«علاء نامق» الرجل الذي أخفى "صدام حسين" يبوح بأسراره لـ “البوابة نيوز”: خسرت كل شيء.. ولم أتواصل مع أبناء الرئيس العراقي بعد وفاته
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
فيلم "اختفاء صدام حسين" يوثق فترة غامضة من حياة الرئيس العراقي الراحل
جدل كبير أثاره فيلم "اختفاء صدام حسين" بعد عرضه ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث وثق فيلم المخرج الكردي هالكوت مصطفى، فترة غامضة من حياة الرئيس الراحل صدام حسين، والتي انتهت بمحاكمته وإعدامه يوم 30 ديسمبر عام 2006، في ليلة عيد الأضحى.
يظهر خلال الفيلم علاء نامق الشهير بصاحب حفرة العنكبوت التي وجد فيها الرئيس صدام حسين في إحدى القرى بدولة العراق، يروي علاء نامق أدق التفاصيل في الحياة اليومية التي جمعتة بصدام حسين على مدار 9 أشهر، كان فيها طباخا وسائقا وحلاقا وتابعا وكل شئ على حسب وصفه، لدرجة أنه كان يساعده على الاستحمام مثلما ظهر في أحد مشاهد الفيلم.
التقت “البوابة” بـ علاء نامق وتحدثنا معه عن سبب ظهوره بعد 20 عاما من رحيل الرئيس صدام حسين، ولماذا كان هذا الظهور في فيلم، وما هي الأمور التي مازالت تعيش بداخلها حتى الآن ولم يستطع العمل إظهارها على الشاشة.
في البداية أكد علاء النامق أنه كان يوجد العديد من الإغراءات لظهوره على مواقع ووكالات إخبارية أمريكية وعربية وغيرها ولكنه كان يخشى الظهور في ذلك الوقت، وأن يكون لظهوره نتائج لا يستطيع تحملها.
وقال: “الآن الأمور اختلفت في العراق وأصبح يوجد انفتاح، وهذا الفيلم مسئولية كبيرة وكان لابد من الخروج لقول الحقيقة خاصة بعد انتشار بعض المعلومات المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي حول ذلك الأمر، وكان يوجد ضغط كبير علىّ للتحدث عن الأمر في عدد من الدول، وكنت أرفض، ولكن المخرج هالكوت مصطفى مخرج الفيلم بذل مجهودا كبيرا لإقناعي بالخروج لقول الحقيقة، والأمر استغرق 10 سنوات لتنفيذه، وهو إنسان نزيه وثقت فيه وقررت قول الحقيقة وتقديم الفيلم لإنهاء كل اللغط الذي انتشر، وأوثق حياتي”.
وأضاف: “أنا من عائلة بسيطة، وما فعلته هو في البداية أمر الله، وتنفيذ لأمر والدي الذي علمنا حماية الضيف، وكنت مستعدا للتضحية بحياتي مقابل حماية الرئيس صدام حسين، فهو وثق فينا وجاء إلينا، كان لابد من حمايته، وأمام ذلك خسرنا كل شيء نملكه، وبعدها خسرت والدي الذي رحل بعد عام من رحيل الرئيس صدام حسين، لقد أصيب بالمرض بعد رؤيته لصور التعذيب في سجن أبوغريب، فأعتقد أني وأخي توفينا في الداخل، مما دهور حالته الصحية وتوفى بمرض في الأمعاء”.
وأشار إلى أنه لم يكن من أقاربه ولا من منطقته، وقال: هو كان يبعد عني مسافة كبيرة، لكني عشت معه 9 شهور، اقتربت منه كثيرا، فكنا نطبخ معا ونجلس ونحكي فتم رفع الكلفة بيننا، وأصبحنا أصدقاء، وأصعب شئ هو أن يطلب مني أمر ما ولا أستطيع تنفيذه، فهو طلب مني أنه يريد أن يسجل لاتباعه تسجيلات صوتية، كان لابد أن أرتب له المكان الذي سوف يسجل منه تلك التسجيلات، لأن الأمريكان كانوا يقومون بتحليل صوتي للأصوات المحيطة به، لتحديد مكانه، فاشتريت له راديو من بغداد ليسمع إذاعة مونت كارلو التي كانت تبث تحليل الأمريكان للأماكن التي محتمل وجوده فيها، وبالمناسبة هذا الراديو مازال عند الأمريكان هو وعدد آخر من الأشياء التي احتفظوا بها معتقدين احتواءها على أمور أخرى.
وعن المكاسب التي جاءته من وراء ذلك الأمر قال: الأمريكان أخذوا كل شيء في بيتي وسيارتي وقاموا بهدم المنزل ومساواته بالأرض، وأفسدوا المزرعة الخاصة بي، ولم يتركوا لي أي شيء، بعد إلقاء القبض علي الأمر كلفني الكثير، وبالنسبة لأولاد الرئيس صدام لم يتواصل معي أحد منهم، ولكن بعض أقاربه من بعيد تواصلوا معي، ونزلوا ضيوفا علينا بالبيت أكتر من مرة، وشكروني واستمعوا للموضوع وكان عندهم معلومات حول الأمر".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مهرجان البحر الأحمر السينمائي صدام حسين علاء نامق الرئیس صدام حسین
إقرأ أيضاً:
النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. الشعب معك وخلفك
تحركات مكثفة للرئيس القائد عبدالفتاح السيسى منذ دعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، فى زيارة إلى إسبانيا ثم السعودية لإيجاد طرح بديل وحشد الدعم الدولى لإعادة إعمار قطاع غزة، بالتعاون مع الدول العربية وشركائها الدوليين، لمواجهة دعوات «التهجير»، مؤكداً موقف مصر الثابت الداعى لضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الرهائن والأسرى وإنفاذ المساعدات الإنسانية.
وقد سعت مصر بكل قوة لتطويق طرح ترامب لمشروع التهجير، عبر تحركات شعبية بوقفة حاشدة أمام معبر رفح، وتحركات ميدانية ساهمت فى إدخال أول دفعة من المنازل الجاهزة للقطاع، بعد تعنت كبير من الاحتلال الإسرائيلى، واستطاعت خلال الأسابيع الماضية أن تعزز «الخطة المصرية» لـ«إعادة إعمار قطاع غزة ليكون قابلاً للحياة» دون ترحيل الفلسطينيين، ويضمن «الحفاظ على حقوقهم ومقدرتهم فى العيش على أرضهم»، وأنه لا مناص من إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية، وذلك كضمان وحيد لتحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.
وكلنا استمع إلى البيان «المصرى - الإسبانى» عقب لقاء الرئيس السيسى ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، والذى أكد على حق الفلسطينيين فى البقاء على أرضهم، ورفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار، داعياً المانحين الدوليين إلى الانخراط بقوة فى مؤتمر إعادة الإعمار الذى ستستضيفه مصر، حيث تمتلك مصر القدرات اللوجيستية لاستعادة مقومات الحياة فى القطاع.
ووصف بيدرو مقترح ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه بأنه عمل «غير أخلاقى ويتعارض مع القانون الدولى. غزة ملك للفلسطينيين وهى جزء من دولة فلسطين المستقبلية.. وأى محاولة للتهجير سيكون لها تأثير مزعزع للاستقرار إقليمياً وعالمياً».
ولم تكتفِ مصر برفض مقترح ترامب ومعارضته بكل قوة، بل قامت الدبلوماسية المصرية على جمع دول ومنظمات إقليمية ودولية تساندها من أجل خلق أجواء داعمة للقضية الفلسطينية وثوابتها، والعودة إلى آليات حلها على أساس قوانين الشرعية الدولية التى يحاول ترامب تجاهلها ويسعى قادة الاحتلال الإسرائيلى إلى العصف بها، وناقش الرئيس السيسى الجهود المصرية مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى مكالمة هاتفية جرت قبل أيام.
وقد انضم الرئيس السيسى إلى قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك الأردن، أمس الجمعة، بدعوة من الأمير محمد بن سلمان، فى مدينة الرياض، لعرض خطة إعمار غزة بمساهمات مالية من دول المنطقة، ومتوقع أن تحشد «الخطة المصرية» بما يصل إلى 20 مليار دولار، وكانت الحرب الإسرائيلية التى استمرت 16 شهراً على قطاع غزة، والتى اندلعت فى الثامن من أكتوبر 2023، ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، دمرت حوالى ربع مليون وحدة سكنية، ودمرت أكثر من 90 فى المائة من الطرق وأكثر من 80 فى المائة من المرافق الصحية. وحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن تكلفة إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، وأن غزة بحاجة إلى قرابة ثلاثة قرون ونصف القرن، أى ما يعادل 350 عاماً، للعودة إلى ما كان عليه الواقع قبل السابع من أكتوبر 2023، إذا ما استمر الحصار الإسرائيلى المفروض على القطاع وجرت عرقلة عملية إعادة الإعمار، ومن هنا فإن «الخطة المصرية» المطروحة تركز على التنمية من خلال ثلاث مراحل تستغرق ما يصل إلى خمس سنوات دون إبعاد الفلسطينيين من غزة.
سبق كل ذلك مواقف واتصالات وتصريحات وتحركات مصرية لم تتوقف لحظة واحدة، منذ طرح ترامب فى 25 يناير الماضى دعوته لتهجير سكان غزة لمصر والأردن، وعبّرت مصر عن رفضها التام لخطة ترامب وأنها ستطرح خطة بديلة وتصوراً شاملاً لإعمار القطاع دون إخراج سكانه، وكان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى 29 يناير الماضى، الواضح والمانع لخطة التهجير بأن «تهجير الفلسطينيين ظلم لن نشارك فيه».
وكان لمصر الجهد الأكبر فى «صفقة التبادل» ووقف إطلاق النار، وبشهادة الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن الذى أكد أن هذه «الصفقة» لم تكن لتتحقق لولا الدور الأساسى والتاريخى لمصر فى الشرق الأوسط والتزامها بالدبلوماسية لحل النزاعات.