في 2024.. الإمارات تمضي بثبات نحو تعزيز جسور الشراكة والتعاون والحوار
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تمضي دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة خلال عام 2024 بثبات نحو تعزيز جسور الشراكة والتعاون والحوار وترسيخِ قيمها في توطيد السلم والاستقرار وبناء الازدهار في منطقتنا والعالم، واضعة في أولوياتها أهمية تعزيز التعاون في جميع المسارات السياسية والاقتصادية في الإطار الخليجي والعربي بما يعود بالفائدة والازدهار على الدول والشعوب.
فبعد عام حافل من العمل مع المجتمع الدولي ومنظماته على تعزيز السلام والأمن ومعالجة كافة التحديات والقضايا التي قد تؤثر سلباً في تحقيق ذلك ستواصل دولة الإمارات جهودها الداعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، مؤكدة أنّ دبلوماسية دولة الإمارات تدخل العام الجديد وهي أكثر تصميماً بأن يكون عام استقرار وأمن وازدهار لدول وشعوب المنطقة بأسرها، ملتزمة بإيمانها بضرورة تعزيز التعاون الدولي والعمل المتعدد الأطراف قدماً وعلى كل الصعد لتخطي التحديات، وستمضي قدماً في تعزيز دورها في الملفات المهمة التي تمثّل تحديات رئيسية للعالم المعاصر، وعلى رأسها تغير المناخ، والطاقة المتجددة، والمياه، والأمن الغذائي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة التطرف، وتمكين المرأة، وتحقيق التنمية الاقتصادية، وتأمين خطوط الإمداد والملاحة والتجارة الدولية.
توطيد جسور الشراكةوتؤكد وزارة الخارجية في هذا المجال على أنّ دولة الإمارات حريصة على تنمية العلاقات الخارجية وتوطيد جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة مع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل، والالتزام الراسخ بحل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية، وعلى دعم مكانتها العالمية، وجهودها في دعم الاستقرار والسلم الدوليين وتعزيز التسامح والتعايش الإنساني، إلى جانب الاهتمام بتقريب وجهات النظر بين الشعوب عبر تفعيل الدبلوماسية الثقافية بكل جوانبها، موضحة أن دولة الإمارات حريصة على تبادل التجارب الناجحة، وتطوير التعاون والعلاقات الدبلوماسية في مختلف المجالات، خصوصاً الصناعة والاقتصاد والثقافة والصحة والعلوم والتكنولوجيا، والقيم الإنسانية المشتركة وغيرها، وبما يخدم الإنسانية بصورة عامة ويساهم في توفير مستقبل للجميع.
وتوضح الوزارة أنّ دولة الإمارات تنظر بإيجابية واعتزاز إلى المنجزات التي حقّقتها بصفتها عضواً منتخباً في مجلس الأمن خلال العامين الماضيين (من مطلع 2022 إلى نهاية 2023)، وما اضطلعت به مهمات وجهود في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي طرحت على جدول أعمال المجلس وما استطاعت أن تقدمه من قرارات تم اعتمادها من قبل المجلس.
وتابعت الوزارة في بيان لها أنّ دولة الإمارات تعتز بما حققته من نجاحات عبر جهود الوساطة وإيلاء الأولوية للحلول الدبلوماسية للنزاعات ومنع نشوب صراعات جديدة، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأهمية تعزيز الاستقرار والاحتكام إلى الحلول السياسية الشاملة في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم، ونشر ثقافة التسامح وتعزيز السلام.
ومن هذا المنطلق، تؤكد وزارة الخارجية على موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ في قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران والذي ينبثق من دعم الجهود السلمية والمبادرات الرامية إلى حل القضية استناداً إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك عبر المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، مطالبة إيران بإنهاء احتلالها للجزر والوقف الفوري لكل الممارسات التي تستهدف تغيير وضع الجزر بما فيها عمليات الاستيطان غير الشرعية.
وأبرزت وزارة الخارجية المساهمات التي تقدمها دولة الإمارات في تعزيز صوت الاعتدال، فتؤكد على ضرورة تعزيز ثقافة التسامح والانفتاح، وعلى أهمية معالجة الأفكار المتطرفة وخطاب الكراهية والعنصرية حول العالم باعتبارها من مهدّدات السلم والأمن الدوليين.
وفي هذا الإطار، وخلال رئاستها مجلس الأمن في شهر يونيو (حزيران) الماضي قامت دولة الإمارات ووفق رؤية واضحة بجهود حثيثة تجاه تعزيز السلم والأمن ومكافحة التطرف والإرهاب وأسبابهما، حيث تمكنت جهودها من اعتماد القرار التاريخي رقم 2686 بشأن التسامح والسلام والأمن الدوليين، والذي تضمّن لأول مرة إقراراً دولياً بوجود ارتباط بين خطاب الكراهية وأعمال التطرف والسلام والأمن الدوليين، كما يظهر حقيقة أنّ العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز العنصري والتمييز بين الجنسين يمكن أن تؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها. ويحث القرار أيضاً على التصدي لهذه الآفات وعلى أهمية العمل في المقابل على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي – وهي من المبادئ الراسخة في سياسة دولة الإمارات على المستويين الداخلي والدولي.
جهود كبيرة لوقف التصعيد في غزةوفي ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية والأزمة في قطاع غزة، كثّفت دولة الإمارات تحركاتها الدبلوماسية منذ اليوم الأول سعياً لوقف التصعيد، والعمل على تحقيق وقف لإطلاق النار وإعادة التهدئة حقناً للدماء، وأعطت الأولوية لحماية المدنيين والمنشآت المدنية وتأمين ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لتقديم المساعدات الإغاثية والطبية.
ولفتت وزارة الخارجية في هذا السياق، إلى الجهود المكثفة والاتصالات الناجحة التي أثمرت اعتماد مجلس الأمن للقرار 2712 وكذلك القرار 2720 الذي يطالب باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض في قطاع غزة.
وشددت الوزارة على أنّ دولة الإمارات دعمت على الدوام كل الجهود المبذولة من المجتمع الدولي الهادفة إلى خلق أفق سياسي وضمان حل الدولتين، وتؤكد على أنّ إقامة الدولة الفلسطينية هو الطريق الوحيد الكفيل بوقف دوامة العنف والمواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل.
كما أشارت وزارة الخارجية في بيانها إلى أنّ الدبلوماسية الإماراتية كانت ولا تزال داعمة للجهود المبذولة للتهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد لإنهاء الصراع في السودان والأزمة الروسية الأوكرانية عبر الحوار والالتزام بالقانون الدولي، وإعطاء الأولوية لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية، وذلك انطلاقاً من موقفها الراسخ برفض استخدام القوة وأي انتهاك لسيادة الدول والحفاظ على سلامة أراضيها واللجوء إلى حل النزاعات بالوسائل السياسية والسلمية.
وفي سياق رؤيتها الشاملة للمفهوم الأوسع للاستقرار العالمي وحل التحديات المعاصرة، استضافت دولة الإمارات مع نهاية 2023 دورة ناجحة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28) بهدف تفعيل الجهود الدولية لحماية كوكب الأرض والبشرية عبر حشد الجهود لتحقيق تقدم جذري في العمل المناخي من خلال حلول مبتكرة وفق منظورٍ شامل جماعي تكامليّ.
وتكلّلت الجهود الفاعلة لدولة الإمارات ومبادراتها الخلّاقة بتحقيق إجماع عالمي بين الأطراف المشاركة في المؤتمر وذلك بإعلان "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي يمهد الطريق لمرحلة جديدة من العمل المناخي الطموح والفعال لتقديم استجابة طموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في اتفاق باريس والمحافظة على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ومعالجة نقص التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه من خلال جمع أكثر من 85 مليار دولار من التمويل، وإطلاق 11 تعهداً وإعلاناً لوضع العمل المناخي العالمي على المسار الصحيح عبر التركيز على تحقيق النتائج والأهداف المنشودة.
والتزاماً بتحقيق الاستقرار والازدهار وإيماناً بأن مستقبل الأمن الإقليمي يعتمد على شراكات قوية متعددة الأطراف، تؤكد دولة الإمارات باستمرار على أهمية التعددية في دعم السلام والأمن والتنمية عالمياً.
وتوضح وزارة الخارجية بأنّ دولة الإمارات وهي إذ تؤسس للمستقبل فإنها تركز سياستها الخارجية على المساهمة الفاعلة في المنتديات الدولية الهامة مثل مجموعة العشرين باعتبارها منصات فاعلة لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار العالمي، ما يعكس التزامها الوثيق بدعم تحقيق الأولويات الدولية في جميع القطاعات.
وبيّنت الوزارة أنّ دولة الإمارات تتبنى استراتيجيات اقتصادية محفزة على التنويع الاقتصادي، وتعمل على بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتنوع يعززه التقدم العلمي والتكنولوجي، حيث تتميز ببيئة أعمال اقتصادية نشطة ومزدهرة وجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تتبوأ المكانة الأولى عربياً، وتحوز مكانة متقدمة على مستوى العالم، إذ تعد مركزاً مالياً وتجارياً واقتصادياً حديثاً، فيما تتمثل رؤية الخمسين عاماً القادمة في جعل الدولة عاصمة عالمية للاستثمار والإبداع الاقتصادي، وحاضنة متكاملة لريادة الأعمال ومختبراً متقدماً للفرص الاقتصادية الجديدة والمشاريع الناشئة.
ويبرز هنا انجاز اقتصادي تاريخي، إذ سجلت التجارة الخارجية غير النفطية رقماً قياسياً جديداً بوصولها لتريليون و239 مليار درهم خلال ستة أشهر فقط العام الحالي ومن المتوقع تجاوزها الـ 2.5 تريليون درهم، ما يؤكد أنّ الدولة ستبقى لاعباً رئيسياً وأحد أهم المراكز العالمية التي تربط شرق العالم بغربه وشماله بجنوبه.
كما شدّدت وزارة الخارجية على أنّ دولة الإمارات التي عملت خلال العقودِ الخمسة الماضية على تعزيز الشراكات الدولية تسير بخطى حثيثة لتعزيزِ القدرة التنافسية لاقتصادها واستدامته واستكشاف فرص جديدة. وفي سبيل تحقيق هذه الغايات وفق رؤية واضحة، أطلقت حزمة مشاريع ومبادرات استراتيجية ضمن "مشاريع الخمسين" تهدف إلى التأسيس لمرحلة متقدمة من النمو على النطاقين الداخلي والخارجي، حيث تسعى إلى أن تصبح عاصمة عالميةً للاستثمار والإبداع الاقتصادي، من خلال توقيعها اتفاقيات شراكة مع دول ذات اقتصادات نشطة ما يمهّدُ الطريق لمزيد من فرصِ التنمية. إذ سيعمل تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية على جذب 150 مليار دولار (550 مليار درهم إماراتي) من الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات التسع المقبلة عبر القطاعات الرئيسية، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال والمهارات المتقدمة والفضاء والتكنولوجيات المتقدمة.
وقالت الوزارة في بيانها إنّ دولة الإمارات أبرمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPAs) مع شركاء استراتيجيين إلى جانب الاستعداد لتوقيع اتفاقيات شراكة مع عدد آخر من الدول الصديقة كجزء من استراتيجية طويلة المدى لتنويع روابطها الاقتصادية وتطوير شراكات دولية قوية في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار. وأشارت إلى أنّ هذه الاتفاقيات تمهد الطريق لمزيد من الفرص لشعوب المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية الحيوية للشرق الأوسط، كما تفتح الآفاق لمزيد من الفرص الاقتصادية المبنية على التجارة الرقمية والتقليدية، وتسهيل وصول أسرع للسلع التي يتم تداولها عن طريق البحر والبر والجو، وكذلك تجارة الخدمات، فضلا عن إطلاق الإمكانات غير المستغلة للتجارة الرقمية وتدفقات البيانات عبر الحدود و"البلوكشين"، فاتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لا تخدم دولة الإمارات فحسب ولكن أيضاً الأجيال القادمة في منطقة الشرق الأوسط.
وبيّنت وزارة الخارجية في البيان أنّ دولة الإمارات ودبلوماسيتها ومؤسساتها الإنسانية ستواصل سياستها في دعم تنمية الإنسان عبر تعزيز جهود القضاء على الفقر، ومواصلة المشاريع التنموية في الدول النامية التي تساهم في دعم الاستقرار والازدهار والتنمية، ودعم الشعوب المتضررة من الأزمات والكوارث. وفي هذا السياق، أكدت أنّ دولة الإمارات تعد من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية قياسا إلى دخلها القومي، حيث بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها خلال العقود الخمسة الماضية إلى أكثر من 190 دولة نحو 95.06 مليار دولار، منها 1.83 مليار دولار خلال العام الماضي.
كما شدّدت الوزارة على أنّ دولة الإمارات ماضية في تحقيق الإنجازات في مختلف الميادين، ومن بينها المحافظة على ريادة الجواز الإماراتي الأقوى دولياً، ما يبرز الجهود التي تقوم بها وزارة الخارجية وبعثات الدولة الدبلوماسية والتمثيلية في الخارج تنفيذاً لتوجيهات ودعم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في خدمة دولة الإمارات وأبنائها، ويؤكد رؤيتها المستقبلية ومساهمتها الفاعلة والمهمة على الساحة العالمية. كما تثمّن الوزارة الممارسات الإيجابية للمواطن في الخارج.
وقدمت وزارة الخارجية الشكر والتقدير لموظفيها وكوادرها في الداخل والخارج الذين تفانوا في عملهم بما يصب في تعزيز صورة دولة الإمارات ودورها الريادي القيادي، وإلى الوزارات ومؤسسات الدولة سواء في القطاعين العام أو الخاص على ما قدمته من دعم في سبيل تحقيق هذا الإنجاز واستمراره طوال الأعوام الماضية، كما تتقدم بالشكر إلى الشركاء الإقليميين والدوليين متمنية لهم التوفيق في تنمية العمل المشترك والذي يصب في صالح تحقيق السلام والأمن والتنمية في العالم.
واختتمت الوزارة بيانها بالقول: تتمنى دولة الإمارات، التي تؤمن بتعزيز جسور الشراكة والتعاون والحوار وبأهمية توطيد السلم والاستقرار، أن يعم السلام والأمن والاستقرار جميع دول وشعوب العالم، وأن يكون عام 2024 عام خير وتنمية وازدهار. كما تتطلّع بكل ثقة وتفاؤل للعام الجديد والسنوات التي ستلي لتعزيز التواصل والدبلوماسية الإيجابية، وتوطيد التكامل الاقتصادي، كأدوات تساهم في تعامل المنطقة مع التحديات ومواجهتها بما يعود بالخير على دولها وشعوبها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات وزارة الخارجیة فی دولة الإمارات السلام والأمن جسور الشراکة ملیار دولار من الدول من خلال فی دعم فی هذا على أن
إقرأ أيضاً:
وزراء ومسؤولون: الشراكة مع نيوزيلندا وماليزيا ترسّخ مكانة الإمارات محوراً عالمياً للتجارة
أشاد وزراء ومسؤولون بأهمية اتفاقيتي الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتهما الإمارات مع نيوزيلندا وماليزيا، مؤكدين أنهما تمثلان خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وترسيخ التعاون في قطاعات حيوية تشمل التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة والزراعة والخدمات المالية، كما تسهمان في دعم أهداف التنوع الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات النوعية، بما يرسخ مكانة الإمارات بصفتها محوراً عالمياً للتجارة والابتكار.
وأشاروا إلى أن الاتفاقيتين تواكب رؤية القيادة الرشيدة لتعزيز التكامل الاقتصادي مع الأسواق العالمية، والتزام الإمارات بتطوير شراكات استراتيجية تحقق المصالح المشتركة، مشددين على أنها توفر أيضاً إطاراً متقدماً لتسهيل التدفقات التجارية والاستثمارية، وتحفيز فرص النمو والابتكار، بما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني ويدعم مسيرة التنمية المستدامة للبلدين.
أكد الوزراء والمسؤولون أهمية اتفاقيتي الشراكة الاقتصادية الشاملة، معتبرين أنهما خطوة نوعية في مسيرة تعزيز التعاون لتوسيع آفاق الاستثمار وتنويع الاقتصاد الوطني، بما يواكب رؤية الإمارات لتحقيق اقتصاد مرن ومستدام يعزز مكانتها كمركز عالمي للتجارة والاستثمار.
وأشار المسؤولون إلى أن الاتفاقيتين تعكس التزام البلدين الإمارات ونيوزيلندا وماليزي بعقد شراكات استراتيجية تعزز التدفقات التجارية والاستثمارية في القطاعات الحيوية، مثل الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي. كما توفران منصة مهمة لتعميق التعاون في الاقتصاد الإسلامي والصناعات الحلال، بما يدعم الأهداف المشتركة للنمو الاقتصادي المستدام.
وقال محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية: «تمثل الاتفاقيتين خطوة استراتيجية بارزة في تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة تدفقات الاستثمار، وترسيخ مكانة الإمارات بصفتها محوراً عالمياً للتجارة والاستثمار الأجنبي المباشر، كما توفر إطاراً متقدماً يسهل حركة رأس المال بسلاسة، مع الالتزام بأعلى معايير التنافسية والشفافية، وهي ركائز أساسية تعزز سمعة الإمارات بصفتها وجهة آمنة وجاذبة للمستثمرين والشركات متعددة الجنسيات، ومن خلال برنامج الشراكة الاقتصادية الشاملة، نجدد تأكيدنا على التزام الإمارات ببناء اقتصاد منفتح وديناميكي يتميز بموقع استراتيجي فريد، يضمن حماية الاستثمارات وتحفيز النمو المستدام لتحقيق الرخاء المشترك.
سمعة مرموقة
قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية: «ستنشئ الاتفاقيتين مزيداً من المسارات للتعاون على تنفيذ مشاريع نوعية، تعمل على دفع عجلة الابتكار ضمن مجال الطاقة النظيفة، والارتقاء بمرونة البنية التحتية، ودعم التطلعات الاقتصادية والبيئية، ما يضمن ريادتنا للتحول العالمي نحو التنمية المستدامة».
فرصة نوعية
يرى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن الاتفاقيتين تعكسان رؤية القيادة بتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي وبناء شراكات نوعية تسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام والإنتاجية الصناعية، وتحفز الابتكار التكنولوجي، وتدعم التنوع الاقتصادي.
وأضاف أنهما تمثلان فرصة نوعية جديدة لتوسيع نطاق التعاون الصناعي، وتوفير منصة مهمة لتشجيع الاستثمارات والمشاريع المشتركة التي يمكنها الارتقاء بالإنتاج الصناعي وتعزيز فرص تصدير المنتجات الإماراتية عالية الجودة، إضافة إلى دفع مسارات الاستثمار الاستراتيجي في مجالات رئيسة.
دور إيجابي
قال عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، إن دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تواصل لعب دور إيجابي في بنائها علاقات اقتصادية وتجارية مستدامة مع الأسواق الاقتصادية الحيوية حول العالم، بما يرسخ مكانتها بصفتها مركزاً اقتصادياً وتجارياً واستثمارياً عالمياً، وفي هذا الإطار تعزز اتفاقيتي الشراكة مع نيوزيلندا وماليزيا، الشبكة التجارية العالمية لدولة الإمارات، ما يسهم في دعم الوصول إلى أسواق جديدة، وزيادة فرص الاستثمار، ورفع القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني على المستوى الإقليمي والعالمي، وبمـــا يتماشى مع مستهدفات رؤية نحن الإمارات 2031، الرامية إلى مضاعفة الناتـــج المحلي الإجمالي للدولة ليصل إلى 3 تريليونات درهم بحلول العقد المقبل.
وقال: «ننظر إلى نيوزيلندا باعتبارها اقتصاداً رئيسياً في منطقة جنوب المحيط الهادئ، حيث تجمعنا أوجه تعاون وشراكة في عدد من القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية والتي من أبرزها التكنولوجيا الزراعية وإنتاج الأغذية والطاقة المتجددة والسياحة، ما يسهم في فتح آفاقاً جديدة لنمو وازدهار اقتصاد البلدين».
اقتصاد قوي
قال محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار: «ستعزز الاتفاقيتين التدفقات الاستثمارية لاستكشاف الفرص المتاحة في مجالات الطاقة النظيفة والبنية التحتية والخدمات اللوجستية والسياحة والإنتاج الغذائي المستدام، وهي ما تتماشى مع أجندة تنويع الاقتصاد التي تتبناها دولة الإمارات، كما تمثل خطوة نوعية للإمارات، حيث ستوسع شبكتنا التجارية وستتيح فرصاً جديدة مع اقتصاد طموح يركز على النمو في منطقة مهمة. إضافة إلى توليد قيمة هائلة مع تعزيز مكانتنا بصفتنا شريكاً استثمارياً موثوقاً».
ومن جانبها، قالت الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة: «تمثل أحدث اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات منصة استراتيجية لمواجهة تحديات عالمية جوهرية، مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ، بفاعلية وابتكار.
وأوضحت ان نيوزيلندا تعد نموذجاً رائداً في الممارسات الزراعية المستدامة واستقلالية الطاقة، ما يوفر لمستثمرينا ومستوردينا فرصاً واعدة لبناء شراكات مثمرة وتوسيع نطاق شبكات التعاون».
الاقتصادات الحيوية
قال ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: «في إطار مواصلة دولة الإمارات تنفيذ برنامج طموح للنمو، نؤكد التزامنا بتوسيع وتوطيد علاقاتنا التجارية مع الاقتصادات الحيوية في المناطق عالية الإمكانات، وتتيح الاتفاقيتين لمصدّرينا وصولاً أكبر إلى سوق مهمة، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في القطاعات ذات الأولوية، ومنها الزراعة والطاقة المتجددة، وتدعم طموحاتنا ضمن مجال الأمن الغذائي». وأضاف: «ستسهم الاتفاقيتين أيضاً في تأمين سلسلــة توريــد مهمــة فــي منطقــة المحيــط الــهـادئ».
تعزيز الشراكات
أكد أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة: «تجسّد الاتفاقيتين التزام الدولة بتعزيز الشراكات عبر أنحاء العالم، ما يعكس رؤيتنا على المستوى الدولي وإيماننا بالتحالفات القائمة على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة».
ولفت إلى أن اقتصاد نيوزيلندا المتين والمبني على التصدير، خصوصاً في قطاعي الزراعة وإنتاج الأغذية، يتلاءم مع الرؤية الاقتصادية لدولة الإمارات بصفتها مركزاً عالمياً للشراكات والخدمات اللوجستية، وعلى مستوى أهم، ستحسّن الشراكة كذلك العلاقات مع الدول الأخرى بالمنطقة، ما يرسّخ مكانة الإمارات بصفتها بوابة للتجارة والاستثمار العالميين، وعبر تعميق علاقاتنا».
وأوضح ان الاتفاقيتين ستتيحان فرصاً جديدة للتعاون، ما سيثمر في دفع عجلة النمو والابتكار المتبادل في القطاعات الناشئة الأساسية لاقتصاد المستقبل».
فيما يرى خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، أن الاتفاقيتين تعكسان رؤية القيادة الرشيدة، واستراتيجية الدولة في تعزيز علاقات الشراكة والتعاون مع دول العالم، وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات المتنامية عالمياً بصفتها وجهة اقتصادية ومالية وتجارية، كما ستُمهدان لآفاق جديدة أمام قطاع الأعمال في البلدين للاستفادة من الفرص الاستثمارية في كافة المجالات، بما فيها الخدمات المالية، إضافة إلى تطوير التعاون المالي والمصرفي بين البلدين، خاصة في مجالات التكنولوجيا المالية الحديثة والتقنيات المتطورة في المدفوعات عبر الحدود، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
العمليات الجمركية
قال أحمد عبدالله بن لاحج، مدير عام الجمارك وأمن المنافذ بالهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، إن الاتفاقيتين محطة بارزة جديدة ضمن مسيرة تطوير شبكتنا للتجارة الخارجية؛ إذ ستبسط العمليات الجمركية وستحسّن كفاءة التجارة بين دولتين تركزان على التجارة. وعن طريق مواءمة الأطر التنظيمية وخفض الرسوم الجمركية، كما ستعززان تدفقات البضائع، وستحسن سلاسل التوريد، وسترتقي بالشفافية التجارية، وسيثمر ذلك عن خفض التكاليف للشركات، وزيادة فرص الوصول إلى الأسواق، وتعزيز تنافسية المصدرين من الدولتين. وتؤكد الاتفاقيتين التزامنا بتمكين التجارة العالمية السلسة ورعاية النمو الاقتصادي ودعم الأعمال في الدولتين.
أما عبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أكد أن الاتفاقيتين تمثلان خطوة تحولية في تعزيز مكانة دولة الإمارات الاستراتيجية بصفتها مركزاً عالمياً للابتكار والتواصل الاقتصادي، كما تعززان دور الإمارات ودبي بصفتها بوابة دولية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ الحيوية، ما يوفر فرصاً جديدة للتعاون وتوسيع النمو عبر قطاعات متنوعة، وتتيح كذلك المجال للتفاعل مع القطاعات المعرفية المتقدمة في نيوزيلندا، خاصة في مجالات التكنولوجيا المتطورة والابتكار المناخي، وتعزيز الروابط الثنائية ضمن قطاعات أساسية مهمة مثل الزراعة والسياحة والنقل.