القولون العصبى يصيب 70% من السيدات
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
يعتبر مرض القولون العصبى من أكثر أمراض الجهاز الهضمى شيوعاً فى مصر ودول العالم، حيث تبلغ نسبة المرضى الذين يعانون القولون العصبى فى الولايات المتحدة 15% وفى اليابان نحو 7% بينما ترتفع فى دول مثل المكسيك والبرازيل لتصل إلى 30-40% من تعداد السكان, وقد عرف هذا المرض منذ منتصف القرن التاسع عشر، ويصيب السيدات أكثر من الرجال، و70% من المصابين به من النساء وهو أكثر أمراض الجهاز الهضمى الوظيفية انتشاراً وأكثر الأمراض التى يتم تشخيصها فى تخصص أمراض الجهاز الهضمى عموماً.
ويقول الدكتور رضا الوكيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس ترجع أهمية هذا المرض إذا عرفنا أنه مقابل 15% معدل انتشار هذا المرض فى الولايات المتحدة، فإن معدل انتشار مرض مثل البول السكرى 3% ومعدل انتشار حساسية الصدر 4% ومعدل أمراض القلب 8% ومعدل ارتفاع ضغط الدم 11%, كما ترجع أهميته إلى تأثيره على كفاءة الإنسان فى عمله، فقد فاقت معدلات الغياب عن العمل بسبب هذا المرض معظم الأمراض الأخرى، كما أن تأثير هذا المرض على جودة الحياة التى يعيشها الإنسان قد تزيد على الإصابة بمرض آخر مثل السكر, وعادة ما يصيب هذا المرض من هم تحت سن 45 سنة ويصيب المرض الذين لديهم أقارب يعانون هذا المرض وغالباً ما يصيب الذين يعانون من اضطرابات نفسية ظاهرة أو مختفية، مثل القلق النفسى أو الاكتئاب أو تغيرات الشخصية والمرضى الذين تعرضوا لمواقف أثرت على نفسيتهم أثناء فترة الطفولة.
كما لوحظ أن هناك بعض الأطعمة التى تزيد من معدل حدوث هذا المرض، مثل الإكثار من الشيكولاتة والتوابل والدهون والبقوليات، مثل: الفول والفاصوليا وبعض الفواكه والكرنب والقرنبيط، وقد تتسبب مشتقات بعض الألبان فى زيادة الأعراض وقد تؤدى المشروبات الغازية أو الكحولية للإصابة بمعدلات هذا المرض، كما يؤدى التعرض للضغوط المتواصلة إلى ظهور أعراض وعلامات المرض لأول مرة أو زيادة معدلات الأعراض السابق حدوثها, ولوحظ أن هناك بعض التغيرات الهرمونية التى قد تتسبب فى ظهور الأعراض أو زيادتها عند السيدات وبالذات فى فترات انقطاع الدورة الشهرية أو اختفائها.
ويضيف الدكتور رضا الوكيل: أرجع العلماء السبب فى حدوث هذا المرض إلى عدة عوامل، أهمها التغير فى حركية الجهاز الهضمى سواء بالزيادة أو النقصان وانخفاض عينة الإحساس بالألم بمعنى أن هناك بعض الأشخاص أكثر حساسية بالألم من غيرهم ويشعرون بالألم عند مستويات متدنية، على سبيل المثال: مع تجمع كميات صغيرة من الغازات التى لا تسبب أى إحساس بالألم للشخص العادى، فإن مريض القولون العصبى يشعر بها ويحس بالألم, فقد أثبتت التجارب التى أجريت على المرضى والأصحاء أن إدخال بالون فى الشرج ونفخه لدرجة بسيطة لا يسبب ألماً للشخص العادى ولكنه يسبب ألماً شديداً لمريض القولون العصبى، وقد تكون التهابات الجهاز الهضمى البسيطة والمزمنة أحد الأسباب لحدوث القولون العصبى وكذلك فإن تغير أنواع وكميات البكتيريا الموجودة التى تسكن الأمعاء قد يسبب حدوث هذا المرض, ويتبقى العامل الوراثى الذى قد يسبب ظهور هذا المرض فى بعض العائلات أكثر من غيرها, وللمخ تأثير كبير على حركية الجهاز الهضمى عموماً والأمعاء بالتحديد وتم وصف ما يعرف بمحور المخ مع الأمعاء وهو الاتصال المباشر ما بين المخ والأمعاء.
ويعتمد التشخيص أساساً على الأعراض وبناء على توصيات جمعية روما الطبعة الرابعة التى صدرت فى 2016 فإن هذا المرض يعتمد على وجود ألم بالبطن أو ضيق له علاقة بالبراز وهناك ثلاثة أنواع من مرضى القولون العصبى المريض الذى يعانى من الإمساك والمريض الذين يعانى من الاسهال والمريض الذى يعانى من نوبات إسهال تعقبها نوبات إمساك وهكذا بشرط أن يتم التشخيص بناء على الأعراض بشرط ألا يكون هناك مرض عضوى قد يكوت متسبباً فى هذه الأعراض ويساعد الطبيب فى ذلك ظهور بعض علامات الخطر، مثل ظهور هذه الأعراض لأول مرة بعد سن الخمسين أو حدوث نزيف متكرر من الشرج وفقدان الوزن الشديد أو إصابة المريض بفقر الدم أو وجود فرد فى العائلة يعانى سرطان المعدة أو سرطان القولون أو التهابات القولون المزمنة، وهذا ما يدفع الطبيب إلى اجراء الفحوصات اللازمة للمريض لاستبعاد مثل هذه الأعراض العضوية، مثل الفحص بالموجات فوق الصوتية وتحليل البراز وإجراء منظار على المعدة والقولون وغيرهما من وسائل التشخيص الأخرى.
ويرى الدكتور رضا الوكيل: يتمثل العلاج فى طمأنة المريض وإقناعه بأنه لا توجد خطورة وراء هذا المرض والبحث معه عن وجود أسباب قد تؤدى إلى ظهور هذه الأعراض مع استعراض أنواع الغذاء التى تسبب زيادة الأعراض واستبعاد الأطعمة التى تؤدى إلى زيادتها ويمكن أن يكون علاج الأعراض بالأدوية اللازمة بمعنى أن الإمساك يمكن علاجه بالملينات الطبيعية، مثل الألياف الغذائية التى تمتص المياه فتسبب زيادة حركة الأمعاء ليتم إخراج الفضلات بصورة طبيعية ويمكن استخدام بعض الأدوية التى تتحكم فى عضلات القولون موضعياً فتتغلب على الألم كما تساعد عن انبساط هذه العضلات مما يسبب سهولة حركة الفضلات والإخراج الطبيعى وعلى الجانب الآخر يمكن استخدام بعض الأدوية التى تتحكم فى زيادة حركة الأمعاء, وهناك الكثير من المواد الطبيعية والأعشاب التى تستخدم منذ الزمن القديم ومنها زيت النعناع ولكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب لتجنب الأعراض التى يمكن أن تحدث من هذه المواد، مثل احتباس البول لدى مرضى البروستاتا وارتفاع ضغط العين لدى مرضى الجلوكوما، وقد نلجأ إلى استخدام بعض مضادات الاكتئاب بجرعات أقل بكثير من التى يستخدمها الأطباء النفسيين وقد تؤدى لى نتيجة جيدة كما تم وصف بعض الطرق الأخرى، مثل التنويم المغناطيسى وغيرها دون دليل مؤكد على فائدتها.
وفى النهاية فإن مرض القولون العصبى يحتاج إلى الصبر فى التعامل معه من جانب المريض والطبيب مع تحديد أسبابه لعلاجها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القولون العصبى الجهاز الهضمى هذه الأعراض هذا المرض
إقرأ أيضاً:
دواء يؤخذ مرتين سنويا يخفف الأعراض في التهاب الجيوب الأنفية المزمن
نشر موقع "ميديكال اكبرس" تقريرا قال فيه إن فريقا دوليا من الباحثين، برعاية شركة "غلاكسو سميث كلاين" وبالنيابة عن محققي تجربة "ANCHOR-1 وANCHOR-2"، أجرى تجربتين سريريتين من المرحلة الثالثة لتقييم عقار "ديبيموكيماب"، وهو عقار بيولوجي مضاد لـ"الإنترلوكين 5" طويل المفعول، لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن مع السلائل [الزوائد] الأنفية.
وتظهر النتائج أن عقار "ديبيموكيماب" يحسن بشكل كبير من إجمالي درجة الإعاقة الذي تتسبب به السلائل الأنفية وأعراض انسداد الأنف مع الحفاظ على مستوى أمان مماثل للعلاج الوهمي.
يتميز التهاب الجيوب الأنفية المزمن مع السلائل الأنفية بالتهاب مستمر في الأنف والغشاء المخاطي للأنف، مما يؤدي إلى انسداد الأنف الشديد وضغط الجيوب الأنفية وفقدان حاسة الشم والالتهابات المتكررة. وتشمل العلاجات الحالية "الكورتيكوستيرويدات" الأنفية و"الكورتيكوستيرويدات" الجهازية قصيرة المدى لتفاقم الأعراض والإزالة الجراحية للسلائل الأنفية.
إن الالتهاب من النوع الثاني ينشأ عن عدة أنواع من "السيتوكينات"، بما في ذلك "الإنترلوكين-5 (IL-5)".
وقد أثبتت العقاقير البيولوجية مثل "ميبوليزوماب" (مضاد للإنترلوكين-5)، و"دوبيلوماب" (مضاد للإنترلوكين4Rα)، و"أوماليزوماب" (مضاد للغلوبولين المناعي هـ) فعاليتها في تقليل الأعراض والالتهابات، ولكنها تتطلب فترات جرعات متكررة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
"ديبيموكيماب" هو عقار بيولوجي مضاد لـ"لإنترلوكين-5" طويل المفعول للغاية، تم تصميمه بحيث يتمتع بقدرة ربط معززة لـ"لإنترلوكين-5"، وفعالية متزايدة، ونصف عمر أطول، مما يتيح تثبيط "الإنترلوكين-5" بشكل مستدام وإعطائه مرتين في السنة.
أثبتت الدراسات السابقة للمرحلتين الأولى والثالثة في الربو الشديد قدرته على دعم تثبيط "الإنترلوكين-5" وتقليل عدد الخلايا الحمضية في الدم لفترات طويلة.
وتعد تجربتا"ANCHOR-1 وANCHOR-2" أولى التجارب واسعة النطاق لتقييم "ديبيموكيماب" في المرضى الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن مع وجود سلائل أنفية.
في الدراسة التي نشرت في مجلة "لانسيت" بعنوان "فعالية وأمان تناول عقار ديبيموكيماب مرتين سنويا في علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن مع وجود سلائل أنفية (ANCHOR-1وANCHOR-2)"، أجرى الباحثون تجارب عشوائية مزدوجة التعمية وخاضعة للتحكم الوهمي في مجموعات متوازية لتقييم فعالية وأمان تناول 100 ملغ من عقار "ديبيموكيماب" تحت الجلد كل 26 أسبوعا.
تم تسجيل ما مجموعه 540 فردا، وتم تضمين 528 منهم في التحليل النهائي عبر 190 موقعا سريريا في 16 دولة، بما في ذلك الأرجنتين وبلجيكا وكندا والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا والسويد وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
كان المشاركون في الدراسة يبلغون من العمر 18 عاما أو أكثر، وكانوا يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن غير المسيطر عليه بشكل كافٍ مع وجود سلائل أنفية، وكان لديهم جراحة سابقة أو استخدام سابق لـ"الكورتيكوستيرويدات" الجهازية.
تم توزيع المشاركين عشوائيا بنسبة 1:1 لتلقي إما "ديبيموكيماب" أو دواء وهمي، بالإضافة إلى العلاج القياسي.
من بين 528 مريضا أكملوا الدراسة، أظهر ديبيموكيماب تحسنات ذات دلالة إحصائية مقارنة بالدواء الوهمي في نقاط النهاية الأولية المشتركة. تحسنت درجة السليلة الأنفية (مقياس 0-8) في الأسبوع 52 مع اختلاف في العلاج بمقدار -0.7.
وشملت نقاط النهاية الثانوية انخفاضا في شدة سيلان الأنف، ودرجات "Lund-Mackay CT"، ودرجات "SNOT-22"، واستخدام "الكورتيكوستيرويد" الجهازي. في حين كانت الاتجاهات لصالح "ديبيموكيماب" عبر جميع نقاط النهاية الثانوية، لم تصل جميعها إلى أهمية إحصائية في التجارب الفردية.
كان "ديبوموكيماب" جيد التحمل، مع معدلات مماثلة للأحداث السلبية بين مجموعات العلاج والدواء الوهمي. حدث توقف العلاج بسبب الأحداث السلبية في أقل من 1% من المشاركين. ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات.
أظهر "ديبوموكيماب" انخفاضا مهما إحصائيا في السلائل الأنفية وأعراض الانسداد لدى المرضى الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن الشديد غير المنضبط مع السلائل الأنفية.
وفي حين أن فعاليته تتوافق مع المواد البيولوجية الموجودة، فإن جدول الجرعات المخفض للإعطاء مرتين سنويا يوفر بديلا أقل إرهاقا، مما قد يحسن الالتزام ونوعية الحياة. وتدعم النتائج عقار "ديبيموكيماب" كخيار علاجي طويل الأمد لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن المصحوب بسلائل الأنف.