لجريدة عمان:
2024-10-05@14:43:32 GMT

غزة تودّع عاما مليئا بالموت والدمار

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

غزة تودّع عاما مليئا بالموت والدمار

غزة «وكالات»: ودّعت غزة الفلسطينية أمس عاما قاتما مضمخا بالدماء والموت والدمار في ظل غياب أي مؤشرات على إمكانية وضع حدّ قريبا للعدوان الإسرائيلي المستعر في القطاع المدمر والمحاصر والذي يعد الأكثر دموية ودمارا في الأراضي الفلسطينية.

لم تهدأ الغارات الجوية الإسرائيلية، ولم تتوقف المعارك البريّة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس، فيما يسود اليأس بين سكان القطاع المحاصر الذين يعانون تداعيات العدوان اليومية.

واستشهد 40 فلسطينيا على الأقل في قصف ليلي أمس على مدينة غزة وانتشلت 18 جثة حتى الآن فيما دُفن العديدون تحت الأنقاض. وقال محمد بطيحان وهو من سكان غزة: «بعد الانفجار أتينا إلى المنطقة ووجدنا الشهداء أينما كان. استخرجنا حتى الآن تقريبا 15 شهيدا وقد يكون هناك حوالي 30 شهيدا آخر تحت الأنقاض».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 12 مقاتلا فلسطينيا في عدد من المعارك البرية وفي القصف الجوي والمدفعي، مشيرا إلى أنه عثر على أنفاق لحماس ومتفجرات مزروعة في روضة أطفال.

وقال سكان ومسعفون إن الطائرات الإسرائيلية كثفت هجماتها على وسط قطاع غزة أمس في وقت تحتدم فيه المعارك الدائرة حول أنقاض بلدات ومخيمات لاجئين في الحرب التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنها ستستغرق «عدة شهور أخرى» قبل أن تنتهي.

واستهدفت ضربات جوية منطقتي المغازي والبريج في وسط القطاع مما أسفر عن استشهاد ثمانية أشخاص في منزل واحد ودفع المزيد من السكان للفرار إلى رفح على الحدود مع مصر بعيدا عن خطوط جبهة تشتبك فيها دبابات إسرائيلية مع مقاتلين من حركة المقاومة (حماس).

وأظهر تسجيل فيديو نشره الهلال الأحمر أمس الفوضى التي عمت بعد الضربات الجوية في وسط القطاع، كما أظهر مسعفين يعملون في الظلام ويحملون طفلا مصابا من بين حطام يتصاعد منه الدخان.

وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن 21822 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 56451 آخرون في الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر. وأضافت إن 150 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 286 آخرون في غارات إسرائيلية في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة. وأدّت الحرب إلى نزوح كل سكان القطاع تقريبا وعددهم 2.3 مليون نسمة.

وقال مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) على وسائل للتواصل الاجتماعي أمس الأول السبت إن الحرب ونقص الإمدادات دفعا 40 بالمائة من سكان القطاع لخطر المجاعة.

وتمنع إسرائيل دخول أغلب إمدادات الغذاء والوقود والدواء منذ السابع من أكتوبر. وقالت إسرائيل أمس إنها مستعدة للسماح بإيصال سفن من بعض الدول الغربية للمساعدات بشكل مباشر لسواحل قطاع غزة بعد عمليات تفتيش أمنية في قبرص.

وفي آخر تصريحاته قبل أن يترك منصب وزير الخارجية ويتولى منصب وزير الطاقة أمس، قال إيلي كوهين إن الحدود هي المصدر المرجح للتسليح الذي حصلت عليه حماس عبر السنوات الماضية. وقال حسين الشيخ المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة على موقع للتواصل الاجتماعي إن سيطرة إسرائيل على الحدود دليل على قرار «لإعادة الاحتلال بالكامل».

ولم تعلق وزارة الخارجية المصرية بعد على اعتزام إسرائيل استعادة السيطرة على المنطقة الحدودية وعلى ما إذا كانت أسلحة حماس قد دخلت لقطاع غزة من مصر.

وقالت أم محمد (45 عاما) من النازحات عند الحدود: «جئنا هنا من خان يونس على أساس رفح مكان آمن. ليس هناك مكان في رفح لأنها مكتظة بالنازحين... إذا سيطروا على الحدود أين سيذهب الناس؟» ووصفت ذلك بأنه سيكون «كارثة». وتفرض إسرائيل منذ التاسع من أكتوبر حصارا محكما على قطاع غزة الذي كان يخضع أصلا للحصار منذ عام 2007، تاريخ سيطرة حركة حماس عليه، ما تسبّب بنقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والوقود والدواء.

ولا تكفي قوافل المساعدات اليومية التي تدخل القطاع للتخفيف من معاناة السكان، وفق الأمم المتحدة التي أشارت إلى نزوح أكثر من 85 في المائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار أمراض معدية. وأعلنت الأمم المتحدة أن غزة «على بعد أسابيع» فقط من الدخول في مجاعة. ومع احتدام الحرب، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش «المعاناة الإنسانية الرهيبة» و«العقاب الجماعي» للمدنيين الفلسطينيين. ويدعو جوتيريش مع العديد من زعماء العالم بشكل متكرر إلى وقف إطلاق نار فيما تعهدت إسرائيل مواصلة حربها حتى القضاء على حماس.

داخل غزة، ترجو العائلات الفلسطينية التي دفع العديد منها للنزوح إلى أقصى جنوب القطاع مع اقتراب جبهة القتال، أن تهدأ الحرب. وقال محمود أبو شحمة من مخيم للنازحين في رفح عند الحدود مع مصر: «كنا نأمل بأن يأتي عام 2024 في ظل ظروف أفضل وبأن نحتفل برأس السنة في منازلنا مع عائلاتنا». وأضاف أبو شحمة (33 عاما) النازح من خان يونس في جنوب قطاع غزة أيضا: «نأمل بأن تنتهي الحرب ويكون بإمكاننا العودة إلى منازلنا والعيش بسلام».

وتظاهر السبت أكثر من ألف شخص في تل أبيب للضغط على حكومة نتانياهو لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال نير شافران (45 عاما) «آمل بأن يتم التوصل إلى اتفاق آخر وإن كان جزئيا أو أن يتم الإفراج عن بعضهم. أحاول التشبّث بكل ذرة أمل». ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار.

ويبحث وفد من حركة حماس في القاهرة في مقترح مصري لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل.

ونقل موقعا «أكسيوس» الإعلامي الأمريكي و«واي نت» الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية لم يكشفا هويتها، أن قطر أبلغت إسرائيل بأنّ حماس وافقت على مبدأ استئناف المحادثات بهدف إطلاق سراح أكثر من أربعين رهينة مقابل وقف لإطلاق النار.

وردا على سؤال حول المفاوضات، قال نتانياهو السبت إن حماس «أعطت مجموعة من الإنذارات التي رفضناها»، مضيفا «نشهد تحوّلا معينا، (لكن) لا أريد إثارة آمال»، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب

و انت عائد إلى بيتك ، فكر في ذلك الحارس ،الذي كان لا يستطيع ان يضع قدميه في عتبة صالونك .وانت عائد إلى بيتك ، فكر في نفس الحارس الذي كان لا يستطيع ان يمد يديه في صينية الغداء معك إلا بعد ان تغادر انت المكان .فكر كيف سلمته المفاتيح والخزائن في لحظة ما ، وهربت ،كي تعود ، لا تنسى تلك اللحظة.و انت عائد إلى بيتك، فكر في نفس الشخص الذي كنت لا تدفع له من المال إلا ما يسد الرمق ، لكن عندما وصلت مأمنك كم ترجيته ان يبقى في البيت ، وكنت تدفع له اضعاف الأضعاف ، لا تنسى ذلك الرجل .وانت عائد إلى بيتك فكر في ذلك الانسان ، وفكر في نفسك ،كيف كنت ،وكيف أصبحت ،كل ذلك تم بلمح البصر .و انت عائد إلى بيتك ، فكر في نفسك، كم كنت مخدوعا عندما كنت تمارس بلا خجل الاستعلاء العرقي والفكري ضد ابن بلدك .و انت عائد إلى بيتك ، فكر كيف يتساوى بني البشر في صفوف مفوضيات اللاجئين ، لا تنسى تلك الصفوف واحتفظ بتلك البطاقة الصفراء .و آنت عائد إلى بيتك ، فكر في تلك المدينة التي تنام وتصحى على اصوات الدانات ، مدينة الصمود.و انت عائد إلى بيتك، فكر في تلك المدينة ، التي فيها تاجر الخضار شهيد ، و مشتري الخضار شهيد ، وطباخة الخضار شهيدة.و آنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب.وانت عائد إلى بيتك ،فكر في اولئك الأبطال الصامدين، الذين ليس لديهم في الوطن سوى الأكفان ، لكنهم صمدوا .و انت عائد إلى بيتك، فكر في ذلك القائد الذي يقود سيارته بنفسه ويصدمها بسيارة المجرم ، فكر في ذلك الرجل .و انت عائد إلى بيتك، فكر في ذلك المناضل الفدائي الذي يقود سيارة اللاندكروزر بسرعة ١٨٠ درجة فوق حقل الالغام ، فكر في تلك اللحظة .و انت عائد إلى بلدك حاسب نفسك ، وتذكر كم كنت مخدوعا ، عندما كنت تظن بان الأشياء هي الأشياء .و انت عائد إلى بيتك، طهر نفسك من كل الأمراض ، وأعتبر نفسك ما كنت بالأمس انت ، انت اليوم انت .وانت عائد إلى بيتك ، لا تنسى هذه الأشياء / شاكر عبدالرسولإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أخبار غزة اليوم.. الاحتلال الإسرائيلي يطالب سكان وسط القطاع بإخلاء منازلهم
  • الاحتلال يتوغل شمال غزة ويطالب سكان النصيرات والبريج بإخلاء منازلهم
  • بعد عام على الحرب.. ماذا حققت إسرائيل في غزة؟
  • هل تخفف الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله من حدة الحرب في غزة؟
  • دراسة: الخط الساحلي الأوروبي كان مليئاً بشعاب المحار
  • ورشة عمل لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الخاص
  • 30 ألف مريض وجريح مهددون بالموت.. العدو يواصل إغلاق معابر غزة لليوم الـ150
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • إسرائيل تأمر سكان 3 أحياء في لبنان بالإخلاء الفوري
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها