قال الأمير السعودي تركي الفيصل، الأحد، إن هجوم "طوفان الأقصى"، الذي شنته حركة "حماس" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حطم صورة إسرائيل بأنها "قوة منيعة" في المنطقة، وأعاد إحياء القضية الفلسطينية.

حديث الفصيل، وهو سفير أسبق للمملكة في واشنطن ورئيس أسبق لجهاز المخابرات، جاء في مقابلة مع قناة "الإخبارية" السعودية، مضيفا أن هجوم "حماس" أدى إلى تداعيات منها "تحطيم الصورة التي كانت لدى الكثير من الناس في العالم عن أن إسرائيل منيعة ضد أي قوة ممكن أن تنافسها أو تتحداها في المنطقة".

حصاد عام 2023.. مقابلة خاصة مع الأمير تركي الفيصل#الإخبارية#المملكة_في_2023 https://t.co/65rJLN8EiY pic.twitter.com/D5bX2WWNtC

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) December 31, 2023

وتابع أن من ضمن التداعيات كذلك "التأكيد على أن القضية الفلسطينية حية ولم تمت كما ادعى البعض خلال السنوات الماضية بالقول إن فلسطين شيء منسي ليس للعرب اهتمام به ولا للفلسطينيين اهتمام به".

وشدد على أن "هاتين النتيجتين أتى بهما هجوم 7 أكتوبر الماضي، الذي أيقظ العالم وأكد أن هناك قضية فلسطينية واضطهادا وظلما يُمارس ضد هذا الشعب من قبل محتل يشبه الاحتلالات الاستعمارية بالقرن التاسع عشر".

وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، قتلت "حماس" في ذلك الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

وأضاف الفيصل أن القضية الفلسطينية أصبحت منذ ثلاثة أشهر هي المحور الذي يدور حوله كل اهتمام العالم بصفة عامة.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 21 ألفا و822 شهيدا، و56 ألفا و451 جريحا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

تصريحاتها العلنية ألاعيب.. صحفي أمريكي إسرائيلي: السعودية تريد القضاء على حماس

موقف بايدن

واعتبر الفصيل أن السعودية نجحت في دفع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "التعامل بشيء من الاعتدال مع إسرائيل في حربها ضد غزة بدلا من الاحتضان الكلي".

وأردف: "لا نخشى أن نجابه ما يأتينا من سياسات أو قرارات قد تكون خاطئة، ومثل ما رأينا الآن في قضية غزة فإن الموقف الأمريكي احتضن إسرائيل ومنحها حقوقا تحت مسمى الدفاع عن النفس فاقت بكثير ما هو مسمح به في الأنظمة الدولية والقانون الدولي".

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة بايدن لإسرائيل أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بغزة.

وقال الفيصل إن "المملكة وقفت وطالبت أمريكا بإعادة النظر في هذا الموقف، وأعتقد أنها هي التي أثرت على الرئيس بايدن عندما بدأ يغير في مساره من احتضانه الكلي لإسرائيل إلى موقف فيه شيء من الاعتدال نسبيا أو التوجه نحو الاعتدال نسبيا تجاه فلسطين".

ولفت إلى أنه في حرب عام 1973 بين دول عربية وإسرائيل، عندما اتخذت واشنطن موقفا معاديا للعرب بتزويد إسرائيل بالسلاح والمال، قررت السعودية قطع النفط عن الولايات المتحدة رغم أنها كانت دولة حليفة.

اقرأ أيضاً

نتنياهو: بعد هزيمة حماس سنواصل التطبيع مع السعودية

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

بعد تأييد السعودية.. هل تتخلى مصر عن رفضها المشاركة في قوة عربية في غزة؟

أثار إعلان السعودية دعمها لنشر قوة دولية في قطاع غزة بقرار أممي يهدف إلى دعم السلطة الفلسطينية، تساؤلات حول موقف مصر من هذه الخطوة التي عارضتها مرارا.

في آذار/ مارس الماضي، أعلن مصدر مصري رفيع المستوى أن القاهرة ترفض مسألة إرسال قوات عربية أو مشتركة إلى قطاع غزة، مؤكداً أن "الموقف المصري يرى أن الفلسطينيين هم من يقررون مستقبل قطاع غزة".

التأييد السعودي يأتي في وقت حرج تشهد فيه المنطقة تطورات سياسية وأمنية معقدة، مما يضع مصر أمام تحدي مراجعة موقفها تجاه هذه المبادرة. فهل ستتخذ القاهرة موقفا جديدا يتماشى مع التوجهات الإقليمية، أم ستظل ثابتة على موقفها السابق؟

وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود؛ إن المملكة تدعم نشر قوة دولية في قطاع غزة بدعم أممي.


وفي تصريحات أدلى بها آل سعود في جلسة نقاشية أقيمت الخميس، ضمن اجتماعات المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في العاصمة الإسبانية مدريد، قال؛ إن "المملكة تدعم نشر قوة دولية في غزة بقرار أممي، تكون مهمتها دعم السلطة الفلسطينية".

تأييد أمريكي إسرائيلي
الموقف السعودي جاء بعد أيام من إبلاغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، نظراءه خلال زيارته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط، بأن مصر والإمارات مستعدتان للمشاركة في قوة أمنية في غزة بعد الحرب، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.

هذه المبادرة تؤيدها سلطات الاحتلال بقوة، في 25 يونيو/ حزيران الجاري، أعلن مستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن "إسرائيل تناقش مع الولايات المتحدة كيف يمكن للأمم المتحدة والدول الأوروبية والدول العربية المعتدلة إيجاد بديل لحكم حماس في غزة"، وفق تعبيره.

رفض المقاومة
من جهتها، أكدت حركة حماس، رفضها "لأي خطط أو مشاريع أو مقترحات، تسعى لتجاوُز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة، ورفض أي تصريحات ومواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى القطاع تحت أي مُسمّى أو مبرر".

وفي 30 آذار/ مارس الماضي أعلنت "فصائل تحالف المقاومة الفلسطينية" رفضها مقترح الاحتلال الإسرائيلي إرسال قوات عربية لإدارة قطاع غزة، محذرة من نتائجه وتداعياته.

وحذرت المقاومة من خطورة التساوق مع مقترحات كهذه، لأنها تشكل فخا وخديعة صهيونية جديدة، لجر بعض الدول العربية لخدمة مخططاتها ومشروعها بعد فشلها الكبير في الميدان.

وبشأن دوافع هذا الرفض، يقول الكاتب والمحلل الفلسطيني والرئيس السابق لحملة التضامن مع فلسطين، الدكتور كامل حواش، إن "أي مقترح تقبل به إسرائيل يصب في مصلحتها وليس مصلحة الفلسطينيين، وتأكيد وزير الخارجية السعودي على حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يتناقض تماما مع تواجد دولي وعربي على أراضيهم".


بدلا من ذلك، طالب في تصريحات لـ"عربي21": "السعودية والدول العربية الأخرى الضغط لإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، حيث منُ الضروري الإصرار على دخول المساعدات بكميات ضخمة وبدء إعادة البناء وهو ما يطالب به الفلسطينيون المجتمع الدولي وأشقائهم العرب".

ممانعة مصر
الموقف المصري الرافض حتى الآن في أكثر من مناسبة نقلته صحف محلية عن مصدر مصري رفيع المستوى، أن القاهرة ترفض مسألة إرسال قوات عربية أو مشتركة إلى قطاع غزة.

وقال المصدر إن "الموقف المصري يرى أن الفلسطينيين هم من يقررون مستقبل قطاع غزة ". وأضاف أن "إرسال قوات عربية أو مشتركة لغزة هو أمر غير مقبول".

وأوضح أن "المطروح مصريا هو عودة السلطة الفلسطينية للقطاع ودعمها على النحو الذي يساعدها على الاضطلاع بمهامها".

هل يتغير الموقف المصري
في تقديره، يقول رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المصري سابقا، رضا فهمي، إن "قضية الصراع العربي الفلسطيني منذ إنشاء دولة الاحتلال تقودها مصر وهي المنوط بها الدور الأكبر في القضية لاعتبارات تاريخية وسياسية واستراتيجية، وهناك مقولة للملك الراحل فهد بن عبد العزيز في هذا الصدد أكد فيها أن الملف الفلسطيني هو ملف مصري خالص ولا يمكن إغضاب الشقيقة الكبرى، وهذا العرف السائد في المنطقة منذ عقود".


ويضيف في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنه منذ انقلاب 2013،: "انقلبت الأوضاع كلها رأسا على عقب وأصبح الملف الفلسطيني في آخر اهتمامات النظام المصري الجديد، وظهرت دول عربية مؤثرة على السطح واستطاعت أن تفرض نفسها بقوة وأن تلعب أدوارا محورية في العديد من الملفات ساعدها على ذلك ضعف الدولة المصرية داخليا وانهيارها اقتصاديا، وفتح الباب على مصراعيه لتنازع تلك الملفات ولعب أدوارا رئيسيا بها كما في السودان وليبيا وإثيوبيا الخ".

بخصوص موقف مصر من القوات العربية الذي أيدته السعودية، يرى فهمي أن "موقف مصر هو موقف تكتيكي وليس إستراتيجي أي أن هناك ربما أهداف مصرية من أجل تبني موقف مغاير للحصول على تنازلات أو دعم من الأطراف المؤيدة، وهي تدرك أن ملف من هذا النوع سوف يستغرق حسمه فترة زمنية طويلة خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية".

وأعرب الخبير الاستراتيجي أن "قرار مصر سوف يصبح مرهون، في حال وجود ضغوط دولية، عن البحث عن الثمن المدفوع لتغيير موقفها وتعديله، وإذا كان يكافئ قيمة هذا الموقف الجديد سوف تستجيب لتلك الضغوط دون شك خاصة أنها مجرد تصريحات مجهولة"، رغم تشكيكي في دخول السعودية في هذا الصراع ولكنه ربما رسالة تشجيع لمصر.

غزة يقرر مصيرها أهلها
الشهر الماضي، جددت مصر رفضها دعوات الاحتلال الإسرائيلي تشغيل معبر رفح في وجود قوات إسرائيلية على الجانب الفلسطيني، كما نفت في وقت سابق وجود أي نوع من التنسيق المشترك مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن عمليتها العسكرية في رفح الفلسطينية.


واعتبر البرلماني المصري السابق، الدكتور جمال حشمت، أن "رفض مصر أو موافقتها أو موافقة أي دولة عربية لا يعطي مبررا للتدخل في مستقبل قطاع غزة الذي تدافع عنه المقاومة الفلسطينية وحيدة دون أي مساعدة من تلك الدول سواء المؤيد أو الرافضة للقوات العربية".

وأوضح لـ"عربي21": "موافقة مصر من عدمه ليس هو المهم، مستقبل القطاع مسؤولية فلسطينية لا دخل للعرب أو الغرب فيها وأي وجود عربي في إطار إشراف أو مشاركة لقوات في غزة بعد وقف إطلاق النار فهي خيانة وتآمر على غزة وشعبها الصامد ".

مقالات مشابهة

  • الأردن: اغتيال الأونروا سياسيا مخطط لتصفية القضية الفلسطينية
  • السعودية تؤيد دخول قوات دولية إلى غزة.. ما الذي تغير؟
  • عمرو موسى: إسرائيل تريد القضاء على الشعب الفلسطيني وتريد من يساعدها بذلك
  • بعد مرور 9 أشهر على الحرب بالونات صفراء وسوداء في سماء إسرائيل: إحياء لذكرى قتلى 7 أكتوبر ورهائن غزة
  • بعد تأييد السعودية.. هل تتخلى مصر عن رفضها المشاركة في قوة عربية في غزة؟
  • عمرو موسى: مصر تتبنى القضية الفلسطينية منذ بدايتها.. وأمريكا تستطيع ردع إسرائيل
  • كيف اعترض بايدن طريق مكافحة المجاعة في غزة؟
  • القضية الفلسطينية في ضوء الانتخابات البريطانية
  • إعلام عبري: حماس صاحبة السيادة ولا بديل لها في غزة
  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل