفاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي قصف في الساعات الأخيرة نحو ستة منازل بمناطق متفرقة من المدينة.

 

 

 

وعن طاقم الدفاع المدني، قال الجهاز في بيان له: “جرى فقدان الاتصال بطاقم الدفاع المدني في منطقة البركسات غرب رفح لدى محاولته التدخل لإنقاذ طاقم إسعاف الهلال الأحمر الذي تعرض لاستهداف إسرائيلي”.

 

 

 

وفي وقت سابق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عن محاصرة “إسرائيل” مركبات إسعاف أثناء وجودها في منطقة تعرضت للقصف في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وأصيب عدد من مسعفيها.

 

 

 

وأكدت الجمعية في بيان، أنها فقدت الاتصال مع الطاقم الذي تحاصره “إسرائيل” منذ ساعات في رفح.

 

 

 

وفي وقت لاحق، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان الفلسطينيين المتواجدين في منطقة تل السلطان غرب رفح بالإخلاء الفوري.

 

 

 

وقال متحدث “الجيش” أفيخاي أدرعي، إن الجيش بدأ هجوما في حي تل السلطان، معتبرا إياه “منطقة قتال خطيرة”، محذرا الفلسطينيين من التحرك باستخدام المركبات.

 

 

 

وأمر الاحتلال الفلسطينيين بالانتقال إلى منطقة “المواصي” الممتدة على طول الساحل الفلسطيني من جنوب خانيونس وحتى شمال دير البلح، والتي شهدت الليلة قصفا مكثفا أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين.

 

 

 

ومنذ استئنافه الإبادة الجماعية في غزة الثلاثاء وحتى السبت، قتل الاحتلال 634 فلسطينيا وأصاب 1172 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: استشهاد 15 ألف طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 2023
  • إصابة 16 ألف جندي إسرائيلي منذ معركة “طوفان الأقصى”
  • إصابة 16 ألف جندي إسرائيلي منذ معركة طوفان الأقصى
  • مديرية الشاهل بحجة تشهد عرضاً رمزياً لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • الاحتلال يكثف تحركاته لتصفية القضية الفلسطينية
  • يوم القدس العالمي.. توحيد الأمة لمناصرة القضية الفلسطينية
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بمدينة المحويت
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى في المحويت
  • الصحة الفلسطينية : حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تتجاوز الخمسين ألف شهيد فلسطيني 
  • هيئة البث الإسرائيلية: إصابة 78 ألفا من الجيش والشرطة منذ طوفان الأقصى